عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2014, 08:47 PM   #129
يماني وشامخ كياني
حال قيادي
 
الصورة الرمزية يماني وشامخ كياني

افتراضي


التدخل الإيراني في اليمن.. حقائقه وأهدافه ووسائله


مجلة البيان







استغلال القضية الجنوبية للسيطرة على المنافذ البحرية:

نشطت إيران مؤخراً في استقطاب الحراك الجنوبي في الداخل والخارج، إلى الحدِّ الذي ظهرت
معه الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المختلفة في الحراك بهذا الشأن.

فقد استنكر حسن باعوم - وهو ثاني أكبر زعيم انفصالي جنوبي - علاقة علي سالم البيض بإيران
وقال: «لا نريد من البيض أن يتحول من عميل للشيوعية إلى عميل للشيعة الإيرانية»[23].

ويقول القيادي في الحراك الجنوبي العميد عبدالله الناخبي - في تصريح لـ (الجزيرة نت)[24]
-: إن الواقع يفيد بأن أعمال الشغب التي شهدتها عدن مؤخراً، لا سيما التفجيرات وقطع الطرقات؛ يقف وراءها عناصر الحراك
التي تدربت في إيران وبدعم من بقايا نظام الرئيس السابق، مضيفاً أن علاقة بقايا النظام السابق بالحراك المسلّح غير خافية
فهناك سيارات وأطقم عسكرية محملة بالسلاح تُسلَّم للقيادات بالحراك التي تنهج العنف، مؤكداً وقوف نجل صالح الذي يقود الحرس الجمهوري
وأعوانه وراء تسهيل تصدير السلاح والأموال لعناصر الحراك المسلح..
«لتحقيق مقولة المخلوع إنه إذا رحل عن السلطة ستدخل اليمن في حرب أهلية».

وأضاف أن «التدريبات العسكرية لمجاميع من عناصر الحراك التابعة للبيض تجري في إيران وبإشراف الحرس الثوري
وفي لبنان يتولى تدريبهم (حزب الله)، ومن ثم يعودون إلى عدن لخلق الاضطرابات والفوضى».

وفي الفترة الأخيرة ذكر القيادي البارز في الحراك الجنوبي ورئيس (اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لأبناء الجنوب)
محمد علي أحمد -؛ أن أغلب قيادات الحراك ذهبوا إلى إيران لاستجدائها من أجل تقديم الدعم، مشيراً إلى أن إيران تريد تحويل الجنوب
إلى ميدان صراع طائفي. ولفت في الجلسة الختامية لمؤتمر أبناء الجنوب، إلى أن المد الإيراني في اليمن لا يتوقف عند
دعم الحركة الحوثية الشيعية في شمال اليمن، مضيفاً: «إيران طلبت من قيادات الحراك تجنيد وتعليم وتدريب 6500 شاب من الجنوب»[25].

ولم يعد يخفي الانفصاليون الجنوبيون علاقتهم بإيران وترحيبهم بدعمها، فقد سبق أن قال زعيمهم علي سالم البيض:
إن «إيران دولة موجودة في المنطقة وقادرة ولها دور كبير، وهي جارة للعرب وسند لهم، وقد ساعدت لبنان وفلسطين وحزب الله
وما من دولة عربية قامت بما تقوم به إيران من أجل تعزيز الصمود في لبنان في وجه إسرائيل»[26].

وفي ديسمبر 2012م قال: «إن كنتُ قد تسلمت أموالاً من إيران، فإني كنت أفعل ذلك لمساعدة شعبي»[27].

وأهم ما تطمع فيه إيران هو الوصول إلى مضيق (باب المندب) الذي يعتبر من أهم الممرات المائية في العالم
وهو ما يمثل تحكماً وتهديداً في الوقت ذاته لطرق الملاحة والإمداد العالمية[28].

استهداف المناطق السنية:

كشف مصدر حكومي يمني رفيع - لصحيفة (السياسة) الكويتية[29]
أن إيران أنفقت نحو بليون دولار لدعم مخططها لفصل الجنوب، وأنها رصدت ضعف هذا المبلغ لمواصلة تنفيذ المخطط وإقامة دولتين.
واتهم المصدر - الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه - طهران باستغلال الأزمة والأوضاع الاقتصادية المتردية التي مرَّ بها اليمن عام 2011م
وأنها قامت باستقطاب نحو 1200 شاب من صنعاء وعدن وتعز وصعدة، ومناطق أخرى، من بينهم شيعة وسنة، وإرسالهم إلى سورية وبيروت
لتلقي تدريبات عسكرية على يد مقاتلي (حزب الله)، وأنها نقلتهم إلى مدينة (قُم) الإيرانية لمواصلة دارستهم الدينية هناك.
وعبّر المصدر عن مخاوفه من تحويل هذا العدد الكبير من شباب اليمن إلى خلايا تخريبية تتحكم فيها إيران للقيام
بأعمال تجسسية وتخريبية تخدم مصالح طهران عندما تعيدهم إلى بلادهم.

وهناك ابتعاث لطلاب يمنيين يجري على أشُده لإكمال الدراسات الدينية وبعض التخصصات الأخرى في إيران
وهو يحظى بدخول مجموعات «سنية» من الشباب ممن يرون في ذلك فرصة للخروج من مأزق «الحال الواقف» في اليمن[30].

وبعض هؤلاء شكلوا خلايا تجسس تعمل لصالح إيران.
فقد أكد مصدر أمني يمني أن الأجهزة الأمنية أحرزت تقدماً في تفكيك خلايا إرهابية في مدينة تعز ترتبط بصورة مباشرة بـ «الحرس الثوري الإيراني»[31].

وتعدّ محافظة تعز واحدة من أهم المناطق اليمنية السُّنية التي يستهدفها المشروع الإيراني مذهبياً وسياسياً وأمنياً.
ويرى الخبير اليمني في علم الاجتماع السياسي - الدكتور عبد الملك محمد عبد الله عيسى -، أن الوجود السياسي للحوثيين في تعز
أدى إلى دخول العامل الديني في الصراع داخل المحافظة «رغم أنها مكون ديني واحد، وهو الشافعية».. وقال إن هذا العامل
«يدفع - بحكم تركيبة المجتمع المناطقية والدينية والانقسامات العشائرية الموجودة في اليمن - إلى رد فعل»
فوجود الحوثيين في تعز «سيؤدي إلى نشوء طرف آخر موازٍ» لهم «من أجل الحفاظ على الهوية»
موضحاً أن «هذا شيء طبيعي في تدافع الجماعات الدينية والجماعات التقليدية»[32].

من جهته، أشار محافظ محافظة تعز السابق - حمود خالد الصوفي - إلى أن «تعز تطل على باب المندب، وتقع في أهم مكان في الجغرافيا الإقليمية».
وقال: «نحن الآن في الوطن كله وفي تعز بالذات محاصرون بالأساطيل وبالفوضى في الصومال وبالتواجد الإيراني والإسرائيلي في المنطقة»[33].

ختاماً:


يظهر مما سبق أن السياسة الإيرانية لا تختلف كثيراً عن سياسات الدول الاستعمارية، حيث تتدثر بالشعارات البرّاقة لتعيث في الأرض الفساد
ولسان حالها يقول: «إنما نحن مصلحون»، بينما الواقع يقول: «إنهم هم المفسدون».
فقد دمر الاتحاد السوفييتي جزءاً واسعاً من العالم تحت شعار مقاومة «الرجعية والإمبريالية»
والغرب جاء بشعار «الحرية، والديمقراطية، وحرية الإنسان» كغطاء لنشر الدمار والخراب في الأرض..
وها هي إيران تسير على نفس الدرب رافعةً بإحدى يديها شعارات «الممانعة» و«الموت لإسرائيل وأمريكا»
بينما اليد الأخرى تبطش بالمسلمين سفكاً وتنكيلاً، وما أحداث سورية واليمن عن واقع هذا الحال ببعيدة.

** إيران تنخر كيان الأمة ( ملف خاص )

:: مجلة البيان العدد 307 ربيع الأول 1434هـ، فبراير 2013م.

[1] من الناحية العقائدية الشيعية والقومية الفارسية يُعد المسلمون السنة والعرب العدو الأول والحقيقي في نظر إيران
وليس إسرائيل والدول الغربية التي قد تقع بينها وبين إيران خلافات وربما صراعات تقتضيها ظروف التنافس والتسابق
على تحقيق المصالح، حسبما هو معروف في واقع العلاقات بين الدول؛ ولهذا ليس غريباً أن يظهر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد
في أغسطس 2006م ليعلن أن بلاده لا تشكل خطراً على إسرائيل. وتكرر المشهد في يوليو 2008م بإعلان نائب الرئيس الإيراني وصهره
- أسفنديار رحيم مشائي - أن ايران هي صديقة الشعب الإسرائيلي. وقال - بحسب ما نقلت عنه صحيفة (اعتماد) ووكالة أنباء (فارس) المعروفة
بقربها من التيار الإيراني المتشدد -: إن إيران اليوم هي صديقة الشعب الأمريكي والشعب الإسرائيلي..
وقال: «إننا نعتبر الشعب الأمريكي بمثابة أحد أفضل شعوب العالم». صحيفة (القدس العربي)، في 7 يوليو 2008م.

[2] يقول حسن نصر الله أمين عام «حزب الله» اللبناني:
«ما تقوم به إيران في منطقتنا إنما تؤدي به واجبها الإلهي، وهي منسجمة مع عقيدتها ودينها». صحيفة (الشرق الأوسط)، في 14 أكتوبر 2010م.

[3] الكتاب مطبوع ومتوفر لمن أراد الرجوع إليه، ومنشور على الشبكة الإلكترونية. انظر:
الحوثية في اليمن.. الأطماع المذهبية في ظل التحولات الدولية، مركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث، صنعاء.
بالتعاون مع المركز العربي للدراسات الإنسانية، القاهرة، الطبعة الأولى 2008م، ص 87.

[4] بعد إثارة الرئيس هادي لقضية خلايا التجسس الإيرانية التي تمَّ كشفها في اليمن، تأزمت العلاقة بين البلدين
وسعت إيران لتطييب خاطر القيادة اليمنية؛ فأرسلت وفداً رسمياً إلى صنعاء برئاسة نائب وزير الطاقة مسعود حسيني
حمل معه دعوة رسمية من الرئيس الإيراني إلى الرئيس اليمني لحضور قمة دول عدم الانحياز التي عقدت في طهران
يومي 30 و31 أغسطس 2012م. كما قدم الوفد الإيراني عروضاً اقتصادية كان أبرزها:
دعم قطاع الطاقة الذي يعاني أزمة كبيرة في مجال الكهرباء، وكانت الحكومة اليمنية في تلك الفترة تقوم
بمفاوضات مكثفة مع بعض الجهات الخارجية بحثاً عن حلول لهذه الأزمة.

  رد مع اقتباس