عرض مشاركة واحدة
قديم 07-10-2015, 01:17 AM   #182
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


جولة في ربوع الضالع المحررة



الخميس 09 يوليو 2015 11:38 مساءً
تقرير/ إبراهيم اليافعي

سمعت أن الضالع تحررت من رجس الحوثيين، لكن ليس من سمع كمن رأى، فبعد أن

سمعت أخبار تحرير هذه المدينة، أحببت أن أراها بأم عيني بعد تحريرها. زرت

هذه المدينة قبل شهرين، وكانت شاحبة حزينة كأن طرقها وأزقتها ومبانيها

تريد أن تتحدث لك عما أحدثه الغزاة قبل أن يحدثك أهلها أنفسهم، زرتها

أيام تدنيس الغزاة لترابها، فأذكر أنني لم أجد فيها إلا دوي المدافع،


وزخات الرصاص، وعلى الرغم من كثرة محلاتها ومتاجرها إلا أنها مغلقة،

وأصبحت مدينة أشباح، ولم أجد حينها إلا دكانا واحدا مفتوحا، فتحه ليقدم

خدماته بما بقي به من النزر اليسير من الماء وبعض البسكويت. هكذا ظلت

الحالة مصورة في ذهني، حتى زرتها مرتين في 13 رمضان و 17 رمضان فوجدتها-

أي وهي محررة- فوجدتها تشهد حركة بشرية وتجارية وحيوية كانت المدينة

محرومة منها لأشهر، بل وأنت تتسوق فيها تجد من يعبر لك بفرحة النصر

والتحرير، بل أبناؤها تجدهم يفتخرون أنها أول مدينة يتم تحريرها.

القناص ومحاولات الإنقاذ:

يقول محدثي: إن من الأخطاء الفادحة التي كانت لدى شباب المقاومة هو عندما

يقوم قناصة الحوثي من فوق أحد المباني باستهداف أحد المقاومين أنه عندما

يسقط في الأرض سواء قتيلا أو مصابا فإن الشباب - وبدافع النخوة والحرص

على زميلهم المقتول أو المصاب- فإن أحد الشباب يبادر لسحبه أو إنقاذه

وقناصة الحوثي بانتظاره، ثم يسقط الثاني برصاص القناصة، فيبادر الثالث

للإنقاذ وكذا فقدنا الكثير من خيرة الشباب بسبب ذهابهم إلى مرمى نيران

القناص.

نساء بعزم الرجال وأطفال بهمة الكبار:

كنت أتصور أن الضالع قاومت ببسالة رجالها فقط، لكن أحد المتحدثين إليّ

ينفي عني تصوري هذا، فيقول: إن الضالع حشدت كل طاقاتها برجالها ونسائها

وأطفالها حتى أن النساء والأطفال كان لهم النصيب الأكبر في تحرير الضالع،

فقد قدموا خدمات للمجاهدين ومشاركة في الأعمال العسكرية التي استفدنا

منها كثيرا في تحرير الضالع. أنا بدوري كصحفي لا أكشف الأعمال العسكرية

التي تقدمها النساء والأطفال حتى تبقى في طي الكتمان ولا يطلع عليها

الغزاة، من أجل يستفيد منها المقاومون.

الإعلاميون والمفسبكون وضررهم على المقاومة في الضالع:

تحدثت مع عدة مقاتلين في الضالع فقالوا إن بعض أخبار المفسبكين

والإعلاميين يكون ضررها علينا أكثر من نفعها، حتى أن الحوثيين يستفيدون

من أخبار هؤلاء المفسبكين بل ويعتبرونها قاعدة معلومات وإحداثيات ورصد،

ويعتمد عليها الحوثيون بشكل كبير باعتراف الحوثيين أنفسهم- كما قال لي

المقاتلون- وأريد أن أنبه الإعلاميين والمفسبكين وأضع لهم هنا مثالين

يخطئون فيهما ويخدمون الحوثيين من حيث لا يشعرون:

الأول: يقوم الحوثيون برمي مواقع المقاومة بقذائف الهاون، وتكون أحيانا

إصابة الهدف محققة، لكن الحوثيين لا يعرفون هل أصابت الهاون الهدف أم لا،

فيأتي بعض الإعلاميين فيكتب الخبر العاجل بمقتل أو إصابة عدد من مقاتلي

المقاومة بسبب قصف من قبل الحوثيين وهكذا.. والحوثيون يقرأون الخبر

ويتابعون مثل هذه الصفحات والمواقع؛ مما يدفعهم لتركيز القصف بعد أن أكدت

لهم هذه الأخبار أنهم أصابوا الهدف. وهذا خطأ لا بد على الإعلاميين أن

ينتبهوا له.

ثانيا: تقوم المقاومة بالتجهيز للقيام بهجوم على متارس ومواقع والحوثيين،

وقبل القيام بالهجوم يكون بعض الإعلاميين على اطلاع بتحركات المقاومة،

ويقومون بنشر الأخبار مباشرة قبل انطلاق المقاتلين- من باب التشجيع

والحماسة- مثلا: بعد قليل أو بعد ساعات ستشن المقاومة هجوما على مواقع

الحوثيين.. وربما يحدد أسماء المواقع الحوثية التي تنوي المقاومة الهجوم

عليها، ويكون الحوثيون حينها قد قرأوا الخبر من الصحفي المتسرع، وعرفوا

متى الهجوم؛ مما يجعل الحوثيين قد استعدوا للمقاومة بشكل جيد.. لذا وجب

التنبيه.

ليلة التحرير:

يحدثني أحد المقاتلين قائلا: بدأنا في ليلة تحرير المدينة الساعة الثانية

عشر ليلا واستمر خط ناري متواصل حتى قرب الفجر، واختلطت حينها أصوات

الرشاشات وغيرها من الأسلحة مع أصوات التكبيرات وما أتى الفجر إلا

والمدينة محررة من رجس الغزاة، ويضيف محدثي: قدمت المقاومة في تلك الليلة

سبعة عشر شهيدا، بينما عشرات من جثث الحوثيين متناثرة في المواقع

والشوارع، والبقية منهم مع سماع التكبير رموا أسلحتهم وهربوا.

التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس