الشمال الانفصالي
2018/11/11 الساعة 09:16 PM
محمود عبدالله الردفاني
إرشيف الكاتب
بدأت مرحلة الفرز بين الشمال والجنوب ، فاختيار قيادات شمالية لشغل مناصب كبيرة في حكومة هادي جلهم من أعضاء الإصلاح أو مناصريه يعتبر الطعنة الأخيرة في قلب الوحدة التي يدعون بأنهم يتمسكون بها كمشروع وطني كبير؛ لكن الممارسات من أعلى سلطة في هرم الشرعية توحي إلى تغير نوعي في المزاج.
ففي حين أن الحوثي قسم ظهر البعير اليمني بانقلابه على النظام الجمهوري وتكريسه لنظامه السلالي الكهنوتي الرجعي المتخلف الذي يعتمد منهجه على العنصرية السلالية وأحقيتهم في الولاية (ولاية الفقيه ) وبهذا كرس الانفصال من أوسع أبوابه ، إلا أن الجنوب السني يرفض دينيًا وعقائديًا ومذهبيًا هذا المنهج الإيراني الدخيل.
لم يتبقَ سوى نعيق الإصلاح من داخل جلد الشرعية الجوفاء الميتة إكلينيكيًا (الموت السريري ) ومن داخل جلدها يتكلم المس الإخواني ويهذي ويصدر قراراته الخرقاء التي تستهدف ما أبقاه الحوثي من شعرة معاوية بين الشمال والجنوب ليقطعها ويقطع معها كل أحلام اليقظة التي تراودهم بين الفينة والفينة الأخرى والتي تهذي بها قنواتهم (التركي قطرية) المهووسة بتركيع الشقيقتين السعودية والإمارات ).
إن التعيينات الأخيرة والعصف بما تبقى من قيادات جنوبية في حكومة الفساد الشرعية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أهمية ومصداقية ما ذهب إليه الجنوبيون من مطالب في فك الارتباط مع هؤلاء الغير منضبطين والعنصريين والفسدة الرعاع.
إن مطلب فك الارتباط أصبح ضرورة ملحة يجب على الإقليم والمجتمع الدولي تفهمه لمصلحة الجميع بلا استثناء.
وهنا يتطلب من قيادتنا العليا في المجلس الانتقالي وفروعه في الخارج العمل وبجهد مضاعف لإيصال مثل هذه الحقائق والثوابت في جسم الأزمة اليمنية وحلحلتها في اتجاهها الصحيح وعدم السماح للالتفاف عليها من قبل الحوثي والشرعية على حد سواء .
يجب أن تنشط مكاتب الانتقالي والجاليات الجنوبية في الخارج لتوضيح الصورة الحقيقية وخفايا النزاع في اليمن الذي دأبت ما تسمى بالشرعية على تضليل العالم وحرف مسار القضية لمصالحهم الذاتية في إطالة أمد الحرب وإظهار القضية اليمنية على أنها انقلاب على الشرعية وليست صراعا مزمنا بين شعبين سببه وحدة فاشلة انتهت في حرب صيف 1994م باجتياح الشمال للجنوب وتدميره وقتل شعبه بفتاوي حزب الإصلاح التكفيري الإرهابي .. حانت ساعة العمل لكل الجنوبيين كلٌ في مكانه وحيث يستطيع إيصال الرسالة وبقوة بعد أن أصبحت أرض الجنوب تحت سيطرة أبنائه الميامين.
ألأمناء