عرض مشاركة واحدة
قديم 04-13-2011, 03:44 PM   #5
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.

في وسط تلك الأجواء السياسية والاجتماعية المضطربة قام عمر عبيد بن عبدات المدعوم من اخيه الثري صالح عبيد بالاستيلاء على الغرفة سنة 1924م ، وقام بتحصنيها وبنى حولها سورا وعددا من الدور وسعى نحو كسب القبائل المعادية للقعيطي ( الحموم والصيعر ) ومن أجل كسب ولاء بقية طبقات المجتمع الحضرمي عمل بن عبدات على القضاء على الظلم داخل اسوار مدينة الغرفة ونادى بالمساواة بين جميع ابناء طبقات المجتمع الحضرمي الواحد ، وربما كان ذلك تحت تأثير افكار حركة الارشاد التي تأثربها في مهجره الاندونيسي ، كما منع القبائل من حمل السلاح في الغرفة وضرب نقودا باسمه وطرحها في الاسواق للتبادل التجاري فاتسع نفوذه خاصة بعد ان جلب من ثروته من شرق آسيا أموالا كثيرة من اجل غاياته نحو تحقيق مشروعه في الاستقلال عن تبعية السلطنتين القعيطي والكثيري .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أثارت تصرفات بن عبدات ضغينة ابناء عمومته ( آل عامر ) وفخيذته التي ينتمي اليها ( آل عمر ) كما اثارت انزعاج السلاطين القعيطي والكثيري وتشكل حلف شنفري مناهض لبن عبدات بقيادة الزعيم الكثيري سالم بن جعفر بمؤازة السلطنة الكثيرية وجرت المناوشات بين الفخائذ المتحالفة من جهة وبين بن عبدات من جهة أخرى ثم توسع الحلف بدخول السلطنة القعيطية التي كان يمثلها حينئذ وزيرها السيد حسين بن حامد المحضار الذي وقع مع السلطان منصور بن غالب الكثيري والشيخ سالم بن جعفر الكثيري حلفا معاديا لبن عبدات وكان ذلك عام 1924م


وسط الصورة يبدو الشيخ سالم بن جعفر الكثيري

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

جرت المناوشات الأولى من قبل المتحالفين ضد بن عبدات حول اسوار الغرفة حينها كان شاعرنا خميس سالم الكندي فتى يافعا لم يتجاوز عمره العاشرة من السنوات ، ووسط هذه المدينة المحاصرة قضى طفولته فيها وهو يشاهد كيف استبسلت قوات ابن عبدات في الدفاع عن الغرفة ، ولعل ذلك كان محل اعجاب ببطولة ابن عبدات والاعجاب بشجاعة المدافعين عن اسوار وحصون مدينته ( الغرفة ) وكانت الفترة بين 1928م - 1939م فترة استعداد دائم واستنفار لبن عبدات وقواته الغير نظامية ، فحفرت الخنادق الطويلة وتم بناء عدة تحصينات قوية وتم شراء المؤونة والذخيرة العسكرية . استعداد للقادم المجهول.

كانت السلطات البريطانية في البداية على موقف من الحياد وحين قدم المستشار البريطاني انجرامس وبدأ في توقيع اتفاقيات الاستشارة سنة 1937م مع القعيطي ومن بعده الكثيري شرع في وضع خطته ( الى الأمام ) والتي تبنى فيها ارساء قواعد الصلح والاصلاح بين القبائل الحضرمية المتناحرة ، قال الاستاذ محمد عبدالقادر بامطرف في كتابه ( الاقطاعيون كانوا هنا ) ص 30 ( سعى بن عبدات من جهته ليبرم هو الآخر معاهدتي حماية واستشارة مع الانجليز ، وأكد أنه سيدفع مرتبا إضافيا لمستشاره البريطاني من جيبه الخاص وسيوفر له دارا مناسبة ))

ولم يستجب البريطانيون لرغبة بن عبدات ورد عليه انجرامس بأنه يعترف به زعيما لآل عمر ولكنه لايعترف به سلطانا بجانب الكثيري .

في عام 1939م توفى عمر بن عبدات وخلفه ابن أخيه عبيد بن صالح بن عبيد قال بامطرف في المرجع السابق ص29 (( كان عبيد صالح بن عبدات رجلا طموحا ومن كبار زعماء حزب الارشاد ولذلك كان يكره العلويين ويسخر من المادة السادسة من معاهدة عدن 1918م التي نصت على وجوب احترام السادة العلويين حسب النص العربي لها ويعدها رشوة للعلويين لكي يؤيدوا السياسة البريطانية ))

واصل عبيد بن صالح بن عبدات بناء التحصينات وتعزيزها ورفض توجيهات المستشار البريطاني انجرامس بالخضوع للسلطنة الكثيرية ، وتلاحقت التطوارات نحو المواجهة مع بريطانيا بين الفترة من 1939م -1945م حيث باشرت الاعمال العسكرية البريطانية حصار الغرفة وفي عام 1944 طلب الحاكم البريطاني في عدن من قائد القوات الجوية الملكية البريطانية مساعدة القوات المتحالفة ضد بن عبدات للقضاء عليه ، وعلى ضوء ذلك قامت الطائرات البريطانية بطلعات استطلاعية حول منطقة الغرفة وحشدت القوات في يناير 1945م وكان حينها قد انتهت خدمة المستشار انجرامس في عام 1944 م وغادر حضرموت . وحل محله المستشار ( فنست جلينداي ) والذي أمر رسميا الى قائد القوات المحتشدة مباشرة العمليات العسكرية والاستيلاء على الغرفة وتجريد المسلحين من السلاح واخلاء الغرفة من الذخيرة وازالة التحصينات والسور والقبض على بن عبدات والاستيلاء على تحصيناته ودوره وممتلكاته .

بدأت العمليات العسكرية صباح يوم 6 مارس 1945م وحلقت الطائرات البريطانية فوق الغرفة وألقت منشورات تحذر السكان من الهجوم وتنصحهم بالاحتماء في اماكن آمنة وبعيدة عن مسرح العمليات وفي عصر ذلك اليوم وجه المستشار ( جيلنداي ) اشارة لبن عبدات بمنحه فرصة أخيرة للاستسلام على اساس شروط الأنذار ورد بن عبدات برسالة يطلب التفاوض بضمان سلامة الوفد وفي فجر 7 مارس 1945م لاحت الاعلام البيضاء على اسوار الغرفة اعلانا للاستسلام وفقا للشروط البريطانية ودخلت القوات المحتشدة الغرفة وسلم عبيد صالح بن عبدات نفسه للمستشار البريطاني ( فينست جيلنداي ) حيث اقلته طائرة الى عدن ثم اجبر على النفي الى اندونيسيا حتى وافاه ربه في منفاه سنة 1963م .

أثناء ذلك الحصار وتحليق الطائرات البريطانية فوق الغرفة قال الشاعر خميس سالم كندي بضع قصائد وأقوال في مساجلات ذاعت منها وصفه لتحليق الطائرات وصمود عبيد بن صالح بن عبدات قال كندي :

ردوش ياالغرفه كما برلين= مستر جرامس هو وشمبرلين
اربع تضلي فوقها يخوين= يسرحن من لندن ولايلهين
يقذفن على الغرفه قنابل محرقه الله عانه=
من شرقها لاغربها قوات والعسكر محطين=
ابوحمد لاخرّج الفين =ماحط تنهوسه ولا يهوين
بالجيش حصنها وحط مثناتها قوه وزانه=
شكّل رباع الحول كله بالعساكر والبداوين=

التوقيع :
  رد مع اقتباس