عرض مشاركة واحدة
قديم 04-17-2011, 07:08 PM   #22
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.

في مطلع عام 1941م بدأت المجاعة في عدد من الوديان الحضرمية، ولم ينتصف عام 1943م إلا وانتشرت المجاعة في جميع مناطق وادي حضرموت كافة ، وتعد المنطقة الواقعة بين القطن وقبر نبي الله هود أكثر المناطق تأثراً بالمجاعة وكانت هناك عدّة أسباب أدّت لظهور المجاعة منها على سبيل المثال : موجة الجفاف الذي عم حضرموت بسبب انقطاع الإمطار مدة ثلاث سنوات . وانقطاع التحويلات المالية من مهاجري الحضارمة ، حيث يعيش قطاع كبير من السكان على هذه التحويلات. فقد انقطعت التحويلات المالية من شرقي إفريقيا والحبشة والصومال بعد إعلان إيطاليا الحرب على الحلفاء في يونيو 1940م. وانقطعت التحويلات من جنوبي شرقي آسيا بعد اجتياحها من قبل اليابان من ديسمبر 1941 إلى مارس 1942م.

واجه الحضارمة هذه الظروف الصعبة مواجهة صعبة استمرت بين عامي 1941 - 1945م ،و راح ضحيتها نحو عشرين ألفا. وتمت مواجهتها على الأصعدة كافة: شعبياً، ورسمياً من قبل حكومتي حضرموت ومن قبل السلطة البريطانية. ولكن كانت المبادرة الشعبية هي السباقة، فكان الناس يكفل بعضهم بعضا، وتشكلت في ساحل حضرموت جمعيات خيرية لمساعدة المتضررين وللحد من آثار المجاعة،

وتشكلت الجمعيات الخيرية بواسطة الخيرين من الحضارمة الشرفاء ...!! منها جمعية التعاون الخيرية ، والتي كانت توزع مئات الأرغفة يوميا ، وجمعية المواساة التي أسسها أغنياء المكلا. وفي المكلا أيضا تشكلت لجنة موظفي الدولة برئاسة الشيخ عبد الله بكير لمساعدة الفقراء، وقد تبرع الموظفون بنسبة 1 % من مرتباتهم. وتأسست الجمعية الخيرية، وكان صاحب الفكرة الشيخ القدال مدير المعارف في السلطنة القعيطية، ويأتي دخل الجمعية من مبلغ يجمع من الجمارك على البضائع الواردة. كما قدم الأغنياء الحضارمة في عدن وإثيوبيا وشرقي إفريقيا تبرعات نقدية وعينية لمساعدة منكوبي المجاعة. وتبرعت الحكومة المصرية بمبلغ عشرة آلاف جنيه لإغاثة المنكوبين.

وللحق والتاريخ قامت بريطانيا بالرغم أنها الدولة المستعمرة و الرئيسة في دول الحلفاء وكانت تواجه حصارا شديدا من قبل الالمان والطليان ، قامت بمسؤولياتها الأخلاقية تجاه حضرموت والشعب الحضرمي أثناء تلك المجاعة ، فقد بدأت الإغاثة البريطانية وإن كانت متأخرة قليلا عن الإغاثة الشعبية. بعد التقارير التي بعثها إنجرامز وزوجته، التي قامت برحلة بواسطة الجمال في إبريل 1943م، قطعت خلالها مسافة 500 ميل في مناطق البادية برفقة فرقة من جيش البادية وشاهدت آثار المجاعة ، فإن حاكم عدن هول قد بعث إلى وزارة المستعمرات يصف لهم تردي الأوضاع في حضرموت، طالباً تقديم المساعدات للتخفيف من آثار المجاعة، في برقيتين الأولى في الحادي والعشرين من مايو، والثانية في التاسع والعشرين من مايو 1943م. وقد قدر المبلغ المطلوب في هذه المرحلة بـ 30.000 جنيه إسترليني. ووافقت وزارة المستعمرات على تقديم هذه المنحة.
وقام سلاح الجو البريطاني ينقل مواد الاغاثة جوا الى المناطق النائية ورميها من الجو ووصلت مواد إغاثة عبر الميناء البحري .

في حين قامت أسرة آل الكاف متمثلة في المحسن الكبير السيد أبو بكر بن شيخ الكاف وأخواه عبد الرحمن وعمر بالعمل من جانب في الإصلاح في حضرموت. و انفاق الأموال الطائلة في سبيل الإصلاح، وتعبيد الطرق وادخل العربات الى وادي حضرموت صرف المبالغ على التعليم والصحة، وحفر الآبار، واعانة الناس في المجاعة وإعانة الفقراء والمحتاجين ، وإنفاق الأموال الكثيرة لهذا الجانب الانساني .

في المقابل استغل عبيد صالح بن عبدات تلك الأزمة الانسانية ( أزمة المجاعة ) وتعمد نهب قوافل الإغاثة كما جاء في الوثائق التي وضعتها سابقا من أجل غاياته السياسية والاجتماعية والعسكرية ، وفي هذه الأزمة لم ينفق عبيد صالح بن عبدات ريالا واحدا على الجوانب الانسانية أثناء المجاعة ، بل كان يبعث البدو من الحموم والموالين له يعيثون في الزراعة الباقية وقطع النخيل ، وتفرد قبليا وسط اسوار الغرفة وظهر للجميع بطابع نقمته في تصرفات غير مسؤولة أوواعية بهدف اخلال بالأمن والسكينة في تمرده اليائس والفاشل
.

صورة الغرفة من الجو بواسطة سلاح الجو البريطاني كما يبدو حينها السور من حول المدينة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


في تلك الأجواء يتهافت الشعراء نحو مائدة بن عبدات الدسمة والتقرب نحو الغرفة ، لعلهم ينالون نصيبا من طعام دسم ، أو إعانة خاصة من بن عبدات تسد رمقهم في تلك المجاعة ، وكانت حضرموت تتضوى من أثر المجاعة ، بينما تقام ليالي السمر والغناء على الحان الدان في حصن بن عبدات ، غير آبه بما يدور من حوله ، وتصدح أصوات المغنيين من حصنه ، ويتحلق الشعراء والمغنون ومن تبعهم من الغاوين من حوله على موائده العامرة ، وتدور المساجلات وكان شاعرنا خميس سالم كندي من الذين يحضرون تلك المساجلات ، فقد قال :

إسعيد بن مرزوق في كل دار= كل ما طلع مرواح جات افكار
لا بطلوا في جنس في التجنيس جاب الجنس لخري= دايم وهو شال السفر يمديه يكسب للملايين


وفي مقطع آخر يقول :

وسعيد بن مرزوق غّلى الشيد شله للفوالق=والشيد قالوا عس في لسواق
كله من الشرغات شي وافق وشي ما بايوافق= والحاصل إن الحركة عند آل مرزوق

( الشيد : الأصباغ ) .

تلك الثقافة ثقافة الزخارف وتعدد الأصباغ والألوان في حصون بن عبدات أفرزتها مرحلة ( بن عبدات ) في الغرفة ، في حين تشهد حضرموت خارج أسوار الغرفة مجاعة عاصفة تحصد الأرواح ويتلوى منها النساء والأطفال والشباب والشيوخ ، إلا أن موائد بن عبدات العامرة يتسامر حولها شعراء يتساجلون ومغنون يغنون وحولهم قوم من الغاوين .

في مساجلة أخرى جرت بين كندي وعبدالقادر التوي قال التوي:


ذا فصل معكم صيت قسمل= منه سأل مولى المسيله
ويشهد العالم ويشهد قايد الأسطول= ويشهد التاريخ لي مكنه منبع أصل قبله تعرف الارجيل

قال كندي:
الوصف في قسبل تكمل= من شاف وصفه ما هني له
مااليوم قدها إلا كما برلين واسطنبول= بعد القنابل والمكاين لك بحق تاريخ ياحصن الدحاميل
خلى انجرامس هو وشرشل= سروا ليالي جم طويله
وكل ما طالوا مكانه هو شقح في الطول= قابض بحبل الله متوكل وشك الحول كله بالعثاكيل
وكل من قربع =من صدق لابايعتضي له
لاهاب طياره ولا هو منهم مفشول= ينشد على لصفر في الاسواق ما ينشد على رنق الرماميل

حقا ما ذكره كنده بأن انجرامز يسري الليالي ولكن...!!
كان ( انجرامز ) يسري هو وزوجته ومساعديه في عتيم الليالي يطرق أودية حضرموت في تلك الأثناء من أجل الأشراف على برنامج توزيع الاعانات الغذائية أثناء المجاعة لينقذ الحضارم من غوائلها التي كادت أن تحصدهم ، بينما كان عبيد صالح بن عبدات صاحب ( الأفكار التقدمية والمناضل الشريف وصاحب الميول الوطنية والمبادئ السامية ) كما وصفه احد المتحرشين ينام قريرا في فراشه وتحت حراسة عبيده بعد أن سهرة دان أعقبت عشاء دسم في مائدته التي يجتمع حولها شعراء مداحون ومغنون يكفيهم ما ينالوه من لقيمات تسد رمق حياتهم ..!!

هذه الصور التي تنشر لأول مرة تحكي عن نفسها وهي تغني عن القصائد والمقالات فهي تعبر عن واقع حضرموت اثناء المجاعة في تلك الحقبة ودو انجرامز وزوجته ومساعديه


إمرأة حضرمية تحمل طفلها وآثار المجاعة بادية عليهما


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


من صور المجاعة في حضرموت التعليق نتركه للقارئ


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


مطابخ جماعية لانقاذ الناس من المجاعة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ليس الذي في وسط الصورة عبيد صالح بن عبدات ولا مساعديه يسعفون الاطفال والنساء بالطعام


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


إنه هارلود انجرامز( النصراني الكافر ) وزوجته وسط الأطفال الأيتام في المجاعة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أطفال يعالجون من آثار الجوع


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

مواطنون حضارم يلتقطون بقايا الحبوب التي القتها الطائرات أيام المجاعة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وأخيرا دبابة رباعية الدفع ( بواسطة دفها من قبل العبيد ) تابعة لبن عبدات يتنقل بها بين خنادق وتحصيناته في الغرفة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



.
التوقيع :
  رد مع اقتباس