عرض مشاركة واحدة
قديم 04-18-2011, 06:23 PM   #27
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.

قبل أن ننهي مرحلة الشاعر خميس سالم كندي بالغرفة وننتقل مع مرحلة مهجره الافريقي ( الحبشة - الصومال ) لابد من الإشارة الى التأثيرات الفكرية التي تشكل منها وعي شاعرنا .

يقول الدكتور الجعيدي في ص204 في المصدر المذكور (( وقبل الحديث عن حركة بن عبدات لابد من الاشارة الى الحقائق التالية:
1 - أنه من قبيلة آل عمر الشنفرية ظهرت أسرة آل خالد بن عمر وبخاصة الثري صالح عبيد ، واخوه عمر عبيد بن عبدات ، وعبيد بن صالح بن عبدات ، وكان صالح بن عبدات من الزعماء الإرشاديين البارزين في الصراع العلوي الارشادي في إندونيسيا .))

ويقول المؤرخ محمد عبدالقادر بامطرف في المرجع المذكور سابقا (( كان عبيد صالح رجلا طموحا وكان من كبار زعماء حزب الارشاد ))


ويقول البريفسور ( البجرة ) : (( نشب الصراع في المهجر في منطقة جنوب شرقي آسيا، بين السادة من جهة والقبائل والمشايخ من جهة أخرى حول مفهوم الكفاءة في الزواج ، المقرر عند أغلب المذاهب الفقهية، خاصة المذهب الحنبلي والشافعي والحنفي ، والمعمول به عرفا عند السادة والمشايخ والقبائل في حضرموت،وكذلك في عموم الجزيرة العربية. ووفقا للنظام المراتبي في حضرموت، فان المرأة من المراتب العليا لا تتزوج إلا من فئتها أو فئة أعلى منها، فالمرأة من السادة لا تتزوج إلا سيداً، والمرأة من المشايخ والقبائل لا تتزوج إلا سيداً أو شيخاً أو قبلياً، والمرأة من القرار لا تتزوج من العبيد أو الصبيان. إلا أن التزاوج بين الفئات الدنيا أقل صرامة منه عند الفئات العليا )) .

ونتيجة لهذا الصراع تشكلت في جنوب شرقي آسيا جمعية الإصلاح والإرشاد وكانت تضم في غالبيتها المشايخ والقبائل. في المقابل تأسست الرابطة العلوية وكانت تضم في غالبيتها السادة العلويين ، لقد أعطى الارشاديون لهذا الصراع صبغة دينية، وصلت إلى درجة التشكيك في عقيدة ونسب السادة العلويين في حضرموت. بهدف إضعاف أهم مرتكز لمكانة السادة الاجتماعية وهو نشاطهم التاريخي في مجال الدعوة ، وانتسابهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. كما نشط الإرشاديون في مجال التعليم لسحب البساط من تحت أرجل السادة في نشاط من الأنشطة الاجتماعية المهمة للسادة، خاصة وأن السادة تبنوا قبل نشوب الصراع بقليل قضية تطوير التعليم من خلال (جمعية خير).

وترى الباحثة الاسترالية ( موبيني كيشه ) أنه برغم إقرار الباحثين باعتناق الإرشاد لأفكار التجديد الإسلامي، إلا أنهم يعزون ذلك إلى دوافع برجماتية نفعية. وعليه أصبحت مصداقية الإرشاديين كمصلحين دينيين موضعاً للتساؤل. وتؤكد الباحثة على أن قادة الحركة الإرشادية كانوا تجاراً أثرياء ومالكي عقارات يرون ما تحقق من تقدم في المستعمرة الهولندية نموذجا لهم. وكان الهدف الأساسي لهم هو توفير تعليم عصري لأطفالهم يمكنهم من المنافسة والتفوق. لهذا كان تنظيم الإرشاد يحدو حذو التنظيمات الإصلاحية الصينية والاندونيسية التي تأسست في المستعمرة أثناء تلك الفترة. أما نشر وتعزيز أفكار التجديد الإسلامي في أوساط الجالية فهو هدف ثانوي لتنظيم الإرشاد...!!


لقد اتفقت أهداف السلطات الاستعمارية الهولندية، مع أهداف الارشاديين، في تحطيم مكانة السادة التقليدية المتميزة في المجتمع الاندونيسي. فسعت السلطات الاستعمارية إلى إبراز ودعم قادة الإرشاد ، التي أسسها سنة 1914م أحمد السوركتي ، و الذي تولى إدارة التعليم في مدرسة الإرشاد ، واحمد السوركتي من مواليد دنقلة بالسودان 1875م انتقل للحجاز لتلقي العلم وطلبه السادة العلويين لإدارة التعليم في درسة جمعية خير ولكنه قدم استقالته منها سنة 1914م . وقد تظاهر الشيخ احمد السوركتي أنه من دعاة الاصلاح الديني والدعوة الى المساواة .

إلا أن الوثائق الهولندية التي نشرت في العقد الماضي القت الضوء حول شخصية الشيخ أحمد السوركتي ( المشبوهة ) والتي كانت تتعاون تعاونا استخباراتيا سريا مع الإستعمار الهولندي بإندونيسيا ، وهذا التعاون اضر بنشر الاسلام ودعوته ، وفجر الصراع الحضرمي الحضرمي حين استغل احمد السوركتي فتوى قضية زواج رجال المراتب الدنيا من نساء المراتب العليا ، ومثل هذه القضايا المهمة التي فجرها الإرشاديون في المهجر، ظلت مثار جدل ونقاش وصراع مدة من الزمن، وانتقلت تلك الأفكار الى حضرموت ولكن على نطاق محصور بين الأرشاديين القادمين من المهجر .

وهذه الوثيقة تبين بجلاء ووضوح تآمر أحمد السوركتي وعرضه لخدماته للإستخبارات الهولندية في جاوة ، وللقارئ المتأمل استخلاص متحواها وتحليلها .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



انقسم حضارم المهجر الشرقي الى علويين وإرشاديين ، وتعصب جميع العلويين في مهجر الملايو وفي حضرموت والتفوا حول الرابطة العلوية التي (( تأسست في 27 ديسمبر 1928م وقد حددت الرابطة لنفسها أهدافا وهي السعي الى كل مايحصل به تقدم الشعب الحضرمي أدبيا وماديا وتقوية روابط الاخاء بين العلويين خصة والحضرميين عامة ومساعدة الأرامل والضعفاء والقيام بضبط انساب العلويين وحفظ كل ماله علاقة بهم ونشر التعاليم الاسلامية واللغة العريية ))

عاد بن عبدات الى حضرموت وهو واقع تحت تأثير تعاليم وافكار الشيخ السوداني ( أحمد السوركتي ) التي يطلق عليها بالارشادية ، وكان يجاهر بتعاليم الارشاديين وافكارهم تحت الدعوة الى مساواة الناس بينما كان بن عبدات يملك أكثر من ثلاثمائة عبد كان ضمن أملاكهم لم يتم تحرريرهم إلا من قبل القوات البريطانية حين اقتحمت الدبابات معاقله في يناير 1945م ، وقد تأثر شاعرنا خميس سالم كندي بتلك الشعارات التي كان يروج لها الارشاديون في مجالس بن عبدات ، ولا أظن أن يرضى بن عبدات أبدا يزوج أخته أحد عبيده أو يزوجها خميس كندي لو تقدما للزواج منها .

ويعتقد البعض أن شاعرنا خميس سالم كندي قد هرب من الغرفة خشية من الانجليز ، وفي الواقع أنه هرب من بن عبدات بعدما اكتشف حقيقة زيف بن عبدات في دعوته للمساواة ، وزيف طموحه واحلامه .

ويروي الشاعر خميس كندي حديثا عن جلسة لمساجلة وقعت في حصن بن عبدات بينه وبين السيد سالم عبدالقادر العيدروس وكان كندي يبدي امتعاضا حين يناديه سالم بن عبدالقادر ب ( خميس الغرفي ) ويشعر أنه استهتار بنسبه ( الكندي ) قال كندي في تلك المساجلة:

ذا فصل والثاني سمعت اخبار= اخبار من لندن صوت في الطار
بغو جميع الناس عينه كلهم بدوي وحضري= بايفتحون المحكمه بايختم بالعدل قولو للمساكين

فغضب عبيد صالح بن عبدات من خميس كندي ونهره حين قال : ( بغو جميع الناس عينه ) واستغل الشاعر سالم بن عبدالقادر الموقف نكاية في كندي ولاهداف أخرى فقال العيدروس:

ارتجت الدنيا من الطيار= ذلوا ورقوا من معه مسمار
ما صلّب إلاّ بوحمد يومه رجل من قام جبري= فادى بروحه عالشرف والقى كما ثورة فلسطين
.

السيد الشاعر سالم بن عبدالقادر العيدروس من السادة العلويين ، وهو ضمن أسرة الرابطة العلوية التي تناهض الحركة الارشادية ، والتي يمثل بن عبدات أحد رموزها القوية في حضرموت ، ويصف الشاعر خميس كندي الشاعر سالم عبدالقادر ( انه كان من كبار العنصريين في حضرموت ) - استمع الى التسجيل بصوت كندي ...- ولهذا حين تقرب السيد سالم عبدالقادر نحو بن عبدات ومدحه في مساجلاته ، ومدحه في قصيدة سماها ( النبأ الواضح في نعت الأمير عبيد بن صالح ) قال فيها :

هتلر في الغرب وبن خالد في المشرق عمد= وتعاقدوا والثالث اليابان قبضوا بالحدود
ما فضل تتفاخر به الامه ولا لك فيه يد=واباك واجدادك كذلك وانت جاوزت الحدود
لا معن بن زايد في اكرامك ولا حاتم يعد=مثلك ولو حاتم حضر وقتك تسربل بالجمود

السيد سالم بن عبدالقادر العيدروس


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


من ابيات تلك القصيدة الذي قالها سيد ( علوي ) في قبيلي ( إرشادي ) نستقرأ منها أن الشاعر يمدح الممدوح لأسباب كثيرة :

منها ما قاله كندي : أن السيد سالم عبدالقادر ( من كبار العنصريين ) أي أنه يحارب فكرة المساواة التي ينادي بها الارشاديين فكيف له يمدح بن عبدات الارشادي ؟؟؟ وبرر أن العيدروس انطلق من عدة اسباب منها
- خلاف آل عيدروس في بور مع بقية السادة على المنصبة ،مما جعلهم في فترة يحملون السلاح . وهذه القصيدة غزل مكشوف مع بن عبدات ضمن حسابات خاطئة .
- التقرب من عبدات ومدحه طمعا في عطاياه وهباته .

وربما يهدف الشاعر سالم عبدالقادر بالمبالغة بمدح بن عبدات ليس من باب المحبة فيه ، ولكن تضخيما في ذات بن عبدات ودفعه نحو المواقف المتصلبة التي ستعجل على نهايته ونهاية حركته وهي في النهاية حركة ارشادية مسلحة يطمح قائدها الى إقامة قاعدة للحكم للحركة الارشادية في حضرموت .

لهذا لاعجب حين هاجر الشاعر خميس سالم كندي أن يوجه قصيدته الى الشاعر سالم عبدالقادر العيدروس ، والقصيدة نشرها كندي في صحيفة الطليعة الحضرمية التي كانت تصدر بالمكلا قبل الاستقلال وقد تم توقيف الصحيفة سنة 1967م وصودرت آلات الطباعة وصدرت بدلا عنها صحيفة الشرارة الحزبية .

إلا أن ( مسرور ) وكعادته لابد أن يزايد دون تحقق ومسؤلية لمصداقية الكلمة ونزاهة البحث . زعم تحت هذا الرابط ((النزعة الثورية التحررية في قصائد الشاعر خميس سالم الكندي - سقيفة الشبامي ))
وكتب لافض فوه نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة:

(( في أوج المد الثوري العارم الذي شهدته بلادنا مطلع سبعينيات القرن الماضي في عهد الرئيس الراحل سالم ربيع علي ( سالمين ) نظم الشاعر خميس سالم الكندي رائعته وحي الحياة ( نسميها رائعة لمحاكاتها للواقع الجديد للقوى العاملة المتحررة من سيطرة القوى الراسمالية والطبقية التقليدية ) وحث فيها العمال على المطالبة بحقوقهم وضمنها وصفا دقيقا للوضع الإجتماعي في حضرموت وجنوب اليمن عموما قبل الثورة وزايد مثلما زايد كثيرون على ما جلبه العهد الجديد من مساوىء كانت في نظر كندي تعديلا لشوكة الميزان ووضعا يجب أن يسود للقضاء على التمايزات الطبقية وهو مقارنة بغيره من الشعراء الذين لا نجد وصفا نصفهم به سوى أنهم مرتدون على أعقابهم لم يتراجع عن مواقفه السياسية ومنظوره الإجتماعي وربما أن وفاته في مطلع التسعينيات من القرن الماضي وقبل التحولات السياسية التي شهدتها المعمورة لم تبرز لنا على أرض الواقع عن ماذا سيكون عليه حال الكندي لو طال به العمر وفيما إذا كان سيركب الموجة الجديدة التي ركبها شعراء آخرون غيره مسايرة منهم لطبيعة الوضع السياسي والإجتماعي البائد المتجدد ودون اغفال وجود شعراء ملتزمون لم يحيدو عن النهج والخط رغم ما ساد وضعنا العربي من تغييرات أدت إلى التخلخل وتذبذب رواد مواقف رواد الكلمة وتغيير مناهجهم السياسية لتتوافق مع المعطيات الجديدة ))

ومثل هذا الكلام الذي كتبه ( مسرور ) يعد من الهراء السياسي الفارغ والمزايدات التي تعودنا نقرأها من دعاة الثورية البلهاء ، وربما تحرشا منه بالبحث في شعر خميس سالم كندي ، ويذكرني بتحرش ( سالم الجرو) حين زعم في كتيبه بأن الشاعر الذي جوّب على قصدة الأحمدي هو حسين بن حامد المحضار الذي توفى عام 1927م أي قبل قصيدة الاحمدي بعشرة اعوام فكيف بميت في البرزخ يقول الشعر ؟؟

لهذا نشير أن قصيدة خميس كندي نشرها في صحيفة الطليعة عام 1964م أي قبل أن يصحح سالم ربيع علي ثورته في يونيو 1969م وقبل أن يصبح حاكما ، لهذا ننصح ( مسرور ) التصحيح وتحري الدقة والابتعاد عن المزايدات الثورية والخطاب السياسي الثوري الستيني والسبعيني . ( والمراعاة لفارق التوقيت ) في كتابة التاريخ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

صورة من صفحة ( الطليعة ) للإطلاع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

القصيدة بصوت الشاعر خميس كندي






التوقيع :
  رد مع اقتباس