عرض مشاركة واحدة
قديم 09-16-2007, 03:27 AM   #47
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

( 11 )


ما طلب الله من بني إسرائيل


{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ(42)وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)}.


{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}: أي يا أولاد النبي الصالح يعقوب
{اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ}: اذكروا ما أنعمت به عليكم وعلى آبائكم من نعم لا تعد ولا تحصى

{وَأَوْفُوا بِعَهْدِي}: أي أدّوا ما عاهدتموني عليه من الإِيمان والطاعة
{أُوفِ بِعَهْدِكُمْ}: بما عاهدتكم عليه من حسن الثواب {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}: أي اخشوني دون غيري.



"اذكروا نعمتي"
" (الذكر" هو الحفظ من النسيان، لأن روتين الحياة يجعلنا ننسى المسبب للنعم. فالشمس تطلع كل يوم. كم منا يتذكر أنها لا تطلع إلا بإذن الله فيشكره. والمطر ينزل كل فترة. من منا يتذكر أن المطر ينزله الله. فيشكره. فالذكر يكون باللسان وبالقلب. والله سبحانه وتعالى غيب مستور عنا. وعظمته أنه مستور. ولكن نعم الله سبحانه تدلنا عليه .. فبالذكر يكون في بالنا دائما. وبنعمه يكون ذكره وشكره دائما. والحق سبحانه وتعالى طلب من بني إسرائيل أن يذكروا النعمة التي أنعمها عليهم فقط. وكان يجب عليهم أن يطيعوا الله فيذكروا المنعم. لأن ذكر الله سبحانه وتعالى يجعلك في ركن ركين. لا يصل إليك مكروه ولا شر. إن ذكر الله المنعم يعطينا حركة الحياة في كل شيء. فذكر الله يوجد في القلوب الخشوع. ويقلل من المعاصي وينتفع الناس كل الناس به، ويجعل حركة الحياة مستقيمة. وحين يقول الحق سبحانه وتعالى. "اذكروا نعمتي" معناها اذكروني حتى بالنعمة التي أنعمت عليكم. وقوله تعالى: "وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم" العهد هو الميثاق. واقرأ قوله سبحانه وتعالى:

{ولقد عهدنا إلي آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزماً "115"}
(سورة طه)
( إذا وفيت بالعهد أوفى الله. وإذا ذكرت الله ذكرك. وإذا نصرت الله نصرك .. والحديث القدسي يقول: وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وأن أتاني يمشي أتيته هرولة" وهكذا يريد الحق سبحانه وتعالى أن ينبهنا أن المفتاح في يدنا نحن. فإذا بدأنا بالطاعة. فإن عطاء الله بلا حدود. وإذا تقربنا إلي الله تقرب إلينا. وإذا بعدنا عنه نادانا. هذا هو إيمان الفطرة.
هل هذا هو العهد المقصود من الله سبحانه في قوله: "أوفوا بعهدي أوف بعهدكم" أو هو العهد الذي أخذه الله على الأنبياء ليبلغوا أقوامهم بأنهم إذا جاء رسول مصدق لما معهم فلابد أن يؤمنوا به وينصروه؟ فالحق سبحانه وتعالى أخذ على الأنبياء جميعا العهد لرسول الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. أو هو العهد الذي أخذه الله بواسطة موسى عليه السلام على علماء بني إسرائيل الذين تلقوا التوراة ولقنوها وكتبوها وحفظوها. عهد بألا يكتموا منها شيئا .. واقرأ قوله تعالى:
{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبينه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلاً فبئس ما يشترون "187"} (سورة آل عمران)

والهدف من هذا العهد. ألا يكتموا ما ورد عن الإسلام في التوراة. وألا يخفوا صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم التي جاءت بها .. والله سبحانه وتعالى قد أعطى صفات رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة وفي الإنجيل .. واقرأ قوله تعالى:

{ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين "89"} (سورة البقرة)
الشيخ: محمد متولّي الشّعراوي.
{وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ}: من القرآن العظيم
{مُصدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ}: أي من التوراة في أمور التوحيد والنبوة
{وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ}: أي أول من كفر من أهل الكتاب فحقكم أن تكونوا أول من آمن
{ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً}: أي لا تستبدلوا بآياتي البينات التي أنزلتها عليكم حطام الدنيا الفانية
{وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} أي خافون دون غيري
{وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ}: أي لا تخلطوا الحق المنزل من الله بالباطل الذي تخترعونه، ولا تحرفوا ما في التوراة بالبهتان الذي تفترونه
{وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ}: أي ولا تخفوا ما في كتابكم من أوصاف محمد عليه الصلاة والسلام
{وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}: أنه حق أو حال كونكم عالمين بضرر الكتمان.
{وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}: أي أدوا ما وجب عليكم من الصلاة والزكاة، وصلوا مع المصلين بالجماعة، أو مع أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام.
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة سالم علي الجرو ; 09-16-2007 الساعة 10:07 AM
  رد مع اقتباس