عرض مشاركة واحدة
قديم 04-21-2010, 01:19 AM   #28
الماسه*
شاعرة السقيفه

افتراضي


مااجمل مخزونك المفيد استاذنا الفاضل ابو عوض الشبامي

وجدت هنا دررا وتاريخا حافلا بالعطاء!!

لقد كانت هذه السيدة الفاضله والداعية الى الله السيده خديجة الحبشي احدى النساء القلائل اللآتي يفخر بهن التاريخ الحضرمي والعربي والاسلامي
كونهن قد وضعن بصمتهن بصمت ودون افتعال وسطرن اروع الصور المضيئة والمشرقه لصورة المرأة الحضرمية في زمان كان من الصعب فيه
ظهور النساء او تبؤهن مناصب قياديه ومع ذلك ابت بعضهن الا ان يبرزن من خلال اعمالهن الجليله في خدمة الدين والمجتمع بما لا يخرج عن
شروط المجتمع الحضرمي المحافظ جدا بشكل خاص.

مالفت نظري فيما قراته في موضوعك هو نبرة الأحتقار والأزدراء التي صورت بها تلك المستشرقه للنساء الحضرميات على انهن يشبهن قطيع
من الاغنام او الأبقار "حاشاهن" ((من طرف خفي))!!!..
ساورد اليك جزء من نصك وسالون بالأحمر مالاحظته..



ذكرت السيدة فريا ستارك التي زارت سيئون عام 1935م:
"وصلتني رسالة من أرملة متعلمة من سيئون تطلب مني فيها أن أزورها وقد قادتني إليها خادمة
تجرجر خلفها ذيل ثوبها الأخضر وسط النخيل ثم صعدنا سلماً مطلياً بالنورة الجير الأبيض" قادنا
إلى غرفة واسعة ذات أعمدة ومفروشة بسجاد وتحلقت نحو عشرين امرأة يلبسن فساتين قطنية
مزهرة وأثلقن أيديهن بالأساور العنبرية حول زعيمتهن الروحية وكانت عيناها تلمعان
لقد ذكرنني بمتحذ لقات "موليير"
أما الأرملة نفسها فقد كانت شابة ومستديرة وقد تدلت ضفيرتان على
جانبي وجهها وعندما رأتني أدخل شرعت في القراءة في نسخة من صحيح البخاري كان
موضوعاً فوق خشبة صغيرة أمامها وبينما انهمكت هي في القراءة بصوت له رنين غير معبر
كانت النساء حولها يتململن بحرارة وقد انقسمن بين الرغبة في الاستماع للقارئة كما هي
العادة والرغبة الجامحة في رؤيتي.
ثم تقدمت وسط النساء واقتربت من ربة البيت وبعد أن سلمت عليها رحبت بي بخطاب مؤثر كانت
تلقيه وكأنه ينساب من حنفية وفي الوقت نفسه ظلت تراقبني وتمسكني بإحدى يديها وتشير
بالأخرى لجذب انتباه قطيعها وكانت تنقط جملها بأصابعها القصيرة والجميلة المنقوشة بالحناء
ولم تنسَ أن تضّمن حديثها بعض الآيات القرآنية وبعض الأحاديث النبوية واقتبست كذلك من أقوال
الشعراء إذ أنها نفسها كانت شاعرة وشاركت في مساجلات شعرية شعبية وتحصلت في إحدى
المرات على طقم أواني للشاي كجائزة وأخبرتني أن النساء يجتمعن عندها يومياً ليستمعن إلى القرآن
أو صحيح البخاري أو صحيح مسلم، أو أحد كتابين تقليديين نسيت اسميهما
وقد صادف أنني أعرف
شيئاً عن صحيح البخاري وعندما استطعت أن استذكر نصف جملة من أقواله شرعت المرأة دون
أن تترد ثانية في الحديث عن الفلسفة والقيمة العليا للدين
وسألتني لماذا لا تسكني هنا؟
سيكون باستطاعتنا أن نجتمع ونتناقش كل يوم".




مالونته باللون الاحمر يدل دلالة واضحه على ان هذه المستشرقه دخلت لتتجسس على نساء حضرموت وتكتب تقاريرها
كما فعل الكثير من المستشرقين قبل واثناء احتلالهم لكثير من البلدان العربيه حيث ارسلوا هؤلاء الذين اسموهم بالمستشرقين
ليتعرفوا على نفسية وطريقة تفكير هذه الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم ورسموا الخرائط ليلمّوا بكل تضاريس وجغرافية مناطقهم
حتى يسهل عليهم التعامل معهم واخضاعهم لسلطتهم واستعمال هذه المراجع لدس سمومهم دون ان يشعر بذلك اهل البلاد
لانهم درسوا طريقة تفكيرهم وعاداتهم وبالتالي فانهم يستعملون اساليب ملتويه قد تكون ظاهرها بريء ولكنها ليست كذلك بالفعل..


ان لهجة الازدراء في والدس تبدو واضحه من خلال قولها بان السيده خديجه رحمها الله كانت تشير بيدها الأخرى لجذب انتباه قطيعها!!!
فهي لاترى في المرأة العربيه الا انسانة خاضعة ذليله كما تخضع الغنم لراعيها!!


أمامالونته باللون الأخضر فهو يدل على ان السيده خديجة الحبشي رحمها الله كانت داعية في سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنه وليس بالتكفير والتنفير
فهي من خلال سلوكها الراقي الودود كانت تدلل فعليا بان الاسلام سمح ..وقد اهّلها سعة اطلاعها على مناقشة تلك المستشرقه في اصعب فروع العلم وهو الفلسفه !!
ومن المؤكد انها ادهشت بعلمها الغزير تلك المستشرقه محدودة المعارف مما حدى بتلك المستشرقه بنعتها ب((المتحذلقه)) من خلال دس قصة موليير اثناء وصفها !!
وربما ان ما تميزت به من عمق المعرفه وذكاء فطري وقّاد توسمه فيها والدها جعله يؤثرها ويخصها بوصيته!!لتحمل من بعده لواء الدعوة الى الله ..
فكانت نعم الخلف لنعم السلف.نحسبها كذلك ولانزكي على الله احدا.
بقي ان تكمل البقيه فقد قلت في ردك القديم بان للحديث بقيه ولكنك سكت عن الكلام المباح نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بانتظار ماتبقى من الحديث الممتع ..تقبل تحياتي وخالص احترامي ودمت بالف خير.


ملحوظه((العينين اللامعتين ))التي اشارت اليها المستشرقه في وصفها للحبابه خديجه الحبشي رحمها الله صفة تدل على الذكاء الحاد.
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس