عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-2013, 04:36 PM   #21
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


أن نـكون شعباً أو لا نكــون

On 2013/01/15 @ 8:03 صباح

كتب : محمد سعيد باحاج*

لست أدري كيف خطر على بالي هذا العنوان ” أن نكون شعبا أو لا نكون ” وذلك من خلال تصفحي للمقالات والتحليلات في المواقع الحضرمية ومواقع الجنوب العربي .

حكمة سمعناها ونحن صغار وما زال صداها يرن في آذاننا .. حكمة حفظناها وما زالت حروفها متشبثة بعقولنا وذاكرتنا ” تكون أو لا تكون “.. وهي من أقوالا الأديب الكبير البريطاني وليم شكسبير. نكون بالحب نكون بالعمل نكون بكل شئ جميل .. أنه لشئ بديع أن يغسل الحضارم الحقد والكره والحسد والبغضاء من عقولهم قبل قلوبهم. عندما تكون الابتسامة هي بداية هي بداية لكل حوار مع الغير. في نظري ليس صعب علينا أن نكون ولكن الأصعب والأقسى ألا نكون .

لكي نصبح شعبا حضرميا يجب أن تكون لنا إرادة ولابد أن تكون هناك وسائل لتحديد الإرادة الحقيقة للشعب .. تتيح التفكير الحر للجميع والتبادل الحر للأفكار واختيار أفضلها وتأييدها بين جميع الفئات الحضرمية في الداخل والمهجر . وهذا هو الغرض من حريات الرأي والتعبير والأعلام والتجمع السلمي لأنها وحدها كفيلة مع الوقت بإظهار النافع من الأفكار وتهميش الضار فتضمن تجلي إرادة شعب مدرك لمصلحته . ولابد من آلية فعالة لتحقيق هذه الإرادة الحقيقة بشكل مستدام .

لكي نصبح شعبا ذا إرادة حقيقية ، لابد من مرجع يحكم هذا كله . ولكي نكون شعبا ، يجب أن نصبح جماعة رغم كل ما يفرقنا . لن نكون شعبا إذا ذبنا في قوالب متنافرة مستنفرة تفرقنا ، أو في قالب أوحد يمحو كلا منا ولا يجمعنا .

لا ننسى أن حضارة حضرموت عمرها 5000 سنة ولقد قام الحضارم وحدهم بأكبر تغيير حضاري على وجه المعمورة منذ حقبة من التاريخ وفي أقصر مدة في جنوب شرق آسيا والهند وشرق أفريقيا. والحضارم طيبون ومن أكثر الناس دهاء.. أنه دهاء الحضرمي معتق بالوراثة في التحايل على الظروف من أجل النجاح .. متواضع ، يبتسم ، ولا يغش في كل مهنة .إن دهاء الحضرمي كشعب وليس كفرد .. كيف تسرب إلى قلوب الناس وعقولهم فيرسمون لأنفسهم الصورة المثلى التي يريدها من الطرف الآخر. لقد ظلمهم علم الأنثروبولوجيا وتاريخ المجتمعات كما ظلمهم تاريخنا العربي . قال الشاعر الحضرمي الكبير علي أحمد باكثير :

ولو ثقفت يوميا حضرميا ***** لجاءك آية في النابغين

أي أنه واثق من الحضرمي إذا ثقف بثقافة واعية وتعلم علما نافعا كان آية في النابهين .

أن من يحاول إن يحرموننا حرية الاختيار بين أن نكون أو لا نكون .. لكن نحن نختار لأنفسنا من نكون وكيف نكون فحريتنا هي في إنسانيتنا لأن الحرية هي للإنسان وحده دون سائر الكائنات. فالحرية والإنسانية متلازمتان والإنسان أما يكون حرا وأما أن لا يكون فنحن ولدنا أحرارا وسنموت حضارمة .. ولن نسكت طالما أن حقوقنا مغتصبة ومهدورة، وأنه من حقنا الشرعي أن صرخ ونصرخ حتى استردادها من دون منة أو جميل من أحد. مسيرتنا ضد الظلم ستبقى مستمرة ولن تهدأ حتى ننال حقوقنا المشروعة والعادلة بإقامة دولة حضرموت المستقلة .

يا أبناء حضرموت بكم تبنى الأوطان وبسواعدكم تصنعون التاريخ والمستقبل.. والمطالبة بدولة حضرموت لا يسقط حقها بالتقادم ، واسترجاع هويتنا التاريخية أرضا وإنسانا وثروات وثقافة .. وهذه هي فرصتنا إما نكون شعبا أو لا نكون .

*(كاتب وصحفي في صحيفة الرأي العام والطليعة الحضرمية في الستينات )

[email protected]
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح