تمخضت حوادث الشغب والتقطع التي كانت تقوم بها العشائر الحضرمية المسلحة ضد بعضها البعض وضد السلطنتين الكثيرية- والقعيطية قبيل تدخل الانجليز عن فوضى كبيرة ضعفت امامهما السلطنتان وفي هذه الفوضى القبلية استغل الفرصة صالح عبيد بن عبدات رئيس قبيلة آل خالد بن عمر احدى قبائل آل كثير فاحتل في سنة 1344هـ بلدة الغرفة ونادى بنفسه اميرا عليها الأمر الذي أثار مخاوف السلطنة الكثيرية فاتحدث مع السلطنة القعيطية وبعض عشائر آل الكثير لمحاربته ، ودارات المناوشات حول بلدة الغرفة ، وبعد اتفاقيات الاستشارة في حضرموت تدخل الانجليز مباشرة في شؤون حضرموت وكان أول ما اهتم به المستشار البريطاني انقرامس هو عقد اتفاقيات الصلح بين القبائل وفرض سياسة ( الى الامام ) التي اشاعت الأمن والسير نحو طريق الاصلاح السياسي والاداري والاقتصادي لحضرموت .
لم يكن عبيد صالح بن عبدات ابن الشيخ صالح عبيد راضيا عن هذه السياسة ، فأعلن العصيان والتمرد ، ورأى الإنجليز فرصتهم لإنزال ضربتهم القوية التي تعطي القبائل الأخرى العبرة ، فجردوا في سنة 1936م سربا من الطائرات لتساند فرقة مشاة وقذفت معاقل بن عبدات بالقنابل .
وفي اثناء الحصار على بن عبدات كانت هذه السمرة في بيت الشاعر محمد بن ناصر القعيطي في تاريخ 1361هـ حضرها الشاعر خميس سالم كندي والذي يعد حينها ( شاعر بن عبدات ) وكان المغني في تلك السمرة عوض باسعيده . فالسمرة جمعت طرفين شاعر قعيطي وآخر يعد لسان بن عبدات المدافع عن تمرده .
قال الشاعر خميس كندي:
ذا فصل نسنس ياالمتيم = في دار بوناصر سمر وافقه نشل الزام
غن واسترح في وسط بيحم= واعط السلا نحرك ونسم كل مكظوم
قال محمد بن ناصر القعيطي:
حيا وسهلا باالمقدم= خميس كندي هو ومن سعفه عدد ليام
وعد ما تسجع على السوانق حمامه= باصواتها دايم ترنم
فوق السوانق باتسلي كل مهموم=
الغيث على الوديان دلهم= فتك عرمرم غسل الأوهام
صفا دنس لقذار مره والظلامه= صبحت جزيرتنا تحشم
والعاد ظالم ولا في الارض مظلوم=
قال كندي:
بنشدك من باقي مسلم= شي عندهم رحمه كبيره مثل حق العام
وكل سنه يدعون لما باالسلامه= الله يدركهم ويرحم
با افرح إلا صبح كل شرج مرحوم=
قال محمد بن ناصر:
الوعد لك مدخل محرم= هذه السنه قولوا لكندي كلها احرام
ماهي شهر قسوه ولاهي حق غشامه=كلين بايدري ويعلم
لاقد دخل عاشور باخابرك ملزوم=
قال كندي:
الغيث قل والذري يعدم=ولعاد باتسمع مسقي فوق سومه قام
قل للمعشر ذا السنه يرفع قلامه= حتى القصب لعاد محزم
لعاد للرابه ولا للبيع معدوم=
قال محمد بن ناصر:
حصاه بيدي تندر الدم= يكفي الى نوشت بها باندوخ بها اهل الشام
ولعاد با فيصل يقول الشام شامه= من لا فهم خلوه يفهم
با القي لجمع الطرق كمين تقدوم=
قال كندي:
كتبوا ثلاثين الف طلسم=وش با يجيب الجوهره لا قد بلعها الهام
ضاعت من ايداهم ورجعو في ندامه=وكم وكم نقاض دمدم
مقايس العفريت بايفزع من الثوم=
قال محمد بن ناصر:
البخص على الحلان في ثم= لي هم يتناسون المحن كل يوم والاغلام
من لاعرف قدره ولا شرّف مقامه= يستاهل التعذيب من لاقال محكوم
قال كندي:
رويد الخيل يا الملجم= شف عاد قدامك اغرف خل الخيول اقيام
كل من طلع خيله رجع يفيض لجامه= خذها حذاره قبل ما تندم