[أبوعوض الشبامي]

تابعت في الأيام الماضية اخبار ( الرمز ) حاكم اليمن وهو في رحلته عبر الطريق البري من اليمن الى مكة المكرمة ..!!
ودعونا نتساءل ونحن في اوضاع عالمية بالغة التعقيد وفي ظل تلويح بتهديدات امريكية بالحرب على العراق ومن ثم اعادة النظر في اوضاع الشرق الأوسط وإعادة تشكيل خريطة المنطقة من جديد وفقا للمصالح الأمريكية والتحالف الغربي . وقد روجت بعض الصحف الامريكية بأن من نتائج هذه الحرب القادمة سقوط العراق تكبير لمساحات بعض الدول وتصغير البعض منها وقيام اصلاحات في النظم الحاكمة حسب التوجه الأمريكي..!!
قرأنا وسمعنا عن قصة قوم ( الفيل ) التي جرت احداثها سنة مولد الرسول الأعظم محمد (ص) حين تحركت جيوش النصارى الأحباش بقيادة قائدهم( ابرهه ) الى صوب الحجاز عبر درب ( الفيل ) وكان هدفهم هدم الكعبة وصرف انظار العرب عوضا عنها الى كنيسة ( القليس ) التي بناها ابرهه في صنعاء .. كانت الكعبة بمثابة رمزا دينيا مقدسا للعرب يحجون اليها وتجمعهم في وحدة عربية واجتماع موسمي كل عام
استعان جيش ( ابرهه ) بدليل عربي اسمه ( ابارغال ) ليدلهم على طريق مكة عبر الجبال الوعرة ولكن ( ابارغال ) هلك ورجمت العرب قبره ولعنته كل مامر ركب قرب قبره جزاء على خيانته لأمته وخدمته للجيش الغازي لحرم الله وأنزلت القدرة الألهية غضبها في طيور ابابيل رمت اصحاب الفيل بحجارة من سجيل وتشتت وانهزم ذلك الجيش مدحوار لأن ( للبيت ربا يحميــه ) ..!!!
واليوم ونحن نرى بأم اعيننا هذه الحملة الأمريكية الظالمة وتجييش الجيوش لها التي تأتي ضمن سياق الايدلوجية الجديدة القديمة ( صراع الأديان والحضارات ) وهو لاشك انه قدر كتب في جبين الغيب شاءت القدرة الألهية ان تجري احداثه مر العصور في بلاد العرب مهد الأديان السماوية وارض الحضارات الإنسانية.
ومهما يستعين اعداء الأمة في تنفيذ مآربهم ومقاصدهم الشريرة على عنصر التفوق في القوة سوى انها ( الأفيال ) في الماضي أو الصواريخ والطائرات في الحاضر إلا ان ( للبيت ربا يحميه ) وهو الذي يجمع الأمة من حوله في رمز ديني مقدس للحنفية السمحاء تتجه افئدتنا وانظارنا اليه كل يوم في كل صلاة ومنسك .

ومهما يستعين اعداء الأمة في تنفيذ مآربهم ومخططاتهم بعملاء مأجورين من على شاكلة ( ابي رغال ) فإن ذلك لن يفيدهم ولن ينفعه هو شيئا سوى ما سيلحقه من الخيبة والعار واللعن كما فعلت العرب من قبل مع ( ابي رغال ) .
ولكن كم هم من على شاكلة ( ابي رغال ) بيننا؟؟؟
ومن على درب (الفيل ) درب جيش ابرهه الذي سلكه قبل 14 قرنا قدم من اليمن الى مكة المكرمة عن طريق البر ( الرمز ) الحاكم في اليمن ..!
وكل مانخشاه ان هذا الدكتاتور العسكري جاء مملؤاً زهوًا وخيلاءًأ ومشحونا بالعواطف التاريخية و بطموح القائد الحبشي ( ابرهه ) أو انه في النهاية لا يمثل سوى دور ( ابارغال ) العصر الجديد بالنسبة لسياسة ومصالح امريكا والغرب ( المسيحي ) ؟؟
ولكن ندعوا الله ان لا يتقمص ( الرمز ) دور الإثنين ( الفيل و ابارغال )
بل يكتفي بالحج والطواف وتقبيل ( الركن اليماني ) ويولي ادراجه الى ارض الايمان والحكمة اليمانية لأن للبيت ربا يحميه ومن حوله رجالا تفتديه...!!!


ابوعوض الشبامي



.