عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2005, 10:17 PM   #23
الدكتور أحمد باذيب
حال قيادي
 
الصورة الرمزية الدكتور أحمد باذيب


الدولة :  المكلا حضرموت اليمن
هواياتي :  الكتابة
الدكتور أحمد باذيب is on a distinguished road
الدكتور أحمد باذيب غير متواجد حالياً
افتراضي وأخيراً تركت القات

أي شي تغير في حياتنا ؟.. أي نعمة نشعر بها جميعاً ؟..أي أسرة نحن الآن ؟

كان قراراً صائباً قوياً هذا الذي اتخذته.

كنت أفكر فيه منذ زمن طويل, لكنني عجزت عن تحقيقه في الماضي.

أما الآن فقد عزمت ونفذت وتركت القات وأرجو أن يكون إلى غير رجعه إن شاء الله.



وإذا سألتموني لماذا تركت القات فسأجيبكم

- لقد سئمت مالا نفع فيه ومللت جلسات طويلة لا يعقبها إلا ندم .. نعم .. ندم ...

- لقد رأيت الفوضى في حياة أسرتي وفي نظام بيتي..

- لقد لمست معاناة زوجتي فعلاً ..كم تحملت وكم صبرت وكم اشتكت وكم بكت؟ وكم.. وكم؟

- كبر أبنائي فخفت عليهم قرناء السوء, وسوء التربية بعيداً عن عيني ...

- كاشفني بعض أقاربي بمشكلات حصلت للأولاد فندمت وندمت...!!

- نظرت في حالي وأنا موظف منذ عشر سنوات.. فإذا أنا لا أتقدم خطوة واحدة في أموري المالية.. المنزل كما هو بل يسوء.. الديون تزيد وتتراكم ... حاجات الأسرة تزيد كل سنه وكل موسم.. فشعرت بالأسف أن يضيع جزء من مالي في جلسات لا خير فيها نعم.. لا خير فيها..

- حتى صحتي تأثرت فمع القات والشيشة والدخان بدأت أعاني من مشكلات الوهن في الجسم والتهابات في الصدر ,وعسر الهضم والإمساك أثر علي فلا أعيش إلى على المسهلات...

- بل حتى مزاجي تغير..لمس ذلك بعض أصدقائي..بل شعر آبه الأقربون ( أولادي و زوجتي )..

- لقد بلغ عمري الأربعين ولا يكاد يمر يوم إلا وتفوتني إحدى الصلوات إما العصر أو المغرب وغالباً ما يكون الفجر وهكذا..فخفت وخفت !!

- لقد خفت الله وتذكرت ..

- مشاجراتي مع زوجتي مستمرة وصلت إلى حد خروجها من المنزل وأنا السبب..

أهملتها ووبختها .. لم أتحمل مسؤولياتها تركتها تصلي بجحيم مشكلات الأولاد والبنات....

لم أعطها وقتاً إلا قليلاً ولم أشاركها همومها إلا نادراً.

ومع توتر أعصابي كنت أتلفظ عليها بما لا يليق بين الزوجين.

لأجل كل ذلك قررت أن أعود إلى حياتي الطبيعية وأن أقبل التحدي مع نفسي..



واليوم

كم هو السرور الذي يشعر به أولادي,
أجلس معهم كثيراً, نتحدث سوياً في أمور مختلفة..
أبادلهم الرأي، أشاركهم حل الواجبات, وأتبادل معهم الأخبار والمعلومات,
نجلس سوياً على سفرة الطعام أسرة واحدة في سعادة وسكينة وراحة لا تنسى.
حتى إن ابنتي تقول وهي تبكي لماذا لم تفعل هذا معنا منذ زمن يا أبي ؟
لكنني ألتزم الصمت ولا أجيب فلا جواب عندي !!

زوجتي عادت من جديد.. والبسمة على شفتيها فسرها أن أكون معها...

أن أشاركها همومها.. بل أن اجلس معها وألاطفها في راحة بال وسعة صدر.

(وماذا بعد)

لقد قلّت خلافتنا ومشاجرتنا كثيراً وكثيراً جداً,

وها نحن الآن نفكر في البحث عن أرض لنشتريها ,

ونجتهد في توفير بعض مالنا لذلك حتى لو احتجنا لسنوات أخرى ونسأل الله التيسير.

وأكثر من ذلك وأهم .. أنني أشعر بتوبتي وصدقي مع الله عز وجل ,

فلم أعد أضيع الأوقات والصلوات والحمد الله على كل حال.

أشعر أنني أقوم بمسؤولياتي تجاه زوجتي وأبنائي الكبار والصغار وأرعاهم،

وأرجو من الله أن يتجاوز عما كان مني من خطأ وقصور،

وأن يكون حالي كل يوم أصلح وأفضل وإلى الأمام دائماًَ..

إنها سعادة غامرة ,,,

ومشاعر صادقه لا توصف.........

وحياة جديدة.. حياة بلا قات.. بلا قات
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس