عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2010, 01:25 AM   #8
شيخ القبايل.
حال قيادي

افتراضي

سمرات الدان

كان شماخ كغيره من شعراء شبام المتنورين ، يقول الفصيح ببراعة . و يجيش في مساجلات الدان بشعر رقيق مسبوك صادق . وهو كغيره من شعراء شبام يقول الشعر لكي يسري عن خاطره من هموم تثقله فيكون قد اخرجها من بناته الى الاتراب متخلصا من هم أو سر او رأي يعجز عن فرضه على واقعه . لاجئا الى الشعر ورمزياته ، وينتهي به الامر الى هنا .. فلا هو يسعى الى اشتهار ولا هو بالذي يترك ماتهواه نفسه من مجالس الأنس والتفريج !
وكان بين سمرات الدان التي يحضرها يحضر معه شعراء كبار مثل حداد بن حسن ومستور وسواهم .
وغني عن الذكر أن شعراء الدان يتسامرون في قول الشعر ، فتتكون القصيدة او ( الأغنية ) من قولهم جميعا . ثم تعود الناس على نسبتها كأغنية الى من اشتهر بالقول بينهم فتذيع في المناسبات ومجالس الطرب والأنس على أنها له .
والذين يدونون فقط هم من يشير الى مقالة كل شاعر ، على حدة . وبترتيب القول في الجلسة .
ثم يتداول محبو الدان القصائد المغناة بينهم – سماعا - في الدكك ، فيحصل الخلط بين قول وقول . والناقد البارع هو من يميز قول شاعر من آخر معتمدا على تباين اللهجة ، وأثر البيئة ، وحال الشاعر .
فيكثر النقاش وتختلف الآراء .. فلا يكون الفيصل الا كاتب حضر ودون واحتفظ بالمكتوب .. فضياعه ضياع للقول الفصل في كل شعر .
يقول شماخ في جلسة دان حضرها الشاعر مستور :

ذا خرج فصل يكفي ما لقته الهوية * واهلها حبوا ألا ّ كل تاجر *
جنبوا يوم شافونا كياسي خلية * ليش يا قلب تتفاضل وتعشق *
يوم قل العطا ، بغضوا صباحك و ممساك *

ويقول على نفس الصوت وبفصل أخر في نفس الجلسة :

ما معي مال في الحمة ولا قرش بدفع * غير أنا والهوى شلة بشلة *
لكعونا ونا للكع مسمع ولا ارجع * ضاع عمري وذلا عمر ثاني *
وان عدمتو دوا المتعوب ربه يعافيه *
وقال مستور في جلستهم على فصل جديد :

يا سليمان هت لي وصف في الليم لصفر * لي مسجله من تحت الإدارة *
وصلوني في الحبة قدر خمستعشر * سير داوي كذا من غير ديرة *
والمشقة الى قد جيت والباب مقلود *

ونسبت الأغنية كلها لمستور ، ضمن جمع التراث الى وزراة الثقافة والتي اعتمدت في الجمع على ما يقوله الناس لا على أثر مكتوب . بينما ذوو الشاعر يقولون في ذكرى شماخ ، أنها له .

وفي شعره سمة واضحة من التشكي وضعف الحال والاحباط .. والحيرة .. بعكس شعر أخيه عوض بن عمر رحمه الله والذي قال أكثره في عدن حيث الترف والأمان والجمال وعدم الخجل من قوم لايفقهون .
ومن كلمات عوض بن عمر أغنية كانت إذاعة عدن تبثها بين حين وحين :
أنا والليل والنسمة * تعجبنا من النجمة * بقت تنظر ولا كلمة * حور سهر عيون الليل *
فنرجو من القريبين من ارشيف الاذاعة نبش هذه الاغنية .

والى لقاء





التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس