[حد من الوادي]

عودة الروح (3) الحضارمة وعيشهم أحلام الآخرين

المكلا اليوم / كتب: المهندس / بدر محمد باسلمة1/4/2011

الحقيقة المرة أن الحضارمة يفتقرون إلى رؤية مستقبلية لهم وحلم يجمع بينهم ... وهذه الحقيقة جعلتهم دوما جاهزين لخدمة الآخرين أصحاب الأحلام والمطالب ... هم دائما جاهزين لمساعدة الآخرين , شعوبا آو أقليات , في تحقيقهم لأحلامهم.... أنهم لا يساعدون فقط في تحقيق أحلام الآخرين بل يعيشون هذه الأحلام وكأنها أحلامهم , بل ويبدعون في تجسيدها وتطويرها .

ارتحل الحضارمة إلى أقطار العالم وانصهروا في مجتمعاتهم الجديدة في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط , تبنوا أحلام وأهداف هذه المجتمعات وأصبحوا قادة ساهموا في استقلال وتطوير ونهضة هذه المجتمعات وتبوءوا أعلى المناصب فيها, لتحقيق ما ذا ؟ بوضوح لمساعدة الآخرين في تحقيقهم لأحلامهم. ما ذا كان نصيب الموطن ( حضرموت ) من كل هذه الانجازات ؟ الم تستحق حضرموت حلم أن تصبح متطورة ورائدة في مجالات الدين والتجارة والعلم والأدب والفن ؟ لماذا بخس أبناءها من مساعدتها في النهوض والرقي بدلا من إبقاءها بحالة من التبعية والتخلف والجهل وخدمة وتصفيق للآخرين ؟ الم تكن حضرموت أولى بجهد من أبناءها يضعها في مقدمة الأمم تطورا ؟

في العهد الاشتراكي , قبل الوحدة , امتلكت الجبهة القومية حلم تحويل الجنوب إلى دولة اشتراكية , هل كان الحضارمة مؤمنين بهذه العقيدة ويشاطرون الآخرين هذا الحلم ؟ ..لا .. لم يكن حلمهم ولكنهم ساعدوا الآخرين في تحقيق هذا الحلم بل وتبوءوا أعلى المناصب القيادية في دولة الجنوب وأبدعوا في وضع الخطط والرؤى وتسخير كل موارد محافظة حضرموت للوصل إلى تحقيق حلم الآخرين ولم يكن حلم المجتمع الحضرمي الذي بقي منغلقا على نفسه فاقدا للحلم والطموح والمبادرة في نهضته ...

ولم يتغير الحال في زمن الوحدة اليمنية بل ازداد سوءا بالنسبة للحضارمة فقد هبط الحضارمة فيها من أصحاب القيادة والقرار إلى مجرد تابعين ومأمورين ... قدموا بسخاء كالعادة جميع موارد حضرموت خدمة لتحقيق حلم ( الوحدة اليمنية ) ورموزها واستمر تجاهلهم لبلورة أي حلم او رؤية لتنمية حضرموت والنهوض بها.

الحضارمة في الخارج مشغولون في تطوير المجتمعات التي يعملون بها وقلة منهم من يشعر بالواجب تجاه تطوير موطنه حضرموت ومن يأتي يأتي لغرض استثماري تجاري , وإذا وجد أن بيئة الاستثمار غير مناسبة له ارتد إلى مجتمعه الذي يعيش فيه , وكأن ما يعيده إلى حضرموت ليس سوى توفر الفرص التجارية وكأنها أي بلد آخر ......

وفي حضرموت نجد الحضارمة متفانون في مساعدة الآخرين وخدمتهم وتوفير كل إمكانياتهم وثرواتهم في تحقيق أحلام الاخرين طالما أن ليس لهم حلم أو رؤية لمستقبلهم.... بل إن التكاتف والتعاون بينهم يكاد يكون معدوما وخاصة على المستوى التجاري والسياسي, حيث يفضلون تكوين شراكات مع الأخر من القيام بأي شراكات بينهم البين ...

الحقيقة المرة التي يجب أن تكون أمام كل حضرمي انه لا نهضة لحضرموت ما لم يتم تطوير حلم ورؤية لمستقبلها , رؤية واضحة لما يرغبون فيه , تتفق علية الحضارمة في الداخل والخارج , تشحذ هممهم وتطلق العنان لطاقاتهم في سبيل تحقيق هذا الحلم ....

ألا يكفينا حتى الآن خدمتنا الطويلة للأمم وللآخرين ؟ الم يحن الوقت للتفكير في حضرموت وحلمها ونهضتها ؟

دعوة لنبدأ بإعداد أفكار لحلم حضرموت , لرؤية نهضة حضرموت ... لنبلور هذه الأفكار عسى أن تصبح هي المنار لنا لمستقبل أفضل إشراقا لحضرموت.

حضرمووووت عودة الروح (3) الحضارمة وعيشهم أحلام الآخرين - سقيفة الشبامي

[email protected]