[حد من الوادي]

فرفشة من حضرمي

11/10/2012 مرتضى مصنوم

يفتخر المرء أنه من حضرموت أو أن له أصلا في حضرموت لأنه يوقن أن قدره رفيع وموقعه في مقدمة الصفوف.. يخوض غمار السباق في المنافسة.. فيُمنَح له دون تردد درجة عالية ليس لشيء إلا لأنه حضرمي.. يعتز بنفسه يأخذ بقول النبي صلى الله عليه وسلم "اليد العليا.. خير من اليد السفلى". الحضارمة كالمطر أنّى وقع وفي أي أرض حلَّ ففيه نفع للبلاد والعباد.. تحيا به أرض بعد موتها فيه من الخير الجم الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل.. الحضرمي عزيز محبوب مكرم، يحيا به الاقتصاد، فالحضارمة خبراء في الاقتصاد يعرفون كيف يصرفون ومتى يصرفون.. إنها حنكة وحسن تدبير ليس إلاّ.. الحضارمة أهل كرم لضيوفهم والواقع يؤكد قولي.. فلهم من الإتيكيت والترتيب في إكرام ضيوفهم ما يسُرّ هذا الضيف.

دعوهم يتندرون ويمزحون فلكل مجتمع نوادره.. وابتسم في وجههم ليس استسلاماً وتصديقاً لهم.. لكن من باب قولهم: "رمتني بدائها وانسلت" حسِّسهم بنظراتك حين يحدثونك بمثل هذه السفاسف بأنهم مخطئون بل وألف مخطئون.. انظر إليهم نظرة رحمة وإشفاق عسى أن تعبس وجوهاً أخطأت في حقنا نحن الحضرميين.. ليتقول من يتقول.. عزائمنا كبيرة.. لن تثنينا مثل تلك الأراجيف التي هي عبارة عن أضغاث أحلام وأوهام يحملها أصحابها عن الحضرميين.. صلنا وجلنا فقيل لنا: أنتم مشهود لكم بالأمانة والحفاظ على الحقوق.. ولا أظن حضرمياً إلا وقد نيط به هذا الوسام.

الحضرمي عجيب في تربيته وترتيبه.. بل وتفكيره، نظراته للحياة مفعمة بالتفاؤل.. حدس ثاقب نظرة للمستقبل.. هذا هو الحضرمي الأصيل.

لا أنكر أنها تفشت بل واستشرت فينا.. ليس من فترة بعيدة من الزمان ظاهرة بخل غريبة لا تليق بالحضرمي، اتصف بها بعض ضعاف النفوس من أصحاب المصالح الدنيوية الضيقة عبّاد المناصب.. بخلاء في حب الخير للغير.. وفي التعاون مع صاحب الحاجة.. كراهية لغيرهم أن يتبوءوا مناصب قيادية في حضرموت العطاء والخير.. بخل وكذب وافتراء لا لشيء أبداً إنما هو الخوف من وصول من يحارب ظاهرة البخل التي يمارسها الفاشلون في مناصبهم العاجزون عن تحقيق شيء على أرض الواقع لحضرموت وأبناء حضرموت.. خشية أن يأتي من لا يوافق الأهواء فيُكرم كرم من لا يخشى الفقر بتزكية كفاءات منسية عند صناع القرار مغمورة غير معروفة لهم.. فيصبح أولئك ضحايا ذلك الكرم نسوا قول النبي صلى الله عليه وسلم "أحب العباد إلى الله أنفعهم لعباده".

ختام قولي أسأل أولئك متى سنرى كرمكم والخروج عن التقوقع والبخل المقيت بتزكية كفاءات تنفع حضرموت عند صناع القرار.. هل سنرى ذلك منكم.. أم أنه سيظل حلماً نتأمله لا نعرف متى يتحقق.