عرض مشاركة واحدة
قديم 03-31-2011, 03:51 AM   #185
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

حضرمووووووووت" من أزمات حضرموت وزنقاتها


من أزمات حضرموت وزنقاتها

محمد عوض بن شيخ

الثلاثاء , 29 مارس 2011 م

يقول المتفائلون ان عصر الشعوب العربية قادم لا محالة وان عصر القائد الملهم الرمز الضرورة المهيب والبطل وملك الملوك قاهر البيداء قد سقطت إلى الأبد بعد ان كشفت الحقائق بان هؤلاء لا يختلفون عن رؤساء العصابات إلا في بعض التفاصيل.وإذا ذهبنا إلى ما ذهب إليه المتفائلون فإننا نرى ان سقوط الحكام بحسب الألقاب السابقة بثورات الغضب الشبابي المكبوت يعد الجهاد الأصغر وما بعد ذلك هو الجهاد الأعظم لمن أراد ان تسير عجلة التاريخ سيرتها الصحيحة.

حظنا سعيد عندما وفرت لنا وسائل الاتصال مشاهدة ومتابعة هذه التحولات لحظة بلحظة وساعة بساعة ولان الشعوب تكاد تتفق في الهم والظلم الواقع عليها جاءت ثوراتها الشعبية متقاربة في الكثير من المواقف كان خروج الجيش الوطني في كل من تونس مصر في غاية الوطنية والحميمية وكان التحام الناس مع قواتهم المسلحة وشعورهم بالأمن تحت جنازير هذه الدبابات مشهد يشي بأمور كثيرة.

وعندما انتشرت الدبابات في الأيام القليلة الماضية في نواحي متعددة من مدينة المكلا جراء هذه الأزمة السياسية التي تمر بها محافظات الجمهورية اليمنية لم تكن عند الناس في المكلا ذات النظرة في تونس ومصر وذلك لسببين واضحين وضوح الشمس أولهما ان كل عناصر هذه القوات من خارج حضرموت وثانيهما ان الولاء الحقيقي لهذه القوات لقادة ورموز عسكريين معروفة ولان الأزمة الحالية في كثير من مظاهرها هي في الأصل أزمة المحافظات الشمالية فكان خروج هذه القوات لا يتعدى تأكيد غلبة طرف عسكري على آخر في مشهد لا ناقة لحضرموت فيه ولا جمل .

في هذه الظروف اصدر محافظ حضرموت الأخ خالد سعيد الديني بيانا إلى الشعب في حضرموت اختلط فيه المأزوم بالأزمة والحابل بالنابل وبدا المحافظ يتحدث عن محافظة افتراضية تقف مع الشرعية والدستور وتستعد إلى فضاءات افتراضية لم تستطع فهم الواقع وما قبله وما هو قادم .

ونظن إن المدخل الصحيح لإدراك مكانة حضرموت والمحافظ فيها بعد عام 1994م ففي هذه المرحلة التي عمدها الفاتحون بالدم غابت عن حضرموت مصادر القرار العسكري والمدني وتحولت إلى ثكنة عسكرية لقوات متعددة الولاءات تحمي مصالح أصحابها أكثر مما تحمي حضرموت وصار في حضرموت كل شي إلا حضرموت وأهلها وفي مثل الوضعية يكون من الاستخفاف بعقول الناس القول بان منصب المحافظ الحضرمي الذي دشنه المحافظ السابق والحالي منصب حقيقي في عالم حقيقي.

وحقيقة الأمر أن من نصب هؤلاء المحافظين هم أكثر الناس معايشة للواقع وإدراكا لمجريات الأمور فلاباس عندهم او غضاضة في تعيين محافظ حضرمي كان في الاتجاه المعادي للوحدة في أول أمرها او لشاب لازال يشق خطواته الأولى في الحياة او حتى لا يوجد هذا المحافظ على الإطلاق فالأمر سيان طالما تسير الأمور كما يراد لها من عزيزية العسكر لا من سرايا المحافظة.

البيان يتحدث بصوت من يملك الحل والعقد يقول الأخ المحافظ : ان من واجبي إن أدافع عن امن حضرموت وسلامة أبنائها وهي كلمات إنشائية رائعة ولكن يا محافظنا العزيز وأنت المسئول الأول عن الأمن في حضرموت هل تستطيع زيارة المعسكرات الموجودة في اطار المحافظة الجغرافي؟هل تستطيع ان تأمرها بتحرك ما تراه لصالح امن حضرموت؟؟هل تستطيع ان تعرف كم عددها وعدتها ؟؟؟

ويبدو ان صاحب البيان أدرك هذه الحقيقة عندما دعا قبائل حضرموت إلى حفظ الأمن. فمن هو؟هل المحافظ الدستوري؟ ام شيخ مشايخ قبائل حضرموت؟ وهل يظن ان الناس يسمعون له ويثمنون كلماته وقد جاء في الزمان الخطأ والمكان الخطأ ؟؟.

ان بيان المحافظ الجديد بيان متناقض يعكس واقعا متناقضا قبل قدوم هذه المحافظ وابرز مشاكل هذا البيان انه تجاوز هذه الحقيقة لهذا حفل بمتناقضات غريبة فهو من جهة يخون من عبر عن راية بما يراه في مكان وفي مكان آخر يعده من خير الديمقراطية ثم انه يتحدث عن وضع استثنائي ثم يقول ان الأوضاع الأمنية والمدنية مستقرة . ثم يعكس المحافظ الجديد ازمته الداخلية بأزمة حضرموت والمؤامرات التي تحاك ضدها واللصوص المتربصين بها ,لهذا يتحدث عن واجباته الدستورية مع الرئيس الدستوري منبها لخطورة الفراغ الإداري المراد تحقيقه من أعداء حضرموت حسب ما فهمنا من البيان

يتحدث الكثير عن دماثة خلق المحافظ وأظنه كذلك ولكن لابد ان نميز بين الأخ خالد سعيد الديني الإنسان المنتمي لأحد قبائل حضرموت الطيبة كاهلها الطيبين وبين منصب المحافظ المزنوق بزنقة الواقع بغض النظر عن أصل صاحب المنصب وفصله.

وفي محافظة مغيبة عن عمد لابد ان تفرز واقعا مأزوما يفرز بدوره أزمات وزنقات وبديهي سيبحث المأزوم فيه عن ذاته ومكانه من الأعراب وربما البيان الأخير مظهر من مظاهر الأزمة المزنوقة بالفتحة والضمة والكسرة الظاهرة على أولها وعلى آخرها.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح