[عمر الحبشي]

كل الذي قالوه ويقولوه يظل رأي 00
ولكن لا بد من رأي آخر 00
عندما تفتح الأعين بعد الصدمات 00 قد ترى ما لم تراه قبل وأثناء الصدمه0
كلنا صدمنا بهذا المصاب وكلنا أحس بأن المؤامرة كانت ناجحة بكل المقاييس في هذا الوقت بالذات 00 أحسسنا بالألم لأن الوقت كان محسوبا لدى المنفذ 00 والحساب كان توجيها قوميا وعروبيا و طائفيا أيضا وربما دينيا بصفة أشمل 0
لا شك أبدا في ذلك0 0
دعونا يا أخوتي ننأى بأنفسنا قليلا عن العواطف العربية الجياشه والتي للأسف الشديد لطالما أخذت منا أكثر مما أعطتنا 00 وأيضا العصبيه العمياء والتي لا نحسن الا أن تسوقنا الى المهالك 000 ونعود بالفكر الى تاريخنا منذ أن قامت الدوله الاسلاميه إذا استثنينا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم 00 أنا لست بصدد سرد تاريخي لما حصل في تلك العهود 00 ولكنني أريد أن أذكركم بما ذكرته عن العاطفه والعصبيه التي طالما تحكمت في مصيرنا إذا أغفلنا استخدام العقل وبالأخص في محاربة أعداءنا 0
أعود لموضوعنا الأساسي وأسألكم سؤالا بسيطا أرجو أن تتقيظوا قبل أن تردوا بعواطفكم أو بعصبيتكم 00
من خلال الحقبه الزمنيه التي حكم فيها صدام حسين العراق ربما امتدت الى حوالي الخمسة وثلاثين عاما 00
ماذا قدم لنا هذا الرجل من انجازات ملموسة؟
وهل ما قدمة لنا استطاع الحفاظ عليه أو حمايته من الدمار ؟
لا يهمني ما قد حصل واندثر بقدر ما نحن في حاجه ماسه لمسقبل وأطفالنا وأجيالنا 00
البطولات التي لا زلنا نتغنى بأمجادها السابقه كبطولات سيف بن ذي يزن وصلاح الدين الأيوبي وطارق بن زياد لم تعد ذات جدوى في زمن يحكمه العقل والعلم والحاسب الآلي 00 فلا السيف أصدق أنباءا من الكتب 00 ولاالخيل والليل والبيداء تعرفني 00 كل ذلك لم يعد له فائده ولا قيمه تذكر في عهد العلم والانترنت والفضاء 00
أمريكا لم تغزنا ماديا قبل أن تتمكن منا فكريا 0
كيف نستطيع المقاومه وكيف نستطيع مسح الغزو الفكري الذي تغلغل إلى أفكار شبابنا وبيوتنا وأطفالنا 00 نعم أطفالنا ومن خلال أفلام الكرتون التي تحكي لأطفالنا بأننا لا نستطيع الخروج من أي ورطه تواجهنا في حياتنا من غير الإعتماد على القوه الأمريكية بل ربما من المحال أن نفكر في غير مساعدتهم وكل ذلك يتجلى من خلال ابراز أعلامهم وعملتهم التي لا يكاد يخلو منها فلم كرتوني يستهوي أطفالنا00
تلك هي الحرب التي حاربونا بها 00 فهل يا ترى نستطيع الرد عليهم بشجاعة عنتره العبسي أو بنخوة خالد بن الوليد 00
أعتقد أن هذه الطريقه التقليديه التي استخدمها صدام حسين لم تجدي نفعا ولن تجدي نفعا بعد اليوم في ازاله آثار الهزايم التي لم تنفك تتوالى بشراسه على أمتنا العربيه أو الإسلاميه بصفه عامه 00
التخطيط اليهودي والتنفيذ الأمريكي ليس عبثا يرمي بصنارة صيد كي يجلس على الشاطئ في انتظار أن تتأتي السمكه 00 كان زمان00
فالزمن الحاضر يحتاج للتخطيط الجيد المتقن الذي لا تقل دقته عن 99%
فربما يأتي ساذج ويقول هذه أمريكا خططت لغزو العراق وهاهي قد فشلت 00 فهل يعقل أن تصدقه ؟ قد تكون الخساره عسكريه وهذه بأفكارنا التاريخية العتيقة صحيحة 00 ولأننا لا نعلم وربما لا نريد أن نعلم لماذا غزت أمريكا العراق وهي متأكدة أنه ليس لديه أسلحة دمار شامل ولاهم يحزنون 00 ثم لماذا وكيف أقنعت دولا كثيرة بمبررات تلك الحرب ؟؟ ولماذا كل هذا الصمت العالمي تجاه ما يجري في العراق ؟؟
سمعنا ثم تناسينا بأن الموساد الإسرائيلي له مكاتب في العراق 00 وأقول قبل ذلك جعلوا هناك استراتيجيه انطلاق لبقية دول المنطقة 00
وما يثار هنا وهناك من تداعيات الحرب الطائفيه في العراق وفي فلسطين ولبنان 00 ليس الا من تدبير تلك الاستراتيجيه التي درست وخططت وأملت للشايطين الحمر بالتنفيذ00
إذن تلك هي الحرب 000
ولا يأتي مزايد ويقول بأن صدام حسين استطاع الوقوف في وجه هؤلاء00
فزمن العبقريات قد ولى 00