مرثية في عميد الأسرة الفقيد الجد محمد جبران بن عوض جبران المتوفى فجر الثلاثاء الثالث من رمضان 1435 هـ
رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته و "إنا لله وإنا إليه راجعون "
كفانا في فقدِكم بالدهر أحزانا
= يامن بنوا في سويدا القلبِ أركانا
يا منْ خوتْ بعدَهم دورٌ و ناحيةٌ
= كانت لنا بربيع الودِّ عنوانا
كانت بها الآيُ يتلوها مرتلةً
= من مطلعِ الفجر تحبيراً وإتقانا
مجوداً سور القرآن مرتحلاً
=مستلهما فيه عثمانَ بن عفانا
ويسبق الصبحَ بالأوراد مقتفياً
= هدي الأئمة إسراراً وإعلانا
ويبدي الحبَّ إن زادت لواعجُهُ
=ويذرف الدمعَ أشواقاً ووجدانا
ويجمع الأهلَ في أنوارِ سيرتِهم
=ويسرد الهديَ تفسيراً وتبيانا
فنوركمْ ما خلا يملا منازلَنا
=و صوتُكم يترعُ الوجدانَ أشجانا
كنا بكم عصبةٌ نسمو و يعلونا
= فيض من النور ولداناً و كُهلانا
لجنةِ الخلدِ يا أبتاه بعد أبي
= نشأنما في ربوع الخير إخوانا
فأنتما خيرُ صحب راعيا أدبٍ
= منذ الطفولةِ أتراباً وخلانا
وحبكم في وجوه الناس نشهده
=وكم لسان جرى مدحاً وعرفانا
تروي فضائلكم تتلو محامدكم
=وهي التي ما خلت للحق ميزانا
أخلاقُكم قد علت والرفق زينتُها
=وحسنها قد نما لينا وتحنانا
وشعرُكم رائقٌ عذبت مناهله
=وغرسه قد زها غضاً ريانا
وكم شهدنا لكم صبراً بنائبةٍ
= من النوائب تسليماً وإيمانا
يشدُّ من أزرنا دوما و يتحفنا
= بأبلغِ النصح توجيهاً وإمعانا
ورثتمُ عن ذوي الأفضال فضلَهم
= فكان في قربِكم عوضاَ وسلوانا
ما ذا علينا إذا فاضت مدامعُنا
=وفقدكم قد أتى نقصاً وخسرانا
كأن في عمرِكم وصلاً لمن سبقوا
= وصوتُكم من صَدَا الأسلاف قد كانا
فنسأل اللهَ أن يعلي منازلَكم
= بعد الرحيل بمحضِ الفضل إحسانا
ويعظمَ الأجر سلواناً لمن خلفوا
=ويغمرَ الكل إكراماً و غفرانا
الحمدُ لله لولا الله ما سكنتْ
= نفسٌ بها لوعةٌ الأحزانِ أزمانا