عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-2009, 07:52 PM   #3
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

" أعينوا أبناءكم على برّكم "
قليل ما نسمع عن بنت لم تبرّ والديها ونسمع الكثير عن عقوق الأبناء للوالدين لا سيّما عقوق الأب، ولعل السبب يعود إلى غياب الحوار بين الآباء والأبناء ، والحوار لن يكون بدون اصطحاب وملازمة دائمة منذ الصغر ولن يعطي ثماره بدون عواطف وود وإرشاد عبر قدوة وليس نصوص بدون روح، أي لا يكفي أن نكرر على الأولاد نصوص القرآن بدون روح أو بدون معنى ، والمعنى يتوقف على الحوار مع الأبناء حول كل خصلة حميدة وأوّلها البر والوفاء ، ويسبق ذلك القدوة.
لا يكفي نص قرآني لتحفيز الإبن على البر والأب بعيدا عنه شعورا ... والأب يقسم اليمين إفكا وبهتانا أو لا يفي بالوعد أو كثير الروغان عن واجبات العبادة والتزامات الحياة.
موضوع جيد جيد وسيتكرر طرحه.
أعجبت بحوار جرى بين أمّ وابنتها فتقلته

محاورة الأبناء وتعليمهم البرّ والمحبة ثروة للآباء
كنت في السوق مع ابنتي فرأيت شابا ملتحيا ومعه امرأة قد خط الزمن أخاديده على محياها الذي أشرق سرورا وحبورا بصحبة ذلك الابن البار الذي يدللها ويطعمها وكأنها عروس في ليلة عرس أبدية.. يبدو أنهما من الشام وقد لاحظت ذلك كثيرا في أهل الشام فالوالدان كالملوك في أسرهم، فبارك الله في هذه الفعال التي تبهرني وتأسرني روعة وجمالا، لا حرمنا الله منها، وبارك الله لنا ولهم فيها.
المهم قلت لابنتي وأنا أشير إلى تلك المرأة: عندما أكبر وتكبرون، أريدكم أن تدللوني وتروحوا عني، فأجابت: سنحملك على ظهورنا، سعدت بتلك الإجابة رغم تحفظي على كلمة حمل التي ذكرتني أن ابتهل إلى الله عز وجل أن يمتعنا بصحتنا وعافيتنا أبدا ما أبقانا.
ما أسعدنا بوالدينا وما أحوجهم لنا وما أشد حاجاتنا إليهم وإلى دعائهم، بادروا وسارعوا وفروا إلى والديكم وكنوز الحكمة أجدادكم فما أروع الجلوس والسمر برفقتهم.
لي جدة أطال الله بقاءها تمضي الساعات كالثواني في حضرتها، ما بين طرفة وحكاية وقصيدة.. أدللها قائلة: أنت كالذهب كلما قدم غلا ثمنه.. إنهم تاريخ يأسر لبك وعاطفتك، فبادروا قبل أن يبادر الأجل وسارعوا قبل أن يسرع "العجل" ويخطف أحبابكم أمام عيونكم. عبروا عن حبكم وعشقكم بل وهيامكم بهما.. وأخص البنات فكل فتاة بأبيها معجبة أنا شخصيا أرى أن أبي أجمل وأعلم وأكرم من في الكون.
فسارعوا إليهم قبل أن تسرع إليهم آجالهم فإن لكل أجل كتاب، ولكل بداية نهاية، وكما تدين تدان.
كما أهمس في أذن الآباء: أعينوا أبناءكم على بركم، نبهوهم إن قصروا، وصلوهم إن قطعوا، حاوروهم صغارا، يجاوروكم كبارا.
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة سالم علي الجرو ; 04-05-2009 الساعة 07:57 PM