عرض مشاركة واحدة
قديم 04-28-2012, 01:45 AM   #60
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

حضـــــــــــرموت والأحتلال اليمني" أولها منجه وأخرها خنقه " كتب: صالح السباعي


أولها منجه وأخرها خنقه

4/27/2012 المكلا اليوم / كتب: صالح السباعي

كذبة ابريل معروفه عالميا موعدها الاول من ابريل من كل عام، الا ان الحكمه اليمانيه في عام 90 غيرت موعدها الى الثاني والعشرين من مايو بدلا عن اول ابريل، في هذا اليوم اتفق اليمنيين على اكبر كذبه في تاريخهم القديم والحديث، يومها شاهدنا على الشاشه الصغيره دموع الفرح تسيل على خدود بعض المسؤلين، في احتفال قصر التواهي بعد تحقيق حلم لم يكن له وجود.

في ذلك اليوم رقص الكل وغنى وانتشى, بعدها انتشرت السلع الاستهلاكيه لما كان يسمى بالشطر الشمالي, في الاسواق الجنوبيه انتشار النار في الهشيم, خصوصا البساكت وعصائر المنجه المعلبه, التي اقبل البعض عليها بشراهه, كانت جوقه الكل فيها فرحين يستمتعون بشراب المنجه ومكعبات البسكويت, بينما كان المرحوم عوض لعنه هو الوحيد في اسواق الشحر يردد مقولته الشهيره "اولها منجه واخرها خنقه" دون ان يكترث احد بما يقول, لان عوض في نظر البعض يعد في قائمة المجانين, رغم ان الرجل كان لديه بعد نظر استطاع ان يستنتج ان موسم المنجه وحلاوتها لن يطول, وان الخنقه قادمه لا محاله, رحم الله الفقيد عوض لعنه كان افضل من كثير من العقلاء في القياده السياسيه الجنوبيه, لانهم لم يصلوا الى ما وصل اليه من استنتاج, سخروا كل امكانيات الدوله الجاسوسيه والقمعيه في متابعة حركة المواطنين وعد انفاسهم ومراقبة الشوارع والعمارات, من دخل للعماره ومن خرج منها, لم تكن لديهم المعلومات الكافيه عن تركيبة الدوله والنظام السياسي في الشمال,

وليس لديهم المعلومات الكافيه عن الاوضاع الاقتصادية والعسكريه والاجتماعيه, دخلوا في وحده مع طرف وهم يجهلون عنه كل شىء, بينما كانت صنعاء تعرف كل نقاط ضعفهم وعدد شعور رؤسهم بل وشعيراتهم الدمويه, وتعاملهم كل حسب رغباته, في واقع الامر ان المرحوم عوض لم يكن الوحيد الذي كان يرسل رسائل سياسيه, هناك الكثيرون من الادباء والكتاب والشعراء دائما يقومون بإرسال مثل هذه الرسائل لتبصير النخبه والعامة على حد سواء, للحيولوله دون وقوع الوطن فيما لا يحمد عقباه, وقد كان لمدينة الشحر السبق الاكبر في هذا المجال, منذو زمن بعيد, حيث ازدهر دورها في منتصف القرن الماضي في زمن شاعر حضرموت الكبير "ابو محضار" طيب الله ثراه, والذي بدأ سلسلة من الرسائل السياسيه التحذيريه من خلال اشعاره المختلفه, واعتقد ان مثل تلك الرسائل كانت كافيه لتغيير مسار حضرموت لوكان هناك من بين النخب الحضرميه من لديه القدره على تحليلها التحليل الصحيح والاستفاده من معانيها,

لكن ذلك لم يحدث لان نخبنا السياسيه منذو زمن بعيد ليس لديهم القدره على الابداع وتطوير الافكار المحليه والاستفاده من تراكمات التراث, كانت الغالبيه تبحث عن المستورد من الخارج حتى وان كان هذا المستورد بضاعه رديئه عفى على صلاحيتها الزمن, واعتقد ان اقوى رساله سياسيه ارسلها ابومحضار كانت موجهه لعناصر الجبهه القوميه "المغامرين" الذين كانوا يركبون البحر الهائج دون وجود "بوصلة" او ربان, ودون حتى قوارب نجاة, كانت رسالة المحضار لهم ليلة سقوط المكلا في 17 سبتمبر 1967م, حين قال في قصيدته الشهيره:

"ياحضرموت الفتن والفوضويه ما بينهم خائف تكوني الضحيه بعتي والبيعه دنيه, من غير دلال يالله عسى الاحوال تتبدل من حال الى حال لم يكن هناك من يدرك مغزى هذه الكلمات حتى اصبحت حضرموت ما بينهم هي الضحيه ولا تزال, وقد استمرت تحذيرات بو محضار حتى انه حذر الرفاق عندما ذهبوا الى موسكو لإقناع الرفيق "فتاح" بالعوده الى عدن بعد ان غادرها الرجل طوعا حتى لا يحدث ما حدث في يناير 86م, حين قال: انا سبب نفسي بنفسي جبت صبعي صوب عيني اه يا حافظ على عيني وع النون وقد حدث فعلا ما حذر منه شاعرنا رحمه الله, حيث كانت البلاد كسيحه مشلوله زادوا عموها عيونها الثنتيين,

هناك الكثير من النصائح والرسائل السياسيه طيلة العقود الماضيه وجهت للنخبه السياسيه وللقاده دون ان تؤتي أكلها, حتى اتى تسونامي التسعين ليضع الاخضر في بطن الاحمر, ولا يزال المسلسل مستمره, وهذه المره ليست فلم هندي ينتهي بعودة الابن الضائع الى حضن امه, وانما مسلسل مكسيكي حلقاته بالمئات, عرفنا بدايه لكننا لا ندري متى ستكون النهايه, كلما نعرفه انه من تمثيل واخراج الاسرة الحاكمه, المستوحأه قصتهم من قصة الـ"كابوني" في امريكا, الذين يعملون في كل شيء ويسيطرون على كل شىء, لاشك ان الحكام والنخب السياسيه يسمعون نبض الشارع ويسمعون تعليقات المرحوم عوض لعنه المتعدده وكذلك يحضرون في المناسبات الوطنيه مطربيين كبار,

حيث لم يكن هناك اروع من المتألق "ابو صبري" مرسال, عندما كان يردد على مسامعهم في مسرح التواهي اغنية, "كذا تلقين يا الدنيا.. تردين الوفي عياب والعايب وفي" "ويبقى المعرفي منكور.. والمنكور يبقى معرفي" متى با تنصفي ؟ على طالت المده.. وهل الشهر وتناصف ! اذا برقت في القبله ترفع فوق ياطارف. كانوا يدركون ما يعنيه المحضار وغير المحضار, لكن مشكلتهم كانت في قوة العاده التي اعتادوا عليها وهي عدم الاصغاء لصوت حضرموت, كلهم امس واليوم يريدون ان تكون حضرموت مطيعه تستمع لهم, لكنهم لا يسمعون انينها, وهذه هي القسمة الضيزي يجب ان تتغير, ابو محضار كان واضحا في كل رسائله وابو صبري كان اكثر وضوحا وتألقا في زمانه, لكنه لم يكن يطربهم,

كانوا يحبذون رياح الشمال البارده وتغريهم نضرة البياض المهجن, لم تكن تسكرهم سوى اغاني "ايوب" "زخم وا زخم" والمرشدي "نشوان يانشوان", الرياح الشماليه كانت اكثر تأثير في الثقافة وفي القرار السياسي في الجنوب بينما حضرموت لا تأثير لها يذكر, رغم مساحتها وثقلها الاقتصادي حتى قبل النفط, واعتقد ان زواج حضرموت لم يكن زواجا شرعيا حسب التقاليد والأعراف وإنما كان حبا من طرف واحد سلم نفسه للحبيب, ونحن نقول للنخبة السياسيه اصحوا يا هؤلاء من سباتكم العميق, دعوا الماضي وجراحاته,

الماضي نساه الناس ونحن لا ندعوا الى جلد الذات,او البكاء على الاطلال, فما حصل قد حصل نحن ندعوا الى الننظر الى المستقبل ليس مستقبلنا نحن, فنحن قد بدأ الشيب يغزوا شعورنا وبعضنا هرم, اما كبارنا فقد اصبح الغالبيه منهم مستقبلهم خلف ظهورهم كما قال "هيكل", المهم هو مستقبل اجيالنا القادمة حتى لا تعاني ما نعانيه نحن اليوم, ولنسأل انفسنا ماذا جنينا من خلافاتنا وعدم اتفاقنا لاكثر من نصف قرن من الزمان؟ هل نلنا ابسط حقوقنا في هذا البلد ؟

ام نحن مجرد اتباع لهذا وذاك, وكلنا يعرف ان هذه البلاد التي تنتج النفط والذهب لا يوجد بها مستشفى واذا وجد المبنى تعطل المنظار وتعطل معه جهاز المقطعيه اليتيم في سعاد ام اليتامى, واعتقد جازما ان اوضاع اهالي غزه والضفه المحاصرين افضل من اوضاعنا, هذه هي حالنا ارضنا ليست ارضنا, هم يملكون "البرتقاله ومنجم الذهب" ونحن تحاصرنا نقاط الحفاظ على الشرعيه, حقنا ليس لنا وفوق هذا ما سلمنا كما يقول المثل الحضرمي "شل حقك ودقك" كلهم يتحدثون عن اليمن الكبير وان الارض يمنيه والثروة يمنيه وليس لنا فيها نصيب,

وكما قال الشيخ صادق والشيخ حميد في مقابلته الاخيرة مع المبعوث الأممي بن عمر, قالوها بالفم المليان لن نسمح بالفيدرالية والوحدة خط احمر وهذه رسالة واضحة لدعاة "الفدراله" وعلى رأسهم معالي الرئيسين السابقين "ناصر والعطاس" وأتباعهم, بن الاحمر لا يريد الفيدراليه يا اصحاب المعالي, فما هو البديل في اجندتكم ؟ وماذا ستقولون لدول الجوار ؟ ونقول للأخوة شباب الثوره وقيادات الاصلاح من منكم يستطيع ان يحصل على "نصف برتقاله" في ارض اجداده ؟ المشايخ يريدون اليمن كما وجدوا عليها اجدادهم دوله مركزيه, وهذا يعني ان ثورتكم لم تحدث التغيير ولم تنجح,

كل ما حصل هو تغيير المواقع بدلا من المشير على صالح الاحمر اصبحت الامور بيد الشيخ صادق الاحمر, الشور شور الشيخ وما يريده الشيخ, رغم انكم تدعون انكم انتصرتم على الرئيس المخلوع كما تزعمون, لكننا لانجد شيئا من ذلك على ارض الواقع, اين وعودكم ايها الشباب ؟ وأين هي ثمار الانتصار ؟ لذلك نحن نقول لشباب الثوره وقيادات المؤتمر والاشتراكي الصوره واضحه امامكم اليوم, وهي كالتالي:

الشيخ صادق والشيخ حميد لا يريدون الفيدرالية, يريدون دوله مركزيه وعاصمتها صنعاء، العميد احمد على عبدالله صالح الاحمر يقول الوحده او الموت، الجنرال على محسن الاحمر يقول ان الجنوب مستعمر من الشمال, المشير عبدربه منصور يقول الحوار تحت سقف الوحده، معالي الرئيس باسندوه يقول تعالوا نتحاور، من يحاور من لا أدري، كلنا نتحاور، الحراكيون يقولون نريد الخلاص من المستعمر,

لا يمكن اقامة فيدراليه مع من يستعمر، لان ذلك لم يحدث في التاريخ البشري، ترى ما هو موقف الاصلاح وشباب الثوره ومعهم الاشتراكي والمؤتمر من كل ما يدور ؟ لماذا انتم ساكتين ؟ اين هي بياناتكم ومواقفكم ؟ دعوا الناس تسمع نواياكم ؟

الامور واضحه, بعد ان انتهى موسم المنجه والشعب اليوم يطالب بالخلاص من الخنقه ؟ هل انتم مع شعبكم ام ستظلون تابعين ؟.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح