عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-2010, 08:17 PM   #49
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


رجال في ذاكرة التاريخ ( الشيخ أحمد سعيد بقشان في الميزان ) حضرموت

--------------------------------------------------------------------------------


رجال في ذاكرة التاريخ
الشيخ أحمد سعيد بقشان في الميزان


2010/3/4 المكلا اليوم / كتب: هاني بلعفير


بعد قراءتي لكتاب زودني به الأخ الإعلامي القدير سند بايعشوت رئيس تحرير صحيفة المكلا اليوم الالكترونية عن المشروعات الخيرية والمساعدات الخدمية ولاجتماعية التي تقدمها هيئة تطوير خيلة بقشان التي يرعاها الشيخ المهندس عبدالله أحمد بقشان لأبناء حضرموت في الداخل، زاد إعجابي كثيرا بشخصية الشيخ عبدالله احمد بقشان، وذكرت أعماله الخيرية الطيبة لقريب لنا طاعن في السن اغترب لفترة طويلة في السعودية وكان إلى جانبه عند حديثي له ابنه الأكبر الذي اغترب هو الأخر في السعودية فتره طويلة أيضاً.

وما إن أكملت حديثي حتى رد على الاثنين بعبارة واحدة وجميلة وباللهجة الحضرمية الدارجة "والنعم بالشيخ عبدالله ولد الشيخ حمد سعيد يرحمه الله", وفجاءة تحول الكلام بيني وبينهم من مواضيع الحياة المتنوعة إلى موضوع واحد هو شخصية الشيخ احمد سعيد بقشان أو كما يحلو للحضارم تسميته "حمد سعيد" أو "أبو الحضارم".
وقد اخبروني خلال الجلسة التي زادت عن ساعة تقريبا بمعلومات أذهلتني حين سمعتها وخلقت في نفسي العزيمة والإصرار على معرفة المزيد عن هذه الشخصية العظيمة.

ولكي أصل إلى بعض الحقائق عن بعض المحطات الخيرية في حياة هذا الرجل الخير فقد تطلب مني الأمر التوسع في دائرة مصادري، لذلك فقد قمت باختيار خمسة أشخاص آخرون بشكل عشوائي ممن عاشوا في المملكة العربية السعودية منذ البدايات الأولى لتأسيسها وحتى حرب الخليج الثانية 1990م، وسألتهم عن شخص المغفور له بأذن الله تعالى الشيخ احمد سعيد بقشان، فأجاب الأول بأنه هاجر إلى المملكة العربية السعودية في نهاية الخمسينيات من القرن المنصرم برفقة عدد من من أبناء حضرموت وكانت وجهتهم حين وصولهم مباشرة منزل الشيخ احمد سعيد بقشان الذي وجدوا فيه حسن الضيافة والترحاب وان الشيخ لم يتركهم يرحلوا عن بيته إلا بعد آن امن لهم الأعمال المناسبة.

أما الثاني فقد تحدث بأنه سافر إلى ارض بن سعود في عقد الستينيات من القرن العشرين وعند وصوله توجه مباشرة إلى عزبة أو حوش الشيخ احمد سعيد بقشان الذي أسسه خصيصا آنذاك، لأغراض إيواء وإطعام وكساء أي حضرمي قادم من حضرموت إلى السعودية حتى تستخرج له الإقامة والحصول على العمل المناسب، وأضاف قائلا إن تكاليف الإقامة لغالبية من في الحوش أو العزبة يتكفل بها الشيخ يرحمه الله، كما انه كان الكفيل لأغلب الحضارم في المملكة في فترة الستينيات والسبعينيات، كما انه كان السبب في حصول مئات الأسر الحضرمية المقيمة في السعودية على الجنسية السعودية.

أما الثالث فقد كرر المعلومات أعلاه وأضاف إليها بأن مئات من اسر وذوي العاملين في السعودية قد تم استقدامهم على نفقة الشيخ احمد بقشان، كما أعطى معلومة تتعلق بوصف عزبة أو حوش بقشان، فأشار إلى انه حوش كبير جدا يشمل على عدد من المباني المؤثثة والمزودة بكل وسائل الراحة، كما يوجد به مطبخ كبير جدا تأسس لأغراض أطعام وخدمة مرتاديه، وأضاف معلومة أخرى وهي إن الشيخ احمد سعيد بقشان كان يداوم على زيارة الحوش وخصوصا في أوقات الليل، فهو يحب السمر مع أخوانه الحضارم ويحب أن يشاركهم تناول وجبة العشاء، وكان في كل زيارة له إلى الحوش يجلب معه عدد من أخوانه وأبناءه، وأشار إلى إن الشيخ المهندس عبدالله بقشان كان من ضمن الأشخاص الذين يداوم الشيخ على إحضارهم معه إلى الحوش لكي يكتسبوا بعض عادات وتقاليد أهل حضرموت.

أما الرابع فقد أشار إلى إن الشيخ احمد سعيد بقشان يرحمه الله ينفق أموالا طائلة لا يصدقها عقل البشر أحيانا، لعلاج مئات بل ألاف المرضى الحضارم في السعودية في مستشفاه الخاص وفي بقية مستشفيات المملكة العربية السعودية، كما يقوم في حالات كثيرة بتحمل تكاليف سفر وعلاج المرضى الحضارم إلى خارج المملكة عند عدم توفر الإمكانية لعلاجهم داخل المملكة.

أما الخامس وهو اصغر من سألتهم سنا فقد أشار إلى آن احمد سعيد بقشان كان كريما ابن كرم يكرم بعطائه كل الحضارم الراغبين في العودة إلى حضرموت بغرض البقاء أو زيارة الأهل وذوي القرباء، ولا تفرق يداه البيضاء بين احد منهم أيا كانت بشرته أو قبيلته أو منطقته، وأردف قائلا بأن الشيخ احمد سعيد يرحمه المولى عز وجل كان رائدا في عملية تعليم عدد كبير من أبناء حضرموت في المهجر وخصوصا المتفوقين وذوي الاحتياجات الخاصة واليتامى وأبناء العائلات المحتاجة.

وأنا في مقالي هذا المتواضع لم أتطرق إلا إلى جزء بسيط مما قاله الإخوة ممن سألتهم لأني لو فصلت فيما قالوه لاحتجت إلى مائة صفحة على الأقل لكي أدون ما تلفظوا به من كلام طيب عن الشيخ احمد، كما إن هذه المعلومات التي استقيتها منهم سواء المكتوبة باختصار شديد أعلاه وما لم اكتبها ما هي إلا فيض من غيض من الأعمال الطيبة التي قام بها المرحوم حسب كلام من سألتهم.

كما إنني لم أتطرق إلى أعماله الخيرية التي قدمها داخل حضرموت مسقط رأسه، لأنها كثيرة واغلبها إستراتيجية وتحتاج إلى أن توثق في كتب، لتنوعها وكثرة القرى المستفيدة منها، فأفعال الشيخ احمد سعيد بقشان طيب الله ثراه لا يمكن إيجاد لها كفة ميزان في هذا الزمان على الإطلاق.

رحم الله الشيخ احمد سعيد بقشان وجعل كل ما فعل في ميزان حسناته وادخله فسيح جناته.. أمين.


اجمالي التعليقات 4

1)- المخلافي (الجمهورية اليمنية) 04-03-2010 في الحقيقة انا لما شفت افعال الشخصية السعودية اليمنية الاصل الشيخ عبدالله بقشان عرفت ان وراء هذه الشخصية والد عظيم لان مايفعله من اعمال طيبة الشيخ عبدالله بقشان لايقتصر على محافظة حضرموت فحسب ، بل شمل جميع مناطق اليمن الحبيبة. لذك فقد توضحت لي الصورة ان مايقوم به الشيخ عبدالله بقشان هو امتداد لما قام به والده فتحية لشيخ عبدالله بقشان ..

2)- السيباني (روس دوعن) 04-03-2010 والله هذا الرجال ما مثله حد في ذاك الوقت ، كان متواضع وعاطي الدنيا ورى ظهره ويقدر الرجاجيل واعز الحضارم في الوقوت العيفة التي سابطهم اول ومهما يقولون عنه ماحد بايقدر يعطيه حقه . وادعوا من الذين يقرون هذه الصفحة ان يتفكرون في وجه المغفور له باذن الواحد الاحد وبايعرفون طيبة واخلاق هذا الرجال. الله يرحمه ويدخله في فسيح جناته مع الصالحين انشاء الله .

3)- ابو سعود (المكلا- حضرموت) 04-03-2010 الله على هذا الموضوع يابوعامر. نرجو منك ان تستمر في الكتابة . واحب ان علمك واعلم الجميع اني سمعت كثيرا عن والد الشيخ المهندس/عبدالله بقشان كثيرا وسمعت قصص كثيرة جدا فعلا لايصدقها العقل، لذلك اشكرك على طرحك هذا الموضوع الذي يحكي الشئ البسيط من حياة هذه الحضرمية الكبيرة التي لايوجد بيت في حضرموت الا وكان خيره عليها وفير . واحب اقول انه لولا الظروف حكمت على الشيخ يرحمه الله بعد سقوط الدولة القعيطية لكان قدم لحضرموت المزيد من الدعم والعطاء ، فهو رجل طيب يرحمه الله . ويحب الخير لحضرموت واهلها . فله الرحمة من الله انشاء الله ولابنه المهندس عبدالله التحية ولك يا ابوعام الشكر والتقدير.

عبدالله بكير - أبوبيان (المكلا - الديس) 04-03-2010 رحم الله الشيخ أحمد بقشان واسكنه فسيح جنانه والله ناس أهل خير ويخدمون بلادهم بالنفع ... شكرا لك أخوي هاني على هذه اللفتة الإنسانية الأكثر من رائعة في إظهار مناقب الشيخ وفضائله في أهله ومحبيه وأبناء بلده .. .
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح