عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2012, 01:38 AM   #3
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


حضرموت .. من اللون البرتقالي الى الرمادي

12/25/2012 اكرم احمد باشكيل

ذات يوم كانت المجاعة جاثمة على أرض حضرموت أثناء شبح الحرب العالمية الثانية وإنقطاع خطوط الملاحة من قناة السويس حيث إنقطع معها وصول البواخر المحملة بالأغذية وكانت غيل باوزير محطة من المحطات التي آوت الكثير من أبناء الوادي الذين تقطعت بهم سبل الرزق والبحث عن مايأكلونه فعمد من وسع عليه رزقه أن يجمع مالديه لإطعام ذوي الفاقة فنصبت القدور في شارع ضيق وهو ممر الى السوق الرئيسي بحيث إمتلأ بهم الشارع ولايستطيع معه أحد المرور فيه وقد جاء إعرابي بجمله ليمر منه فوجده لايستطيع معه المرور فسأل مابهذه القدور فقيل له بها( شربة) فصاح صيحته المشهورة( من يعبرني من الشربة؟؟)..

وقد سرت بعده مثلا الى يومنا هذا...!! الإعاقة السياسية لاتزال تتسيد المشهد السياسي الحضرمي من حيث هي منطلق ذاتي يتعلق بمستويات الفهم لمجريات الأمور والأحداث ترابطيا وهي بذات النسق تتجه نحوعدم فهم عميق ودقيق لجذر المشكلة ومستويات إدارتها والتمثيل والتعامل مع المعطى لإحداثيات الفعل الجاري على مستوى المنطقة والإقليم المحيط بنا ..!!

فمنذ تشكيل أول مجلس أهلي ومارفعه من سقف المطالب الحقوقية لا السياسية بما عبرت عنه يافطات الوقفة الإحتجاجية بلونها (البرتقالي) الذي رفعته كشعار لها وماتمخض عنه بعدها من ركود وركون للواقع ..ومالحقه من تداعيات تشكيل المكونات الفطرية والتي تحدثنا عنها في مقال (حضرموت والمكونات الفطرية ) كل ذلك يبدو أنه موضع تساؤل غريب مريب من لدن المراقب الذي يرى الأحداث بكل تسارعها وعدم إنبلاج عمل وطني جديد اللهم إلا من أصوات ظهرت لطرح (حضرموت) على بساط وموائد الترتيبات القادمة..!!

إن المهم في الأمر هنا ألا تكون ( حضرموت) ورقة أو كرت سياسي يتم التعامل معه من قبل المفاوض الإقليمي عند طرح (القضية الجنوبية) برمتهاووضع الترتيبات القادمة للجنوب على إعتبار إن مسألة التعاطي مع هذا الملف تاريخيا كان ولايزال بعيد المنال حول مايطمح له البعض فيما بات يعرف بعودة الوضع لـ(حضرموت) الى ماقبل 1967م..!!

عند التأمل لكلمة الشيخ / عبدالله بن محسن الكثيري البسيطة والتي حملت من مدلولات الألوان( الأبيض والأحمر والرمادي) مالها بمايقصده ويرمز ويغمز إليه في التعاطي مع ( حضرموت) ككيان يجب الوقوف عنده مليا وهو مالاينظر إليه الكثير من أخوتنا في ( الجنوب) ويرونه كما يراه الآخرون من أصحاب (الشمال ) وماأدراك ما أصحاب الشمال في التعاطي مع ( الملف الجنوبي) ضمن إطار مصفوفة واحدة من مشاكلهم الداخلية في إطار مطالب (شمالية) متعددة..!!

ولعلنا في الرؤية بذات التفكير نقف عند اللون( الرمادي) في الفرز لأنه خليط غير متجانس في التعاطي مع ملف (حضرموت) بذات القدر على إعتباره جزء غير رئيسي في الترتيبات القادمة وتجاهله لايمكن أن يعطي مؤشر إيجابي نحو إستقرار الوضع برمته فيمابات يرتب للمنطقة ...!!

وإنطلاقا من كل هذه المعطيات فعلى من تصدر متابعة هذا الملف (الشائك) أولا أن يعود الى ( الشارع الحضرمي) بكل قواه وفئاته الإجتماعية والسياسية ونخبه المثقفة والأكاديمية وأصحاب الحل والعقد للتشاور بعقد مؤتمر أو لقاء وطني يجمع الكل ويجتمعون فيما نريد ونختار في إطار مايرتب للجنوب بشكل سريع وإلا سنذهب مع هذه الرياح القادمة علينا والتي تهب على المنطقة ونحن في أوهام وأضغاث أحلام لاتتحقق على أرض الواقع..!!

البرتقاليون والرماديون والحالمون بـ(أرض الميعاد) كلهموا سواء فيما تذهب به الرياح في أخذ (حضرموت )الى مأساة أخرى لاتحمد عقباها بمفترضات وهمية لاجديد فيها إلا التأخير لقضية باتت محل إقرار وإجماع دولي عليهاوعلينا..و في إطارذلك المفترض أن نضع أقدامنا ونثبت شروطنا وكينونتنا وفق ماتذهب إليه الترتيبات العامة بالمنطقة من خلال حل مشكلة الجنوب ..!!

ومن هذاالمنطلق فإننا وفق هذا الإجماع الإقليمي والدولي لحل مشكلة الجنوب يكون الإشتغال في مربعه وإلا يذهب الجميع وينفض السامر ونصيح بعدها كما صاح ذلك الإعرابي وقد خلص الطبيخ لمن لايلتفت إلينا حينها وقد تقاسمونا كما تقاسمونا بالأمس القريب قائلين لهم : (من يعبرنا من الشربة؟؟) ..!!

روابط مواضيع عن حضرموت ومعانات شعبها

قبائل وشرائح حضرموت تصدر بيانا يؤكد على استشعار كل أبناء حضرموت بأهمية وحدة صفوفهم من أجل جلب المصالح ودرء المخاطر والفتن

حضرموت السلطان الكثيري : نطالب بحل قضية حضرموت وإعطاء شعبه حق تقرير مصيره
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح