[abu iman]

أستاذي العزيز
أولا - التحديث يندرج تحت عنوانه ليس المسائل التقنية و العلمية كما أشرت بل و حتى الفنون المختلفة من غناء و موسيقى و أدب حتى الملبس و المأكل و المشرب و صولا إلى وسائل الحياة المختلفة و لكن دون المساس بجوهر التفكير .
و أما إشكالية الحداثة فلا زالت تحت المجهر، و مما تفتقت عنه هذه الإشكالية ذلك التباين في الآراء ما بين مؤيد و معارض لها ، و هذا الاختلاف كان نتيجة حتمية لنقل المصطلح من الغرب دون إعادة صياغة تتلاءم مع معتقداتنا و تقاليدنا.

ثانيا - نحن عندما نحلل أو ننقد عملا أدبيا فإن ما يقوله الكاتب عن نفسه أو ما يصف به عمله أو كم سن قائله أمور لا نضعها في معاييرنا، حتى لا يصير النقد إلى مذبح المجاملات، فالشعر اليوم يقرأ لا يتلى، وأرجو أن لا تفهم من كلامي بأنه هجوم ما على الصديق الشاعر، فثمة اغتراب حقيقي، واقعي، علينا أن لا نخفيه بشتى الحجج، وبخاصة من الشعراء الجدد. لا أدعي أني ناقد أمتلك كل أدوات النقد ولكن كلانا يعرف تماما أن الأدب الواقعي كالقصيدة التي وردت أحيانا يمثل نوعا من التواطؤ بين واقع الشاعر وبين قصيدته، فيحذف العديد من التفاصيل ويضيف العديد من التفاصيل وصولا إلى الهدف الذي يرتجيه من عمله ونحن كقراء لدينا تصور كامل حول طبيعة ما سنقرأه وما نقرأه و ما قرأناه، و على استعداد لنكتشف أدق الخبايا التي ربما حاول الكاتب أو الشاعر إخفاءها. و لا أعني هنا أن قصيدة الصديق الشاعر سيئة لا إبداع فيها بالمرة.