عرض مشاركة واحدة
قديم 06-22-2010, 10:46 PM   #141
عبيدسالم باحنان
حال قيادي

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحة في الحث على العناية بالصلاة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد
فهذه نصحية عظيمة من العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى في الحث على العناية بالصلاة. الصلاة التي لها منزلة عظيم ودرجة رفيعة،فهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين. فحري بنا أن نهتم بها أيما اهتمام، كيف لا وهي عمود الإسلام، كيف لا وهي أول ما يحسب عليه العبد يوم القيامة وهي وهي.... فحري بنا أن نهتم بهذه الصلاة وبإقامتها على الوجه المشروع من أداء أركانها وشروطها وواجباتها وسننها وكل ما يتعلق بها على الوجه المشروع حتى ننال الأجر من الله تعالى ... وحتى لا أطيل عليكم أترككم مع نصيحة العلامة الشيخ ابن باز عليه رحمة الله. قال رحمه الله:
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من تبلغه هذه النصيحة من إخواننا المسلمين أئمة المساجد والمأمومين وسواهم. سلك الله بنا وبهم صراطه المستقيم، آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد[1]:
فغير خافٍ على الجميع شأن الصلاة في الإسلام، إذ هي عموده، بها يستقيم دين المسلم، وتصلح أعماله، ويعتدل سلوكه في شؤون دينه ودنياه، متى أُقيمت على الوجه المشروع عقيدة وعبادة، وتأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لما لها من خاصية، قال الله عنها في محكم التنزيل: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ}[2]، وقال: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}[3]، وكما أن هذا شأنها، فهي أيضاً مطهرة لأدران الذنوب ماحية للخطايا. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء. قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا))[4] متفق عليه.
فحريٌ بالمسلم تجاه فريضة هذا شأنها ألا يفرط فيها، كيف وهي الصلة بينه وبين ربه تعالى، كما أنها جديرة بالتفقه في أحكامها، وغير ذلكم مما شرع الله فيها، حتى يؤديها المؤمن بغاية الخشوع والإحسان والطمأنينة ظاهراً وباطناً. فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من امرئ تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوؤها وخشوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤتَ كبيرة وذلك الدهر كله))[5] رواه مسلم.
فعليكم معشر المسلمين بتقوى الله في أموركم عامة، وفي صلاتكم خاصة، أن تقيموها محافظين عليها وحافظين لها عما يبطلها أو ينقص كمالها، من تأخير لها عن أوقاتها الفاضلة من غير عذرٍ شرعي، أو التثاقل عن أدائها جماعة في المساجد، أو الإتيان فيها بما يذهب الخشوع ويلهي القلوب عن استحضار عظمة من تقفون بين يديه تعالى، وتدبر لكلامه وذكره ومناجاته جل شأنه، من نحو تشاغل في أمور خارجة عنها، أو حركات غير مشروعة فيها، كالذي يحدث من البعض عبثاً، ومن تعديل لباسه من غترة وعقال، ونظر إلى الساعة، أو تسريح شعر لحية بعد الإحرام بها. كل هذا مما ينافي الخشوع الذي هو لب الصلاة وروحها وسبب قبولها. وتحذيراً من مثل هذا جاء الحديث: ((إن الرجل ليقوم في الصلاة ولا يكتب له منها إلا نصفها، إلى أن قال: إلا عشرها[6] رواه أبو داود بإسناد جيد
  رد مع اقتباس