عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-2014, 04:49 PM   #134
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

اليمن وحكاية " وهذا حمار...من بلادي؟!


وهذا حمار...من بلادي؟!

05 - مارس - 2014 , الأربعاء 11:20 صباحا (GMT)



هي عباره وردت في كتاب الأستاذ/القدير .. المناضل الجسور.. الذي ناضل في حزبه حتى مات كمدا.. انه الأستاذ المرحوم/ طه سيف نعمان (رحمه الله).. ففي الصفحة (38) من كتابه الرائع والمفيد لكل حزبي .. وليس حزب معني .. فهو كتاب عنوانه" قصة حزب البعث في اليمن.. نقد التجربة"... حيث قال "انتقلنا من فلسفة (زوربا اليوناني) الى قضية الدين.. واهم ما فيه .. هو ان الله الخالق الأعظم لا يحتاج الى دليل لإثبات وجوده .. وان الذين يطلبون الدليل والإثبات ليؤمنوا بوجود الواحد الاحد انما هم يخضعون لقواعد الجدل والفلسفة ، وانه لا حاجه الى مثل ايمانهم على هذه الشاكلة؟!.

(وقصة فلسفة زوربا) سنأتي على ذكرها لاحقا مع المثل الذي يثبت به صلة الانسان بالأرض كصلة الثعبان بالأرض ) ؟!.. والكتاب بكل صراحه ليس تقليلاً في تاريخ هذا الحزب الذي جعلوه في نظرنا نحن شباب حركة القوميين العرب ثم الجبهة القومية .. فالحزب الاشتراكي .. بأن حزب البعث (حزب دموي) ولم ندري اننا اكثر دموية منهم؟!.. والدليل بسيط جداً... فعندما انتقدت ثلاثة أحزاب لهم حضور ميداني لا يضاهي في الجنوب وعدن بالذات.. وهي الحزب الاشتراكي.. والإصلاح.. والمؤتمر .. وفي مقدمتهم وعلى رأسهم الأفندم /علي عبدالله صالح .. أقاموا الدنيا وأقعدوها ضدي.. لمجرد انني كتبت في الصحيفة الحرة والشجاعة (الأيام) مقال بعنوان (الشارع يتكلم) .. والمقصود بهذا المقال انتفاضة الشارع في عدن يوم 7/7/2007م .. وقلت ان هذه الثورة – في ذلك اليوم العظيم 7/7/2007م – كانت مفاجأة لحزب الإصلاح والاشتراكي والمؤتمر وعلى رأسهم وفي مقدمتهم الأفندم /علي عبدالله صالح.. ودخلنا في جدل طويل لا داعي لذكر (الدوشة) التي أحدثها ذلك المقال .. فالمهم انهم جميعاً ( جدموا لي كرش) وكل واحد أخذ من حياتي وحياة اسرتي (وصله .. لا رحمهم الله) .. ومع ذلك قلت لهم (نحن .. أقصد كل الشرفاء.. مثل الكبة أبو جلدين.. كلما ضربتوها في الأرض تطلع الى أعلى مدى في سماوات المولى عز وجل)!!.

كتاب الأستاذ/طه سيف .. لا أستطيع القول عنه أكثر من أنه علاج لكل حزبي ناضل بشرف .. وظلم من قبل حزبه قبل السلطات الجائرة في الشمال والجنوب.. حتى يومنا هذا.. يا ويل.. ويل ابو من يقول كلمه في حق هذه الأحزاب ومعها السلطة.. أو السلطة المتعاقبة على الجنوب والشمال؟!.. فمثلما واجه الأستاذ/ طه( رحمه الله ) الوان العذاب في سجون السلطة في الشمال هو ورفاقه من شرفاء حزب البعث من يوم اعتقاله في الخامس عشر من شهر اكتوبر عام 1978م وهو يعاني الأمرين من سجون السلطة ومن مجافاة الرفاق في الحزب .. وهي سمة كل الأحزاب اليمنية في معاملاتها وتعاملاتها مع أعضاء حزبهم الشرفاء؟!... حيث أشار في صفحة الكتاب رقم (25) بقوله (لنفسه) عند التحقيق ( وقفز الى ذهني سريعا وقوف (الزعيم) في ذلك الزقاق حين تم اعتقالي ) .. والزعيم (حينها) احد قادة الخلية الحزبية البعثية؟!.

فعندما وجه المحقق التهمه للأستاذ/ طه بأنه أحد عناصر الانقلاب الذي خطط له الحزب الناصري ضد السلطة حينها .. ضحك الأستاذ/ طه وقال كيف يتهمني المحقق بأنني المرشح لوزارة التربية والتعليم في حكومة الانقلاب الذي يزعمون بأن (الناصري) كان خلف ووراء الانقلاب.. فقال " الانقلاب ناصري .. والاعتقال للبعثيين.. ومعهم شاب استرالي .. تهمته جاسوس إسرائيلي .. ولهذا الاسترالي شأن وحديث طويل مع الأستاذ/ طه خلال فترة اعتقاله وحبس الشاب الأسترالي الذي اسمه (أيان واطسن) ؟!.. وأجمل ما رواه الاستاذ/ طه (رحمه الله) في النقاش الفلسفي الذي كان يدور بينه وبين الشاب الاسترالي/ أيان وبالذات قصة الايمان والتعظيم الذي يحمله بعض الأفارقة السود للثعبان من منطلق فلسفي بأن الثعبان متصل بالأرض اتصالاً كاملاً بكل جسمه .. ولذا استحق نوعا من التعظيم ... وتلك هي الجزء الأكثر أهميه لدى (زوربا اليوناني) الذي يؤمن بأن الكائن الحي - الإنسان .. لابد ان تكون صلته بالأرض كلية وشامله كصله ذلك الثعبان؟!.. ولان اسلوب الأستاذ/ طه (رحمه الله) في كتابه لا يخلو من المرح وخفة الدم .. فقد قال ( بينه وبين نفسه طبعا).. " هل لا يعلم هؤلاء الأفارقة ان عندنا اشكال من (السحالي) ملتصقه بالأرض كالثعابين .. وهي الوزق .. والبرم – جمع برمه – او جدة البينيان اللي تنافس الثعابين في التصاقها بالأرض"؟!..

أما قصة الحمار الذي التقى به (محسن الجبري) الذي قيلت فيه أحلي نكته سمعها الأستاذ/ طه (رحمه الله) في المعتقل .. وهي أن (محسن الجبري ) كان يقدم برنامج ( صورة من بلادي ).. فعند لقائه بالأشخاص .. يسأل المواطن.. ما أسمك يا أخ؟! وهكذا تعود .. فكانت النكتة انه صعد جبلاً في منطقة يزورها .. فرأي حماراً فقال .." وهذا حمار من بلادي طالع النقيل .. ما أسمك يا أخ"؟!.. وقد ذكر الاستاذ/ طه هذه النكتة في الصفحة (38) بقوله " محسن الجبري هو لطيف المجلس خفيف الظل كان يحضر مجلس القات في الرواق .. المعتقل؟!

فمن شغفي بهذا الكتاب ومعرفتي بالأستاذ/ طه (رحمه الله) في تلك الجلسات الممتعة قبل وفاته (رحمه الله) قمت كعادتي أكتب مداخله حول هذا الكتاب الرائع .. لكن من سوء طالعي انني سلمتها لبعض قيادات الاحزاب في عدن استأذنهم في تعميمها .. فغضبوا غضباً شديداً مثلما غضب مني أحد قادة حزب البعث الذي يحتل مقعد في الحكومة اليمنية (حالياً ) عندما جمعتني به الصدفة بعد وفاة الأستاذ/طه وسألته سؤالاً بريئا .. عن كتاب الأستاذ/ طه .. فكشر .. ونظر الي نظرة ( مش مليحه) لحسن الحظ اننا في زمن لم يعد لدى تلك الأحزاب السم القاتل .. لان تراكم الاحداث في الشمال والجنوب كشفت حقيقة الاحزاب اليمنية انها (كرتونيه) ولم يعد لها تلك الانياب أو كما قلناها ذات يوم بأن حالة احزابنا اليمنية هذه الأيام مثل حال (الأسد وبنت الحطاب ) .. فعندما تاهت بنت الحطاب (اليمن ) في الغابة (غابة السلطة وأحزاب المعارضة ) دخلت غار ونامت .. وعندما عاد الأسد الجائع الى عرينه ( الغار ) رأى بنت الحطاب التي عرفها الناس جميعاً بأنها أجمل الجميلات .. فصعب عليه افتراسها .. لكنه قال لابد لي من الزواج بها .. فأنتظر حتى قامت وفاجأها بقوله .. " هل تقبلين بي زوجاً .. أو سآكلك " .. والمعروف ان الفتاة ذكيه جداً .. فقالت له .." ما عندي مانع .. لكن كيف لي تقبيلك ولديك انياب .. روح اخلع أنيابك وتعال لكي أقبلك زوج .. فذهب الأسد الى الحداد وطلب منه خلع أنيابه.. فجأ الى الفتاه وقد أصبحت في دار والدها فرحاً .. وقال لها (هالقد أصبحت بلا أنياب ) .. فقالت له ولكنك لازلت بمخالبك .. فكيف لي أن احتضنك وانت بهذه المخالب .. عود للحداد لكي يخلصك من مخالبك .. فذهب الأسد من جديد للحداد .. وطلب منه تقليم مخالبه وأزالتها .. ثم عاد فرحا الى منزل الحطاب .. وقال للفتاة ( ها أنا أصبحت بلا أنياب ولا مخالب )؟!.. فقالت الفتاة لأبوها .. " الآن خذ عصاك .. وسوق لي هذا الأسد الغبي و(الأهبل) وأبعده من طريقي ؟!

أخيراً.. وليس بآخر .. قد تكون قصة بنت الحطاب ليست ذات علاقة بكتاب الأستاذ القدير / طه سيف نعمان (رحمه الله ) .. لكني اوردتها لأشرح قصة الأحزاب التي أصبحت هذه الأيام بدون مخالب ولا أنياب .. بس لازالت ( تباخش ) و ( بخوشها ) لا تضر أو (تعوّر) كما كانت عليه في السابق .. اما ( الأسد ) فأنني اتركه للقارئ الذكي والحليم .. فهو معروف .. وهو مثل الأحزاب .. تكسرت أنيابه ومخالبه .. لكنه لازال يزأر .. ويسبب إزعاج بصوته الذي لم يعد يملك سواه ؟!.. فرحم الله امواتنا من الرجال المناضلين بشرف ولا نامت أعين الجبناء الذين يستأثرون بما يخلفه كل مناضل شريف من كفاحه وشقاه وتعذيبه من السلطات ورفاق الدرب.. والحمار لازال في بلادي .. ولنا لقاء ؟!

جميع الحقوق محفوظة لموقع الملعب 2013© تصميم و إستضافة MakeSolution.com
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح