عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-2014, 02:15 PM   #137
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


اليمن نصف قرن من حكم القبيلة من 26 سبتمبر وحتى ثورة التغيير

في كتابات وآراء اضف تعليق





حضرموت الغد / محمد باعلوي

يقول أرسطو. أن اتفاق عدد من الأفراد للعيش معاً، بفعل الحاجات المشتركة، أو العادات المتشابهة، أو حتى الأصل الواحد، لا يكفي لأنشاء مجتمع مدني أو سياسي أي دولة. ولذا فان صفة الدولة لا يمكن أن تنطبق على المجتمعات البدائية كالعائلات الكبرى، والعشائر، والقبائل. فهذه قد تمثل حالات اجتماعية-سلطوية، وما نجده في اليمن وخاصة ما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية ومنذ أمد بعيد كانت وما تزال إلى الآن تعتمد على حد كبير على القبيلة وعلى سطلة القبيلة وعلى الاسر الحاكمة وهذا الذي ما زال يشكك بصفة الدولة في اليمن فطالما هناك في المجتمع من لا يخضع للقانون فليس هناك دولة ومن يتغنى بشعار الدولة المدنية الحديثة هو نفسة لا يستطيع أن يطبقها طالما هناك قوة أكبر من قوة الدولة ، فوجود القبيلة تمثل حالات اجتماعية-سلطوية، إلا أنها لا يمكن أن تكون مجتمعات سياسية. فالدولة ليست مجرد تركيب بين الأفراد المرتبطين ببعضهم البعض والخاضعين لسلطة شخص واحد يحكمهم في ظروف خاصة، وإنما هي جسم منظم تجري فيه حياة واحدة تحكمها إرادة عامة. أي أنها مجتمع متحد في ظل قوانين، وفي حمى ومقدرة لسلطة عامة مكلفة بتنفيذ هذه القوانين وتمثل، بنظر كل فرد، المجتمع بأكمله.


ولكي نفهم وضع اليمن يجب أن ننظر في التركيبة القبلية حيث يتكون المجتمع اليمني من عدة قبائل تشكل طبقا للتقديرات من (80-85) % من عدد السكان وهناك قبائل كبرى تحكم السلطة في الشمال تعتبر كل واحدة منها الأم لمجموعة من القبائل الأخرى التي تتفرع منها وترتبط بها عضويا وهذه القبائل هي (بكيل – حاشد) ويوجد قبائل أخرى كبيرة لكن لا تشكل أي ثقل وليس لها أي تأثير ، أما قبائل الجنوب فليس لها مكان في السلطة قبل الوحده في وبعدها ويعود السبب لأن الجنوب في ظل الحكم الشمولي الاشتراكي قضى على هيمنة القبيلة بل ذهب إلى التنكيل بها أبشع تنكيل وما قام به من سحل وسجن واخفاء قصري هذا كان قبل الوحدة وبعد الوحدة تنفست القبائل الصعداء وبدأت تستعيد كيانها وتلملم شعثها وبينما هي كذلك إذ يدخل الشيطان الانسي أن صح التعبير ليبدأ الفتن بينها و إثارة النعرات بين قبائل الجنوب وتم اشغالهم ببعضهم ونظراً لما كانت عليه الحال في أيام الاشتراكي كانت القبائل أن صح التعبير تميل وتجنح إلى السلم في معظم الاوقات وأصبحت الآن تشكل تكتلات قبلية مثل حلف القبائل في حضرموت وفي شبوة والضالع وكل مناطق الجنوب لمجارات الوضع والوقوف الندي لقبائل الشمال وهذا ما أثبه حلف قبائل حضرموت الذي أجتمعت فيه جل قبائل حضرموت لتقول للدولة القبلية كفى قتل لابناء حضرموت وكفاء نهب لثروت حضرموت وكفى وكفى …الخ وكان مقتل القائد والزعيم سعد بن حبريش مقدم الحموم ورئيس حلف قبائل حضرموت هي القشة التي قسمت ظهر البعير لتقوم جل القبائل وتثور ضد الظلم والاضطهاد وهنا صالحت الدولة حلف قبائل حضرموت وعدلت لهم بـ 202 آلي و 22 سيارة و مليار ريال وهذه العدائل كلها لتنفيذ مخرجات وادي نحب ولترجع حضرموت ليد أبناءها ، بينما نرى في الشمال فحكم القبيلة هو الطاغي والمسيطر إلى الأن .

إن عدم وجود القوانين والسلطة القادرة على فرض هيبة هذه القوانين وتنفيذها ينفي صفة الدولة، بمعناها الحديث، عن المجتمع. فبغياب القانون يصبح الشخص الحاكم شيخ القبيلة سيداً مطلقاً، ويتحول الخاضعون له الى مجرد تابعين ينفذون الأوامر ولا يستطيع أحد منهم الخروج على شيخ القبيلة ولو كان يشغل منصب وزير وهذا ما نجدة في بعض المناطق الدولة تكاد تكون معدومة ويستبدل بها قوة القبيلة وقوة شخصية الشيخ وذهب بهم الحال إلى وجود سجون خاصة بهم ( سجن الشيخ ) وهذا يقودنا إلى إنتفاء السلطة القوية من الدولة لجعل القوانين تحترم من الجميع ويؤدي الى إلغاء معنى هذه القوانين، وإلى دفع المجتمع أكثر فاكثر نحو التفكك إلى قبائل متناحرة وشخصيات متصارعة. والقول بالسلطان أو السلطة لوحدها لا يعني القول بالدولة. وحتى بوجود قائد أو رئيس للدولة فإن السلطان والسلطة السياسية بقيت مسائل محكومة بقوة القبيلة ونفوذها .

ولناخذ نظرة على أكبر قبائل الشمال قبيلتا حاشد وبكيل فهما تقطنان منطقة همدان وهي مناطق في شمال اليمن، من صعار جنوبا إلى صعده ونجران شمالا، ومن الجوف وبرط شرقا إلى وشحة وحرض غربا .


وتقع قبيلة حاشد في الجهة الغربية من العاصمة صنعاء بينما تقع بكيل في الجهة الشرقية منها، وتتسم هذه القبائل بالحفاظ على العصبية القبلية والتي لعبت دورا في حالة عدم الاستقرار في اليمن وبناء دولة مدنية حديثة, ويرجع ذلك إلى عوامل جغرافية وعوامل دينية مثل إتباع المذهب الزيدي وعوامل مناطقية ، ماجعل تلك القبائل في حالة حرب مستمرة، ومحافظة على عصبتها القبلية كأحد دواعي خوض القتال، وبكون تلك القبائل محيطة بالعاصمة صنعاء, فقد أثرت على استقرار الدولة في نفس الوقت استأثرت بالسلطة أكثر من غيرها من المناطق الأخرى أي المناطق الوسطى ومنطقة تهامة ويتبع أهل هذه المناطق المذهب الشافعي لا يشكلون ثقل قبلي كما هم حاشد وبكيل ، وهذا التباين يشكل اليوم احد أهم عوامل عدم الاستقرار السياسي وهو ما يمنع من بناء الدولة المدنية الحديثة ، فجميع الرؤساء الذين حكموا اليمن ينتمون إلى المنطقة القبلية الأكثر تعصبا حاشد وبكيل حسبت الجدول التالي يبين الرؤساء الذين حكموا اليمن بعد ثورة 1962، وانتماءاتهم القبلية في الشمال أما الجنوب فله وضع أخر سوف أتناوله في مقالة أخرى .
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح