عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2010, 09:17 PM   #263
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

[CENTER]طَعَنَ الْخَوَارِجُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لَهُ أَوَّلُهُمْ : يَا مُحَمَّدُ اعْدِلْ فَإِنَّك لَمْ تَعْدِلْ 0000
المنهج الوسط الذي نادى به أبن تيمية
كلنا يعلم أن التطرف والغلو إنحراف عن منهج أهل السنة والجماعة ،وقد أوضحت في ماتقدم من سابق ذكره في هذا المتصفح منهج أهل السنة من الإعتدال في الأقوال والأفعال بين الغلاة من فرق الخوارج والروافض والمتكلمة وبين المرجئة والمميعة لدين الله وحدوده ومحارمه
ولعل الكثير يعرف أن ما أصاب المسلمين في صدر الإسلام من فتن وسفك للدماء وتكفير وتفسيق وغيره قد أتى من جهة هذه الفرق والمناهج التي تسيطر عليها العصبية القبلية ذات الشحن الديني المعنوي والدين منها براء وفي عصرنا الراهن يتبين لنا أيضاً أن الشباب المخدوعين قليلي العلم يقعون في مصيدة هذه الأفكار الخوارجية إبتداء بماحدث من إغتيال الريئس المصري محمد أنور السادات رحمه الله وماتبعه من حوادث كثيرة من القتل للأرواح المستأمنة والمعاهدة التي دخلت بلاد المسلمين وتشويه وجه الإسلام وسماحته ، والعجيب أن هذا الفكر الخارجي يجد له طريق بين التجمعات القبلية والحزبية بمفهوم العصر ،لهذا تجد هولاء يشنعون على مراكز العلم ومساجد أهل السنة التي تعلم القرآن والحديث والعقيدة لطلابها سنين دون إنقطاع حفظاً للمتون وشروحات وغيره وعبادة وزهد وإتباع للسنن 0
وهذا هو المهج الوسط الذي كان عليه السلف ودعا أليه أبن تيمية رحمه الله أنظر ماذا قال أبن تيمية عن الخوارج وقارن بين وضعهم في أزمان متقدمة من صدر الإسلام واليوم نفس الصنعة والمنشأ والظهور بين الجماعات القبلية والاحزاب الدينية المخالفة مناهجها لمنهج أهل السنة0
قال أبن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى 6/ 136 (وَبِمِثْلِ هَذَا طَعَنَ الْخَوَارِجُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لَهُ أَوَّلُهُمْ : يَا مُحَمَّدُ اعْدِلْ فَإِنَّك لَمْ تَعْدِلْ : قَالَ : إنَّ هَذِهِ الْقِسْمَةَ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ تَعَالَى حَتَّى قَالَ النَّبِيُّ : { وَيْحَك وَمَنْ يَعْدِلُ إذَا لَمْ أَعْدِلْ ، لَقَدْ خِبْت وَخَسِرْت إنْ لَمْ أَعْدِلْ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الصَّحَابَةِ : دَعْنِي أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا .
فَقَالَ : إنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِي هَذَا قَوْمٌ يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ ، وَقِرَاءَتَهُ مَعَ قِرَاءَتِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ 000 ) وهذا الرجل هو ذو الخويصرة التميمي وقد روى قصة هذا الرجل جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة وهو يقسم الغنائم والتبر وهو في حجر بلال000 وذكر قول هذا الرجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث صحيح 0
قال أبن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة 1/ 60 (فمن قرن بالرسالة رئاسة مطاعة أو سياسة حاكمة بحيث يجعل طاعتها كطاعة الرسالة ففيهم شبه من اتباع عبدالله بن أبي ومن اعترض على الكتاب والسنة بنوع تأويل من قياس أو ذوق أو عقل أو حال ففيه شبه من الخوارج أتباع ذي الخويصرة ومن نصب طاغوتا دون الله ورسوله يدعو ويحاكم إليه ففيه شبه من أتباع مسيلمة وقد يكون في هؤلاء من هو شر من أولئك كما كان فيهم من هو خير منهم أو مثلهم وهؤلاء كلهم قد أعقبهم هذا الصنيع نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقون ربهم 0000 )
فهولاءالغلاة قد أوقعوا في الإسلام والمسلمين حرجاً كبيراً وضيقاً يلقونه في بلدانهم وفي بلدان أخرى ماكان له أن يحدث 0
وقد حذر علماء أهل السنة مثل الشيخ بن باز والألباني وأبن عثيمين والوادعي رحمهم الله من منهج الخوارج ومن الغلو والتطرف وتكفير المسلمين 0
فالغلظة والفضاضة والنزوع إلى التعصب الأعمي بجميع صوره الحالية والتفلت عن العلماء الربانيون أهل الحديث ونصحهم ودعوتهمنتائجه وخيمة ومن أبرزها التطرف وقتل النفس التي حرم الله
وقد أخرجاالبخاري ومسلم في الصحيحين من حديث أنس قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء)

التعديل الأخير تم بواسطة الحضرمي التريمي ; 11-11-2010 الساعة 09:21 PM
  رد مع اقتباس