عرض مشاركة واحدة
قديم 02-15-2018, 09:57 AM   #1
باجرش
شاعر السقيفه

افتراضي إليك "يمنات" قصيدة

إليك "يمنات"



إليك ومنك هاجرتْ المهاجر ** وصافَحَتْ المدائنُ والحواضر ْ
وقصةُ"يَمْنَتْ"التاريخ ُيروي ** لأجيالٍ من اليمن المعاصر ْ
فتجذبُهُ من الأقدارِ كفٌّ ** دعت بالبعد من زمن الغوابر ْ
وهاج البحرُ في زبدٍ وشوقٍ ** يناديه من الشجن المخامرْ
فمِنْ قِطَعِ العذاب بنيت قصرا ** ووهما في بساتين زواهر ْ
لماذا الأرضُ، أرضُك لا تريدُ ** لماذا من سماءك أنت نافر ْ
أما يكفيك من بعدٍ وهجرٍ ** فقد بكتْ المزونُ على البيادر
أما ترضى بأرض الجنتين ** لتجني خيرها وتعيشُ شاكر
تمدُّ الى البعيد عيونَ رجوى ** كمدحورٍ و مذموم ٌ و صاغر
فأن تَكُ تحرثُ البحرَ وتغرس ** رماله بالنخيل فأنت خاسر
أما اقتلعوا غراسك من بقاعٍ ** وعدت كحافي القدمين حاسر
فقد كنتَ الجواهرَ و العيونَ ** بتاجِ الهند والأيك النواضر
وجاكرتا و مومباسا شهودٌ ** على من كان للمعروف ناكر
وأوربا وأمريكا تضيقُ ** بأردية القبـائل و المآثر
فعشنا كيهود التِيهِ دهراً ** وعدنا للمخـــادِعِ و المتاجر
وغالبُ شعبنا يزداد فقراً ** و تسـحقهُ النوازلُ و الفواقر
وأَهملنا والمصانع والمعاهد** وأهلكنا المزارع و المصادر
نتاجر للبعيد من القريب ** كآكلِ بعضه للذات ناحر
عَمَرْنا بلادهم وهدمنا ركناً ** ركيناً من بلادنا بنا عامر
ديارُ الكفرِ ليس بها أمانٌ ** و لا نـورٌ لإيمانٍ يؤازر
فلا تُخدعْ بقانونٍ و شرعٍ ** تعمدهُ الكنائسُ و العواهر
ولا تأمن بها جيلاً فجيلاً ** فقد ذبحوا الشهادةَ والحرائر
ميانمارٌ و بوسنةٌ وصربٌ ** فلسـطينٌ و أندلس ٌ تخابر
وتاريخٌ له ليلٌ طويلٌ ** سـوادُ نفاقه ِ سامٌ و غادر
فإما أن تكون على حياةٍ ** لهم فيها النواهيَ و الأوامر
وإلا كنتَ مذموماً ً معادي ** و إرهابيَّ متهماً و ماكر
فقد نزعوا الحجاب وغُصَّ فيها** أذانٌ للمـآذن و المنابر
وجوديون دهريون مَحقٌ ** وإن بدت السماحةُ بالمناظر
علينا قد تداعوا بسُعارٍ ** وحوشٌ في سرائرهم كواسـر
أنقسمُ بالصليب ونأتي إداً ** لكي ترضى اليهودُ مع النواصر
أ نرعى والخنازيرُ العطايا ** ونأكل سُحتَهم و العقل حائر
نجالسهم وخَمْرهمُ تدور ** إذا استعصمنا منها ولم نعاقر
أ نُكوى بالربا وجهاً وصدرا** ونُحرقُ بالجوانب والظواهر
إذا كل المروءاتِ تهاجر ** فمن يبقى؟ نسوِّد أو نناصر
فما الوطن سوى أرضٌ و نبضٌ ** إذا افترقا فبرزخُهُ المقابر
ولا حكمٌ رشيدٌ وأنت ناءٍ ** تغرد خارج السرب مسافر
فأغلى ثروةٌ في الكون حرٌّ ** أبي ٌّ قلبه بالحب عامر
وأغلى منه إيمانٌ ودينٌ ** وعبدٌ برضا الرحمن ظافر
ومن لله عاش ومات حقاً ** سعيدٌ وهو يَنْعَمُ أو يُصَابر
وجنته بصدره حيث حل ** تَحِلَُ بالمكان و من يجاور
وأما الجوع لا يقتل نفساً ** وتُخْمدُ نارَهُ الكِسرُ الصغائر
كذاك الموت لا يعرف حصنا ** وأمرهُ نافذٌ بالعبدِ قاهر
فميدانُ الشجاعة أنت فيه ** فدع عنك الملاحمَ والمفاخر
وكن جبلاً على الأنواء ثبتاً ** تزول ولا يزال لها مكابر
فإن يخلوا لهم عاثوا وعاشوا** وبادَ وجودُنا ماضٍ وحاضر



(في الكتابات السبإية القديمة ذكر اليمن بلفظ "يمنت" و"يمنات" و تعني بلاد اليُمن والبركة والخير لكيان سياسي حضاري موحد مشابه للكيان المعاصر )
التوقيع :
  رد مع اقتباس