[حد من الوادي]

حاشد وبكـيل الحضرميتين!!

هنا حضرموت / عمر الشقري
السبت 13 أكتوبر 2012

استوقفتني عبارة قيلت لي عندما كنت ادرس في الصف الأول الثانوي من العام الدراسي 97م – 98م من طالب يمني (شمالي) في الصف معي , حيث لا أخفي عليكم في تلك الفترة مع اشتداد المسيرات والمظاهرات وانه لا يمر يوم إلا ويكون بيني وبينه نقاش حاد حول الوضع الذي نعيشه بعد حرب 94م وما تبعها بعد دخولهم أرضنا بأعداد كثيرة وكذلك ما آلت إليه الأوضاع بنا بإدخالهم العادات الشمالية وزرعها في مجتمعنا وبيئتنا وكل مرة يرتفع الصوت بيني وبينه لدرجة أنني أتوقع بعد حديثي معه إنه سيبلّغ عليّ ويسجنوني وذلك بسبب حدتي في الكلام معه ورفضي لوجودهم على أرضنا وما حل بنا من معاناة ومآسي بسببهم , والحمد لله تمر بسلام وارجع في اليوم التالي نتحدث في نفس المواضيع.

وفي يوم من الأيام قال لي نحن في الشمال عندنا قبائل تسمى حاشد وبكيل وعندكم في حضرموت قبائل حاسد وبخيل وهنا والله لا أخفي عليكم عندما سمعته يقولها قلت له ( قاق عليك ) أي يكفي أشرت على الجرح .

ولكن مع مرور الوقت والأحداث وما شاهدناه من الشماليين من أفعال ودسائس ومكر وما نسمعه من الكثير من القصص عليهم عرفت بل أيقنت إن عبارة حـــاسد وبخيـــل إنما أتت وزرعت منهم فينا , بل يعرف الجميع من هم الحضارم ومتى تغيرت بعض طباعهم وتصرفاتهم ولنا الكثير من القصص والأعمال للحضارم السابقين وفيهم إلى الان نتحدث عن صفاتهم وشمائلهم ومآثرهم من كرم وتسامح وما إلى ذلك وإنه لم تلتصق فينا صفات ( حـــاسد وبخيــل ) إلا بعد أن يمننت حضرموت بعد العام 1967م وما حصلت من أحداث بالحضارم بعد تلك الفترة ..

حيث إن الشماليين خططوا من السابق وللأسف المنفذون من أبناء جلدتنا بعد غسل أدمغتهم في السابق وما عرب 48 والذين وصلوا إلى هرم السلطة في الجنوب ببعيد والى الآن نعاني من هم ويطبقون مخططاتهم السابقة والمتجددة والهدف منها كيف يفرقون بيننا البين وأحياناً بنفس الطرق وأكثر ولو نأتي ببعض الأمثلة الآتية :

- من الذي يساعدهم على اعتقال إخواننا من الناشطين ومن الذي يعذبهم في السجون ؟ وكذلك لا يستطيع إخراجهم إلا بأمر من شمالي وهنا تخرج من المعتقل وأنت تحمل في نفسك من الحقد والضغينة على ابن جلدتك وهو ما يريدون أن يصلوا إليه من التفرقة بيننا .

- مسئولينا في الدوائر الحكومية حيث اعتمدوا على تنقية الكثير من المدراء الذين ليست لهم صلاحيات غير في مصلحتهم الشخصية ويتم أحياناً اشراك نائب للمدير العام من الشمال وتكون له صلاحيات أكثر من المدير العام وكذلك لمراقبته وإرسال التقارير إلى صنعاء وهذا يذكرني بقصة : عندما استلم شارل ديغول رئاسة الجمهورية الخامسة في فرنسا كانت الشبهات تحوم حول أحد كبار الموظفين في قصر الرئاسة بأنه يعمل لمصلحة دولة كبرى معادية، وقد عجزت كل الأجهزة المختصة عن الوصول إلى دليل مادي واحد يدينه.

وفي النهاية رفع الأمر إلى الرئيس ديغول، فقام باستدعاء الموظف المشتبه به إلى مكتبه. واستثمر ديغول عنصر المفاجأة وهيبة الرئاسة، ففاجأه بسؤاله: “منذ متى وأنت تعمل لصالح الدولة كذا؟”.

فأجابه الموظف لفوره: “منذ سنوات يا سيدي الرئيس”.
ثم دار بينهما حوار سريع:
- الرئيس: كيف تتلقى التعليمات؟
- الجاسوس: لا أتلقى أي تعليمات.
- الرئيس: كيف ترسل تقاريرك؟
- الجاسوس: لا أرسل أية تقارير.
- الرئيس (مندهشًا): كيف يتصلون بك إذن؟!
- الجاسوس: لا يوجد أي اتصال.
- الرئيس (مندهشًا): كيف تعمل إذن لصالح الدولة المعادية؟

- الجاسوس: إن مهمتي تنحصر من خلال موقعي بأن أختار دائمًا أقل الموجودين طموحًا، وأدناهم همَّةً، وأسوأهم من حيث الكفاءة والاختصاص لعضوية اللجان الحساسة والمهمة، لتصبح توصيات هذه اللجان تفتقد الطموح والهمَّة العالية وهذا للأسف ما يعتمل عندنا إلى الآن ,.

وهنا إذا ناسبتهم تصرفاته استمر في منصبه وإن لم يناسبهم تتم إقالته واستبداله بمدير أو مسئول أخر يلبي رغباتهم هم وإن وصل لدرجة ظلمه موظفيه , والقصص كثيرة عندنا !!

وفي الأخير نراهم يدقون ويعزفون على الوتر وهو إنكم لن تتصالحوا وإنكم تتحاسدون وتتباغضون وتحقدون فيما بينكم وهذا ما نسمعه إلى اليوم منهم وهو حصاد ما زرعوه فينا من زمان ,,

فما علينا إلا أن نعي مخططاتهم ……