عرض مشاركة واحدة
قديم 11-29-2010, 01:34 AM   #4
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الحمير أيضاً ترسم لوحات!!

2010/11/28 الساعة 21:00:16 صادق ناشر

في حياتي كلها لم أشاهد حماراً يرسم لوحة فنية بفرشاة وألوان زيت؛ لكن ذلك كان حقيقة في تقرير طريف أوردته أمس قناة بي بي سي الفضائية، فقد كان الحمار في التقرير يتناول من صاحبته فرشاة الألوان ويرسم لوحة، هي في نهاية الأمر "خربشات حَمِيرية"؛ لكن بعض المهتمين اعتبروها "فناً حَمِيرياً راقياً"، وهو فن أعطى الحمار/ الرسام شهرة واسعة، باعتبار أنه "يسكب" كل أحاسيسه فيها.


طبعاً لم يذكر التقرير ما إذا كانت لوحات الحمار قد عرضت في مزاد علني، ولا ما إذا كانت صاحبته تفكر في إقامة معرض متنقل للوحات حمارها/ الفنان في دول العالم المختلفة؛ لكن على ما أعتقد سيكون الحمار قادراً على رسم لوحات أخرى عديدة تخلده في المستقبل، على طريقة بيكاسو وفان جوخ وغيرهما من الرسامين المشهورين.

وغير بعيد عن رسم اللوحات بالفرشاة وألوان الزيت الخاصة بحمارنا الموهوب، هناك من يتفاخر بصنع لوحات تعبيرية بالبشر تستحضر الماضي والحاضر والمستقبل يكون هاجس "حلم الأجيال" في قلبها، ويهبر مئات الملايين من الريالات من خزينة الدولة ويجد التصفيق من الناس باعتباره "إنجازاً" و"إبهاراً".

الأمر كله في نهاية الأمر لوحات، فهذا الحمار يرسم لوحات زيتية بفمه، وهذا "المبدع " يرسم لوحات بالناس، الذين استكثر عليهم هذا المبدع إعطاءهم حقوقهم فخرجوا للتظاهر للحصول عليها في الشوارع.
من حق الناس، كما الحمير، أن تعبر عن إبداعاتها بطريقتها الخاصة؛ لكن بعيداً عن أموال الناس، تلك الأموال التي يدفع اليمنيون دم قلوبهم من ضرائب واستقطاعات لتخرج أعمالنا مشرفة؛ لكن ما حدث في اللوحات الأخيرة التي شاهدناها مؤخراً أكد للجميع أنه "ضُحك" علينا، وسوقت لنا بضاعة فاسدة، و"بُلِفنا"، كما نقول في العامية، من قبل أشخاص كنا نعتقد أنهم سيظهروننا بشكل مختلف أمام الآخرين.

خمسمائة مليون ريال، حسب المعلومات، وما خفي كان أعظم، كانت مقابل نصف ساعة من البهرجة والفوضى، وكأننا في سوق عكاظ، كأن القائمين على لوحة "حلم الأجيال" في افتتاح بطولة "خليجي 20" في مدينة عدن قبل نحو أسبوع أرادوا أن يتخلصوا من الأموال التي تقع تحت أيديهم بأية طريقة، أو كأنهم أرادوا إخلاء عهدة كانت لديهم وأرادوا تصفيتها كيفما اتفق، وجميعنا يعرف كيف يتم تصفية العهد، وهو موروث إمامي لم نستطع التخلص منه حتى اليوم.
لقد "كرعنا" (باللهجة العدنية؛ أي: رمينا) بخمسمائة مليون ريال في مكان غير مكانها، وكان بالإمكان أن ننفق أقل من نصفها في مكانها الصحيح لو كان اليمن في قلوبنا فعلاً، وليس "في جيوبنا".0

"السياسية"
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس