عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-2004, 10:46 PM   #3
جمال العطاس
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية جمال العطاس


هواياتي :  الشعر والمواضيع الادبيه
جمال العطاس is on a distinguished road
جمال العطاس غير متواجد حالياً
افتراضي

بشراك هذا منار الحي ترمقهُ = وهذه دور من تهوى وتعشقهُ
وهذه الروضة الغنّاءُ مهديةً = مع النسيم شذى الأحباب تنشقهُ
وتلك أعلامهم للحي باديةٌ = تزهو بها بهجة النادي ورونقهُ


لاينكر منصف خدمة هذا الفنان القدير ( رحمه الله ) للأغنية الحضرمية إطلاقاً . والوقوف امام تجربته الفنية وأمام أي تجربة فنية أخرى وإبراز نجاحاتها ومناقشة إخفاقاتها أمر غير محرّم ولا منهي عنه شرعاً . ولكن يجب ان يتسم ذلك الوقوف بالنزاهة والإنصاف بعيداً عن المبالغة في التعظيم وعن الإيغال في الإنتقاص .
الفنان محمد جمعه خان له إسهاماته الواضحة في إنتشار الأغنية الحضرمية فهو كغيره ممن أوصلوها إلى أقطار وإلى مجتمعات غير المجتمع الحضرمي وبذلك يعتبر ممن خدموا هذه الأغنية . اما ( تطوير ) الأغنية الحضرمية فلابد ان يكون الواقف امام هذه التجربة الفنية شخص ( مختص فنياً ) لكي يبرز لنا أوجه التطوير التي أدخلها هذا الفنان على مسار الأغنية الحضرمية . قد يكون ان محمد جمعه خان من أوائل الذين أدخلوا الإيقاع واللحن ( الهندي ) على الأغنية الحضرمية إن لم يكن أولهم . وهذا يرجع إلى اصوله ( الهندية ) وقد إعتبر البعض هذا تطويراً للأغنية الحضرمية . وهذا حقيقةً ليس تطويراً أبداً ومن يزعم غير ذلك فهو من وجهة نظري مخطئ للأسباب التالية :
أولاً : التطوير ليس معناه إدخال عنصر غريب ( بكامله ) مخالف للنسق العام للشئ المراد تطويره وهي الأغنية الحضرمية !!.
ثانياً : ضرورة إدخال عنصر موافق ومتجانس للبيئة والمجتمع الذي نشأت فيهما هذه الأغنية وهذا مالم يحدث . رغم ان هذا الإيقاع منحها شيئاً من الديناميكية وأخرج ( بعض ) الألحان من دائرة الرتابة . لكن يبقى الإيقاع واللحن الهندي يختلف تماماً مع أنماط الإيقاعات والألحان الحضرمية المعروفة ويخالف نسقها العام .
ثالثاً : ان يكون التطوير في ذات النسق بحيث يكون هناك إبتكار جديد ينبثق من ذات الأغنية الحضرمية بحيث ينقلها إلى أدوار أخرى تحمل طابعها ولاتصبغها بصبغة بحيث يبدو وكأنه عنصر دخيل عليها .
ان ماقام به الفنان محمد جمعه في إدخال الأيقاع الهندي على الأغنية الحضرمية ليس( تطوير) وانما هي عملية ( تهجين ) بين الأغنية الحضرمية والإيقاعات الهندية . والتهجين بطبيعته يخرج ( بالأصل ) عن طابعه التقليدي ويجعل منه صورة تم إدخال عنصر غريب عليها . وهذا وحده يكفي في ان تصبح الأغنية الحضرمية التي تم إدخال الإيقاع واللحن الهندي عليها ( هندوحضرمية ) بعكس الأغنية التي لم يدخل عليها مايخرجها من نسقها وطابعها المعروف .
لذلك أخطأ من يزعم ان إدخال الإيقاع واللحن الهندي على الأغنية الحضرمية بأنه تطويرا . أو كان عملاً قد خدم به هذا الفنان القدير أغنيتنا . كما انه لاضرر ابدا نتج من عملية التهجين هذه . فطبيعة الشعوب تتأثر ببعضها . وعوامل الهجرة والإستيطان لها دورها البالغ
في التأثير على سلوكيات وموروثات الشعوب .
عظيم الإجلال لهذا الفنان القدير لما قدّمه من فن راقي أسعد به الكثير وخدم به التراث الشعبي الحضرمي . فهو يستحق منّا ذلك ولابد لنا ان نكون أوفياء مع أولئك الذين أسهموا إسهاماً حقيقياً وتركوا بصماتهم على تراثنا . ورحلوا عنّا . نقول رحم الله هذا الرجل وأسكنه فسيح جناته وتغمّده الله بالرحمة والمغفرة . !!!!
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة جمال العطاس ; 01-15-2004 الساعة 10:57 PM
  رد مع اقتباس