[سالم علي الجرو]

ص: 10
التاريخ في ظاهره أخبارٍ القرون الأولى, وباطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها, وعلم بكافيات الوقائع وأسبابها .

الاجتهاد
بالتأكيد لن تدون كل الحقائق وكيف وسير العمليات وإدارة الحوادث يديرها من يحكم القبضة استخباراتيا ومعلوماتيا واعلاميا . لذا يستوجب الاجتهاد لبلوغ الحقيقة . ربما يسمع بها أو يستشفها من واقع معطيات ومن معلومات وتحليل كطلاء بقايا صاروخ بغاز الخردل من قبل لجنة تفتيش تعمل لحساب المنتصر لإثبات أن الطرف الآخر يستخدم أسلحة دمار شامل كما حدث في العراق.

ص: 11
إن الناقد التاريخي يدخل من بوابة " العمل الأدبي " لفهم اساس ثابت ، ذلك هو: " مؤلف التاريخ المحكوم " بالجنس والبيئة والعصر "
يغيب عنصر الصدق عندما يروي التاريخ أن أمريكا رفيقة الأطفال وهي تقصف بضراوة مدرسة بها طلاب ، أو تتحج بالديمقراطية وحقوق الإنسان وآلياتها العسكرية تدمر الحرث والنسل خلال رحلة نزهة
هناك من كتب التاريخ بناء على طلب من الدولة وهناك مستقل في سعة من الرزق كتبه بحيادية وتجرد رغبة منه وحب في نشر العلم .
إذن التاريخ أمانه عند من يدونه وتقتضي أصول البحث التاريخي النزاهة . إن الرؤية الشخصية قد تطغى على المؤلف بما تمثله من تعصب وتعاطف واعتماد تحليل لا يستند إلى معطيات ووقائع ومعلومات.
" علم الجغرافيا هو: "فن التعرف على شخصيات الأقاليم ووصفها وتفسيرها ". والتاريخ هنا ليس مجرد سجل لتدوين الحوادث وتقديم شروح وصفية لها فحسب، ولكنه حركة مستمرة لب النزاهة والحيادية وبمعرفة بعلم الجغرافيا "
"
... وسعة من ثقافة ...