عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2016, 01:10 AM   #249
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

حضرموت .. قادمة وإن طالت المسافات ؟!





حضرموت .. قادمة وإن طالت المسافات ؟!


31 - أغسطس - 2016 , الأربعاء 02:39 مسائا (GMT)

■ قد يجد البعض في الحوارات الحضرمية تطلع إلى الماضي اكثر منه تفكير في المستقبل .. هذا ما يبدو في حواراتهم المتقاطعة على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ، ومنها او اهمها مجاميع الواتس آب المشارك فيها مختلف الفئات و الشرائح ـ السمار و الجادون ، أهل الرأي و الهواة او على الاصح العاطفيون ـ المنساقون خلف عواطفهم و رغبويتهم إلى درجة التطرف في الرفض و القبول لمن لا يشاطرونهم حضرميتهم او يرون في دولة يمانية اتحادية .. لا يمنية ، حلا يمكن ان يستعيدوا من خلالها حضرموت كإقليم له خصائصه الجغرافية و الاجتماعية ، فضلا عن أبعاده التاريخية و الثقافية إلى درجة رفض الجنوب و المشاريع التي تطالب باستعادة دولة اليمن الديمقراطية او اقامة دولة الجنوب العربي الاتحادية ؟!.


هذه الحالة " الغليان " ليست بالضرورة العودة إلى الماضي ، ماضي السلطنات التي وجدت في ظل الامبراطورية العثمانية او خلال العزلة التي فرضتها تلك الامبراطورية على حضرموت ، ولا تلك السلطنات التي حددت مساحاتها او رسمت حدودها " شركة الهند الشرقية " لتضعها بريطانيا تحت حمايتها بمسمى " محميات عدن الشرقية " بل ولا حتى ماضي ما بعد سبتمبر 1967 أي ما بعد توجيهات بريطانيا لقوات جيش البادية الحضرمي بتسليم حضرموت لعناصر الجبهة القومية ، قبيل انسحابها من عدن في نوفمبر من ذات العام الذي تحولت خلاله حضرموت إلى ثلاثة ارقام في التقسيم الاداري لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية .

□ بكل تأكيد استعادة الماضي في الحوارات الحضرمية.. لا يعني ذلك الماضي القريب ولا البعيد بقدر البحث عن حضرموت ، في ماضي دور ومكانة حضرموت العربي و الإسلامي ، و هو أمر فرضه حاضر ميت لم يعد مقبولا الاقتراب من جيفته، التي ظلت دون دفن لأسباب استثمارية سياسية ـ محلية و اخرى يمنية واقليمية و دولية ، حتى تظل هذه الجيفة ـ الجنازة ، وسيلة لاستمرار قوى الماضي ، و كأنه لن يستطيع دفنها الا من تعود على روائحها النتنة ممن اسهموا في صنع هذا الحاضر ـ الميت او الجيفة .

ذلك هو الامس .. ولا اظن حضرموت متطلعة إليه و لن تعود من خلاله ، فلا حياة في الأمس ، ولا مع حاضر ـ يجتر أمسه ليهرب عن مواجهة مستقبله ، او يبحث عنه من خلال من نصبوا أنفسهم قيادات .. أو نصبوا رغم دورهم كأدوات لإنتاج هذا الحاضر ، والبقاء حراسا عليه رغم تحلله ، من خلال طروحاتهم في استعادة الدولة الجنوبية أو اقامة " دولة الجنوب العربي الاتحادية " و هي طروحات لا تخدم غير أطراف الأزمة و الحرب اليمنية ، الانقلابية أو الشرعية .. التي اضحت طرفا، مجرد طرف في مقاربة كيري وزير خارجية الولايات المتحدة.

هذه الشرعية اليمنية ، لم تعد طرفا الا في نظر المجتمع الدولي ..خصوصا بعد عجزها عن استعادة الدولة في عدن وحضرموت ، رغم كل هذا الدعم العربي لها و رغم أهمية عدن و حضرموت السياسية و الاستراتيجية في مواجهة الإنقلابيين ، هذا العجز السياسي و القصور الاداري مرصود من قبل المجتمع الدولي الذي ربما اعطى اشارات للإنقلابيين لكي يذهبوا إلى تشكيل المجلس السياسي ، لتصبح الشرعية مطالبة باستئناف المحادثات معهم و مشاركتهم حكومة وحدة وطنية كطرف في الأزمة و الحرب التي طالب كيري بضرورة توقفها ، و تسليم السلاح أطرافها إلى طرف ثالث ـ ربما كان أمريكيا من خلال الأمم المتحدة .

هذا الحاضر اليوم .. قد يكون مختلفا و يبعث الحياة في جثة ميتة و إن لم تغادر روائحها ، الا انها أي الجثة و إن بعثت فيها الحياة فلن تعدو عن كونها مصطنعة و قابلة للموت ، فهل نستطيع ان نغادر نحن هذه الحوارات و نفكر في كيفية دفن هذه الجثة ، و نبعث الحيوية في هذا الحاضر المتجمد و نحول الدعوات إلى الأمس حركة حية من أجل الغد ؟!

□□□

سؤال الاجابة عليه تكمن في تغير تفكيرنا من البحث عن حضرموت في الماضي إلى البحث عنها في المستقبل ، و من خلال الاجابة على سؤال : هل حضرموت قادرة على قيادة هذه المرحلة لدفن مشاريع استعادة الدولة اليمنية الديمقراطية و اتحاد الجنوب العربي السابق و المتجدد في جنوب عربي اتحادي ؟
من هنا نبدأ فحضرموت المؤهلة للاضطلاع بدور عمود بنيان الدولة الاتحادية اليمانية هي أيضا الأكثر مقدرة على قيادة الدولة الحضرمية من باب المندب و حتى صلالة جنوب سلطنة عمان .. الا ان هذا الدور يتطلب ان يدرك الاخوة الجنوبيون ان لا جنوب دون حضرموت وان حضرموت ليست رهينة بالمسميات الجهوية ، و بالتالي عليهم مغادرة نظرتهم الضيقة و تفكيرهم القاصر تجاه حضرميتهم ، و كما ان على الحضارم مغادرة البحث عن حضرموت في الماضي و التفكير في حضرموت من ميون إلى المهرة !!.

□□□□

حضرموت .. مؤهلة لقيادة مغادرة الماضي على ان يغير الحضارم تفكيرهم في الخلاص من ما وضعوا فيه منذ 1967 ويدرك الجنوبيون انهم الامتداد الاجتماعي و الجغرافي الحضرمي ، وبناء على ذلك مغادرة خوفهم افتقاد حضرموت .. بمعنى اخر على الجميع التفكير بجدية في مغادرة الماضي .. بكل طروحاته و شعاراته إلى مستقبل على حضرموت قيادته .. و إن تكاثفت المعيقات وتباعدت المسافات ؟!.
جميع الحقوق محفوظة لموقع الملعب 2013© تصميم و إستضافة MakeSolution.com
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح