[ابوسعدالنشوندلي]

مناجآة تآئب

الهي..عُبيدك قد اتيتُ مناجيا
ببابك ياربي انختُ ركابيا

وأسهدَ قلبي غفلة وصبابة
أنامُ على وترٍ واصبح لاهيا

وأدتُ حياتي في وصال مليحة
وخضتُ عباب الشرِّ لستُ مباليا

وعرّبدتُ في درب الهوى متفاخرا
ومرّغتُ في اوحال سوءٍ شبابيا

أميلُ مع اللذّات ارتعُ ماجنا
وأطلقُ في صيد الحرام شباكيا

وفي امسيات اللهو شبَّ بداخلي
لهيبٌ الضياع وارتميتُ معانيا

شريدٌ طريدٌ لاامانَ يلفّني
عليلٌ طريحٌ ماوجدتُ مداويا

يلوح على وجهي الشقآء تجّهماً
وابصرني الصبح فأعبسَ داجيا

وإني انا المكلوم والدمع هادر
اعيشُ مع الاحياء والجسم باليا

وإني غريبٌ بين اهل وصحبة
واني وحيد اشتكي اليوم مابيا

وإني انا العطشان جفّت عروقه
فهل من نميرٍ اشربُ اليوم صافيا؟

وإني جريح هام قلبي غواية
واني قتيل قد نحرتُ حياتيا!

الهي..انا الغدّار اطرقُ بابكم
اطيرُ اليك اسبلُ الدمع جاريا

الهي اتيتُك صارخا من مذّلة
اطوف بأعتاب العبادة طاويا

الهي..سألتك لا ترّدنّ تائبا
ومن لي الهي انْ رددتَ دعآئيا؟

ونكّستُ رأسي والتجأتُ مخافة
تباركتَ ربي بدّلْ اليوم حاليا

سألتك ربي انْ تبيد جحافلاً
لذنبي ولاتترك فؤاديَ قاسيا

ندمتُ على عمرٍ تقضّى غفلة
وسترك لولاه انكشفتُ عاريا

تجاوزْ الهي..واغفر اليوم حوبتي
وخذْ بيدي اني تطلّعتُ راجيا

وعدتُ الى الرّحمن في خير توبة
بنيتُ بها في جنة الخلد داريا

كأني ارى وجه النبي مرّحباً
يقول هنئياً طبتَ في الخلد جاريا


شعر//ابوسعد النشوندلي ..شبام-حضرموت