عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-2017, 07:33 PM   #1
باشراحيل
مشرف قسم الأدب والفن ورئيس لجنة المسابقة الشعر يه

افتراضي حكاية أغنية..أم حكاية الاستسهال والابتذال والعبث بالأغنية .. دحر الاستهتار بحقوق وتراث الشاعر المحضار (2-4)

حكاية أغنية..أم حكاية الاستسهال والابتذال والعبث بالأغنية ..

دحر الاستهتار.. بحقوق وتراث الشاعر المحضار (2-4)

رياض عوض باشراحيل

حكاية أغنية.. معنى ودلالة

إن عبارة "حكاية أغنية" معناها حكاية تاريخ أغنية ، أو حكاية ميلاد أغنية وسبل خروجها إلى النور ، وهو وسيلة من وسائل فهم الأغنية وخصوصيتها وأسرارها ومعانيها وشخصياتها ، ونوع من التاريخ المؤثر في الوصول إلى المعاني والدلالات والأهداف ، وتهتم الناس بمعرفة ذلك وتكون أكثر اهتماما بمعرفتها في الأغنيات المشهورة . والأغنية شعر وموسيقى أي أدب وفن ولكل منهما تاريخ يدعى تاريخ الأدب وتاريخ الفن ، لذا فحكاية أغنية هي حكاية واقع تاريخ الأغنية وليس حكاية تنسج خيوطها من الخيال مثلما تنسج للأطفال حكايات الجدات عند النوم .. إذ لو أن كل شخص أُعجب بنص غنائي فكتب له حكاية من خياله لأضحى لدينا للأغنية الواحدة عشرات الحكايات وممكن المئات ولأختلط الحابل بالنابل والحق بالباطل وحكاية النابه بالغافل ..

إذن حكاية أغنية هي حكاية تاريخها وميلادها الحقيقي وهي حكاية واحدة متصلة بالتاريخ منفصلة عن الخيال . هذا هو معنى "حكاية أغنية" أو "قصة أغنية" .. لذا فالتصدي لحكاية أغنية يلزم الكاتب أن يسلك سلوك المؤرخ لا سلوك الروائي أو القاص ، فيلتزم بوقائع وأحداث التاريخ الأدبي والفني وتوثيقها كما هي في دقة المعلومات وسلامة اللغة وواقعيتها عند سرد الحكاية ، وأن يكون واثقا من صحة معلوماته ملتزما بصدق وأمانة وموضوعية بحياديتها ، وفهم الأجواء العامة - التي واكبت ميلادها وأثرت فيها فعبرت عنها - فهما عميقا ودقيقا وتدوين تأريخها دون فعل الخيال والتوشح بالمبالغات والتهاويل أو الخلط في الأحداث والوقائع والمعلومات مما سنكشفه هنا ونسلط عليه الأضواء فيما يلي :

( حكاية أغنية.. قمري البان انسي معك طاب )


تحت عنوان " حكاية أغنية قمري البان انسي معك طاب " استهل الكاتب محمد معدان مقاله بالحديث عن الشاعر الرائد حسين بن محمد البار في ذكرى رحيله وبعد الإشارة إلى سطور من حياته وفنه قال :
((وبيت قصيدنا في حلقة اليوم،،قمري البان انسي معك طاب،،وهي من كلمات الشاعر البار وقد اختار لها خان لحن من الحان لون الهبيش وتقول كلماتها
ترى ماكان بينك وبيني ** تفرق بين نومي وعيني
رحم حال الشريف الحسيني ** لي فيك حاب
قمري البان انسي معك طاب ))
ثم أكمل السيد معدان نص قصيدة الشاعر البار وبعد ذلك جاء قوله :
((وشاعت شهرة الأغنية وقد بلغ تأثيرها في الشاعر الكبير حسين ابوبكر المحضار وعارضها بقصيدة غنائية أخرى لها نفس،،الشله،، التخمبسة،، واللحن.واستعار البيت الأول منها وبنى قصيدته الرائعة التي شد بها بعد ذلك الفنان الكبير ابوبكر سالم بلفقيه والتي تقول كلماتها
ترى ماكان بينك وبيني ** تفرق بين نومي وعيني
رحم حال الشريف الحسيني ** لي فيك حاب
قمري البان انسي معك طاب ))

وعلى ضوء ما طرح الأستاذ الكاتب محمد معدان من معلومات بعيدة عن الصواب ويغشاها غير قليل من التضليل ، بل عكس الحقائق والمعلومات الصحيحة وقلبها "رأسا على عقب" ولا نعلم إن كان الكاتب يؤلف من شعاب رأسه أو استقاها من مصادر مزيفة لم يجتهد في التأكد والتثبت والتحقق من صوابها فاهتبلها وبصم بها مقالاته باعتبارها إشراقة فنية وبوابة النجاح وفتحا جديدا على الثقافة والأدب والفن الحضرمي .. دون أن يكشف عن مصادره ولا حتى عن مصدر واحد استند إليه في صياغة تلك الحقائق والمعلومات ولا كيف تثبت وتأكد وتحقق منها ..

بين السراب والصواب


فعلى بركة الله نوضح الحقائق والمعلومات الموثقة لدينا من مصادرها ونؤكدها فيما يلي :

1- يؤكد الكاتب أن أغنية "قمري البان انسي معك طاب" الأساس أي الأولى للشاعر حسين محمد البار .. والصحيح العكس أن الأغنية الأولى للشاعر حسين أبوبكر المحضار .. إذن المحضار هنا هو الطائر المحكي والبار هو الصدى ، بمعنى الصوت الآخر على حد تعبير شاعر العربية الأول "المتنبي" في قوله :
"ودع كل صوت غير صوتي فانني ** أنا الطائر المحكي والآخر الصدى" .

2- يؤكد الكاتب أن "الشلة" أي كورال الأغنية أو "التخميسة" للشاعر البار وأخذه المحضار وبنى عليه أغنيته .. والصحيح العكس أن الكورال للشاعر المحضار وأخذه البار وبنى عليه قصيدته .

3 - يؤكد الكاتب ان الشاعر المحضار استعار البيت الأول من قصيدة الشاعر البار أي مطلع القصيدة ، والصحيح العكس أن الشاعر البار استعار والتعبير الأدق "ضمّن" قصيدته مطلع أو استهلال قصيدة الشاعر المحضار الأساس .

4- يؤكد الكاتب أن المحضار بقصيدته عارض قصيدة البار .. والصحيح العكس إن الشاعر البار واكب وليس عارض قصيدة الشاعر المحضار ، وهناك فرق بين المواكبة والمعارضة إذ أن المعارضة هي موقف معاكس لموقف النص الأساس والمواكبة موقف موافق ومواكب ، وهنا الشاعر البار واكب نص أغنية المحضار الأساس .

5- يؤكد الكاتب بأن لحن الأغنية للفنان محمد جمعة خان .. والصحيح أن اللحن للشاعر والملحن الكبير حسين المحضار .

6- يؤكد كاتب المقال أن لحن محمد جمعة خان لون "هبيش" .. والصحيح أن لحن المحضار لون أو إيقاع "شرح" وليس هبيش ، لأن الهبيش عادة كما يؤكد المحضار - في تسجل صوتي لحوار أجريته معه - يكون بدون كورال في الأغنية مثل أغنية "يارسولي توجه بالسلامة" .. وقمري اللبان بكورال وهي شرح .

7- يؤكد الكاتب أن الأسبقية التاريخية لإبداع هذا النص للشاعر البار .. والصحيح العكس أن الأسبقية التاريخية والمبدع الأول للنص هو الشاعر المحضار والذي تأثر بهذا النص وبنى عليه هو الشاعر البار .

8- يؤكد الكاتب أن الأسبقية التاريخية لإبداع اللحن للفنان محمد جمعة خان .. والصحيح أن الأسبقية التاريخية والمبدع الأول للحن هو المحضار .

9- يؤكد الكاتب أن أول من غناها الفنان محمد جمعة خان .. والصحيح أن أول من غناها الفنان سعيد عبدالمعين .

10 - عندما أكد الكاتب بشكل خاطئ أن القصيدة الأولى للشاعر البار وأورد استهلالها باعتباره للبار أيضا وهنا يتواصل مسلسل الأخطاء ، ثم أشار إلى أن المحضار استعار البيت الأول وهنا خطأ ثالث ثم أورد البيت ضمن أغنية المحضار ، فإذا كان الاستهلال للبار كما يعتقد الكاتب فلماذا يورده في النص الغنائي للمحضار !! ، وان كان يعتبره هنا من باب "التضمين" فالتضمين له شروطه ومنها أن يدون البيت بين علامات تنصيص أي بين هلالين ويشير في الهامش انه للبار .. ولكن الكاتب لم يفعل هذا ولا ذاك فأضاف الاستهلال للمحضار ولم ينصصه بين هلالين ولم يشر إليه في الهامش انه للشاعر البار وفق اعتقاده غير المصيب وهذا معناه انه حق أصيل للمحضار . وقد قال السلف : ويظهر الحق من فلتات اللسان .

ما تخافون من عيبة في حقوقي وتقصير ؟!


لقد نصب نفسه الأستاذ الفاضل معدان قاضيا وشرع يلقي بالأحكام المذهلة والمزاعم الباطلة ويوزع الأشعار والألحان بيده السخية أنى شاء ولمن شاء في جرأة وجسارة تثير الشفقة ، ولا ندري من أين جاء بهذا الإسراف في الأحلام والأوهام والأحكام ، وتوزيع الحقوق الوهمية والتشويش على الحق الذي "لا يسمن ولا يغني من جوع" ، والتطاول على سير وتواريخ كبار المبدعين والذي ربما اعتقد به أن نيل الإطراء والمكانة والحصول عليها بقدر الجرأة في إطلاق مثل هذا التزييف للحقائق وإشاعة الأخطاء القاتلة ..

انها طامة كبرى وسقطة من كبار سقطات الأدب والثقافة تفتح بابا واسعا للسخرية وتكون مدخلا كبيرا للوم والتقصير لا الثناء والتقدير .. فأين أمانة القلم ؟! ، وأين الموضوعية وإيثار الحق ؟! ، وأين الإنصاف والعدل كاتبنا المبجل ؟! ..
إنها سقطة موجعة تكسر الجمجمة نتمنى أن لا يقع أستاذنا في مثلها مستقبلا ..
قاتل الله الاستهتار والتسرع والسطحية في الأمر المهم الذي يحتاج إلى الجد والحرص والتروي والنباهة والعمق والتأني !!
ورحم الله المحضار الذي قال : (( ما تخافون من عيبة في حقوقي وتقصير ؟؟!! )) .

شهادة الفنان كرامة مرسال


لقد كتبت في جريدة "الأيام" الغراء بالعدد رقم "5689" الصادر بتاريخ 6/ابريل/2009م ، والعدد رقم "5689" بتاريخ 9/ابريل/2009م مقالا من حلقتين عن العلاقة الفنية والإبداعية بين عمالقة الأغنية الحضرمية الثلاثة عنوانه : " الأصالة والريادة والفن والمشوار.. بين محمد جمعة خان والبار والمحضار" ، ومما جاء في الجزء الثاني من مقالنا - المنشور صورة منه هنا كأحد وثائق هذا التعقيب - مايلي :

(( أما الصورة الثانية من صور إعجاب وتقدير البار للمحضار فقد برزت من خلال اختياره بعض أغنيات المحضار والبناء الشعري على قوافي وألحان تلك الأغنيات وهي : يازهرة في الربيع ، سقى الهاشمي من رحيقه ، غبش قمري حمامة ، قمري البان .. فبقيت الألحان ومطالع القصائد كما هي للمحضار . )) ..

وبعد ذلك أوردت قصة أغنية "يازهرة في الربيع" وكانت هدف المقال ، وأوضحت أن النص الأساس واللحن للمحضار وأول من غناها الفنان سعيد عبدالمعين ثم بنى عليها الشاعر البار أغنيته التي أداها الفنان محمد جمعة خان فظل اللحن واستهلال الأغنية والكورال للمحضار .. وهذه الأغنية شأنها شأن الثلاث الأغنيات الأخرى المحضارية التي أعجب بها البار وبنى عليها أغنياته وهي : سقى الهاشمي من رحيقه ، غبش قمري حمامة ، قمري البان التي نحن بصددها اليوم ..

فإذا كان الأستاذ الكاتب لا يقرأ ما خطه السابقون وأكده الثقاة الذين كانوا على اتصال مباشر بالشعراء والمبدعين في حياتهم ولا زالوا على اتصال بتراثهم المعطاء ، ولا يهتم بالبحث في كل ذلك قبل ان يكتب ولا التأكد من صواب معلوماته وصحة ما يخطه قلمه يكون مصيره ما آل إليه مصير مقال : "حكاية أغنية قمري البان انسي معك طاب" .

وقد آثرت هنا نشر تأكيد الفنان كرامة مرسال - عليه رحمة الله - حق المحضار في أغنية "قمري البان انسي معك طاب " وان البار بنى عليها أغنيته وظل اللحن والاستهلال والكورال في أغنية البار للمحضار باعتباره المبدع الأول للنص الأساس . تأكيد مرسال الموثق بالصوت والصورة والذي قال فيه - على فطرته وبساطة تعبيره وأسلوبه الشعبي المعروف - أن حسين البار "كمل على" بعض الأغنيات والتعبير الأدق أن البار "بنى على" بعض الأغنيات وليس كمل لأن أغنيات المحضار ولدت كاملة كما تعرف الناس وكما هي وارده في دواوينه ، وحتى إن كانت غير كاملة فليس من حق أي أحد أن يكمل عليها - ، وقد غناها الفنان سعيد عبدالمعين كاملة قبل أن ينظم البار أغنياته ويغنيها محمد جمعة حينذاك .

تأكيد مرسال بحق المحضار في الأسبقية التاريخية وباعتباره المبدع الأول لهذا النص والنصوص الأخرى الثلاثة التي بنى البار فيها أغنياته على أغنيات المحضار سجله لبرنامج "جواز سفر" الذي أعده وقدمه الإعلامي المخضرم الأستاذ "علي فقندش" لقناة روتانا خليجية.. حيث حضرت تسجيل المقابلة مع مرسال في هذا البرنامج ، وقد طلبت القناة مني إلقاء مداخلة ضمن البرنامج عن الفنان مرسال وارتجلتها حينها وهي مرفقة مع الكلمة الفصل في شهادة الفنان كرامة مرسال بهذا الموضوع .

ولا شك أن شهادة فنان حضرموت الراحل كرامة مرسال باعتباره رمز من رموز الأغنية الحضرمية ومبدع ضرب بسهم في تطوير أغنيتنا ، وكمعاصر للشاعرين وغنى أغنيات المحضار والبار كاف للدلالة على تسرع الكاتب وتطاوله على أعلام أغنيتنا الحضرمية وجرأته في القفز على الأسوار واقتحام المحظور ، ولامبالاته بعواقب صنيعه وبضعف زاده ودرسه لتاريخ الشاعرين البار والمحضار وجهل حقائق الكثير من شعرهما .

رحم الله رموزنا البار ومرسال والمحضار .




وثائق المقال :


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


شهادة الفنان كرامة مرسال أن "قمري البان" للشاعر المحضار ومداخلة الأستاذ رياض باشراحيل

التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة باشراحيل ; 04-04-2017 الساعة 04:09 PM
  رد مع اقتباس