عرض مشاركة واحدة
قديم 05-18-2006, 11:49 AM   #49
bagafar
حال نشيط

افتراضي التخدر بالقات والتوهم بالمنجزات

المقال التالي منقول من كتاب الحاكمية يمانية والإدارة إماميه لللكاتب أمذيب صالح والكتاب صدر نهاية العام 2005 عن دار عبادي للنشر وحوى العديد من المواضيع الهادفة إلى إصلاح الوضع الإداري للدولة اليمانية التي قال انها تدار بطريقة عسكر الإمام الموروثة من الأتراك وماتبعه من تدخل العسكر المصريين . والكتاب عبارة عن عدة مقالات للكاتب في صحيفة الايام منذ العام 1990 إلى 2004 م ومن ثنايا الكتاب إقتبست المقال التالي عن القات ألذي يشخص فيه حالة متعاطي القات . وإن شاء الله في الايام القادمة أقدم قرأة في هذا الكتاب بنشر فهرسه والمقدمه لما حواه من تشخيص للحالة الراهنة والضعف الحاصل في بنية الدولة وهيبتها.

التخدر بالقات والتوهم بالمنجزات

إن معظم القوانين والنظم والتغيرات السياسية والاقتصاديه في اليمن تصنع تحت تأثير احد المخدرات العقليه يسمى (القات) ورغم أن اليمنين المخدرين به قالوا فيه الكثير دفاعا عنه من شعر ونثر وإفتاء إبتداء بالإمام احمد الذي إمتدحه بالشعر و إنتهاء بالفتوى التي تبيح تناوله رداً على تحريمه من بعض فقهاء في السعودية إلا ان معظم الدول الأخرى في العالم حرمته قانونا وغلظت في عقوبته بإعتباره مخدراً ضاراً بالعقل.

أما في اليمن السعيد فإن الحكمة اليمانية جعلت معظم القيادات في أجهزة الدوله والمنظمات الساسية و المنظمات الاهليه يقبلون على مضغ القات وخزن هذا المخدر في اشداقهم ساعات طويله ويثرثرون طويلا ويحللون مشاكلهم ويتوهمون كثيرا من الحلول لها كل مساء يتبخر معظمها صباح اليوم التالي ثم يتكرر المشهد كل يوم فيتعرض عقل المخدر بالقات إلى تناقضات يوميه من تفاكير عظيمه واوهام كبرى في الليل إلى اعمال دونيه وافعال صغرى في النهار هذا التكرار في التناقض اليومي للسلوك يولد حالة من الفصام في الفكر والسلوك وخاصة عندما يكون الشخص على درجة عالية من العصبية والتوتر وحينما إستفسرت عن تأثير القات على تناقضات سلوك اليمني المخدر بالقات من أحد الاصدقاء وهو طبيب نفسي متخصص أكد لي أن هناك مايسمى ( بالفصام الشخصي التعودي ) أي أن العادة المتكررة تصنع الفصام فما بالك إذا كان الشخص مفصوما أصلا قبل القات . ان بعض الشركات الامريكية تعتبر الادمان على التدخين أو على الخمر ينقص من كفاءة العامل ويعتبر شرطا سلبيا في أداء الموظف وقدرته فما بالك حين يعلمون ان معظم المسئولين في اجهزة الدولة في اليمن ومؤسساتها الدستورية مخدرون بالقات وبعضهم مسمم بالدخان التبغ المفخخ ( النارجيله) في آن واحد ومع هذا يحكمون ويقدرون الأمور المتعلقة بعمل الاخرين ويقتبسون الأفكار والنظريات الحديثة ويفهمونها بطريقة مختلفة ويطبقونها بجاهلية عصرية وحداثة عقيمة.

إن كل اناني إنفصامي صاحب سلطة أو تأثير إجتماعي يحب التغير دائما والإحلال والإبدال بإستمرار للأفكار والأشخاص والنظم والتركيبات الإجتماعية والإقتصادية فهو يريد التعبير عن نفسه بالتجديد دائما والتغيير الذي لايتوقف فمادام لا يستطيع التعبير عن نفسه بالفن المتلون والمتغير والمتجدد على الدوام فإنه يحول الدولة إلى مسرح للتجارب والتغيرات في هياكلها وأعمالها و أشخاصها فلا تستقر به صورة معينة عن الحياة إنها مجرد انعكاس لموجات الأوهام الفكرية التي في ذهنه . انه صاحب نفسية قلقة مضطربة لا تشعر بالطمأنينة على مصالحها إلا بإحداث اضطراب فيما أمامه وفيمن حوله .فعدم الاستقرار والإستبداد المركزي هو القانون الرئيسي للحكم والاداره .
التوقيع :
----------------------------------------------*****************------------------------
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

إنما القات حشيش أخضر ليس يحتاج إليه البشر
فإذا ماأكلته أمة فاعذروهم إنما هم بقر
  رد مع اقتباس