[باشراحيل]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكين [ مشاهدة المشاركة ]

حفظ الله أخي رئيس اللجنة انا لم استفسر عن قرارات اللجنة وليس معترض على النتيجة وانما من باب المعرفة استفسرت عن القافية في القصيدة الفائزة بالمرتبة الاولى حتى نستفيد من المعرفة وهي واضحة قدام العين مـــآثــــر بـيــنــنــا تُــــــــروى = وينقلـهـا السَّـلَـفْ لـلِّــي يـجــون هـنــا (زمــبــل) لــهــم خُــلــوة = شيوخ العلـم رقـدوا فـي سكـون بمعنى هل يجوز للشاعر ان يبدل القافية من التاء المربوطة الى الالف المقصورة او المطوية... وهذا الكلام لا يتعارض مع قوانين المسابقة...

أخي الكريم الفاضل السكين .. اتضح قصدك من الاستفسار لغرض الفائدة كما أشرت أخي وعلى ضوء ذلك نود تعميما للفائدة ان نوضح مايلي :

لايوجد هنا تغيير للحرف الروي وهو الحرف الذي تربط به قافية القصيدة كلها والذي يقال له مجازا (القافية) .. إذ أن القافية هي الكلمة الأخيرة في البيت وليس الحرف الأخير كما يظنه البعض والحرف الأخير هو (حرف الروي) ..

والحرف الروي أو مجازا (القافية) في الشعر هو موسيقى والموسيقى صوت والحروف لها أصوات .. ومعروف ان الأداء الصوتي لبعض الاحرف في اللغة يتوحد ومن هذه الاحرف مثلا الهمزة (ء)والألف سواء كانت ممدودة (ا) او مقصورة (ى) أو (هـ , ة) , حيث ان التاء المربوطة أصلها هاء .. فمادام الأداء والايقاع الصوتي واحد فهذا مجاز في الشعر الشعبي وفي الفصيح أيضا .. وكذلك أحيانا يتوحد الأداء الصوتي ايضا بين الحرف والحركة لحرف الروي مثل حرف (الياء) و(الكسرة) , فالكسرة لها نفس الأداء الصوتي للياء وهنا يكون مجازا ان تستبدل الكسرة محل الياء في اللفظة , وكذلك بين الواو والضمة .. دون ان يعتبر هذا تغييرا في القافية .

ولنضرب الامثلة ونورد بعض الشواهد على ذلك عند كبار الشعراء من الشعر الشعبي ومن الشعر الفصيح تؤكد ماقلناه:

خذ مثلا قول شاعرنا المحضار في قصيدته (الهوى عروة ) المدونة بالصفحة (55) من ديوانه ابتسامات العشاق ..قوله:

كان الهوى عروة *** مابيننا واياك تجمعنا سوى
أحباب لامة مادخل فينا الدخبل
لاحول لاقوة لانفعت القوة ولافاد الجميل

وكنت لي مثوى *** وكنان لا عاكس زماني والتوى
واليوم ترميني على خط السبيل
لاحول لاقوة لانفعت القوة ولافاد الجميل

لاحظ (عروة) في الشطر الاول من البيت الاول ولاحظ (مثوى) في الشطر الاول من البيت الثاني ..

وخذ ايضا قول المحضار في قصيدته (حظ من عند ربك وتوفيق) بالابتسامات ص (52) :

اتفقنا وكان اللقاء *** الجفاء بيننا مايليق
هكذا يعمل الاصدقاء *** لي يقاطعك ماهو صديق
بعد كشف الحقيقة *** شاف خلي طريقه
ماأحسنه لارجع للطريق *** حظ من عند ربك وتوفيق

ثم انظر لقوله :

بعد ذاك العناء والشقاء *** طاب لي من رحيقه شقيق
منه قلبي روى وأستقى *** واحتفظ بالوسل في الوسيق
شهد داخل رحيقه *** من شفاته وريقه
جل من صير الشهد ريق *** حظ من عند ربك وتوفيق

ستلاحظ لفظة (العناء) في الشطر الاول تقابلها في الشطر الثاني لفظة (روى) , و(الشقاء) كروي في الاول تقابلها (واستقى) .. هذا مما يؤكد جواز ذلك ..

وخذ مثلا عند الشاعر حداد بن حسن الكاف في الصفحة (119) من ديوانه .. قوله في توحيد ومزج بين الياء كروي والكسرة ففي قصيدة (هجرني المنام) قال :

البارحة شفنا هجرني المنام *** بيّت في الأسحار نادي
فقلت نوحي في المحبة حرام *** شوّش علي طول البعادِ
أما ترى جسمي براه السقام *** والشوق قد قطّع فؤادي

الى قوله :

ياليتني اسكن بربعه دوام *** وكون له خادم وحادي
يالله بليلة والعواذل نيام *** نظفر بمن فاق العبادِ
يشرق علي بالنور بدر التمام ** ويسقني كأس الودادِ

أما من الشعر الفصيح .. فانظر مثلا لقول أحمد شوقي أمير الشعراء في (نهج البردة) قال :

ريــمٌ عَـلـى الـقــــاعِ بَــيــنَ الــبـانِ َوالـعَـلَـمِ *** أَحَــلَّ سَــفـكَ دَمـي فـي الأَشهُـرِ الـحُـرُمِ

الى قوله :

مَــــنِ الــمَــوائِــسُ بـانـاً بِـالــرُبـى وَقَـناً *** الـلاعِـبـاتُ بِــروحـي الــسـافِـحـاتُ دَمـي

أنظر للميم والياء في ( دمي ) ويقابلها الميم المكسورة في ( الحرمِ ) .

أو قول شوقي في قصيدته (نكبة دمشق) في مزج بين (القاف والواو) و(القاف المضمومة) بإعتبار ان الضمة تحل صوتيا محل الواو:

بني سوريّة اطرحوا الأماني *** وألقوا عنكم الأحلام ألقـوا
وقفتم بين مـوت أو حيـاة *** فإن رمتم نعيم الدهر فاشقوا
وللأوطان في دم كل حـرٍّ *** يد سلفت وديـن مستحـقُّ
وللحريـة الحمـراء بـاب *** بكـل يـد مضرجـة يُـدَقُّ

أو قول حافظ ابراهيم لدى مبايعة شوقي للقب (امير الشعراء) قال حافظ :

بلابل وادي النيل بالشرق اسجعي *** بشعر أميـر الدولتيـن ورجِّعـي
أعيدي على الأسماع ما غردت به *** براعة شوقي في ابتداء ومقطـع
أمير القوافي قـد أتيـت مبايعًـا *** وهذي وفود الشرق قد بايعت معي

فقد مزج في الروي او القوافي مجازا بين حرفي (العين والياء) و(العين المكسورة) بإعتبار ان الكسرة صوتيا تقوم مقام الياء , مثلما الضمة مقام الواو , والالف مقام الهاء والتاء المربوطة بإعتبارها (هاء) في اصلها والالف المقصورة (ى) لأنها (أ) وغيرها ..

وهذا ماوددنا ايضاحة وللجميع خالص تحياتي .