عرض مشاركة واحدة
قديم 11-29-2010, 10:42 PM   #11
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن محمد سالم باقديم [ مشاهدة المشاركة ]
رحلنا من كهوف الحيود المعتليات = ومن ورث الجدود المدون في السجلات
ومن زبن البوه والمحيل والأوليات = ومن وديان فيها المحارث والسبايات
إلى صبح بها الغيث فاحت بالنباتات = كلوا منها وعاشوا بها بأعمال وانيات
وكم من دقم وشعاب محنيه عجيبات = بها تسمع هدير الجمال الدوسريات
حلل وصروم جاويد مقعدهم نفاعات = تصبحهم تلاقي مسابتهم ملأنات
وياكم من مضلع مسيله مستقلات = على دقام الظفر والعوانيس المريات
يهيم بالضباء والوعول المربعيات = تهكمنا بتلك المقاطين الزهيات


البيئة في شعر حسن باقديم


من خلال مقدمة قصيدة شاعرنا حسن باقديم نقف امام مفردات وعبارات تشير الى البيئة الحضرمية ، والمراد بالبيئة هي الأحوال الطبيعية المحيطة بمحور قصيدة شاعرنا، فهل كان حقا استهوت شاعرنا بيئة البادية التي رحل عنها نحو المدنية؟ او أن ذلك لزوم الصنعة في الشعر وافعتال الحنين .

ربما أحدى الأمرين ومن خلال استقراءنا للنص نستشف الطبيعة وهي تملي بجمالها عليه بما فيها من قسوة وخير وشر ، إن مظاهر أرض حضرموت وطبيعتها في الغالب متشابهة ولكن طبيعة سفوح الجبال ( الجول ) والغياض والصروم ربما تكون متميزة بعض الشئ في كونها هضبة جبلية مرتفعة في معظم أجزائها تتدرج سفوحها وقيعانها نحو ( شروج ) صغيرة واودية كبيرة ( دوعن العين عمد سر عدم ... الخ ) ترفد وادي حضرموت الرئيسي أو اودية تنحذر جنوبا صوب البحر كوادي ( حويره ، وطمحاء ، والعيص ، وادي المحمديين .... ) وغيره من الوديان الساحلية .

وفي أعلى قمة جبلية في هضبة حضرموت ينتصب ( كور سيبان ) أو كما ينطق عند تلك القبائل ( كار سيبان ) والذي يبدو عبر الأفق شامخا في كبرياء ، تكلل قمته كتل السحب البيضاء ، وعلى سفوحه تنتشر الصروم ، والكهوف ، وفي وسط تلك الحيود النايفات المنيعة التي أشار إليها الشاعر بقوله ( رحلنا من كهوف الحيود المعتليات ) يصور لنا البيئة التي تحيط بتلك ( الكهوف ) ووصفه للطبيعة الصامتة ( الحيود والكهوف) هوانعكاس لتأثر الشاعر بالبيئة من حوله واضاف في وصفه للطبيعة الصامته أنها كانت منيعة ( مزبنة ) بالرجال ، وانتقل بعد ذلك الى وصف الطبيعة المتحركة تحيط بالوديان الخصبة كالحرث والأشجار والنباتات :

ومن زبن البوه والمحيل والأوليات=ومن وديان فيها المحارث والسبايات

وبعد أن وصف شاعرنا الطبيعة الصامتة والطبيعة المتحركة استعان في هذه الأبيات في وصفه للطبيعة الحية حيث وصف لنا العيس ( الإبل ) المريات أي النوق التي تحلب ، ويقال ناقة مري ( ناقة حلوب ) .ووصف لنا هاتيك الظباء والوعول المربعية

على دقام الظفر والعوانيس المريات =يهيم بالظباء والوعول المربعيات = تهكمنا بتلك المقاطين الزهيات

ولو نظرنا للمقطع الأول من هذه اللوحة التي شكلها لنا الشاعر حسن باقديم بدت لنا لوحة بانوراما جميلة تتجلى فيها البيئة البدوية الحضرمية في مظاهر الطبيعة الصامتة ، والطبيعة المتحركة ، والطبيعة الحية ، وهذا دلالة على مقدرة شاعرنا حسن باقديم في نقل الصورة بدقة متناهية وإمكانياته الفنية اللغوية .





.
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 11-29-2010 الساعة 10:45 PM
  رد مع اقتباس