عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-2002, 10:49 AM   #1
jemy
مشرف السقيفه العامه

افتراضي قصة حصلت في بغداد

ذكر ابن الجوزي في كتابه ذم الهوى أنه كان في بغداد رجل يطلق بصره في لمحرمات ويتتبع الشهوات ذكّر فلم يذّكر فزجر ولم ينجزر فاجتاز في يوم من الأيام بباب رجل نصراني فاطّلع إلى دخل البيت فرأى ابنة لهذا النصراني جميلة فتعلق قلبه بها فحاول أن يدخل عليها فمنع من ذلك فحاول أن يتزوجها فحيل بينه وبين ذلك فلم يزل يتتبع أخبارها ويراسلها حتى وقعت هي في حبه وعشقته فلم يزل كل منهما يرسل إلى الآخر ويحاول أن يراه فلا يستطيع فاشتد شوقه إليها حتى أصابه في عقله ما يشبه الجنون فحمل ثم ألقي ف في المارستان وهو البيت الذي يحبس فيه المجانين فكان لا يزروه إلا صديق إليه يأتي إليه ويتفقد أخباره ويخبره بأخبار صاحبته التي يعشقها وفي يوم من الأيام أتت إليه أممه فلم يكلمها فاشتكت إلى صديقه ذلك فأخذه بيدها ودخل على صاحبه في هذا البيت وقال إن فلانة قد أرسلت إليك رسالة مع أمك فاستمع إليها فكلمته أمه وسألها عن الخبر والحال وماذا قالت لك فلانة فبدأت الأم المسكينة تخترع كلام من عندها وتؤلف له أحاديث وقصص وتقول قد قالت لك كذا وهي تحبك وتهيم بك وتشتاق إليك وتود لو تأتي إليك حتى تسمع صوت ولدها وهو يقول إيهن حديثيني حتى ازداد هيامه بها وخرجت أمه وصديقه من عنده ثم جاء إليه صديقه بعد زمان يزوره فلك جاء إليه وجده متغير الحال هزيل البدن فسأله عن حاله وقال له يا فلان ما الذي غير حالك فقال ذاك المريض العاشق : يا صديقي إني أرى والله أنه قد جاء الأجل وحان الوقت واقتربت الساعة التي أموت فيها وما لقيت صاحبتي وإني أريد أن ألقاها في الآخرة قال صديقه : فقلت له ستلقى خيراً منها إن شاء الله في الآخرة فقال : لا أريد إلا هي قلت له لا سبيلك لك إلى ذلك أنت مسلم وهي نصرانية بأعلى صوته هي نصرانية وأنا مسلم فلا نجتمع يوم القيامة ، كلا فإني أرجع عن دين محمد وأؤمن بعيسى والصليب الأعظم فصحت به وقلت له اتق الله لا تكفر ما عند الله خير وأبقى فبكى وأخذ يشهق حتى مات فتولى أهل المارستان أمره ومضيت أنا إلى تلك المرأة فتحيّلت حتى دخلت عليها فوجدتها مريضه فجعلت أحدثها عنه فلم علمت بموته صاحت وقالت : أنا ما لقيت صاحبي في الدنيا وأريد أن ألقاه في الآخرة وإني ( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده رسوله ) وأنا بريئة من دين النصرانية داخلة في دين الإسلام ، فنهرها أبوها فبكت واشتد بكاها فقال أبوها : خذوها معكم فلا أساكن من فارقت دينها فا والله ما لبثت بعد ذلك إلا يسيراً.
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس