عرض مشاركة واحدة
قديم 10-16-2010, 11:48 AM   #5
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي



يطلق الحضارم على كل شئ موغل في القدم (( عادي )) أو من زمان عاد ، وعلى الخرائب القديمة إذا اندرست معالمها قيل لها (( عادية )) نسبة إلى قوم عاد الذين عاشوا في بلاد الاحقاف .

ولم نسمع من يقول على الشئ الموغل في القدم (( دق يانوس أو دقيانوسي )) أومن يطلق على الخرائب القديمة (( دقيانوسية )) ...!!

إلا أن للمتحرش بكتابة التراث والتاريخ رأيا مخالفا استنتجه من قراءة قاصرة لشطر بيت من الشعر أعياه فهمه . ولو أنه اكتفى ب (( لا أدري )) فكان افيد له وللقارئ ، أما أنه يجتهد ويعتقد كعادته أن البيت فيه من الرموز والطلسمة ما يستوجب اطلاق عنان الخيال البعيد وتحميله ما لايحتمل عن جهالة بالتاريخ وقصور في الاطلاع ، فهنا الخطأ والزلل نتيجة العجلة في الكتابة دون تروي وتحقيق (( ومع المستعجل الزلل )) .

جاء في كتيبه (( حضرموت الانسان والكلمة )) صفحة 88 ذكر ابيات من قصيدة لشاعر :

(( خلط فيها دباس بآل عباس وليبيا بمدراس ودقيانوس بأبي نواس وكليب مع جساس ))


وامام صور مضطربة لهذا الخلط الحضرمي العجيب واستعراض مبهم ضمن خيال قاصر اشار الشاعر في قوله الى شخصية اسمها دق يانوس قال :

(( وبانواس لي هو مصادق دق يانوس ))


بغض النظر للفواصل الزمنية البعيدة والموغلة في القدم بين عصر الملك دقيانوس وبين الشاعر العباسي ابي نواس ، علينا ان نتقيد بأمانة الكلمة . (( الأمانة )) تلك الكلمة التي غدت سجعا يطرب له المتحرش بكتابة التراث والتاريخ ، واصبحت وكأنها حكرا على الحضرمي دون شعوب الأرض ، ويبدو أنها في فهمه محصورة فقط بمردود (( الغلة )) اليومية للبقالة الفلانية ، أو للمعرض الفلاني ، أمانة مرهونة بالقروش ، ونسي أنه ايضا للكلمة أمانة .

قال المتحرش بكتابة التراث والتاريخ في صفحة 88 من كتيبه المذكور :

(( دق يانوس )) تشير الى القدم . كأن يقول هذه معي وملكي من دق يانوس ، ولكن من هو دق يانوس ؟ لا أدري . ))


الله الله على التفسير والاستناجات .... ولو أن هذا المتحرش (( سالم الجرو )) أكتفى بكلمة (( لاأدري )) لكن أفيد له وللقارئ ، أما وأن يجتهد في تفسير سطحي ساذج وغير مقبول لمعنى الشطر المذكور للبيت ، فتلك لعمري قاصمة ظهر تراثنا ، استهتار بعقلية القارئ .

[
align=center]

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وللتوضيح للقارئ الشغوف حول اسم (( دق يانوس )) فأنقل له من مرجع مهم وهو (( الكامل في التاريخ )) لابن الأثير يقول :

(( في ذكر أصحاب الكهف )) وكانوا أيام ملوك الطوائف
كان أصحاب الكهف أيام ملك اسمه دقيوس، ويقال دقيانوس، وكانوا بمدينة للروم اسمها أفسوس، وملكهم يعبد الأصنام، وكانوا فتية آمنوا بربهم كما ذكر الله تعالى، فقال: (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) الكهف: 9 والرقيم خبرهم كتب في لوح وجع على باب الكهف اذي أووا رليه، وقيل: كتبه بعض أهل زمانهم وجعله في البناءوفيه أسماؤهم وفي أيام من كانوا وسبب وصولهم الى الكهف. وكانت عدتهم، فما ذكر ابن عباس، سبعة وثامنهم كلبهم ...))

لهذا نوضح أن (( دقيانوس )) هو ملك كان يعبد الأصنام ، وبه ارتبطت قصة أهل الكهف . ولم يرتبط بأبي نواس ، ولكن هذا هو الشعر الحضرمي طالما هنا له من المعجبين بهذه الخلطات (( دباس بعباس ، وكليب بجساس ، ودقيانوس بأبي نواس وليبيا بمدراس ، وشاهين بقرناس ، وبصل وبسباس ، وموسليني وبن رواس ، .... الخ)) لابد من حل هذه المعادلات وتفسيرها على أنها صورا جميلة وخيالية رائعة ...!!



.

التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 11-02-2010 الساعة 12:46 AM
  رد مع اقتباس