عرض مشاركة واحدة
قديم 04-30-2009, 11:16 PM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


علي عبد الله صالح والحلف الأحمر ..عبد الله الأحمر ، علي محسن الأحمر ، علي ناصر الأحمر

بقلم / نبيل الحسيني - المكلا برس التاريخ: 30/4/2009

قامت الوحدة اليمنية في عام 1990، وكان علي عبد الله صالح رئيساً لليمن الشمالي واستمر في حكم اليمن شمالاً وجنوباً لأكثر من واحد وثلاثين عاماً ولكن كيف استطاع الاستمرار في الرقص على رؤوس الثعابين كما شبه الحكم في اليمن ؟

انه استطاع البقاء كل هذه المدة بفضل ثلاثة من الحلف الأحمر، الأول هو الشيخ عبد الله الأحمر (رجل اليمن في السعودية أو العكس رجل السعودية في اليمن) وهو شيخ مشائخ حاشد، والثاني هو اللواء علي محسن الأحمر أو الرجل الثاني في نظام صالح وهو من دعائمه بل انه من أسهم في تثبيت حكمه من خلال قوته العسكرية وارتباطاته الواسعة السلفية والقبلية، والثالث هو غريمه القديم الجديد الاشتراكي الماركسي الأحمر علي ناصر محمد (رئيس اليمن الجنوبي) الذي منذ أن استلم الحكم في اليمن الجنوبي أوقف المعارك بين الشمال والجنوب وسعى إلى الوحدة وتجلى ذلك بوقوفه إلى جانب الوحدة في حرب 1994م، فعلى أكتاف هؤلاء الثلاثة قام نظام علي عبد الله صالح الذي حكم ولازال منذ عام 1978م وحتى الآن .

فهل بفضل هؤلاء الثلاثة بقي علي عبد صالح رئيساً كل هذه الفترة .

أم من خلال مراوغته السياسية التي تجلت بقوله لصحيفة الحياة : \"واحد تتعامل معه بعلمه وواحد تتعامل معه بأميته، وواحد تتعامل معه بعصبية منطقته أو قريته أو حزبه\".
أم بسياسة الكروت المحروقة، كما تحدث في احد مؤتمراته الصحفية عند سؤاله عن علاقته بحزب الإصلاح قال إنني استخدم الأشخاص والأحزاب كالكروت.
فالأول الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر (رئيس مجلس النواب)، فهو الذي مهد الرئاسة لعلي عبد الله صالح عندما فتح الطريق له مع السعودية لدعمه كما جاء في مذكراته التي ذكر بها الطريقة التي وصل بها علي صالح إلى الحكم والجميع أصبح يعرف ذلك حيث جرى تعميده من قبل المملكة والشيخ الأحمر في جدة عام 1978م، ووقف معه في حروب المناطق الوسطى وحرب 1979م وحرب 1994م من خلال ما يمثل من ثقل كونه شيخ مشائخ حاشد ، إضافة إلى دعمه له منفرداً عن حزبه في انتخابات عام 2006 التي قال فيها : \"جني اعرفه خير من انسي لا اعرفه\".

والثاني اللواء علي محسن الأحمر (هو الرجل الثاني في النظام) وليس في قائمتنا وان شاءت الصدف اليوم وهو الذي حسم الأمور لصالح صالح في صنعاء بعد مقتل الغشمي عام78م وسيطر على العسكر والمعسكرات ، ولا احد ينسى دوره في حسم الأمور أثناء انقلاب الناصريين عليه عام 1978م ، عندما حسم علي محسن الأمر معهم وطردهم من صنعاء والإذاعة وفشل الانقلاب وتم اعتقال بعض المشاركين في الحركة، ثم هو الذي وقف معه وجند له الأخوان المسلمين والقبائل والمشائخ والجنوبيين حتى ثبت نظامه، وفي حربهم على الجنوب عام 1994م هو الذي دخل عدن ، وهو اليوم يقف معه في حروبه الستة مع الحوثيين أيضاً.

الثالث الرئيس علي ناصر الأحمر (الرئيس) رئيس اليمن الديمقراطية أو الاشتراكي الماركسي كما سماه علي عبد الله صالح في مقابلته مع صحيفة الحياة (ومن هنا جاءت تسميتنا له بالاحمر)، وهو الذي لعب دور مهم في تثبيت نظام علي عبد الله صالح سواء قبل عام 90 أو ما بعده وخصوصاً في حرب صيف 1994م فأولاً بإيقاف النشاط العسكري وإنهاء الحروب في المنطقة الوسطى بعد أن كان النظام في صنعاء قابل للانهيار والسقوط على يد الجبهة الوطنية التي كانت تحكم تعز واب والبيضاء ومأرب والجوف وحتى مطار الرحبة ، وبذلك ساهم في استقرار شمال اليمن واستثمار النفط والغاز في صافر ، وجاءت أحداث يناير ونزوح عشرات الآلاف من العسكريين والمدنيين إلى شمال اليمن لتعزيز نظام صالح والتعجيل بالوحدة ، وقد ساهمت قوات الزمرة (قوات علي ناصر) باستعادة الوحدة اليمنية وبدونهم كان من الصعب الدخول إلى عدن في 7/7/1994م .
ولكن ماذا حدث لكل من عبد الله الأحمر وعلي محسن الأحمر وعلي ناصر محمد.

لقد تنكر صالح لهؤلاء الذين ثبتوا أركان نظامه فتنكر للشيخ عبد الله الأحمر وقد مات وهو حزين لما آل إليه مصيره ومصير أولاده واسرته عندما هاجم الجميع في مقاله الشهير في صحيفة الميثاق عن ما سماه بإمبراطورية الأحمر واتهمهم بالعمالة للسعودية وهذا كله امتداد للحملة الشهيرة على هذه الأسرة التي وقفت إلى جانبه ولم يغفر له الأحمر إلا بعد أن جاء وقدم له الاعتذار في منزله ، وهو مازال يتربص بهذه الأسرة حتى وان جرى توزيع المناصب والمال فيما بينهم ، فهل سيكون مصير حميد الاحمر وحسين الاحمر كما فعل الإمام احمد بـ حسين وحميد الأحمر من قبل .

أما علي محسن الأحمر فقد ادخله في مستنقع من الحروب ، في صعدة ضد الحوثيين في ستة حروب ليتخلص منه سياسياً فيظهره بأنه اللاهث وراء الدماء من خلال الحروب أو ما قد تجره عليه مستقبلاً من اتهامات بإبادات جماعية وجرائم ضد الإنسانية، وعسكرياً ليضعفه وهو الرجل القوي من خلال سيطرته على الفرقة المدرعة ويضعف معه بذلك عدد كبير من القادة العسكرين الذين يدورون في فلك الأحمر والذين جرى إبعاد عدد كبير منهم مؤخراً، بل انه سرب للاميركان انه يرعى الإرهاب من خلال تاريخه وعلاقته بالجماعات السلفية والأصولية لإضعاف دوره والتخلص منه ويهيئ الجو لأولاده وأولاد أخوته في الحلول محله، ومعروف من هو الذي يرعى الإرهاب في اليمن والصومال وخليج عدن، وأخيرا فقد بدأت الأجهزة الأمنية والإعلامية بإثارة الشائعات حول الشيخ طارق الفضلي بعد قراره الشجاع بانحيازه للحراك السياسي في الجنوب بأنه رجل القاعدة والجهاد في اليمن، والشعب يعرف انه كان عضواً في الأمانة العامة لحزب (الرئيس) المؤتمر وكذلك عضواً في مجلس الشورى ويحاول إلصاق التهمة باللواء علي محسن كونه صهراً للفضلي، والشعب لن ينطلي عليه مثل هذه الأساليب الشيطانية.

أما علي ناصر ، فبعد لجوئه للشمال بعد أحداث 1986م والتي من الأغلب أن لنظام صنعاء وبغداد اليد الطولى فيه ، والتحالف مع البيض عام 1989م طرده شر طرد إلى خارج اليمن وحاول عزله عن أنصاره بعدما اشترى بعضهم بالمال والمناصب ومنعهم من الاتصال به بل ان الرجل تعرض لعمليتي اغتيال خاصة بعد أن أرتفع رصيد الرجل في الشارع الجنوبي وأصبح رمزاً عند أغلب الجنوبيين (زمرة وطغمة) بعد دعوته للتصالح والتسامح التي يعتبر عرابها، وقبلها كان بعض رفاقه قاموا بشتمه في الصحف والإعلام ووصل بهم إلى حد التبرؤ من زعيمهم وانه ليس لهم علاقة به لا من بعيد ولا من قريب كما حدث مع عبد القادر باجمال الذي كان يردد انه لا يعترف إلا برئيس واحد وهو علي عبد الله صالح .

هؤلاء الذين أسهموا في صناعة الوحدة وفي تثبيت ركائز الدولة، نالوا ما نالوه من علي عبد الله صالح وليس ببعيد ما انتهى إليه عبد القادر باجمال من نهاية مخزية ومحزنة فنحي عن رئاسة الحكومة وطرد من أمانة حزب المؤتمر وهذا المصير ينتظر غيره فالدور قائم على عبد ربه منصور هادي ، بعد أن لاقى غيره بسنوات نفس المصير كالحسني وبن عرب وسليمان قيس وعشرات من القيادات العسكرية والمدنية الذين ادخلوا على عبد الله صالح إلى عدن في 7-7-1994م ، وكما قال علي عبد الله صالح أن الجولة القادمة ستكون على الزمرة التي يتهمها بالتواطؤ مع الحراك السياسي في الجنوب .
  رد مع اقتباس