عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2003, 10:58 PM   #3
الطايرالميمون
حال نشيط


الدولة :  شبام حضرموت (العلية)
هواياتي :  كل جديد
الطايرالميمون is on a distinguished road
الطايرالميمون غير متواجد حالياً
افتراضي

عادات ما بعد الزيارة النفرة

تبتدئ النفرة الأولى في عصر يوم الحادي عشر من شعبان فينفر ويرحل آل علوي وآل سيئون ومن كان غربي سيئون ، أما مواكب أهل تريم فتبتدئ في النفر يوم الثاني عشر شعبان وتتّجه إلى عصم وعصراً يتّجه الجميع أهل تريم إلى السوم حيث يقام سباق الإبل وفي كل مرحلة من المراحل يقام سباق الإبل .

وقد كان أهل شهاب وأل الشيخ يجلسون في الشعب إلى ليلة النصف من شعبان ليقرأو دعاء شعبان في الشعب بهود لكنه حصل اختلاف بينهم على قراءة الدعاء مما أدّى إلى حسم الخلاف بتحديد انتهاء الزيارة قبل النصف وأن يقرأ كل منهم دعاء شعبان في قريته أو مدينته ، ويكتمل النفر يوم الثاني عشر من شعبان وتنتهي الزيارة يوم الثاني عشر والثالث عشر شعبان

يوم الثالث عشر من شعبان

يتجمع الزوار يوم الثالث عشر شعبان كلّ أمام مدينته أو قريته ويعتبر ذلك اليوم يوم التطيّب فيذبحون وينحرون الأغنام ويحلقون رؤوسهم ففي تريم يتّجه الجميع إلى المسيلة ويسمي ذلك اليوم يوم الحجيل نسبة إلى سفح الجبل ، وفي سيئون يتجمّعون في القرن ويخرج الصبيان إلى استقبال آبائهم ويعطون الهدايا من الكعك والألعاب .

الدخلات

في عصر يوم الثالث عشر تبدأ الدخلات بالألعاب الشعبية والخابة بأنواعها وتردد : " زرنا وقد رجعنا عسى القبول " .

ويردد الجميع هذا الترجيع ويتقدّم المناصب والحبائب والمشائخ وتدقّ الطبول وتقام الرقصات الشعبية ويزغرد النساء ، ويقام في تريم سباق أخير للإبل عند مدخل تريم .

وعند علب المجف بتريم ينتهي التجمّع الجماعي ويبتدئ إيصال المناصب إلى بيوتهم كل منصب توصله خابة حافته إلى بيته والجميع إلى بيوتهم .

وفي سيئون ينتهي التجمّع في ساحة طه حيث يرتّل المنصب قرأة الفاتحة تحت قرع الطبول الشعبيّة ثم يبتدئ أهل الحافة بإيصال المناصب إلى بيوتهم بالعدّة والألعاب والخابة وزغردة النساء .

صناع الخزف:

تعتبر صناعة الخزف بتريم صناعة وطنيّة أدّت دوراً فعالاً في فترة من الزمن فمنها يصــنع القدور " البرم " وأوعية حفظ الماء " الزيار " ، الخزاب ، المصب ، الكعدة ، الفناجين ، والكؤوس وغير ذلك من الأدوات البيتيّة والمنزليّة وأدوات حفظ التمر .

وفي أيام الزيارة وقبلها يستعد صنّاع الخزف آل باني وغيرهم بصناعة ألعاب الأطفال من الخزف ، مثل الجمال والنوق والحصين والخيول والحمير ، كل ذلك يصنعه الصنّاع من الخزف ليكون هديّة للأطفال من آبائهم الذين زاروا هوداً .

هدايا هود:

يقدّم الزائر إلى أهله وأقاربه وجيرانه هدايا الزيارة من بقيّة الكعك ومن المساويك والفحيط والجلجل والثياب وغير ذلك مما تفرضه العادات ويتكلّف الإنسان ذلك فوق مصاريف الزيارة

الشعبانية:

عصر يوم الرابع عشر ليلة الخامس عشر يقرأ دعاء شعبان المشهور ، وتزار المشاهد والأضرحة، ثم تقام الألعاب الشعبية بين الحويف والخابة ويجتمّعون جميعاً في مكان معيّن وقد يحصل احتكاك بين الحويف المتنازعة .

وبالشعبانية تنتهي عوائد ومراسيم الزيارة .

ج - وادي سنا :

يقع شرق مدينة سيئون وتبعد عنه بنحو (167 كيلو متر) ، وتنتشر المواقع الأثرية في وادي سنا خاصة في أسفله عند التقائه بوادي حضرموت الرئيسي ، على أنها منطقة ذات كثافة عمرانية عالية في فترة ما قبل الإسلام ومن أهم مواقع وادي سنا ، حصن الكيس وباقطفة ، وهما موقعان أثريان يعود تاريخهما إلى فترة ما قبل الإسلام وسنتعرض لهما كالتالي :

1-حصن الكيس : يقع اسفل وادي سنا ، على الضفة الغربية للوادي ، ويشرف على وادي حضرموت من جهة الجنوب ، ويبعد عن بلدة ( سنا ) بميل واحد تقريباً ويقع غربي البلدة على قمة الجبل الجنوبي المشرف على الطريق الرئيسية ، الذي يرتفــع عن مستوى الأرض بحوالي (100 قدم) .

كشف عن موقع حصن الكيس الآثري ، المستشرق الفرنسي ( ريمي أدون AUDOUIN.R ) ، في عام (1978 م) ، وهو موقع يعود تاريخه إلى فترة ما قبل الإسلام ، ويحتوي على معبد قديم يتم الوصول إليه عبر طريق مرصوف بهيئة درج طوله حوالي (60 متراً) ، حيث يتم الوصول إلى سور الموقع الذي لم يبق منه سوى أجزاء في الجهة الجنوبية ، والجهة الغربية.

أما في وسطه فهناك بنائين متجاورين ، وهما يمثلان المعبد فالأول وهو الشمالي مربع الشكل طول ضلعه (5.27 م) ، كان سقفه محمولاً على اثنا عشر عموداً ، يتم الدخول إلى المبنى من خلال بابه الواقع في ضلعه الغربي ، أما المبنى الآخر فيقع جنوب غرب المبنى الأول وهو مستطيل الشكل له مدخل على ضلعه الشمالي يتم الوصول إليه عبر درج عند الركن الشمالي الغربي للمبنى ، يحتوى في داخله على ستة أعمدة كانت تحمل السقف ، أم بالنسبة لملاحق المعبد فقد كانت مرتبطة بإجراء السور ، وتقع في الجهتين الجنوبية والغربية .

الموقع عموماً يبدو مدمراً لأن الأهالي نقلوا حجارة مبانيه إلى بلدة سنا لإعادة استخدامها في مبانيهم الحديثة ، يعود تاريخ هذا المعبد إلى القرن الخامس قبل الميلاد تقريباً .

2- باقطفة :

تقع باقطفة على قمة جبل يشرف على الضفة الشمالية لوادي حضرموت ويقابل جبل مقشع في الضفة الجنوبية للوادي ، ويبعد عن بلدة (سنا ) بنحو (8 أميال) تقريباً ، والطريق إلى هذا الموقع صعبة فالسيارات لا تصل إليه ، حيث تمر الطريق عبر أخاديد متعددة تشرف على ماء المسيلة الجاري ، ثم يتم الصعود إلى الجبل مشياً على الأقدام .

وفى موقع باقطفة الذي يعود تاريخه إلى فترة ما قبل الإسلام ، تم اكتشاف أساسيات لعشرة مباني يعتقد أنها كانت عبارة عن منازل ، وإلى جانبها معبد مرتفع نسبياً عنها ، وهذا المعبد هو آثار هذا الموقع الذي اكتشفه المستشرق الفرنسيAudouin . R) ـ ريمي أدون) في عام (1978م) ، وهذا المعبد نال حظه من التنقيب من قبل البعثة الآثرية اليمنية الفرنسية عام (1979 م) ، ويعتبر معبد باقطفة الذي يخص الإلـه الحضرمي الرئيسي (سين) ، واحداً من أهم المعابد لكونه احتفظ بكل معالمه ، حيث لم تصل إليه الأيادي العابثة كبقية المعابد في المواقع الآثرية الأخرى ، وهو المعبد الوحيد الذي احتوى على منشآت لممارسته الطقوس وهي في موضعها وما زالت بحالة جيدة ، ومن كنوز هذا المعبد هناك (86 نقشاً) جديداً تذكر اسم الإله (سين) ، واسم المعبد (حلسم) كما جاء في تلك النقوش .

- تخطيط المعبد :يتم الوصول إلى المعبد عبر طريق من الجهة الجنوبية مرصوف بهيئة درج يبلغ طولها (16.60م) ، وعرضها (3.10م) ، ثم تنكسر الطريق الممتدة إلى اليمين لتصل إلى فناء المعبد ، وبعدها تنكسر إلى الشمال لتصل إلى بوابة المعبد ، تقع البوابة في الجهة الجنوبية للمعبد ذي الشكل المربع تقريباً (6.70 ×6.80م) ، وكان هذا المعبد محاطاً بسور شبه منحرف .

وتقع منطقة قدس الأقداس في الجهة الشمالية ، منتصف الجدار الشمالي للمعبـد ، أبعـادها (1.60 × 1,90متراً ) وقد وجد فيها الأثاث الشعائري الذي كان يخصص للطقوس ، وهي عبارة عن مائدة مذابح ومباخر مائدة قرابين حجرية .

وفي هذه المنطقة كانت تقدم القرابين والنذور للإله ( سين ) ، وهناك مجموعة من النقوش التي وضعها مسجلوها عند هذه المنطقة تذكر أن أصحابها وضعوا أنفسهم في حماية الإله ( سين ) ، وتذكر أنواع القرابين والنذور التي قدموها للإله ( سين ).

د - مدينة شبام

تقع إلى الغرب من مدينة سيئون ، على بعد نحو (19 كم) في منتصف وادي حضرموت عند أضيق أجزائه .

- تاريخ المدينة : بداء ظهور اسم هذه المدينة في فترة ما قبل الإسلام ، حيث ورد ذكرها في مجموعة من النقوش اليمنية القديمة ، منها النقش الموسوم بIR.31) ) ، الذي يعود إلى عهد الملك " ذمار علي يهبر ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات " ، الذي حكم في مطلع القرن الرابع الميلادي ، وذكر هذا النقش أن قوات ذلك الملك حاصرت مدن حضرموت وفي مقدمتها مدينة شبام ، وعملية محاصرة المدينة تدل على أنها كانت ذات نظام دفاعي قوي يعكس مهارة سكانها في تصميم أنظمة دفاعية فعالة منها الأسوار المرتفعة المنيعة والأبراج الدفاعية وغيرها ، كما ظهرت هذه المدينة في عهد الرسول الكريم محمد رسول الله (ص) ، الذي أرسل إليها أحد عٌماله وهو زياد أبن لبيد الأنصاري ، وقد ظل هذا الوالي إلى عهد خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وفي العصر الأموي أيضاً كانت مدينة شبام هي حاضرة وادي حضرموت وكان يقيم فيها عامل الأمويين ، وفي سنة ( 129هـ) اتخذ المدينة عبدالله أبن يحي الكندي كعاصمة لدولته التي كانت تسيطر أيضاً على مدينة سيئون وغيرها من مدن وقرى الوادي ، وفي القرن الثاني الهجري هدم المدينة جيش عطية انتقاما لمقتل عمه القائد العباسي ، وفي القرن الثالث جرفت السيول الجرارة أجزاء كثيرة من المدينة خاصة المباني التي كانت قائمة في أطراف المدينة ، أما في القرن الرابع الهجري فقد أقيمت المدينة القديمة عقب تخريب السيول لمبانيها على تل مرتفع من الوادي على أنقاض المدينة القديمة ، ويصل ارتفاع هذا التل إلى (30 متراً) من مستوى سطح الوادي ، واصبح هذا التل المحيط بالمدينة ، يحول دون ارتفاع منسوب مياه السيول إليها على رقعة مساحتها (960 آلف قدم) تقريباً ، تحيط بها مزارع الأهالي وبعض الآبار الجوفية ، وكانت تواجهها في سفح الجبل الموازي لها ، مباني صغيرة وفي أطراف الوادي مثل ذلك ، واصبح الوادي الحالي ممراً للسيول منذ ذلك العهد ، والمنفذ الرئيسي لحركة القوافل العابرة من شرق وغرب وادي حضرموت مارة بمدينة شبام التي أصبحت مركزاً للتجارة ومنها يتم تسيير القوافل شرقاً وغرباً وإليها تجلب البضائع من أنحاء حضرموت وغيرها .

وفي منتصف القرن الخامس الميلادي قامت عليها سلطنة آل الدغار ، وهي السلطنة التي أنشأها

الدغار بن أحمد بن النعمان في سنة (460هـ) " وآل الدغار" هم أبناء عمومة " آل راشد " سلاطين تريم في ذلك العصر ، وقد تم القضاء على سلطنة آل الدغار في سنة ( 605 هـ) على يد قبيلة نهد ، وفي سنة (614هـ) استولى على المدينة ابن مهدي ضمن مدن الوادي الأخرى مثل سيئون وغيرها ثم عادت قبيلة نهد ثانية واحتلت المدينة في سنة ( 613هـ ) ، وفي سـنـة (635 هـ) استولى آل إقبال على المدينة إلى جانب مدينتي سيئون وتريم .

وقد دخلت هذه المدينة ضمن نطاق أراضى الدولة الكثيرية الأولى من سنة ( 781 – 1066هـ) ، ومؤسس هذه الدولة على بن عمر الكثيري الذي استولى على أراضى وادي حضرموت ومدينة ظفار ـ سلطنة عٌمان الشقيقة ) ، حيث احتلت جيوشه بقيادة أحمد بن حسن بلاد حضرموت واستمرت سيطرتهم حتى أوائل القرن الثاني عشر الهجري ، وفي سنة ( 1117هـ) ، جمع بدر بن محمد الكثيري ، ستة آلف مقاتل من يافع ليعيد ملكه ويخرج جيش الإمام والمتوكل إسماعيل بن القاسم وتغلبت قبائل يافع على مدن حضرموت وتغلبت على هذه المدينة قبيلة الموسطة اليافعة ، وفي النصف الأخير من القرن الثاني عشر الهجري زحف إلى حضرموت حسن وهبه المكرمي الأباضي بأربعة آلاف جندي من جهة عٌمان وأقام مدة محاصراً شبام ثم رحل عنها بعد أن هلك من رجاله العدد الكثير واضطر إلى المصالحة بعد أربعين يوماً ، وفي سنة (1218هـ) قدم من جاءوا من الهند جعفر بن علي بن عمر بن جعفر الكثيري وحاول إعادة دولة آل كثير وزحزحة يافع عن البلاد وناصره جماعة من السادة آل العطاس وآل البار وآل الحبشي والسيد أحمد بن عمر بن سميط ، فاستولى على شبام بعد أن دحر قبائل يافع عنها ثم استولى على وادي عهد ودوعن وحورة والكسر وحاصرت قبائل يافع في سيئون سنة كاملة ثم أنقلب عنها خائباً وحاول الاستيلاء على تريم أيضاً فلم يفلح ، وبوفاته انحصرت سلطة أبنائه وخلفائه من آل كثير في شبام فقط ، يجاذبهم السيطرة فيها بعض قبائل الموسطة اليافعة وعلى أنقاض هذه الأمارة الصغيرة قامت دويلة آل عيسي بن بدر الكثيري في مدينة شبام سنة (1239هـ) ، الذين كان أخرهم منصور بن عمر الذي قتلته قبائل يافع في مدينة شبام (1274هـ) ، وبقتله دخلت شبام تحت سلطة السلطنة القعيطية ، وقد حاول الجمعدار غالب بن محسن الكثيري الذي وصل من الهند في سنة (1272هـ) ليشرف على التطورات الحربية بين سلطنة القعيطي ( التي كانت أراضيها تضم ساحل حضرموت ومدينة شبام ) وسلطنتهم الكثيرية ، وقد قام بتوجيه حملات حربية قوية جداً لاحتلال مدينة شبام فلم يفلح وهكذا ظلت هذه المدينة إلى فترة الاستقلال في سنة (1967م) تحت حكم السلطنة القعيطية .

- معالم مدينة شبام : لقد ذكر الهمداني في القرن الرابع الهجري أن شبام هي مدينة الجميع الكبيرة وبها ثلاثون مسجداً ، وطبقاً للصورة التي رسمها لنا معظم المؤرخين الذين جاءا بعد الهمداني ، أن المدينة كانت تطل على الوادي الكبير ، ذات بوابة ضخمة هي مدخل المدينة وأسوارها حصينة ذات أبراج عدة شأنها شأن المدن الحصينة ولابد للمدينة من أبواب أخرى في حال امتلاء الوادي بمياه السيول ، فموقعها التجاري والجغرافي يحتم عليها استقبال القوافل القادمة من المهرة وعٌمان من جهة المشرق والأخرى القادمة من الجهة الغربية فهي ملتقى القوافل ومدينة الجميع كما ذكرها الهمداني وهي بذلك وفي أوج ازدهارها محفوفة من حولها وداخلها بأشجار النخيل وأنواع الثمار المعروفة في عهدها وفيها عيون وآبار عذبة واعتمادها الأساسي كان عليها وعلى مياه الأمطار والسدود ولم تكن المباني على ما نراه اليوم من ارتفاع شاهق ، وإنما كانت مكونة من دورين أو ثلاثة وتوالت على المدينة أحداث كثيرة ، وتهدمت معظم معالمها ، وتقلصت مساحتها حتى انحصرت فوق أكمة ضيقة المساحة كما هي عليها الآن وأصبحت معروفه في موقعها المرتفع منذ أوائل القرن الرابع الهجري وانتشرت في المدينة منذ بداية القرن السادس الهجري المساجد والزوايا الصغيرة ولم تزل تجدد حتى يومنا هذا واصبح معظمها محصوراً داخل الأسوار .

وفى حكم ابن مهدي جدد أسوارها العتيقة وشيد حولها خندقاً وبنى حصنها المعروف بالحصن النجدي وهو عبارة عن قصر عظيم متعدد الطبقات وذلك سنة (618هـ) وشكل المدينة الحالي مع أسوارها وحصونها هو مما تبقى من تجديد ابن مهدي في بداية القرن السابع الهجري مع ما ادخله بعض السلاطين أثناء حكمهم للمدينة فمنهم سلاطين آل كثير وسلاطين يافع من آل القعيطي ، فأنشئت بعض الأبراج في أجزاء من السور الذي يسميه الأهالي ( الـدور ) ويسمـون الأبراج بـ ( الكوت ) وكان السور المحيط محكماً من جميع جهاته وعرضه متسعا لجري أثنين أو ثلاثة خيول فيه ، ولقد بدأ نجم المدينة يظهر عندما ابتكر المعمار اليمني الشكل الهندسي الجميل لبيوت المدينة العالية ، ففي العقد الثاني من القرن العاشر الهجري ساد الاستقرار النسبي وادي حضرموت تحت حكم السلطان بدر آبو طويرق الكثيري (922-977هـ ) وانتقلت القبائل المجاورة إلى المدن الحضرمية ، فكان نصيب المدينة النصيب الأكبر من النازحين ، فبدأت تضيق بأهلها ومساحة المدينة محدودة ، والبناء خارج الأسوار مهدد بالهدم ، وبجرف السيول ومعرض للغارات التي تجتاح المدينة من حين لآخر ، فلم يكن أمام المهندس المعماري إلا التطلع إلى أعلى فوجدوا في الفضاء فوقهم خير مجال ، فأقاموا البناء الشامخ من أربعة وخمسة أدوار وتوجوا كل ذلك بطابق سادس يعلوه سقف مسطح مكلل ومطلي بالنورة ، كتاج ابيض جميل يزين أعالي كل منزل في المدينة ، وقلادة أخرى من النورة والنقوش ملقاة على واجهات جميع المنازل المترابطة ، ولم يكن البناء معقداً قط ، فإنما هو بمواد بسيطة ـ طين ، تبن ، وماء وجذوع نخيل ، وأخشاب السدر ، وحرارة شمس استوائية لتجفيف اللبن ـ وقواعد المباني قوية ، وهناك اعمدة مستقيمة في المنازل تحمل الأسقف وتعين على تماسك البنيان تسمى باللهجة المحلية ـ الأسهم ـ ونوافذ جميلة وأبواب فريدة كلها مزخرفة بنقوش بديعة غاية في الإتقان .

تسمو المنازل وترتفع إلى أعلى شاهقة نحو السماء ، في أطوال متوازية وزوايا متناسقة ، تبلغ أطوالها في معدل ثابت يتراوح بين ثلاثة وعشرون إلى أربعة وعشرون متراً ، كلها من الطين والخشب ، لا تتأثر بالعواصف والأمطار مصقول أعلاها ، متقن أسفلها ، بلغ عدد منازلهم خمسمائة منزل متجاور متعاضد بعضها ببعض تتخللها الأزقة ويتوسطها المسجد الجامع بمئذنته العالية التي تقل عن ارتفاع المنازل ، يقابل كل ذلك قصر الحكم والحصن النجدي وبوابات المدينة ومنازل الجنود .

هذه هي مدينة شبام التاريخية مدينة السحر والجمال مدينة الخيال مهد العلم والتجارة ومدينة الوادي وكنز من كنوزه التي يفتخر بها كل يمني ، ويعتز بما وصل إليه تفكير أجداده من إثراء فن البناء المعماري في وادي حضرموت .

ومن معالم مدينة شبام المعالم التالية :-

1- مسجد الحارة :

يقع في الركن الشمالي الغربي من السور القديم للمدينة وتجاوره القلعة ويتكون هذا المسجد من طابقين ، حيث تقع المدرسة التابعة للمسجد في الطابق العلوي ، وقد سقط سقفه مؤخراً ، وهو الآن هيكل يحتفظ بأبوابه ونوافذه وأعمدته وله محرابين جميلين في جدار القبلة أحدهما في الطابق الأرضي والثاني في الطابق العلوي الذي استخدم كمدرسة .

2- جامع هارون الرشيد :

يقع هذا المسجد في قلب المدينة ، بني عام (200هـ) ، حيث بناه أحد ولاة هارون الرشيد أو أبنه المأمون الذي كان ينتمي إلى أصل حضرمي ، بني الجامع القديم من الحجارة المزخرفة بنقوش هندسية رائعة وله منارة تبدو قديمة من حيث طابعها المعماري وزخرفتها المشبكة ، ويعتبر الجامع واسعاً في المساحة عن بقية مساجد البلاد وتوجد به الكتابات العربية والأدعية الدينية ، وقد أعيد ترميم المسجد أكثر من مرة ولكن على نفس الأسس القديمة ، ويتضح ذلك من الأجزاء الواضحة في اصل البناء القديم في الجانب الأيمن من المدخل الرئيسي للجامع ، ويوجد به منبر قديم عليه بعض الكتابات التي تؤكد فترته الزمنية .

3- مقبرة شبام :

تقع المقبرة غرب المدينة على بعد (400 متر) في موضع يسمى (جرب هيثم) ، وقد أجريت فيها دراسة من قبل برنامج اليونسكو لحماية مدينة شبام حضرموت .

تقع المقبرة على مساحة تقدر بنحو (180 ألف متر مربع) ، بها مسجدان ومبنى على قبر الولي القديم ، وتقدر عدد شواهد القبور المكتوبة ب (121 شاهداً) ، منها (106) شاهد غطت تواريخها الفترة الممتدة من القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر الميلادي ، وهذه المقبرة لا زالت هي المقبرة الرئيسية للمدينة يدفن فيها الموتى حتى اليوم ، وتمتاز بمهارة تنظيم وتخطيط وضع القبور.

<p class=
  رد مع اقتباس