عرض مشاركة واحدة
قديم 06-20-2018, 11:46 PM   #1
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي (هُمام أو في بلاد الأحقاف )

(هُمام أو في بلاد الأحقاف )
ماذا قال الأديب والشاعر الكبيرعلي أحمد باكثير في مقدمته لهذه الملحمة الشعرية الكبيرة؟
قال الأديب عبد القادر محمد الصبّان :
ويكتب باكثير روايته الأولى (هُمام أو في بلاد الأحقاف) ونشرها عام 1934م - 1345 هـ قال باكثير في مقدمته:
(كلنا يعلم أن في حضرموت بدعًا في الدين يجب أن تنكر وتزال ما في ذلك شك, وأن فيها جهلًا يجب أن ينار بمصباح العلم ما في ذلك مرية, وأن فيها جمودًا يجب أن يدكّ صرحه, وأن فيها امتيازات أدبية وحقوقية للعلويين ولغيرهم يجب أن تبطل, وأن فيها عادات سيئة يجب أن تصلح, وأن فيها فوضى وقطعًا للسبيل وسفكًا للدماء من طبقة القبائل يجب أن يفكر في إصلاحها والضرب على أيدي المفسدين.هذه أمور تراها العين, وتسمعها الأذن, وتلمسها اليد, يجب على الحضرمي أن يتعاون على إصلاحها فإذا ما دعا داعٍ إليه أو عمل عامل له فليس من العقل أن يتهم بأنه يبغض أهل البيت؛ فالمسألة مسألة وطن بائس, وشعب يجب علاجه, وليست المسألة بغض قوم وحب آخرين).
هذه المقدمة التي قدم بها باكثير روايته الأولى (همام أو في بلاد الأحقاف) توضح الرؤية لزمن ومكان الرواية, وتوضح الرؤية لما هو كائن في حضرموت, وأن باكثير عالج تلك الأمراض وكشفها كمرض خطير ,وأنه تحمل في سبيل تشخيصه المرض العداء من أعداء التقدم.
وطبعت هذه المسرحية الشعرية مرة أخرى عام 1380 هـ
(هذه المسرحية استوحيت موضوعها من الحياة الاجتماعية بحضرموت,)
من هو الأديب علي أحمد باكثير الذي لم يوف حقه في بلده حضرموت
ومن شعره الذي كتبه وهو في سن الشباب بمدينة سيئون بعد وداع شهر رمضان قال فيه :
العيد أقبل والهموم نوازع ... قلبي وترشقه الخطوب بأسهم
قلب به شطران بين المسلمين على ... العموم وبين شعبي الحضرمي
آسى على مجد لهم متهدم ... ويحي لذلك السؤدد المتهدم
وأذوب من أسف لشعب جامد ... متخبط في ليل جهل مظلم
متعسف في دينه متعصب ... لقديمه متفرق متقسم
لبسوا الثياب كأنهن وذائل ... لكن خلعن على ذئاب ضرم
الحر مضطهد لديهم مبغض ... والوغد جد محبب ومعظم
ويعود باكثير بعد أن يرسل نفحته ويقول:
يا صاحب القلب الشقي بقومه ... ارفق بهذا القلب لا يتحطم
ذر بعض همك واقض بعض حقوقه ... لابد للمحزون من متبسم

قال عنه الأديب عبد القادر محمد الصبان في ترجمة له في كتابه الحركة الأدبية في حضرموت متحدتاً عن مراحل حياته وأطوار تطوره الإبداعي ص 108:(إن علي باكثير في طوره الأول بعث النهضة الأدبية بحضرموت, وتصدى لنعي الجمود والعادات والمتصوفة، وقد قدمنا نماذج من أشعاره, وهو فوق ذلك فتح باب المسرح الشعري بروايته الأولى - همام أو في بلاد الأحقاف - ولباكثير في طوره الأول غزل رقيق ومدح ووصف وشعر جزل, وأنه في شعره اجتماعي، وهو مطلع واسع الأفق, قرأ الأدب والشعر العربي وأمهات الأدب وتضلع من ذلك كله.)
وفي إندونيسيا حين أن نشأت جمعية الإرشاد التي ضمت في صفوفها عدداً كبيراً من المهاجرين الحضارم في إندونيسيا وسنغافورة منذ عام 1914 نشأ الأديب علي أحمد باكثير في أجواء الخلاف العلوي الإرشادي ،و تأسيس جمعية الرابطة العلوية سنة 1928م ، ونشوء الصحافة والمجلات للفريقين المتخاصمين والمدارس و غير ذلك من المرافق كان للأستاذ الأديب علي أحمد باكثير قسطاً من المشاركة فيما جرى في تلك الفترة بين الحربين العالميتين خارج بلده حضرموت في المهجر الإندونيسي وبين مصر هذا ما اوضه "عبد الرحمن عبد الله بارجاء " في كتابه (الجمعيات والهيئات العربية في إندونيسيا) :من أن هناك صراعاً بين فريقين من العلويين وسماهما فريق المناصب ذوي الجاه الكبير وفريق غير المناصب من العلويين واعتقد بوجود صراع داخلي بينهما في داخل البيت العلوي وقال : أن العلويون في الهجر الإندونيسي كما هم في حضرموت فريقان : المناصب الذين يتمتعون بالجاه الكثير والتقديس العظيم والنفوذ الروحي القوي في الأمة في حضرموت وغيره ...) وذكر أسماء هولاء المناصب واضاف بارجاء نقلاً عن الأديب علي أحمد باكثير :
والفريق الثاني غير هولاء مثل ال السقاف وال شهاب وال يحيى وال الجفري وغيرهم ، هذا الفريق الثاني الذي حمل مشعل التطور والتعليم في اندونيسيا ونقموا على المناصب لما يميزهم عن غيرهم من العلويين ولو كانوا من الفقهاء والعلماء ، كما اخذ هذا الفريق يشنعون على الجمود والتقاليد البالية والعادات السيئة بالمهجر والوطن وبدع القبور والخرافات ونظام الطبقات وجعل مناصب العلم والجاه أرثا يرثه الأبناء عن الآباء والأجداد من غير نظر إلى الجدارة والاستحقاق ( بارجاء ص 127 - 128 )
واضاف بارجاء أن من كان يعد رسل الحرية ومعاداة الخرافات والبدع انظموا مع إخوانهم حين ظهرت جمعية الإرشاد التي أرادت أن تغير الواقع المتخلف في حضرموت وواقع المهاجرين الحضارم في إندونيسيا فقال بارجاء نقلاً عن باكثير :
واستطرد الأديب علي احمد باكثير قائلا :( ولما ظهرت جمعية الإرشاد شعر العلويون انهم أمام خطر يتهدد نفوذهم الروحي بحضرموت ويجعلهم وغيرهم من المواطنين سواسية ، فقاوموها بكل ما آتوه من قوة ، وإذا أولئك الذين كانوا رسل الحرية بالأمس يظهرون اليوم في صفوف إخوانهم المحافظين ومن هذين الفريقين قامت جمعية الرابطة العلوية عام 1928 م في جكرته وبسرعة البرق انتشرت فروع منها الرابطة العلوية بين العلويين وشيعتهم في المدن والقرى الاندونيسية ) ص 128 من المرجع السابق
ووصف الأديب عبد القادر محمد الصبّان في كتابه الحركة الأدبية في حضرموت :
علي أحمد باكثير (بانه ركن من أركان الأدب بحضرموت, ودعامة من دعائمه, غزير الإنتاج, واسع الأفق, باعث النهضة الأدبية بحضرموت، كاتب وشاعر, يعالج في كتاباته وفي أشعاره أدواء المجتمع, ويقدم العلاج في أسلوب قوي ورصين وسلس، يمقت الجمود الفكري والعوائد الفاسدة، حمل حملته على الدجالين والمتصوفة، يمقت العنصرية، دعا إلى إنصاف المرأة وإلى مزاولة الأعمال، عالج الأمراض العقلية المستحكمة والمحكمة بحضرموت, وأثار عليه اعتراضات ومضايقات كبيرة مما جعله يهاجر إلى القاهرة, ويغيب عن وطنه حضرموت 30 عامًا متواليةث النهضة الأدبية بحضرموت): الصبان ص 104
هذا هو موج بسيط من بحر الأديب والشاعر الكبير الحضرمي علي أحمد باكثير ....
مدرسة ثانوية سميت بأسمه للبنات في مدينة سيئون منذ عقد الثمانينات
منزله أصبح متحفاً متواضعاً وبه قاعة أطلقت على أسمه
دار نشر في المكلا حكومية أطلقت بأسمه
من هو علي أحمد باكثير؟
هو علي بن أحمد بن محمد باكثير الكندي، ولد في 15 من ذي الحجة سنة 1328هـ الموافق 21 من ديسمبر 1910م لأبوين عربيين من حضرموت. وحين بلغ العاشرة من عمره سافر به أبوه إلى حضرموت لينشأ هناك نشأة عربية إسلامية مع إخوته لأبيه فوصل مدينة سيئون بحضرموت في 15 من رجب سنة 1338هـ الموافق 5 أبريل 1920م. وهناك تلقى تعليمه في مدرسة النهضة العلمية ودرس علوم العربية والشريعة على يد شيوخ أجلاء منهم عمه الشاعر اللغوي النحوي القاضي محمد بن محمد باكثير . وظهرت مواهبه مبكراً فنظم الشعر وهو في التالثة عشرة من عمره، وتولى التدريس في مدرسة النهضة العلمية وتولى إدراتها وهو دون العشرين من عمره. تزوج باكثير مبكراً ولكنه فجع بوفاة زوجته وهي في غضارة الشباب ونضارة الصبا فغادر حضرموت حوالي عام 1931م وتوجه إلى عدن ومنها إلى الصومال والحبشة واستقر زمناً في الحجاز، وفي الحجاز نظم مطولته أول عمل مسرحي شعري له وهو(همام أو في بلاد الأحقاف) وطبعهما في مصر أول قدومه إليها .
وصل باكثير إلى مصر سنة 1352هـ ، الموافق 1934م، والتحق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً) حيث حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الأنجليزية عام 1939م، التحق باكثير بعد تخرجه في الجامعة بمعهد التربية للمعلمين وحصل منه على الدبلوم عام 1940م.
تزوج باكثير في مصر عام 1943م من سيدة مصرية وحصل الجنسية المصرية بموجب مرسوم ملكي في 22/8/1951م .
وفي المحرم من عام 1388هـ الموافق أبريل 1968م زار باكثير حضرموت قبل عام من وفاته .
توفي باكثير في مصر في غرة رمضان عام 1389هـ الموافق 10 نوفمبر 1969م، ودفن بمدافن الإمام الشافعي في مقبرة عائلة زوجته المصرية .
رحمه الله رحمة واسعة وأجزل له المثوبة على ما قدم


تابعنا على:قناة فوائد في العلم والنصيحة والتاريخ الحضرمي
Telegram: Contact @GNATFAWAYID
وكذلك صفحة تاريخ وتراث حضرموت على الفيس بوك
  رد مع اقتباس