عرض مشاركة واحدة
قديم 05-24-2010, 09:57 PM   #8
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


من يعفو عمن.. يا رئيس؟

بقلم/ عبدالرقيب الهدياني
نشر منذ: 3 ساعات و 46 دقيقة
الإثنين 24 مايو 2010 06:06 م
--------------------------------------------------------------------------------
لا مفاجئة في خطاب الرئيس ، لكن الفاجعة الحقيقة عندي أن الرئيس لم يستشعر بعد هول الأخطار المحدقة بالوحدة والوطن والشعب..

أعلن الرئيس عفوه عن المعتقلين من حرب صعدة والمحتجزين على ذمة الفعاليات السلمية في الجنوب، و الصحافيين الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية ومثلهم من لديهم قضايا منظورة أمام المحاكم.

كان على الرئيس أن يطلب العفو من شعبه الصابر على كل هذه النكبات التي صنعتها سياساته فيه.. ليطلب العفو من أسر الضحايا ومن هدمت منازلهم وقراهم وسحقت مزارعهم في صعدة جراء الحروب الستة العبثية التي دارت رحاها على رؤوسهم.. كان عليه أن يطلب العفو من مئات العائلات في كل المحافظات الجنوبية ممن فقدت أفرادها وجرح البعض الآخر منهم نتيجة القمع الذي طال المتظاهرين العزل في فعاليات الحراك السلمية.. كان عليه أن يلتمس العذر من أكثر من أربعين صحافيا جرجرهم إلى النيابات ومحكمة الصحافة - وكاتب هذه السطور واحد منهم- ويوجه بتعويضهم وسداد الديون التي عليهم أثناء تنقلهم بين محافظاتهم وعاصمة الوحدة ليحاكموا على تغطية أحداث حصلت في اليمن وليس في المريخ.

كان على الرئيس أن يتوجه إلى ملايين المواطنين ممن يكتوون بالفقر والمعاناة جراء سياسات حكومته التي جعلت غالبية هذا الشعب في حافة الفقر والجوع.

أي مهزلة في هذا البلد الذي تداس فيه القيم والأخلاق ..تداس فيه الحياة.. تمتهن في الكرامة،هل سمعتم عن عصابة رسمية تختطف مواطنا وصحافيا وسياسيا مثل محمد المقالح من وسط شارع العاصمة صنعاء وتنكل به وتخفيه شهورا،ثم يقدم إلى المحاكمة بتهم سياسية كيدية ، وإتماما للمهزلة يظهر علينا رئيس الجمهورية بعد كل هذا التوحش ليسقط جميع الأحكام على الضحية المقالح فيما تتجاهل هذه المكرمة الرئاسية كل وقائع الخطف والإخفاء والتعذيب وفاعليها.

عفو الرئيس هو بحد ذاته إهانة للوحدة اليمنية في يوم ذكراها ،وصكوك الغفران التي راح يوزعها تكشف الحرية المقيدة في سجون الحاكم المملوءة بأصحاب الرأي من السياسيين والصحافيين وأفراد الشعب، ذلك أن الوحدة اليمنية ما جاءت إلا لتمنحهم هذه الحرية بينما الحاكم كبلهم بالأغلال وكبهم في السجون والزنازين فكان كمن خان الوحدة وقيمها وأهدافها ومضامينها.

صنعاء عاصمة الوحدة التي فتحت ذراعيها للوحدويين الحقيقيين القادمين من الجنوب عام90م هي اليوم تخفي في سجونها المظلمة فؤاد راشد وصلاح السقلدي وبامعلم وعسكر وفادي باعوم وقبلهم حسن باعوم ويحيى غالب والداعري والسعدي وحقيص وبن فريد والعقلة ومنصر والقائمة طويلة ويحاكم فيها العشرات من الصحفيين من الضالع ولحج وعدن وحضرموت وشبوه.

عدن وكل مدن الجنوب التي تنازلت عن كل شيء ورحل كوادرها عنها إلى عاصمة الوحدة لا يحملون إلا الحب والحلم آنذاك ،هاهي هذه المدن اليوم ساحة حرب مفتوحة لجحافل الحاكم القادمة من كل الشمال.

هكذا يبدو لي المشهد اليوم .. جنوبيون مقيدون في صنعاء، وشماليون مدججون بترسانة عسكرية في عدن ومدن الجنوب الأخرى، والحاكم الفرد يقف في مهرجان الوحدة بتعز وحيدا دون شركائه الذين صنعوا الوحدة ، فهم بين قيادات في الشتات وموظفون أحالهم إلى التقاعد القسري ورفض شراكتهم حتى في الوظائف، ومدن جنوبية تحت الحصار العسكري كما هو حال مديريات لحج والضالع وأبين وشبوة وإلى جانب كل ذلك سياسات اقتصادية صنعها الحاكم نشرت الفقر والجوع في كل مدينة وقرية من ربوع الوطن.

كان على الرئيس وهو في حضرة وجلال يوم الوحدة الأغر أن يساءل نفسه : لما كل هذا الخراب والدمار في وطن الثاني والعشرين من مايو؟ لماذا صارت الوحدة اليوم في أسوأ حالاتها حتى من عام 94م التي اندلعت فيه الحرب؟ لماذا جيل الوحدة في كل الجنوب أكثر تطرفا ضدها؟ لماذا لا تزال البندقية وقوة الجيش والأمن مشرعة تحمي الوحدة ولم تهدئ حتى بعد 20 عاما من تحقيقها؟ لماذا عاد البيض والعطاس من جديد وبعد خمسة عشر عاما ليكونا الفاعلين المؤثرين في ملايين الجنوبيين وليس خيرات ومنجزات الوحدة؟.

أسئلة مرة ، لكن الأمر منها أننا كل يوم نتأكد أن يمسكون دفة القيادة في هذا البلد ما عادوا يقدرون المخاطر التي تحيط بوطننا وشعبنا من كل اتجاه،تعطلت قرون الاستشعار لديهم ،وأصابهم الصمم وعمى البصر والبصيرة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.


تعليقات:
1)
العنوان: لله درك
الاسم: ذو يزن
لله درك على هذا المقال -وكم نحن سعداء ان نسمع ونرى مثل هذه العبارات القوية والاصوات الحرة -من بلد الحضارة والشموخ -مزيدا من النظال ومواجة الفاسدين حتى يتم دحرهم فقد بات قريبا- -
الإثنين 24/مايو/2010 06:16 مساءً
2)
العنوان: جزاك الله خير
الاسم: القدسي
اخي العزيز الهدياني انا لم اقراء مقالك عدى سطور قليله ولكن كما يقولون مقالك مفهوم من عنوانه
قبل دقيقتين او ثلاثه كنت سأقراء خبر عفو الصالح عن الصحفيين وغيرهم وانا استغرب تلك النفسيه الغريبه التي تحكم من يسجنون الناس ظلما ثم يدعون بالافراج عنهم بعفوهم وكأن القانون والحريه من ممتلكاتهم الخاصه يغدقونها ويقطعونها عمن يشاؤوون.
وقبل ايام عندما أعلن عن ان فخامته سيلقي خطابا يفتح فيه صفحة جديده مع وطننا وشعبنا وكأننا كنا غارقين في الخطايا الوطنيه من فساد وغيرها وهو اليوم يتسامح معنا بشرط ان لا نكررها ثانية والا.....
الله يجزيك الخير يا اخي على كل كلمه صادقه تقولها انت او غيرك لاجل اليمن وليس غيره من احزاب او تنظيمات وان شاء الله سيصل وطننا الى بر الامان بجهود ابناءه المخلصين
فاللصوص جبناء فقط يحتاجون لمن يقول لهم انهم لصوص.
الإثنين 24/مايو/2010 06:21 مساءً
3) الاسم: ليلاس تعز الحالمة
العنوان: صحافي شريف
هدياني

وطني يضيع ونحن نرقب عن كثب دماره
وطني ينهار وكلنا نراقب انهياره
من منا يستطيع مواجهة هذا الدمار الساحق للجميع الكبير قبل الصغير الغني قبل الفقير السياسي المحنك قبل الأمي الغافل

هدياني
لا محال من ثورة لا محال من انقلاب غير هذا سنظل نكتب ونكتب
نحن لا نحتاج إلى قراء نحتاج إلى ثوار

قلمك لن يفلح بدون بنادق الثوار
نحن شعب لم نقبل الذل يوماً ولن نقبله فلينتظرون مصيراهم

أنا لليمن
أنا للوحدة
نحن لبعضنا

يكفيك شرف أنك ممن قادرين على الكلام والكتابة بكل صوت عالي بزمن الصمت الرهيب
الإثنين 24/مايو/2010 06:27 مساءً
4)
العنوان: مقال رائع
الاسم: Abu mohand
سلمت يمينك استاذ عبد الرقيب مقال اكثر من رائع .. ومهما طال الظلم فانة لا يدوم ومهما تكبر الجبابرة فلابد من سقوطهم والامل بالله كبير وسقوط هذا النظام قادم لا محالة.... وعاشت اليمن حرة ابية موحدة
الإثنين 24/مايو/2010 06:29 مساءً
5)
الاسم: شابع وحدة وخرط ابو احمد
اكتفي بضم صوتي لك...........................سلمت يداك وبورك قلمك نكأت الجرح
الإثنين 24/مايو/2010 07:04 مساءً
6)
الاسم: القلم الحر
هذه هي الأمانه الصحفية

والله كلامك عين الصواب ولكن يا فصيح لمن تصيح

أنا من أبناء محافظة حضرموت لو تعرف كم كلامك أثر في نحن نحتاج لهذه الأقلام الشريفه التي تجسد مهنة الصحافة في نقلها للحقائق كماهي وتعبر عن واقعها ومجتمعها كما ينبغي أن يكون

وفقك الله
الإثنين 24/مايو/2010 07:10 مساءً
7)
الاسم: ذي يزن ناصر محي الدين
لآحول ولاقوة الا بالله ، لم ادري ما برؤسكم لماذا تقول هكذا ، لو الرئيس لم يصرح باطلاق الصحفيين ، لكنت (أنت) اول من يقول : لماذ لم يصرح رئيس الجمهورية : يطلق كل الصحفيين ، وستقول لماذا لم يسئل الرئيس نفسة لماذا نحن في بلد الديمقراطية وفي عيدها العشرين والسجون مليئة بالصحفيين والاناس البريئين ، دائماً هكذا لماذا لماذا ، وانت لاتعلمون لماذا!!
الإثنين 24/مايو/2010 08:27 مساءً
8)
العنوان: هكذا رجال والا فلا
الاسم: الرازي
لا فض فوك يا عبد الرقيب انا اشهد انك يمني حر ونعلم ان كلام الصدق سوف يكلفك الكثير فشكرا لكل وطني صادق مثلك
الإثنين 24/مايو/2010 08:30 مساءً
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس