عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-2010, 05:35 PM   #75
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


ما الذي يمكن عمله بشأن اليمن في مؤتمر نيويورك؟ المكلا اليوم / كتب : عبدالحكيم هلال2010/9/22

حتى الآن، مرت العملية التي يجريها المجتمع الدولي والإقليمي المهتم باليمن وعلله بثلاثة اجتماعات متقاربة منذ يناير مطلع هذا العام: اجتماع لندن - يناير، اجتماع الرياض – فبراير، ولقاء أبوظبي – مارس..


لقد ظلت تلك الاجتماعات تحوم حول تشخيص العلل وتحديدها، لينتج عنها تشكيل فريقي عمل: أحدهما معني بالاقتصاد والحوكمة، وترأسه الإمارات العربية المتحدة وألمانيا، ‏والثاني معني بالعدل وسيادة القانون، ويرأسه الأردن وهولندا.


ذلك ما حدث بشكل معلن، غير أن اجتماعات أخرى تفرعت عنها في كل من لاهاي والأردن وبرلين كانت تحدث بين فرق العمل المنبثقة عن مجموعة أصدقاء اليمن.. ولم يتم الاحتفاء بها كما حدث مع تلك الاجتماعات الثلاثة السابقة المشار إليها آنفاً.


في 24 من هذا الشهر سيعقد في نيويورك أول اجتماع (رسمي) بين اليمن وأصدقائها لتقييم التقدم الحاصل في اليمن تجاه الإصلاح والاستقرار المفترض حصوله على مدى الفترة الزمنية الواقعة بين اللقاء الأول في لندن- يناير، وحتى اليوم. وهو ما سيتحدد من خلاله توجه مستقبل جهود أصدقاء اليمن.


وتضم مجموعة أصدقاء اليمن: ‏دول مجلس التعاون الخليجي، ودول مجموعة الثماني، إلى جانب الأمم المتحدة والاتحاد ‏الأوروبي، وجامعة الدول العربية، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي‎.‎


يعول كل هؤلاء على إمكانية أن يكون لهم دور رئيسي في مداواة تلك الفوضى من الأزمات المتراكبة التي لحقت بالبلاد على مدى سنوات طويلة حتى بلغت ذروتها. وكتب براين واتيكير مقالاً في الجارديان البريطانية أمس الاثنين حول المؤتمر المرتقب قال فيه: لا يشك أحد في أن اليمن في حالة فوضى. ليس فقط لأنه مرتع لنشاط القاعدة، فاقتصاده في حالة يرثى لها، والحكومة، إضافة إلى كونها مليئة الفساد، تسعى جاهدة لبسط سيطرتها على أجزاء كبيرة من البلاد. والسؤال هو: ما الذي يمكن عمله في هذا الشأن؟.


لكن اليمن تعول كثيراً على أصدقائها الذين آلت إليهم مباضع الجراحة عن طيب خاطر، أملاً بدعم تنموي سخي يعيد إليها القدرة على تحريك مفاصلها الداخلية بعد وصولها مرحلة العجز والشيخوخة والإفلاس. وهي من خلالهم تركز على قطف ثمار إنجاز المقترح المتعلق بإنشاء صندوق دولي لدعم مشاريع البنية التحتية في اليمن، المقرر دعمه وتمويله من قبل الخليج وأمريكا وبريطانيا.


الأصدقاء باتوا يدركون حاجة النظام للمال، لكن مخاوفهم من تبديده في غير الأوعية المحددة له، يقف حجر عثرة أمام إمكانية تسليمه بدون رقيب أو حسيب. وهي لذلك تسعى إلى تقديمه في إطار أوعية دولية محددة، وربطه بالأداء العام.


تقول اليمن في أخبارها المنشورة حول مؤتمر نيويورك – الذي من الواضح أنها تمنحه اهتماماً لافتاً أكثر من غيره – أنها حققت إنجازات عظيمة على صعيد تطبيق الأجندة الوطنية للإصلاحات والتى اشتملت على "تنفيذ حزمة واسعة من السياسات والتدخلات الهادفة الى تعزيز جاذبية البيئة الاستثمارية وتطوير مناخ الاستثمار وبيئة أداء الأعمال، وتعزيز استقلالية السلطة القضائية، وتحديث الخدمة المدنية، إلى جانب تعزيز الإطار القانوني والتنظيمي والمؤسسي للحد من الفساد والحفاظ على المال العام"، سعياً إلى كسب تعاطف وكرم الأصدقاء المهتمين..



على أن هؤلاء وضعوا على رأس برنامجهم القادم في نيويورك -المكون من أربعة محاور- المحور السياسي المعني بدعم العملية السياسية من خلال إجراء حوار وطني شامل يفضي إلى إجراء ‏انتخابات برلمانية حرة وعادلة ومتعددة الأحزاب في ربيع 2011‏‎.‎ ربما بما يعني أنهم باتوا يدركون أكثر من أي وقت مضى أن بقاء الأوضاع السياسية معلقة بالكيفية التي يريدها النظام لمواصلة فرض سيطرته على الحياة السياسية العامة يعد أحد أهم العوامل التي تمنع تقوية المجتمع المدني الذي يجب أن يكون قوياً إلى الحد الذي يمكنه من إحداث عملية التوازن، وبالتالي الاضطلاع بمهام الرقابة القوية التي من شأنها أن تحجّم العبث بالمال العام أولاً، وتجعل من المجتمع المحلي المدني مجتمعاً مؤثراً يفرض تطبيق سيادة القانون ثانياً، وصولاً إلى تحريك عملية التغيير الراكدة منذ أكثر من ثلاثة عقود..



وكتب براين "قد تكون الإصلاحات الاقتصادية غير مستساغة، ولكنها أقل إثارة للمشاكل بالنسبة للنظام من الإصلاحات السياسية (التي هي أيضا على قائمة المراقبة للأصدقاء). على الجبهة السياسية، أقام صالح حواراً وطنياً مع أحزاب المعارضة. من حيث المبدأ، فإن هذا يعد تطوراً إيجابياً، وبرغم ذلك سيتوجب علينا أن نرى ما إذا كان ذلك سوف يصل إلى أي شيء أم إنه مجرد واجهة عرض".


‎سيكون المحور الثاني –ضمن أجندة اجتماع نيويورك– هو ‎الاقتصاد: دعم دولي لبرنامج صندوق النقد الدولي والإصلاحات في الاقتصاد والحوكمة ‏المرتبطة به، واتخاذ إجراءات تهدف لتطبيق البرنامج والإصلاحات. وإحراز تقدم تجاه فتح أسواق ‏العمل الدولية المناسبة أمام القوى العاملة اليمنية‎.‎


‎وفي الإطار ذاته سيكون المحور ‎التنموي مترافقاً وسيستعرض آليات جديدة لتقديم تمويل على المدى الأطول لتلبية احتياجات اليمن التنموية، ‏وبما يتماشى مع أولويات اليمن والتقدم الحاصل في الإصلاحات‎.‎


‎أما المحور ‎الأمني، والأخير، وهو ما جعل أصدقاء اليمن يلتفتون إليها بالخير، ويضعونها على طاولة التشخيص والتقييم والمعالجة..، فسينظر الأصدقاء إلى التقدم المحرز من قبل اليمن وما أنتجته مساعداتهم السابقة في هذا الجانب منذ لقاء لندن ويراجعون الالتزامات التي أطلقوها بدعم سلامة حدود اليمن، بما في ذلك أمن ‏مياهها الإقليمية. واتخاذ إجراء دولي داعم للجهود التي تبذلها كافة الإدارات الحكومية اليمنية ‏للتصدي للتطرف والراديكالي،‎ حسب ما تضمنه بيان إعلان تحديد اجتماع نيويورك (مطلع الشهر).

إن ما يمكن أن يعتبر أمراً مهماً بالنسبة للجهات المانحة الدولية أنها توصلت إلى تحديد آلية موحدة لتقديم المساعدات في إطار برنامج عمل تنفيذي موحد، تعرف من خلاله كم تحتاج البلاد في مختلف المجالات وتخصيص صرفها وفق آلية مشتركة، ذلك بعد أن كانت اليمن تتلقى مساعدات مختلفة من جهات ودول ومنظمات مختلفة في أطر معونات ودعوم مختلفة.. لا تدري غالباً كيف يتم التعامل معها من قبل الحكومة، التي تبدي عجزاً مفضوحاً في أدائها العام للتنفيذ..

وشكك بعض المتابعين الخارجيين في طبيعة استخدام النظام لأموال المساعدات الخارجية، وذهب بعضهم إلى إبداء تخوفهم من استخدامها ضد المعارضة وفي حروبه الداخلية بدلاً من التنمية ودعم وتأهيل قوات الأمن.. وبحسب ما أثارته الصحافة الغربية في هذا الجانب فإن الدعم المقترح من القيادة المركزية الأمريكية لليمن بمقدار (1.2) مليار دولار مؤخراً، موزعة على ست سنوات لدعم مقدرات الجيش اليمن، انقسم إزاءه مسؤولو الإدارة الأمريكية، وكانت حجة البعض تخوفهم من أن تستخدم لحسم عدوات شخصية، مما قد يزيد البلاد اضطراباً..!

يبقى السؤال الأهم: هل يمكن أن تجني اليمن -اليمن ككل وليس النظام- مصلحة كبيرة من تلك الاجتماعات؟ (سيحدد اجتماع نيويورك القادم موعد وتاريخ الاجتماع التالي في الرياض).

تبقى الإجابة معلقة على قدرة المجتمع الدولي على حل مشاكلنا المعقدة بشكل أكثر حزماً. وعلى هؤلاء أن يضمنوا مصالحهم الخاصة من جهودهم عبر تقديم تشخيص مختلف لوضع البلاد ينبع من إيلاء المجتمع المحلي المتضرر نظرة خاصة وأكثر عمقاً كونه أولاً وأخيراً يظل في واجهة الأحداث مؤثراً ومتأثراً بها.



اخبارتتعلق بالمال وغضب وزيرخاجية صنعاء على الرابط التالي

http://www.alsahwa-yemen.net/arabic/.../9/22/3770.htm



المسؤولة السياسية بالسفارة البريطانية بصنعاء: أصدقاء اليمن سياسية بحته وليس لها علاقة - سقيفة الشبامي
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس