عرض مشاركة واحدة
قديم 03-13-2015, 10:10 PM   #59
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

إنَّ حظيرة خنزيرٍ أطهر من وحدتكم

جمعة 13 مارس 2015 06:21 مساءً
إنَّ حظيرة خنزيرٍ أطهر من وحدتكم

عبد السلام بن عاطف جابر
صفحة الكاتب
سيبقى الجنوب قويا سواءً هرب الرئيس أو تمرَّد السفاح
الرئيس يريد كليب حياً
العقول تقول قفوا مع الرئيس والعواطف تقول لا
البترول والغاز ياقبائل حضرموت وشبوة ومأرب
الخداع الاستراتيجي لا يعرفه المزايدون
قال الشاعر مظفر النواب :
القدس عروس عروبتكم . . . . . فلماذا أدخلتم كل زانة الليل إلى حجرتها
ووقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات بكارتها . . . . و سحبتم كل خناجركم
وتنافختم شرفاً . . . . و صرختم فيها أن تسكت صوناً للعرض
فما أشرفكم . . . . أولاد القح-- هل تسكت مغتصبة
أولاد ال---ة
لست خجولاً حين أصارحكم بحقيقتكم . . . إنَّ حظيرة خنزير أطهر من أطهركم
تتحرك دكة غسل الموتى أمَّا أنتم . . . . . . لاتهتز لكم قصبة

هكذا خاطب الشاعر الكبير مظفر النواب العرب عندما كثر الكذب والدجل باسم القدس . . . فكيف نخاطب سفهاء يمن مطلع الذين يكذبون ليل نهار باسم الوحدة ؛ متناسين أنهم من تآمر عليها منذ السبعينات ؛ فكل ما في رؤوسهم هو الثروة والفيد .


غدروا بشريك الوحدة الرئيس البيض ومن معه قبل حرب ١٩٩٤ ؛ اغتالوا الأخلاق بكل معانيها ، ثم غدروا بالوحدة الثانية مع الرئيس هادي عقب حرب ١٩٩٤ . . . ثمَّ انطلقت ثورة التغيير من تعز في ١١ فبراير ٢٠١١ محاولة إنقاذ الوحدة وإرساء دولة المواطنة المتساوية ، وجاءت المبادرة الخليجية والحوار الوطني اليمني ، وأُعلنت مخرجات الحوار .

لم يكن الحراك الجنوبي ضمن الحوار ، ولم يوقع على مخرجاته ، لكنَّه لم يقف ضده ، الحراك الجنوبي ثورة حق ، يقف إلى جانب الحق . . . وكانت مخرجات الحوار "إستعادت الحق" لأبناء اليمن الأسفل في أقاليم الجند وسبأ وتهامة ، ولذلك كان الحراك ومازال مع استعادة حريتهم وحقوقهم . . . لكنَّ صقور يمن مطلع وأزلامهم من الجنوب والشمال لم ترق لهم الحرية والمواطنة المتساوية للجميع فاسقطوا ثورة ١١ فبراير ٢٠١١ وكل ماترتب عليها بثورة مضادة في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ .

ولم يكتفوا بهذا بل وضعوا خطة لوسم اليمن شمال وجنوب بالبيئة الحاضنة للإرهاب ، فاتهموا مأرب والبيضاء وإب تعز والحديدة بأنَّها أوكار القاعدة وداعش ، وهجموا عليها بعلوجهم ، فدمَّروا بعضها ، ومازال البعض الآخر يقاوم ، وبوجود الدعم الإيراني خلفهم ، وانعدام أي دعم عربي لهذه المدن فاحتمال سقوطها وتدميرها مسألة وقت .

فهل يتنبه أبناء هذه المدن الذين يخدمون في سلك القوات المسلحة التابعة للرئيس صالح مايحاك ضد بلادهم ، ويتحركون للدفاع عنها بدلاً عن الخدمة في جيش أصبح معول هدم وتدمير ، هل تتحرك فيهم الكرامة وينقذون أهلهم من عودة الاستعباد....؟ اتمنى أن يفيقوا قبل فوات الآوان .

و الجنوب لم يسلم من هذا الخطر ؛ فعندما نجحت جماعة الحوثي في العملية قبل الأخيرة من انقلابهم في يناير ٢٠١٥ واعتقلوا الرئيس ؛ بدأوا بالاستعداد للمرحلة الأخيرة من انقلابهم ، فتوجهوا بنفس التهم الكاذبة نحو الجنوب "القاعدة وداعش" . . . وعندما هرب الرئيس هادي من سجنهم في فبراير الماضي أضافوا تهمة للجنوبيين "الانفصال والتآمر على الوحدة" .

واتجهوا لاستئجار الرخصاء من أبناء الأقاليم الأخرى لاستخدامهم في التحشيد والتجييش ضد الرئيس هادي والجنوب عامة ، لأنَّهم يدركون أن اصطفاف الشعب اليمني في مواجهتهم كفيل بصدهم مهما كان حجم ترسانتهم العسكرية ومهما كان الدعم الإيراني .

وبالمقابل نجد مشكلة عويصة يعاني منها اليمنيون ؛ أنَّ الكثير منهم لا يدركون حجم المؤامرة التي يحيكها أقطاب يمن مطلع لاستعادة السلطة واستعباد اليمن الاسفل واستعمار الجنوب ، وكيف تآمروا على الرئيس هادي رغم أن الرجل أراد الخير لليمن كله . . .

على الشعب اليمني أن يسأل ؛ أين ذهبت الفرقة الأولى ، والتي كان قوامها ٢٢ لواء (٦٠،٠٠٠) ستين ألف جندي....؟ هل تم تسريحهم...؟ هل هربوا إلى السعودية مع علي محسن...؟ هل ذابوا .. هل ماتوا .. هل انشقت الأرض وابتلعتهم...؟ .. لم يحدث أي شيء من ذلك . باختصار هم انضموا إلى أصحابهم وأصبحوا جزء من جيش الاستعمار الجديد بمسمَّى اللجان الشعبية التابعة لانصار الله أو جماعة الحوثي وثورة ٢١ سبتمبر .

ويسألوا أيضاً ؛ أين ذهب الجيش الشعبي التابع لمجلس التضامن القبلي برئاسة حسين الأحمر وعددهم (٢٥،٠٠٠)...؟ باختصار انضموا إلى بني جلدتهم تحت المسمَّى الجديد اللجان الشعبية التابعة لانصار الله وثورة ٢١ سبتمبر .

كل هذه الجيوش تحتشد وتستعد لاستعادة استعباد اليمن الأسفل في أقاليم الجند وسبأ وتهامة والجنوب . . . ولم يعد أمام أبناء اليمن الأسفل غير خيارين إمَّا العودة للعبودية خلف هؤلاء ، أو الاستعداد للمقاومة والدفاع عن حريتهم . . . فلايمكن تصديق هؤلاء أنَّهم فعلاً حريصون على الوحدة اليمنية وهم من تآمر عليها منذ اليوم الأول...؟

والجنوبيون كذلك ليس أمامهم إلَّا خيار واحد "الاصطفاف والدفاع عن بلادهم" مهما كانت توجهاتهم السياسية سواءً قوى التحرير والاستقلال أو الفدرالية أو الأقلمجية . . . لاخيار غير الدفاع عن بلادهم بقيادة الرئيس هادي فهذا أقل رد على تهديدات الرئيس صالح وحلفاءه الحوثية ، ولسان حال كل مواطن جنوبي يقول لهؤلاء إنَّ حظيرة خنزيرٍ أطهر من وحدتكم .

و الله أعلم .

التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس