عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-2009, 02:06 PM   #3
الواثق بالله
شاعر السقيفه

افتراضي

فصل
وبعد هذه الأخبار والحكايات والأساطير في فضل عينات وفي فضل صاحب عينات ، لم يكتف أصحاب عينات بذلك ، لأن من الناس لا يأتي إلى عينات إلا إذا كان له مصلحة دنيوية مثل شفاء المرضى ونحو ذلك. فألف أصحاب عينات مجموعة من القصص تبين أن الشيخ كان يشفي المرضى ، وأن عينات فيها ما يشفي المرض.
قال صاحب الجواهـر [ ص 109 ] :
ومنها ما أخبر به بعض الصالحين ، قال : " مرض صاحب لي وأشرف على الموت ، فقصدت سيدي الشيخ واستغثت به ، فقال أبشر فإنه يعافى من ذلك المرض ، وإني رأيت ورقة خضراء ووجدته صحيحاً نفعنا الله به " اهـ
قال صاحب الجواهـر [ ص 109 ] :
قال سمعت سيدنا العارف بالله الشيخ الحسن يقول : " أنه في وقت البـرد أدفـأ ما يكون في المسجد ، وسمعت أحداً من السادة يقول إنه وقع به رمـد واشتـد بـه فخـرج إلى المسجد المحـدد وجلس فسكـن ما به وأصبح معافى "اهـ.
كل هذا الكلام لجذب الناس وترغيبهـم في زيارة عينات تلك المدينة المقدسـة التي مسجـدها من الجنة ويكون دافئـاً وقت البـرد وبـه يشفى من بـه رمـد.
وقال صاحب الجواهـر عن كثيب عينات [ ص 117 ] :
وهو ترياق مجرب ودواء ناجع للأمراض المستحكمة المعدية ، وجرب وشوهـد ، وتجربته أكبر برهان ، تضرب له أكباد الإبل في وقاية الأمراض رزقنا الله حسن الاعتقاد والظن الحسن الجميل والنية الصادقة ، قال الشيخ عمـر بن إسماعيل باقشير:
تـرابـــها طـب الجـــراح منـها المسـك فـاح
من شمّ هاتـيــك الـريــاح غـنــم واسـتــراح
مرّغ بهــا الخـد يا صــاح إن رُمـت النجـاح
وزر( ) قـبـبـهـا بـتـرتيـب يـا مولى الكـثـيب
والكثيب هو الكومة من الرمـل ، وهذا الكثيب موجود بعينات ، وتأمل كيف يبالغون في وصـف هذا الكثيب " أنه

ترياق مجرب ، ودواء ناجع للأمراض المستحكمة والمعدية ، وجرب وشوهد .... ثم قال : تضرب له أكباد الإبل " هذا هو غرضهم ومقصودهم ، حث الناس على السفر إلى عينات والتبرك بآثارها التي من الجنة على زعمهم.

قال صاحب الجواهـر [ ص 213 ] :
حوالة الشيخ أبي بكـر على تلميذه الإمام عبد الرحمن الجفري بـتـريس
جاء في كـنـوز السعادة الأبديـة من أنفاس الإمام الأكبـر والكبريت الأحمر الحبيب علي بن محمد الحبشي ، جمع الإمام الكامل محسن بن عبد الله بن محسن السقاف بتصحيح الحبيب القدوة التقي أبي بكـر العطاس بن عبد الله الحبشي قال نقلاً عن مناقب الحبيب العارف بالله عبد الرحمن بن محمد الجفري صاحب تريـس تلميذ الشيخ أبي بكـر ، وخلاصتها : " أن رجلاً غريباً مرض مرضاً أعيا الأطباء ، وقال بعض الصالحين مرضك هذا لا يشفى إلا بأكل الحلال الصرف ( ) ، وقال له لا يوجد إلا بحضرموت ، فخرج وسأل عن المشهور فيها ، فقيل له الشيخ أبو بكر بن سالم صاحب عينات ، فسار إليه وشكى له ، فحوّله على تلميذه الحبيب العارف بالله عبد الرحمن بن محمد الجفري ، فسار إليه لتـريس ، وصادفه يسني ( ) في زرع له ، وظنه خادم الحبيب ، ولما دخل وقت الصلاة قام الغريب يصلي والحبيب في سناوته وخرج وقت الصلاة ( ) ، ثم قال الحبيب له : وما تريد من عبد الرحمن الجفري ، فأخبره بمقصوده وحوالة الشيخ أبي بكـر عليه ، فقال له الحبيب عبد الرحمن الجفري : حوالة الشيخ أبي بكـر مقبولة ، أدخل إلى هذا القضب ( ) واملأ بطنك منـه ، فـفيه دواءك وشفاؤك إن شاء الله . فأكل الغريب منه حتى شبع ، فأمره الحبيب أن يتمشى ساعة بعـد الأكل ، فامتثل لأمره وتحركت بطنه ، فخرج منها كل داء ومرض ، وجاء إلى الحبيب يحمد الله يشكره على العافية. فأمره بالطلوع إلى بيتـه وأضافه وأكرمه ، ولما همّ بالخروج أهدى إلى الحبيب شيئاً من الدنانير ( )

فقال له الحبيب أنت أحوج منا إليها ، ولم يقبلها ، فكلّف عليه الرجل في أخذها ، فمسح الحبيب عيني الرجل فرأى الجبل الذي تجاهه قد صار ذهباً أحمر ، فقال له الحبيب ماذا ترى ؟ فأخبره بما شاهده ، فقال له الحبيب : نحن بحمد الله في غنى ولا نسني إلا لستر الحال وطلب الحلال ، قال الغريب : إنه وقع ببالي شيء من مـرور وقت الفريضة عليك وأنت تسني ، فدخل به الحبيب إلى خلوات ، فوجد في كل واحدة منها صورة الحبيب عبد الرحمن يصلي فاعتذر إليه الغريب ( ) وشكره على حسن صنيعه وتوجه إلى أرضه في عافية " اهـ
المراد من هذه القصة جـذب أكبر عدد ممكن من الزوار ، لأنه إذا كان تلميذ أبي بكر بن سالم يستطيع أن يشفي المريض الذي أعيا الأطباء مرضه ، فإن تلاميذ تلاميذ الشيخ أبي بكر بن سالم موجودون بعينات ، وسدنة ضريح أبي بكر بن سالم موجودون ، وضريح أبي بكر بن سالم موجود في أرض عينات المقدسة ، وما على المريض إلا أن يتوجه إلى عينات ويحضر معه ما تيسر من الدنانير – كما فعل الغريب – ويعطيه للسدنة ويتوسل بالشيخ أبي بكر بن سالم ( ) أو يستشـفي بـرمل كثيب عينات وسيجد الشفـاء العاجل.
قال صاحب الجواهـر [ ص 26 ] :
وخـرار المذكورة تدعى مقبرة بـالـيث في الجهـة النجدية من ساحة النخـر وفيها قبر والدة الإمام العظيم سيدنا محمد بن علي مولى الدويـلة واسمها سعيدة بنت سعيد باليـث وقبرها اليوم غير معروف ، والمقبرة لا تـزال في وقتنا هذا معروفة وفيها قبر حِـسْـن بكسر الحاء المهملة وسكون السين وبعدها نون. ويتحدث الناس قديماً وحديثاً أن من له مولودٌ لم يظهر نموه كأمثاله يوضع عند قبرها وحده ويترك ثم يعاد لأخذه من عند ذلك القبر ، فإما أن ينمو نمواً مطرداً معهوداً أو يموت قريباً. وهذا معروف مجرب لا يختلف في ذلك اثنان. اهـ
عجيب أمر هذه العجوز ، فإنها لا تعرف أنصاف الحلول ، إما أن يُشفى المولود وإما أن يُقضى عليه ويُـؤخذ عمره !!!
والله المستعان على ما يصفون.


فصل
لم يكتف أصحاب عينات بما تقدم من الخيالات والخزعبلات ، والظاهر أن التنافس كان قوياً بينهم وبين أصحاب تريم ، كل منهم يحاول أن يجذب أكبر عدد ممكن من الزوار.
وهناك من الناس من ليس عنده مريض ، ولكن لم يرزقه الله ولداً ولا تحمل امرأته أو عنده أناث وهو يريد الذكور ، فألف أصحاب عينات بعض القصص التي تفيد أن الفخـر أبا بكـر بن سالم كان سبباً في حصول الأولاد لبعض الناس ، وكل من لم يـُرزق بأولاد فما عليه إلا أن يقـدم إلى عينـات وعليه أن يجـلب معه قـربانـاً للشيـخ ( كخروف سمين أو دنانير ) ويقف عند قبـر الشيخ ويتوسل به ( ) ويعطي القربان للسدنة وسيجد مطلوبه.
قال صاحب الجواهـر [ ص 223 ] :
ومنها ما أخبر به بعض مشائخ المهرة ( ) قال جئت أنا وجماعة لزيارة سيدي الشيخ أبي بكر ، فوجدناه بقرية قسم ، فلما انقض المجلس خرجنا ثم دعاني الخادم للغداء وقد غاب واحد من أصحابنا ، فطلعوا على سيدي الشيخ ، وبعد أن أكلنا طلع صاحبنا ، فقال : يا سيدي إني جئت والباب مقلود ( ) فقال الغدا والخير يحصل ، فقال ما عاد أريد غداء إلا حاجة أخرى ، قال قل ما شئت ، قال معي زوجة لها عشرين سنة لم تحبل عقيم أريدها تحمل لي بولد ذكر ، فقال الشيخ : كان كذلك تحمل وستأتي بذكر ، فلما وصلنا ظََهَرَ حملها ذلك الشهر ، وأتت له بولد ذكر " اهـ
يوجد من نساء البادية من لا يحملن ، وكذلك بعض نساء القرى والمدن لا يحملن ، إذا سمعن بمثل هذه القصة يتوافدن إلى عينات ويزرن الشيخ لطلب الولد ، والشيخ لا يعطي الولد مجاناً ، لابـد من قرابين تقدم للشيخ ، والذي يستلم القرابين هم السدنة ، فهم المستفيدون من هذا الكلام ، لذلك يروجون مثل هذه القصص والكرامات.
قال صاحب الجواهـر [ ص 114 ] :
وواقعة الفنجان تكررت ثلاث مرات في هذه الدار ، الأولى : لما دخل عليه الشيخ عبد الرحيم البصري المكي وعند الفنجان من القهوة ، كاشفه بما في خاطره ، ومد الفنجان من يده من النافذة إلى مكة المكرمة من داره وناوله زوجته ، وقال يا عبد الرحيم أصلحنا بينك وبين زوجتك المكية ، وستجيء لك بولد إن شاء الله ويكون عالم مكة ومفتيها ، وسماه عمر ، قال الشيخ عبد الرحيم فعدت فوجدت كلامه حقاً وصدقاً وألقى الله المحبة بيني
وبين زوجتي وأخبرتني بدخول الشيخ عليها ومناولته لها فنجان القهوة وشغفها به بعد ذلك ، ثم قـدر الله له الولد الذكر ، وكان عالم مكة ومفتيها وهو صاحب الحاشية على تحفة المحتاج ، وتم ما قاله الشيخ أبي بكر رضي الله عنه ونفعنا به ، آمين.
الثانية : أن السيد عبد الرحمن بن أحمد البيض تلميذ الشيخ أبي بكر دخل عليه في داره ومعه رجل اسمه عثمان خطيب ومعه فنجان قهوة ، فقال يا سيد عبد الرحمن همك كثرة البنات بلا ذكر ، يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور ، فقال : نعم سيدي خرجنا لنظرك ولذلك ، فقال : البنات مسعدات دين ودنيا ، وبشراك بولد يختم القرآن ، ثم غيره ، اشرب القهوة بنيتها وناوله الفنجان ، وأنت يا عثمان همك كثرة العولة ، أصلحناك وذريتك وتتسع دنياهم وأنت مجمل جبا بالقهوة ، وناوله الفنجان الثاني وقال : اشرب بنيتها.
فوالله ما نقص حرف من لفظ الشيخ وطلعت الشحـر وحضرت أعراس بناته على سادة ذوي تجارة واسعة ، ثم بعد أيام حضرت ختم ولده الموعود بختمة ، وبسكوت الشيخ أنه يموت.
والثالثة: أنه دخل عليه في داره ، فقام له الفخـر وعظمه وأقبل عليه ، وقال له أنت الشيخ المكي صاحب مكة ، مدرس الحرم الشريف ، فقال هل عندك أحد من الأولاد فقال : لا ، إلا أن زوجتي هذا شهر وضعها ، فأحضرت القهوة وكان فنجان سيدنا الشيخ أبي بكر فنجاناً أحمر فأخذه بيده إلى النافذة ، فقال يا شيخ بكري أشرفنا على زوجتك بمكة وهي متعسرة الولادة لها ثلاثة أيام أعطيناهم الفنجان وقلنا لهم اسقوها ، فأخذت لشفة منه ، وقد ولدت غلاماً مباركاً وقلنا لهم سموه فلاناً ، وبقي الفنجان عندهم وأنت تجده عند أهلك إن شاء الله ويخبرونك بالقصة وسيكون الابن عالم مكة إن شاء الله ، فكان كما قال وحققه الله ذو الجلال ولله الحمد. اهـ
من الذي يرزق الأولاد أهو رب العالمين أم أنه الشيخ أبو بكر بن سالم ؟ قال تعالى : { يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير } [ الشورى : 45 – 50 ] ، ولكن كما ذكرت لك المقصود من هذا الدجل كله ومن هذه القصص جذب الزوار وتنشيط السياحة الدينية في مدينة عينات.

تجارة القبور والكرامات
إنه مشروع ناجح ( ) ويدر رزقاً كثيراً على أصحابه ، ولا يكلف كثيراً ، إنما هـو بناء قبة على قبر الشيخ وتزيينها وزخرفتها وكتابة أوراق في كراماته ، لكي يعتقد الناس فيه ويكثر الزوار وأصحاب الحوائج.
وهذا ما فعله أصحاب عينات مع فخـر الوجـود أبي بكر بن سالم ، وقد حثـوا الناس على زيارته ورتبـوا عليها الثواب الجزيل.
قال صاحب الجواهـر [ ص 201 ] :
يحدثنا أهل المناقب أن زيارته تكون نقداً أي يداً بيد ، ويروى أن زيارته دهليز الزيارة لنبي الله هـود عليه السلام جمعاً وانفراداً ، ويقال إنه يقول : خذه لي ما تستاهل هكذا يقول الحبيب الإمام أحمد بن محمد المحضار ، وقد بشر زائريه وقال :
فيا زائري أبشـر بسولك والمنى وترقى مراقي العـز في كل حضرة
بـزورتــنا تعـلو على كل فـائــق وتحظى بجـنـات المعـارف ونفحـة. اهـ

وتقدم أنهم نقلوا عن الفخـر أنه قال : " من زارنا فأنا ضمينه غداً بالجنة "
قال صاحب الجواهـر في وصف الفخر [ ص 148 ] :
السيد الأكبر طراز النور الأخضر الكبريت الأحمر الكعبة المطهرة الغراء ، فهو بالحج إليه من غيره أحرى ، الذي ما شرب شارب من صبابة كأسه ولا ظهر إلا بإظهاره بعد إندراسه ، وظفرت بالمطلب الذي كنت أحاوله فغنمت الكنـز الأعجب فطالما كنت أزاوله فهو شمس الوجود وعين الشهود الشريف الشيخ أبو بكر بن سالم . اهـ
وإسلاماه يا عباد الله ، انظروا إلى أي حد وصل بهم حب المال ، وكيف يقول عنه : " الكعبة المطهرة فهو بالحج ( ) إليه أحـرى من غيـره " ، هل الحج إلى أبي بكر بن سالم أحـرى من الحج إلى مكة ومن منى وعرفات ؟
سبحانك هذا بهتان عظيم .. هل زيارة أبي بكر بن سالم أحـرى من زيارة المسجد النبوي ؟
سبحانك هذا بهتان عظيم ...

قال صاحب الجواهـر [ ص 177 ] :
وهل كـعبـــة الحــــج إلا إذا بـدا محيـاه في دار يُـــزان بها الربـع
وهل محــرمٌ إلا إذا حـج بيـتــــه ملـب إلى عينات يزعجـه النجـع
وهل عرفات غير عرفان قـدره وهل مشعـر إلا ذراه لمن يدعـــو
وهل حجـرُ إلا أنــامـلُ كـفـــــــه حقيـق أن يجـري بموقـفه الدمـع .اهـ
انظروا يا عباد الله كيف يزهدون في زيارة المشاعر المقدسة التي قدسها رب العالمين وأجمعت الأمة كلها على قداستها ، ويُـرَغِبـون الناس في زيارة البقعة العيناتية وصاحب البقعة العيناتية ، إنه حب الدرهم والدينار ، طغى على عقولهم وقلوبهم ، ولا يبعد القول أن صنيعهم هذا يشبه صنيع أبـرهة عندما أراد أن يصرف الناس عن الكـعبة المشرفة إلى كـعبته التي بناها في صنعاء.
قال صاحب الجواهـر [ ص 12] :
وفيه يقول الأميـر محمد بن جعفـر الكثيـري :
إن جئـت عينـات فحي ثـراهــا واستنشـق العرفـان من ربـاهـا
والصق جبينك بالتراب مقبــلاً شـكـراً لمن أولاك لثـم ثـــراهـا
بلـد أقـام بــها الكمـال وحبـــذا بلـد غـدا الغـوث العظيم حماهـا
واستقبل الشيخ المعظم خاشعاً في ذل نفـس كـي تنـال منـــاهـا


فصل
ولما كان كثير من الناس يتأثر كثيراً بالشعر نظم أصحاب عينات عشرات القصائد في مدح أبي بكر بن سالم ، ليجذبوا الزوار إليهم وتنتعش الحركة الاقتصادية ، والمستفيد الأول هم سدنة الضريح ، ضريح فخر الوجود وعين الشهود أبي بكر بن سالم ، وأذكر منها بعض الأبيات.
قال صاحب الجواهـر [ ص 199 ] :
هـنـيـئـاً لمن أضحى يقبــل نعـله ويجـعـلـه تـاجـاً يصون عن الدوس
وقال صاحب الجواهـر [ ص 149 ] :
يا طالب الحاجات دونـــك بابـه والزمـه تظفـر بالذي تســـعى لـه
ما راع أمـر هـائــل إلا غـــــدا في كل حيـن رافـعـــاً أهــوى لـه
كم من بـلاء أوهـنـت أثـقـالــــه فأمـاط فيهـا بالـرجــــــا أثـقــالـه
كم ألبـس المسلـوب ثوباً معلماً فـغـدا أميـنـاً لـــم يخـف ما هــاله
وقال صاحب الجواهـر [ ص 176 ] :
هـو العـروة الـوثـقى إذا كـنـت واثـقــــاً هــو الـدافـع الضـراء هـو الخـيــر والنـفـع
هـو المجـتـبى لولاه ما كان في الــورى مــن الخـلـق لا وتــــر يـكــون ولا شـفـــع
هـو الـذروة العـليــــا هــو الـــدرة التـي بهـا تــم للرســـــل النـظـــام ولا نـــــــزع ( )
هـو الآيـة الكـبــرى هـو النـقـطــة التـي يــدور بـهـــا الإعـطـاء للخـلــق والـنـفـــع
هـو المظهـر الأعلى هـو الفيصـل الذي أتــى بالهـدى والـديـن لمـا أتــى يـدعــــــو
هـو المـركـز الأعلى هـو المرجـع الذي لأفـلاك كــل الـرســــل حـقـاً لـه الـرجـــع
أقـام لهــذا الـســــــر فـي كــل مـــــــدة إمــــــــام لـه قـلـب وغـــــوث لـه سمــــع
خـليـفــة ســــــــر لا زال مـؤيــــــــــداً مـمــداً لهـذا الكـون كـيـمــا تـرى السـبــع
وهـذا زمـان غـوثـنــا فـيــه سـيـــــــــد إمـــــــــام وقـطـب للفـقـيــــــــر لــه ودع
هـو الوارث الأسـرار ذلـك ابـن ســـالم أبـو بـكــر العـالي لـه الخــفـض والرفــــع
حباه إلــه العــرش أســنى وظيـفــــــــة هـو العرش والكرسي هـو الفرق والجـمـع
هـو اللوح للأسـرار فـي كـل عـــــالــم هـو الـقــلم الجـاري يـقـيـنـــاً فــلا بـــــدع
هـو المانح السـراء هـو الكاشف الردى هـو الـدافــع الضـراء حـقــاً لـه الـرفـــــع
وقال صاحب الجواهـر [ ص 178 ] :
ولولاه ما كـان لحجـيــج معـرفـــــاً ولا مـشعــر يـسـعـى إلـيـــه ولا سـلــع
ولولاه ما غيـث ولا مـزن وابــــل ولا نبت في الوادي ولم يخصب الزرع
ولولاه ما كان المحصب مــن منـى بــه الأمـن لـمــا بالحجـيـــج لـه دفـــــع
ولولاه مـا كـانـت مساجـدنـــا التي بجــمعـتـنـا فــيـها يـقــوم بـهـا الجـمــــع
ولولاه ما كانـت بقـلـب مـراحـــــم على بعـضنا والـزجـر حيـناً كذا الردع
ولولاه مـا كـانت قـضـاة وشــرعـة وحـكـــام عــدل للبـغــاة لـهـم صـقـــــع
ولو شـئت أن أثـبت عـنايات فضله لأعـيا جميع الخلـق من شـرحها التـسـع
أيـا غـوث هـذا الوقـت إن عـبيـدكم يـروم إجـازات يـكـون بـها النــفــــــــع
على بابـك العــالي عـليّ فكـن لـــه بدنيــا وأخـرى حصنـه لـك إذ يـدعـــــو
إلى أن قال :
ومـن لا أسـميـهـا لأنـــك عــــالــم بمـا في ضميـر العـبـد لمـا بـكم يـدعـــو
وألبـســهم ثـوب شـفـــاء وعـــــزة فإنـك حـرز أيـهـا الحـصـن والـــــدرع
وزيّـن لنا الأوطان يا حامي الحمى بنـاصر ديـن الله واحـمـيــــه يـا سـبـــع
وقال صاحب الجواهـر [ ص 182 ] :
لـقـد فـاز مـن أمسـى مريـداً بـبابــه وفـــاز بــه بــــرٌ كـمـا فـــاز طـالـــــح
فـما هـو إلا رحـمـة مـن إلـهـنـــــــا ومـا هـو إلا الفـضــل للذنـب صـافــــــح
أنـارت بـه الأفـاق شـرقـاً ومغـربـاً أنـارت بـه الأبـصــــــار ثـم الجـوانــــح
ومـا هـو إلا البـحـر عـذب فـراتــه وكـوثــــره حـلــو ومـا هــــو مــالــــــح

وقال صاحب الجواهـر [ ص 188 ] :
هـم ( ) عـمـــــدتـــي ووسيــلـتي عـنـد الأصائـــــل والبـواكــــر
هـم عــــدتــي هــم نـجـــــدتـــي وهمـوا عيـاذي في المحـاضر
فـبـهــــم إلـيــــك تـشـــــفـــعــي أن تـقـض حـاجـات الضمـائـر
وبـقـطــب حـضـرتـــــــك التـي هـو حـاكــم فـيـهـــا وآمــــــــر
هــو فـــردهــا هـو غـوثــــــهـا هـو سـر هـاتـيـك الســــرائـــر
الـوارث الـحـبــــــــــــر الــذي ظـهـرت بــه مـنـك المظـاهـــر
أعـنــي ابـن ســـالـم مـن سـمـا ابـن الجـهـــابــــــذة الأزاهــــر
ابـن الشـمـــــوس الأوليـــــــــا ابــن الـــدراري الـزواهــــــــر
بـحـــر الشـريـعــــــة والهـدى كـنــــــز الهــدايــة والـذخـــائـر
لا غـــــــرو أن حـــاز العـــلا فــلأنــــــــه نـجــل لبــاقــــــــر
ابـن الحـسـيـــن وجـعـفـــــــــر ابـن الغـطـاريـــف الأطـاهــــر
ابـن النـبــــي المـصـطـــــــفى مجـلي الـصـدا عن كل خاطــر
ابـن الوصــي الـمــــرتـــضى مـفـنـي العـداة لهـم وكـاســـــر
آبـــــــــــاؤه أهــل الكســـــا أبــــداً بـهـم بـالله فـاخـــــــر
ابـن الشــيـوخ ذوي النـــهى مـن كل حـبـر ثـم مـاهـــــــر
شـيــخ تـقـمـص بالهــــــدى قـطـب بــه العــرفـان دائــــر
منجـي الفـقـيـر مـن الــردى مـن كـل فـاقــرة وفـاقــــــــر
أســـق الـفــــــؤاد بـقــطـرة مـن سحب حضرتك المواطر
أبـــذرت بــــذراً مــثــمـراً يـا خـير ســاق خـيـر بـــــاذر
شـمـس المـعــارف والـسنا نــــور النـواظـر والبـصايــر
وسِــعَ الخـلائــق بالرضــا مـن كـل بـــدوي وحـاضــــر
ذا رحــمــة بـــرزت لـنـــا من فيض فضل منـك باهــــر
أحـيــا المــنــازل والـربـى فسحـابـه بالـفـضـل مــاطــــر
ولســان كـلٍّ بالـثـــنـــــــــــا ولـفـضــلـــه بـلســـان شـاكــــر
هــذا الإمـــــام بــلا مــــــرا ولـشــــرع ديـــــن الله ناصـــر
روض المـعـــارف والـنـدى زهــر الـســنا بـربــاه نـاضـــر
عـيـنــات قالـــت مــرحــبــا عـيــن أتــــى بـــالله نــاظــــــر
فـيـهـا الـمسـاجـــــــد كـلهــا وكـــذا الـمـشــاعــر والـمـآثــر
فـيــهـا الـنـبـــــي مـحـمـــــد فـيـهـا الـصـحـابــة والأكـابـــر
وكــذاك بـغــــــــــداد بـهـــا وكــذلك لبـنــان والـمـفـاخــــــر( )
فـيـهـا جـمـيــع الأولـيــــــاء فـيـهـا الأوائـــــل والأواخـــــر
فـيها جـميع العلوم وما تشاء فـاذهــب إلـيـهـا ثـم سـافـــــــر( )
فـيـهـا الـمثـانـي والـثــنــــــا وكــذاك غـيـب الله ظـاهـــــــر
فـيـهـا الـمحـصـب مـن منى فـيـهـا التـقـا من سـفح حاجـــر
فـيـهـا مـمــــد الكـائـنـــــات بـهــا الـتـجـلـي والـبــشــائـــــر
يــا سـيـــــدي يـــا عـــدتـي أرمــق عــبـيــدك بـالـمحـاجــر
ابـن السـحــــاب الـمـلـتـجى بــذوى الجـنـاب والـســرائــــر
عـجــل لــه كــــل الـمــنــى والأمــــن مــن كــيــد وغـــادر
ادفـــع عـــــداه فــإنــهـــــم آذوه بـغـيـــــــاً وأنــت نـاصـــر
حـاشـــا يـضــام عـبـيــدكــم ابـن الأكـابـــــر والكــواســــــر
احـم الـحـمـى فـفـقـيــركــــم طـلـب الـحـمى إذ أنـت قــــادر
كـم ذا أذود بـغــاتــهــــــــــم عـن كــل ســــوء كــم أصابـــر
كــم ذا أدافـــــــــــع بـالـتــي كـم ذا لـهـم عـــاف وغـافــــــر
لكـن غــــرة ســـــــــوحـكـم كـونــــي عُـبـيـدك في العـشائـر
ولـقـــد تـكـــــرر مـنــــهـــم إذ أنـت أعـلـم بـالـســرائــــــــر( )

وقال صاحب الجواهـر [ ص 195 ] :
يا بـن ســــالم هــمة عــلويــــة يـبـلغ بـها كل الأنــــام مناهــا
يا بن الرسول غناك يا أبا حامد عـبــد ببـابـك لا يــريد سواهـا
أنت الحليم وليس حاجة عبدكم تخفى عليكم فاعجلوا بقضاهـا
أنت المراد بل العماد بل المنى بـل أنـت كل الكل يا مولاهـــا
قل يا عُـبـيـدي لا تخاف وإنمـا أنـت الأخص بسـرها وحباهـا
وذكـر صاحب الجواهـر [ ص 198 ] :
أنت ابن ســالم مـن سـمـت أوصافه وعـليـه من حـلـل الجمال بهــاء
أنت الإمـام الـفـخــر أكـرم سـيـــــد سـاد الورى وعنت له الفصحاء
صـــدر الشـريعـة كنــز كل عنايـة بحـر الحـقـيـقـة سـيــد العـطـاء
منهـاج إرشـاد العـلوم وروضهـــا بــدر له بـســما الكـمال سـنـــاء
حـاوي المعـانـي والبـيـان بـمنـطق فـيـه لكـلِّ العـارفـيـــن شـفــــاء
قطب تسلطن بالجمال على الورى مـلك عـليـه مهـابـة وصـفــــــاء
نـســل الـنـبـوة مـن سـلالة هـاشــم مـولى لـه بـيـن الأنــام عـــــلاء
مـاذا عـسى أثـنـي عـلـيك فـضيلـة عجـز الـقـريظ وفاتني الإحصاء
يـا سـيـد أرضي وجـيـــد زمـانـــه وعـليــه مـن نــور الإلـه قضـاء
إني عـبـيـدك لم أزل طـول المدى فـاكـشـف فـإني مسـني الضـراء
ويـرد لي في الدهــر نظم صفائكم ويطيب لي الإنـشـاد والإنـشــاء
قـلـدت جـيـدي طـول كـل نـوالـكم فـلـذا شـدوت كـأنـني الورقــــاء
فـامـنـن عـليّ بـنـظـرة يا سـيــدي ليكون منـكـم للـســــــــقـام دواء
وأمـــدنـي بـعـنـاية وسـعـــــــــادة مـا بـعـدها أبـــــداً يكون شقـــاء
قل يا علي ( ) الشـر بما قـد رمتـه قـد زالـت الضـراء والبـأســـــاء
وكذلك أصحابي الجميع فـقـم بهــم ومـن الـمقاصـد نـلهم مـا شـــــاء

وذكر صاحب الجواهـر [ ص 199 ] :
إذا كـنـت بالتـحـقـيـق مـعـكـــم فـإنـنــي ظـفـرت بـكـل السـؤل يومي مع أمسي
وكـنـت صحـيحـاً بعـدما كـنـت اعـرجا وأصبحـت في خيـر وأمـن وفي أنــسي
لعـــل إلـهـي أن يـطـهـــر بــيــتــــــــه قلـيـبي من الـشيـطان والغي والرجـس
ويلـبـسـنـي ثــوب الـسـلامـة والـشـــفـا ويـشـفـي فـؤادي والـقـليـب مع النـفـس
وذلـك بـشـيـخي واحـد الـدهـر قـطـبـــه غـيـاث جميع الخلق والمنصب القدسي
أبـو بـكـر الحـامــي بـــــنـور جـبـيـنــه ظـلام ضـلال قــد أتـى ناشـر النـفــس
عـليـك بــبـــــاب لابـن ســـــــالـم إنــه لمنـجي من الأمـراض والصد والنكس
وجــــــز تـربــــة كحـلاً لـعـيـنـك إنـــه شــفـاء من الأسـقـام والضـر والعكـس
محـيـاه أضحـى فـي الـوجـود كـأنــــــه ســراج كـبــدر للأنـــام وكالـشـمــــس
هـنـيـــئـاً لـمـــن أضحى يـَُقـبـِـل نـعـلـه ويـجــعـلـه تاجـاً يصـون عـن الـــدوس
ويـلـثــــــم أعـتــــابـاً يـحــج لـبـابـــهـا سُـــراة رجـال الـغيـب كـل بـها يـرسي
لـقـد أصبحـت عـيـنـات عـيـنـيـن للدنـا مخـلـقـة بالطيـب والـمســك والـــورس
ولم لا وقد أضـحـت عـروســـا بسـيــد تـجـلى بـها فـالـبـدر من نـورها مكـسـي
أيا مـركــز الأقـطاب يا قـبــلـةالـورى أقـلـني عـثـاري يا عـمادي ويـا تـــرسي
ولم لا وأنـت الســـــر ســــر نـبـيـنــــا خـليـفـتـه فـي الـوحـش والجـن والأنــس
تجـمـعـت الأقــطـاب فـيـك جـميـعهـــم فــأولـهم معـروف وآخـــــرهم مـرســي ( )
ورثــت عـلــوماً مــن عـلـوم محـمــــد تـجُــل عـن الإفـشــاء والظـن والحــدس
وقـمـت مقـامـاً يعـجــــز الخـلـق كلهــم وخـضـت بحـــاراً لـم تــرم بـلـة ......
كرعت كؤوس الحـــب من قـبل خلـقـنا وألـبـسـت تـــاج المـلك حــقـاً بـلا لــبس
أيا شـيـخ أشـيـاخ الـوجــود بـأســــــره لـعــرب وروم والأعـاجــــــم والفــرس
أغـث عـبـد رقٍ لـم يحـل عـن ولائـكـم وحـكـم بـنـــاء بـالصـــلاح عـلــــــى أس
وعـامـله بالألـطـاف والحـلم والـنـــدى مـع الأهـل يا مـولاي والـفــرع والجـلـس
ومـن كــان مـنـا بالـقـرابـــة دانـيـــــــا وأصحابنا الأحـياء ومن حـل في الرمـس .اهـ

هذا كله من الغلـو الذي حذَّر الله منه ورسوله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : { قـل يا أهل الكتاب لا تغـلوا في دينكم } [ المائدة : 77 ] ، قال العلماء : الغلـو هو مجـاوزة الحـد في مـدح الشيء أو ذمه ، وضابطه تعدي ما أمر الله به ، والغلو كثير في النصارى ، فإنهم غلوا في عيسى عليه السلام فنقلوه من حيـز النبوة إلى أن اتخـذوه إلهـاً مع الله ، يعبدونه كما يعبدون الله ، بل غلوا فيمن زعم أنه على دينه من أتباعه ، فادعوا فيهم العصمة ، فاتبعوهم في كل ما قالوه ، سواء كان حقاً أو باطلاً ، قال تعالى : { اتخـذوا أحبارهم ورهبانهم أربـابـاً من دون الله والمسيح ابن مـريـم وما أمـروا إلا ليعـبدوا إلهاً واحـداً لا إله إلا هـو سبحـانه عـمـا يشركـون } [ التوبة : 31 ]. فالغـلـو في الإنسان سبب لعبادته ، ولهذا حـذَّر الرسول صلى الله عليه وسلم من مجاوزة الحـد في مدحـه والغـلـو فيه فقال صلى الله عليه وسلم : " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبد الله فقـولـوا : عبد الله ورسوله " [ رواه البخاري عن عمر ] . والإطراء هـو مجاوزة الحـد في المدح والكذب فيه.
وقبل النصارى قوم نوح عليه السلام فإنهم كـفـروا لما غلوا في الصالحين قال تعالى : { وقالوا لا تـذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً } [ نوح : 24 ] ، قال ابن عباس هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن أنصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسموها بأسمائهم ، فـفـعـلوا ولم تعبد ، حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عُبِـِدتْ .
وقال ابن جـريـر : حدثنا ابن حميد حدثنا مهران عن سفيان ع موسى عن محمد بن قيس : أن يغوث ويعوق ونسرا كانوا قوماً صالحين من بني آدم ، وكان لهم أتباع يقـتـدون بهم، فلما ماتوا قال أصحابهم الـذين كانوا يقتدون بهم : لو صورناهم كانوا أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم ، فصوروهم . فلما ماتوا وجاء آخرون دب إليهم إبليس ، فقال : إنما كانوا يعبدونهم وبهم يسقون المطر فعبدوهم.

فصل
وبعد هذا الكلام سأذكر لك أخي القارئ بعض الكرامات التي مؤلف كتاب الجواهـر في مناقب الشيخ أبي بكر تاج الأكابر ، ثم أختم بعدها بذكـر وجه التشابه بين غلاة الصوفية وبين الهندوس عبدة الأصنام.
ذكر صاحب الجواهر فصلاً في تعريف الشيخ عند الصوفية بعنوان ( بيان الشيخ لغة واصطلاحاً ) [ ص 36 ] ومما جاء فيه :
وسئل الشيخ أحمد بن الجـعـد متى يكون الشيخ شيخاً ؟
قال : لا يـكـون الشيخ شيخاً حتى يمـحـو سـيـئـات مريـده ( ) من اللوح المحفوظ. قال الشيخ سعيد بن عيسى العمودي : وكيف غـفـل حتى كتـبـت. اهـ
من كتاب ظهور الحقائق لمـؤلـفـه السيد عبد الله بن علوي العطاس ملخصاً. اهـ
الله أكبر يا صوفية حضرموت !! حتى اللوح المحفوظ لم يسلم من خرافاتكم ودجلكم حتى صرتم تعبثـون به كما تشاءون وتمسحون منه سيئات من تشاءون ؟؟ إذا لا يسمى اللوح المحفوظ ، وكيف يكون محفوظاً وأنتم تعبثون به ؟؟ فقد صار لوحاً مكشوفاً ، الأول يدعي أن الشيخ هـو الذي يمحو سيئات مريده منه ، والآخر يزعم أن الشيخ يمنع أن تكتب سيئات مريده أصلاُ ، فهو يقظ مراقب للوح المحفوظ وليس غافلاً عنـه.
وذكر صاحب الجواهـر فصلاً بعنوان ( طلبه للعـلم الشريف ) [ ص 43 ] ، ومما قال فيه : وأخذ عن علامة الإسلام الفقيه عمر بن عبد الله بامخرمة بسـيـئـون ، ولم يشتهر أن أحداً قرأ عليه كتاباً إلا سيدنا الفخر أبا بكر بن سالم ، فقد قرأ رسالة الإمام القشيري عليه ، لأنه لا يمكّـن أحداً يقرا عليه إلا من علم منه النجاح والفلاح وتفرس فيه ، وفي مسجد عبد الملك بسـيئون جرت لهما هذه الطريقة الغريبة والكرامة الخارقة ، فقد جرى ذكر كرامات الأولياء فطلب الشيخ أبو بكر تصويرها في المجلس ، فصورها له هذا الإمام في جمع حاشد من الناس وضع نواة في المسجد قبل تجصيصه ، وأمر بماء يغمره ، فظهرت نخلة بكر بها وليفـها وسعفها ، وبدأ الطلع في النخلة وأبر في المجلس ، وبان الثمر ، وكان رطبا ًجنياً ، فقال الشيخ عمر : قم وهات ما يناسب مع الرطب ، فقام الفـخـر إلى البركة الشرقية النجدية وأتى بسمكة وأكل كل الحاضرين من ذلك الرطب والسمك. قال العلامة الحبيب أحمد بن الحبيب الحسن العطاس ، إن البركة تعرف اليوم ببـركة الشيخ أبي بكر يستـشـفى بها من الرمد ، وأثر النخلة تعرف ، هكذا سمعنا من السلف والخلف. اهـ
وقال صاحب الجواهر [ ص 77 ] : ومـرة طلع إليه أولاده الكبار الشيخ أحمد والشيخ الحامد والشيخ عمر المحضار ، وكان ذلك مع وصول ركاب نـذور جاءته من القـبـلة هـن وحمولهن عددهن سبعون جملاً ، وكان الشيخ يـذبح منهن لغداء الزوار كل يوم واحداً أو إثـنـيـن ، فلما استقر بهم المجلس أرادوا أن يطلبوا منه شيئاً من الركاب يحرثون عليها ، فاطلع نفـع الله به على السرائـر وأقبل عليهم بوجهه الكريم وناطقهم ابـتـداء قبل أن يتكلموا وقال لهم طلعتم لأجل هذه الركاب ، خذوا إلي تبغون ( ) منهن ، وعزة ربي وجلاله ، إني عقرت الكون لكم خليت دمه يقـرقـر ، ولكن اذهنوا لغيرها ( ) أنا قـد سلبت جميع الأولياء ما عاد بقيت شريفة بنت صاحب خيلة عاد معها حال كبير ، وأنا دخلنا عليها بزواج وأخذنا الحال الذي كانت متصعبة عليه والآن قد مهدناها لكم وخليناها دنان بإذن الله. اهـ

وقال صاحب الجواهـر [ ص 78 ] : وفي الزهر الباسم قال أخبـر السيد السالك الولي الناسك شيخ بن علي بن هارون ، قال جئت لزيارة سيدي الشيخ فلما طلعت الدار رأيت كثـرة الزوار والأخدام يدخلون على من يخدم لنفقة الضيفان في المطبخ من النساء ويحيوا ( ) هذا الحال وغالبهم عوام وشبان ، ثم أذن لي فدخلت على سيدي الشيخ فحيث وقع نظري عليه قال ابتداء يا شيخ إنّـا ننظر على قـلوب أصحابنا ونحفظها فلا عاد يقع في شيء مما وقع في الخاطر ، فتعجبت من اطلاعه على ذلك الخاطر. اهـ
إذا كان رب العالمين أرشـد نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يرشد الصحابة وهم أفضل القرون وصفوة الخلق بعد الأنبياء : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون } [ النور :30 ]
وقال صلى الله عليه وسلم : " إياكم والدخول على النساء ، فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو ؟ قال : الحمو الموت " [ رواه البخاري ومسلم ]
وقال صلى الله عليه وسلم : " ما تركـت بعدي فـتـنـة أضـر على الـرجال من النساء " [ رواه البخاري ] ، ولكن هؤلاء القوم فساق وفي نفس الوقت يتظاهـرون ويتفاخـرون بالديـن فاضطـروا إلى أن يصبـغـوا فسـقهم بالصبـغـة الشرعية فأتوا بالطامات. و
ذكر صاحب الجواهـر [ ص 91 ] : فصلاً بعنوان ( قصيدته الـفـخـرية ) ثم ذكر هذه القصيدة ونسبها لأبي بـكـر بن سالم وهي :
صـفـت لــي حـميا خـلـي واسـقـيـت مـن صـافـيــها
اقـبــــل وثــنــــي يــمـلي عـلى الــــذي يـعـلـيـــــها
مـن ذا شــربـها مـثـــلي أنـا قـبـل لا يـصـفـيـــــــها
أنا قــبـل قــبــل القـبــلــي وبـديــت عـلـى هـاليـــها
أنا أعـطـيـت كل الـفـضل تــكّـرم عـلــي والــيــــها
أنا المـجـتـبـى بـيـن أهلي وشـفـعـت فـي عـاصيـها
أنا أعـــزل أنـــادي ولـي أنا شـيخـهـا وقـاضـيـــها
أنا حـتــف أهـل الـوصل تـكّـرم عـليّ بـاريــــــها
أنا حـتـف أهـل الـعــــدل ونــار الجـحـيـم أطفـيها
مــن كان يـنــكـر فـعـلي يجـرب وأنا حامـيــــها
أنا بــــازهــا والـشـهـب أنــا لـلمثــاني أقـريـــها
وعين الحـقـيـقـة عـيـني وأشــرب مـن كاسيــها
وفخـر الوجود الفخـري أبو بـكــر لي يـحـمـيـها
وراقـت حـمـيــا قـربـي وإنـي لـهــا سـاقــيــــها
وأفـلـت شـمـوس الكـــل وهـا شـمـسـنا ضاحـيها
أنـا عـرشـها والكـرسـي وأنـا لـلسـمــاء بـانـيــها
شف أهل الكسا بالـفضل وجبـريـل لي راويـــــها
فهــذه رســـــالـة تـبـنـي بـنـص الـقـرآن واتـليــها. اهـ
الله أعلم هـل قال أبو بكـر بن سالم هذه القصيدة أم نسبوها إليه ؟
على كل حال فهي قصيدة تدل على ضلال قائلها وكـفـره ، وكيف يـزعم أنه هو الذي بنى السماء ؟!!!
هـل ترضى أخي القارئ أن تقوم بعمل تعمله وتـتـقـنـه ، ثم بعد الفراغ منه يأتي شخص آخر ويزعم أنه هـو الذي عمله وأتـقـنـه ، ألا يغضبك هذا ويؤذيك ؟
فكيف بهذا الكذاب المفتري الذي بلغ القمة في الكذب ، كيف يزعم أنه هـو الذي بني السماء ، والله عـز وجـل يقول : { والسماء بنـيـنـاها بأيـد وإنا لموسعـون } [ لنازعات : 27] . وقال عز وجـل : { أفـلم يـنظروا إلى السماء فوقهم كيف بـنيـنـاها } [ ق : 6 ] . وقال سبحانه : { والسماء وما بناها } [ الشمس : 5 ] . وقال سبحانه : { الله الذي جعـل لكم الأرض فراشاً والسماء بناء } [ البقرة : 22 ] .
ولا أدري ماذا يريد بقولها ( وأنا عـرشـها ) ، هـل يريد عـرش الرحمن ؟ وهل يرجع الضمير على عز وجل بلفظ التـأنيـث ؟ لا أسـتـبـعـد هذا وقد خطب بعض غلاة الصوفية رب العالمين بلفظ التـأنـيـث – والعياذ بالله -.
وكيف يزعم أنه هـو العرش والله سبحانه أخبـر في مواضع من كتابه أنه استوى على العرش كقوله تعـالى : { الرحمن على العرش استوى } [ طه : 5 ] فهل استوى الرحمن على أبي بكـر بن سـالم ؟؟؟
سبحانك هذا بهتان عظيم.
وكيف يزعم أنه الكرسي والله عـز وجل يقول : { وسع كرسيه السموات والأرض } [ البقرة : 55 ] .
ألا لعنة الله على الكاذبين.

قال صاحب الجـواهـر [ ص 107 ] :
منشآتـه الكـبــرى
للشيخ أبي بكـر بن سالم منشآت كبرى في عينات وأجلها نفعاً ووقعاً وأجـراً وأثراً وذكـراً مسجده الشريف الجامع روح البلاد الذي تعقد فيه الجماعات والمجتمعات والدروس العلمية وتقرأ الأحزاب القرآنية والدعوات والأوراد والأذكار على الدوام ، وقد أشار على موقعه الأئمة العارفون قبل أن يظهر ويكون كما جاء في أوائل الترجمة. وقام الفخـر بتجديـده وأمـر المعلم ببنـائه وتـشـيـيده ، فشرع فيه وأشاده صرح مبانيـه وقام بتصميمه وتنظيمه وحصل ذهول مع المعلم ( ) وبني على غير المراد ( ) فوجد ما لا يريد وكانت بيده عصا فضرب الجـدار وارتعد وزال عن موضعه ، وسار حتى بلغ المحل المقصود الذي يحبـه صاحب الترجمة ( ) وأشار على الجدار بالاستقرار بقدرة العزيز القهار. قال الشيخ عبد الله بن أبي بكـر قدري باشعيب :
فأنت قـــد أومـيـت يا ســـيــدي إلى جـدار كـي يـــزول فـزال
أعطاكـم التـصريف فيما يشـاء حـيـاً وميـتـاً ربـنـا ذو الجــلال. اهـ
نحن نعلم أن اله على كل شيء قدير ، ولكن القوم ليسوا ثقات ومعروفون بالكذب ، فكيف نصدقهم بهذه الخيالات التي يزعمون أنها كرامات وهم مخالفون لشريعة الله في الأصول فضلاً عن الفروع ، ورحم الله الشاعر حيث قال:
لي حيـلـة فـيـمـن يـنـم وليس في الكـذاب حيـلة
من كان يخلق ما يقول فحـيـلـتـي فـيــه قـلـيـلـة
وهـل صوفية حضرموت أفضل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!!
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في فضائل عائشة رضي الله عنها : ومن خصائصها أن الله سبحانه برأها مما رماها به أهـل الإفك ، وأنزل الله في عذرها وبراءتها وحياً يُـتـلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة ، وشهد لها بأنها من الطيبات ، ووعدها المغفرة والرزق الكريم ، وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها شراً لها لا عائباً لها ، ولا خافضاً من شأنها ، بل رفعها الله بذلك ، وأعلى قدرها وأعظم شأنها ، وصار لها ذكراً بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء ، فيالها من منقبة ما أجلّها.
وتأمل هذا التشريف والإكرام الناشئ عن فرط تواضعها واستصغارها لنفسها حيث قالت : " ولشأني في نفسي أحقـر من أن يتكلم الله فيّ بوحي يُـتـلى ، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيـا يبرئني الله بها".فهذه صديقة الأمة وأم المؤمنين وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي تعلم أنها بريئة مظلومة ، وأن قاذفيها ظالمون لها ، مفترون عليها ، قد بلغ أذاهم إلى أبويها وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا كان احتقارها لنفسها وتصغيرها لشأنها ، فما ظنك بمن صام يوم أو يومين ، أو شهراً أو شهرين ، وقام ليلة أو ليليتين ، فظهر عليه شيء من الأحوال ، ولاحظوا بعين استحقاق الكرامات والمكاشفات والمخاطبات والمنازلات وإجابة الدعوات ، وأنهم ممن يتبرك بلقائهم ، ويُـغتـنم صالح دعائهم ، وأنهم يجب على الناس احترامهم ، وتعظيمهم ، وتعزيرهم ، وتوقيرهم ، فيُتَمَسح بأثوابهم ، ويُـقَـبـّـل ثرى أعتابهم ، وأنهم بالمكانة التي يُـنـتـقـم لهم لأجلها ممن تنقصهم في الحال ، وأن يُـؤخذ ممن أساء الأدب عليهم من غير إمهال ، وأن إساءة الأدب عليهم ذنب لا يكفره شيء إلا رضاهم.
ولو كان هذا من وراء كفاية لهان ، ولكن من وراء تخلف ، وهذه الحماقات والرعونات نتائج الجهل الصميم والعقل غير المستقيم. فأن ذلك إنما يصدر من جاهل معجب بنفسه ، غافل عن جرمه وذنوبه مغتـر بإمهال الله تعالى له عن أخذه بما هـو فيه من الكِبَـر والإزراء على من لعله عند الله عز وجل خير منه.
نسأل الله العافية في الدنيـا والآخرة ، وينبغي للعبد أن يستعيذ بالله أن يكون عند نفسه عظيماً وهـو عند الله حقير. [ إجلاء الأفهام في الصلاة على سيد الأنام – ص 181 ]

قال صاحب الجواهـر [ ص 231 ] :
كراماته نفع الله بها في وقائع شتى
منها وساطته في التـزوج بالجـنـيـــة
فمنها ما وقع لعوض بامزروع وذلك أنه كان يلـقم بقـرة له تحت بيـتـه بالجانب القبـلي من بلدة الواسطة ، فذكـر لسيدنا الشيخ أن بنتاً صغيرة من الجـن تأتي إليه تسامره ، فعرض عليه التـزوج بها فأجاب فتـزوجها بتـوسط الشيخ أبي بكـر ، وهو صحيح عند كثير من علماء الشافعية وغيرهم منهم البارزي والجمال والرملي وأفتى به ابـن عبسين وغيرهم ومنعه آخرون ، فحين بلغت الجـنيـة أمره الشيخ أن يطلقها خشية الحبل ففعل رضي الله عنه.اهـ
وذكـر صاحب الجواهـر [ ص 229 ] : فصلاً بعنـوان ( ومن كشفه الخارق الذي أكـرمه الله به ) :
وذكـر فيه أن أبا بكـر بن سالم قال ليوسف بن عابد الحسني ( صاحب فاس ) يا يوسف أنا أبو الأرواح وقد نظرتك في صلب أبيك وحضرت ولادتك. اهـ
وقال صاحب الجواهـر [ ص 228 ] : ومنها ما في نبـذة الشيخ أحمد باوزير : قيل أن جماعة أتوا لزيارة الشيخ ، فقال بعضهم لبعض في الطريق نختبـر الشيخ ، نريد غدانا من صيد البحـر والـرطب وذلك في غير أوان الخريف ، فدخلوا عليه وباسطهم ثم قال لخادمه : اذهب بالجماعة للمنـزل الفلاني في بيته فإن غداهم فيه ، فقاموا إلى المنزل فوجدوا طلبهم من صيد البحـر المقلي والرطب ، فحاروا وعجبوا وأكلوا حتى صدروا ، فأخذ الخادم المفتاح لحفظ ما بقي فرجع ولم يجد شيئاً. انتهى ملخصاً.


القهوة لما نويت لـه
جاءت الروايات عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ماء زمزم لما شُرب لـه " ، ولازال العلماء يعلمون أتباعهم بهذا عند شرب زمزم ويحثونهم على النية الحسنة عند شربها ، وكان أحد العلماء إذا شرب ماء زمزم يشربه بنية ألا يعطش يوم القيامة.
وأما صوفية حضرموت فاخترعوا للأمة شيئاً جديداً وزعموا أ، القهوة لما شُربت له.
قال في الجواهـر [ ص 220 – 221 ] : وكان سيدنا الشيخ ممن أثـنى على القهوة وشربها ، وكان يشرب منها لوحده رطلاً بعد صلاة الصبح إلى الشروق .......... وكان يقول : ( القهوة لما نـُويَـت له ) ويأمر زائريه بشربها على نية نجاح مقاصدهم. اهـ
وقال صاحب تذكير الناس [ ص 118 ] : وكان سيدي ( ) رضي الله عنه يقول : إن قهوة البـن بدون سكر تـرفع وخم البطن وتُعـين على السهر ، وكان له منها كل يوم وقت انتباهه من نوم القيلولة نحو خمسة عشـر فنجاناً ، ومثلها وقت استيقاظه من النوم آخر الليل ، وإذا نزل ضيفاً عند أحد فلا يرقد حتى تقرب له أدوات القهوة.
وذكر رضي الله عنه عن شيـخه الحبيب أبي بكـر بن عبد الله العطاس أنه قال : كان السيد أحمد علي بحـر القديمي يجتمع مع رسول الله يقظـة ، فقال ك يا رسول الله أريـد أن أسمع منك حـديثاً بلا واسطة . فقال ك صلى الله عليه وسلم أحـدثك بثـلاثـة أحـاديث : الأول ، ما زال ريح قهوة البن في فـم الإنسان تـسـتـغـفـر له الملائكة ، الثاني ، من اتخـذ سبحـة ليذكـر الله بها كتب من الذاكـرين الله كثـيـراً ، إن ذكـر بها أو لم يذكـر ، الثالث، من وقـف بين يدي ولي لله حي أو ميـت فكأنما عبد الله في زوايا الأرض حتى يتقطع إربـاً أربـاً. ( )
قال سيدي رضي الله عنه : وكان الحبيب أبو بكر بن عبد الله العطاس يقول : إن المكان الذي يُـترك خالياً يسكنون فيه الجن ، والمكان الذي تفعل به القهوة لا يسكنونه الجن ولا يقربونه.
وكان سيدي رضي الله عنه إذا أكمل ورد الليل وأحضرت القهوة بين يديه يقول ( الفاتحة ) لمشائخ القهوة البنية ومن شربها بـِنـِـيَّـة من صالحي الصوفية أن يتغشاهم الله بالرحمة والمغفرة ، وأن الله بجاههم عليه يبلغـنا كل أُمنِـية ويحفظنا من كل أذية ، ويسهل أرزاقنا الحسية والمعنوية وجيع البلدان الإسلامية ويصلح العمل والنيـة والعافية والذرية بجاه نبـيـنـا محمد خيـر البرية صلى الله عليه وسلم. ( )

وقال صاحب تذكير الناس [ ص 52 ] :
وذكر الشيخ خليل في فتاويه أن نبي الله سليمان عليه السلام لما مـر بعد أبـيـن شكوا إليه وخم الجهة ، فأمر بطبخ البـن وشرب القهوة. اهـ
ما صحة هذه الرواية عن سليمان عليه السلام ومن رواها ؟ ثم أن المعروف أن القهوة لم تُـعرف إلا في العصور المتأخرة.

ولا أدري لماذا هذا التقديس كله للقهوة ، مع أن الأطباء ذكـروا أن لها أضراراً كثيـرة ويحذرون من الإكثار من شربها ، والقوم يدندنون حول القهوة بل ذكـر صاحب الجـواهـر [ ص 128 ] فصلاُ بعنـوان:

الكرامات المختصـة بالقـهـوة

له بخصوص قهـوة البن خـمس كرامات خارقة ، الأولى : قد ذكرت في موضوع رحلاته وملخصها أن ولي عبد الوهاب بن ولي الله الهندي قال جاء الشيخ أبـو بكـر إلى مكة يعني بالباطن واجتمع به وأخرج له كوزاً ملآن قهـوة حارة . انتهى ملخصاً من الزهر الباسم ، ثانيهما : أنه دخل السيد عبد الرحيم على الشيخ الكبيـر أبي بكتر بن سالم نفع الله به مستـشـفـعـاً بسره في التأليف بينه وبـين زوجته المكية بالغة الجمال والكمال والمال ، نافوا ( ) الجميع هي وأهلها عن عبد الرحيم لـفـقره وقامـوا عليه ولازموه في الطلاق فهرب فلما رآه سيدنا الشيخ أبـو بكـر بن سالم قال أتحب المكية يا عبد الرحيم ، فقال : نعم ومتيم صب بها وقصدي نظركم ودعوة بإصلاح أمري معها عل صبري ، وبيد الشيخ فنجان قهوة كبير أخضر وعنده روشن مفتوح فقال جبا بالقـهوة وهبابها وأخرج يده ورجعت خلية ( ) بمحضر الجم الغفيـر ، فقال أصلحنا شأنك يا عبد الرحيم بالشفاعة هي لما نويت له ، فزوده الشيخ ورجع إلى مكة فلما علم أصهاره بدخوله مع القافلة خرجوا وتـلقوه بغاية الفرح والسرور وقصدوا به دارهم وأدخلوا زوجته عليه فوجدها بأعظم مما عنده لها من الحب والمودة ، وقالت عجبت مع غيبتك وقت كذا بيوم كذا لم أشعر إلا برجل صفته كذا ناولني هذا الفنجان ملآن قهوة وغاب عني ، لم أدر من أين مدخله ومخرجه ، فبهت وشربتـه فأملأ الله قلبي وأهلي حبك من ذلك الوقت ، فإذا هـو ذلك الفنجان بـنـفسه ووصف الوقت والشيخ بكمال وصفه.اهـ من نبذة متعلقة بمناقب صاحب التـرجمة للشيخ أحمد بن عبد الرحمن باوزير وأبقيناها بنصها. ثالثهما: ما في النـبـذة المذكورة للشيخ المذكور نقلاً مما وجد بخط والده الشيخ عبد الرحمن بن محمد با وزير قال : بينما سيدنا الشيخ نفع الله به جالساً بحضرته الشريفة وهي جامعة زوار من كل جهة إذ دخل عليهم رجل في صورة درويش فقام له الشيخ وعظمه وأقبل عليه بكليته وقال له الشيخ : أأنت الشيخ البكـري صاحب مكة مدرس الحرمين الشريفين فقال نعم هل عندك أحد من الأولاد ، فقال لا إلا أن زوجتي هذا شهر وضعها فجاءت القهوة وكان لسيدنا الشيخ فنجان قهوة أحمـر فأخذ بيده الكريمة الفنجان وأخرجه من الخـلفة( ) وردها ولا بها فنجان ثم قال يا شيخ بكـري أشرفنا على زوجتـك بمكــة فوجدناها بالولادة متعـسرة لـها ثلاثة أيام أعطيناهم الفجان القهوة وقلنا لهم اسقوها فحين أخذت نـشفـة ( ) ولدت غلاماً مباركاً وقلنا لهم سموه فلاناً وبقي الفنجان عندهم وأنت تجده عند أمك إن شاء الله يخبرونك بالقصة وابنك هذا يكون عالم مكة فكان كما كان نفعنا الله به قال الراوي وقد رأيت الفنجان بعينه اهـ ( من النبذة بلا تصحيح العبارة أمانة للنقل ).
رابعـها : قال في الزهـر الباسم ما أخبر به بعض من زاره من جهـة الشام قال لما جلست عند سيدي الشيخ خطر لي أن أطلبه الدعاء في رضا زوجة لي هنا ولي مدة طويلة مفارق لها ومعي منها هوى شديد فبدأني الشيخ في الحال قبل أن أسأله وقال ما عاد يقع لك من أهلك إلا الرضا ولو أردناهم أحضرناهم لك في هذا المجلس ولكنا نعطيهم هذا الفنجان يشربونه وبيـده فنجان قهـوة ثم سـرت إلى بلدي فلما وصلت لم أر منهم إلا الرضا فسـألتهم هـل دخل عليكم أحد في يوم كذا فقالوا رجل صفته كذا وكذا وبيـده فنجان قهوة فـناولنـيـه فشربتـه وذكرت صفة الشيخ أبي بكـر رضي الله عنه والساعة التي كنت فيـها قال العبد الفقيـر إلى الله عبد الله بن أبي بكـر باشعيب قلت وقد اشـتمـلت هذه الحكاية خمسة كرامات الأولى اطلاعه على خاطر الرجل الثانية صرف حالة الزوجة من حالة الغيظ إلى حالة الرضا والثالثة تصرفه المـؤذن به قوله رضي الله عنه لو أردناهم أحضرناهم الرابعة طي بعد المسافة البعيدة في ذلك ومناولته لها الفنجان الخامسة التجـري.
وخامسها: ما نقل من كتاب الإفـتاء بحلية الأبـرار عن السيد الفـاضل الولي الإمام عبد الرحمن بن أحمد البيض علوي أحد تلاميذ سيدي الشيخ الخواص أنه خرج لزيارة شيخه الشيخ أبي بكـر بن سالم ومعه رجل اسمه عثمان خطيب فدخلا عليه ومعه فنجان قهـوة فقال في نفع الله به يا سيدي عبد الرحمن همّـك كثرة البنات بلا ذكـر يهب لمن يشاء إناثـاً ويهب لمن يشاء الذكور ، فقال نعم سيدي خرجنا لنظرك ولذلك فقال البنات مسعـدات ديـن ودنيـا وبشراك بولد يختم القرآن ثم غيـره اشرب القهوة بنيـتـها وناوله الفنجان الثاني وأنت عثمان همّـك كثـرة العـولة أصلحناك وذريتـك وتـتـسع دنياهم وأنت جبـا بالقهـوة وناوله الفنجان الثاني وقال اشرب بنـيـتها فوالله ما نـقص حـرف من لفظ الشيخ وطلعت الشحـر وحضـرت أعراس بنـاتـه على سادة ذوي تجارة واسعة ثم بعـد أيـام حضرت ختـم ولـده الموعـود وسكـوت الشيخ عنـه فعـرفت أنـه يـموت.

فصل
قال بعض أهـل العـلم : والمقصود من هذا معـرفة أن من يـدّعي علم شيءٍ من المغيبات فهو إما داخل في اسم الكاهن ، وإما مشارك له في المعنى فـيـلحق به ، وذلك أن إصابة المُـخـبر ببعض الأمور الغائبـة في بعض الأحيان يكون بالكشف ، ومنه ما هو من الشياطين ، ويكون بالفـأل الحسن والزجـر والطيـر والضـرب بالحصى والخـط في الأرض والتـنجـيم والكهانة ونحـو هذا من علـوم الجاهلية.
ونعني بالجاهلية : كل مَن ليس مِـن أتباع الرسل كالفـلاسـفـة والكهان والمنـجمين وجاهلية العرب الذين كانوا قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم. فإن هذه علوم قوم ليس بهم علم بما جاءت به الرسل عليهم السلام. وكل هذه الأمور يسمى صاحبها كاهناً وعرافاً أو معناهما ، فمن أتاهم فصدقهم بما يقولون لحقه الوعيد.
وقد ورث هذه العلوم عنهم أقوام فادعوا بها علم الغيب الذي اسـتأثـر الله تعالى بعلمه ، وادعوا أنهم أولياء وأن ذلك كـرامة. ولا ريب أن من ادعى الولاية واستدل عليها بإخباره ببعض المغيبات ، فهو من أولياء الشيطان لا من أولياء الرحمـن ، إذ الكـرامة أمـرٌ يجـريـه الله على يد عـبده المؤمن المتقي ، إما بدعاء أو أعمال صالحة لا صنع للولي فيها ، ولا قدرة له عليها بخلاف من يدّعي أنه ولي لله ويقول للناس : اعلموا إني أعلم المغيبات ، فإن مثل هذه الأمـور قد تحصل بما ذكرنا من الأسباب وإن كانت أسباباً محرمة كاذبة في الغالب. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في وصف الكهان " فيكذبون معها مائة كذبة " فبين أنهم يصدقون مرة ويكذبون مائة. وهكذا حال من سلك سبيل الكهان ممن يّدعي الولاية والعلم بما في ضمائر الناس مع أن نفس دعواه دليل على كـذبه ، لأن في دعواه الولاية تـزكـية للنـفـس المنهي عنها بقوله تعالى : { فلا تـزكوا أنـفــسكم } [ النجم : 33 ] .
فكيف يـأتون للناس يقولون : اعـرفوا إنـّا أوليـاء ، وإنـّا نعلم الغيب.
وفي ضمن ذلك طلب المنزلة في قلوب الخلق ، واقتناص الدنيا بهذه الأمور ، وحسبك بحال الصحابة والتابعين وهم سادات الأولياء. أفكـان من عندهم هذه الدعاوى والشطحات شيء ؟ لا والله. بل كان أحدهم لا يملك نفسه من البكاء إذا قرأ القـرآن كالصديق ، وكان عمر يُـسمَـع نشيجه من وراء الصفوف يبكي في صلاته ، وكان يمر بالآية في وِرْدِهِ بالليل فيمرض منها ليالي يعوده الناس ، وكان تميم الداري يتقلب في فراشه لا يستطيع النوم إلا قليلاً خوفاً من النار، ثم يقوم إلى صلاته.
ويكفيك في صفات الأولياء ما ذكر الله تعالى من صفاتهم في سورة الرعـد والمؤمنين والذاريات والطور ، فالمتصفون بتلك الصفات هم الأولياء والأصفياء لا أهل الدعوى والكذب ، ومنازعة رب العالمين فيما اختص من الكبرياء والعظمة وعلم الغيب ، بل مجرد دعواه علم الغيب كـفـر ، فكيف يكون المدّعي ولياً ؟
ولقـد عظم الضـرر واشتد الخطب بهؤلاء المـفـتـرين الذين ورثوا هذه العلوم عن المشركين ، ولبّـسوا بها على خـفـافيش البصر. نسأل الله السـلامة والعـافـية في الدنيا والآخـرة.


وجـه التـشـابـه بين الهـنـدوس عـبـدة الأصنام
وبين غلاة الصوفيـة في حضرموت

أجرت مجـلة الأسـرة ( العدد 122 – رجـب 1423 هـ ) لقاء مع شخص اسمه محمد شان ، وكان هندوسياً ومن أسرة مقدسة في تلك الديانة ثم انـتـقـل إلى البـوذية ومنها إلى الـنصرانية التي أصبح فيها قسيساً ، ولأنه يبحث عن الحق كان لابد أن يصل إلى لإسلام ، وكان معه هذا الحوار:
ماذا كانت ديانتك قبل الإسلام ، وكيف كانت حياتك ؟
أنتمي إلى عائلة مقدسة في الديانة الهندوسية بسيريلانكا ، يتمتع أفراد أسرتي بثـراء فاحش ، كما أنهم يتعالون على بقية الناس ، وأتذكر وأنا صغير لم أتجاوز العاشرة من العمر أني لعبت مع أحد الصبية الصغار ، عندما رآه والدي ضربه ضرباً مبـرحاً لأنه تجاوز الفروقات الطبقية التي لا تسمح لمثله أن يقتـرب فضلاً أن يلعب مع من هو في طبقتي.
كيف كانت ممارستكم الدينية الهندوسية ؟
كان لي معلم يتولى الإشراف على دراستي الدينية ، وهذا المعلم الرئيسي رجل يمارس ما يسمى بـ ( السحـر الأسود ) مثل المشي على الجمـر أو على كسر الزجاج حافياً دون ألم ، وكذلك إدخال المسامير في اللسان والخد دون خروج دم أو إحساس بالألم.
هل تعلمت هذه الحركات ومارستها بنفسك ؟
نعم كنت أمارسها أمام الناس من الطبقات الدنيا ، وكانوا يعتقدون أني أتقن هذه الحركات لأني أنحدر من تلك العائلة المقدسة.
ما هو تفسير قدرتكم على أداء هذه الحركات العجيبة ؟
كنـا نستـعـين بشياطين الجـن الذين كانوا يقدمون لنا أشياء تكرس في نفوس أبناء الطبقات الدنيا قداستنا ، إضافة إلى ذلك فقد كان الناس يسألونني عن أمور غـيـبـيـة ، وكان الجـن يحـضرون المعلومات بل ويتحـدثون على لساني ، لأنهم يتلبسون بي أحياناً استغلالاً للجهلة لصرفهم عن الحق.
هل كنت تحـس بدخول الجـن إلى جسدك ، وماذا كانت مشاعرك نحو هذا الأمـر ؟
بدأت الشكوك تساورني عندما كان عمري قريباً من الخامسة عشرة ، وكان من دوافع تلك الشكوك كثرة الآلهة عندنا ، حيث يوجد في منزلنا قرابة مائة وخمسين إلهاً ، كل واحد منهم يختص بجزء من شؤون الحياة ، فأحدهم إلى المطـر ، وثنٍ للقوة ، وثالث للحكمة ، ورابع للحـب وخامس للرزق .... ألخ ، وكان أحدهم في العقيدة الهندوسية لا يغني عن الآخر ، لذلك تـساءلت : هل هذه آلهة حـقـيـقــة ؟ إضافة إلى ذلك كان معلمونا ينهروننا عندما نسألهم بعض الأسئلة حـول بعض الأمور التي لا تنسجم مع العقـل والمنطـق السليم.
ولكن نقطة التحول كانت عندما كان معلمي الـرئيسي في إحدى المرات يقوم بسحر أسود ، وأبلغـه الجـن أن يغادر ذلك المكان قبل الساعة الرابعة عصراً ، ولكنه كان سكـيراً فشرب الخمر ونسي مغادرة ونام ، وبعدما أفاق فقد القدرة على الكلام ، قمت بزيارته بعدها ، فأبلغني أن شياطين الجـن هم من فعل به ذلك وحذرني منهم.
كم كان عمرك حيـنها ؟
كنت أبلغ من العمـر 24 عاماً تقريباً.
ماذا حدث بعدها ؟
علمت أن الهندوسية ديانة باطلة ، تقوم على استغلال الـفـقـراء لدفع أموال ضخمة للأسر المقدسة ، كما تقوم على الخداع الشيطاني والسحـر لإقناع هؤلاء الناس بأنـنـا نستحق التـقـديس ودفع الأموال. اهـ.

بهذه المقابـلة يظهـر وجه التـشـابه بين غلاة الصوفية والهندوس وهي كالتالي:

1- تقديس بعض الأسـر للتعالي على الآخرين ، وهو ما يسمى بالتمييـز العنصري.
2- استـغـلال العـامة والـفـقـراء وأكل أموالهم بالبـاطل.
3- ادّعـاء عـلم الغـيـب.
4- استخـدام السـحـر والحـيل الشيطانية ولاستـعـانة بالجـن ، وهذا واقع من بعض صوفية حضرموت ، إذ كانوا يفعلون بعض الأمـور السحـرية ويزعمون أنها كرامات.



الخـاتـمـــة

عرفت أخي القارئ أن الـدافع الأكـبـر لصوفية حضرموت – فيما سبق – هـو أكل أموال الناس بالباطل ، وأما في هذا العصر وبعـد أن تحسنت أحوال الناس المالية خاصة بعد تقدم الصناعات واستغنى الناس ، فإن الدافع الكبر لهم هـو الكِـبـر والعناد يظن أنه إذا اعترف بالحق وتـرك الباطل أن هذا فيه تحقيراً لآبـائه ومكانتهم.
ولكن ولله الحـمد ترى اليوم كثيراً من أبناء الصوفية من عرف الطريق المسـتـقـيم ومشى عليه وبنـبـذ تلك الخرافات والدجل والشـعـوذة .
فنحن ندعـو العقلاء من أبـنـاء الصوفية أن يـرجعوا إلى رشـدهم وألا تأخـذهم حميـة الجـاهـلية ، فإن الآباء والأجـداد لن ينفعوكم يوم القيـامة : يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } [ عبس : 34 – 37 ]
وقـد يقول قائـل إني جالست دعاة الصوفيـة ولم أسمع منهم هذه الخرافات ؟؟ فأقول إنهم لا يصرحون بذكر هذه الخرافات ( التي يزعمون أنها كـرامات ) في بعض الأوقات إذا عـرـفوا أن الناس لا يـقـبـلون منهم هذه الخـرافات ، ولكن اسألوهم عنها واقـرءوا عليهم بعض ما في كتـابي هذا فسيظهـرون لكم على حقـيقتهم ، وسينكشف لكم الغطاء.

وفـق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحـبـه أجـمعـيـن.







ملاحظة للقارئ الكريم :
ما اقتبسه الشيخ علي بابكر من كتب الصوفية تم نقله بأخطائهم الإملائية واللغوية كما هي. ( الناشر )
  رد مع اقتباس