عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2016, 02:51 PM   #710
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



شبوه برس - خاص - المكلا
السبت 02 أبريل 2016 06:03 صباحاً


كتاب : حضرموت بين القرنين :العاشر و السابع عشر للميلاد : بين الاباضية و المعتزلة (مشروع رؤية)


( الحلقة الاولى)
(بيان للناس)
مشروع الرؤية :
في كتاب : حضرموت بين القرنين : الرابع و الحادي عشر للهجرة ، العاشر و السابع عشر للميلاد : بين الاباضية و المعتزلة (مشروع رؤية)
و مستقبل الكتابة التاريخية في المسألة الحضرمية
بقلم الكاتب والمؤرخ : سالم فرج مفلح

(أن نكون الاوائل هو أن نكون ملعونين محتقرين – نيتشه-)
..........................
قال المؤرخ الالماني (رانكه) - 1795 -1886م - : (ان علم التاريخ يبدأ بنقد التقليد . ) ، ما يقصده رانكه بنقد التقليد ، هو ذلك النقد المؤدي الى الكشف عن منطق خاطئ و مضلل ، و ابداع غيره . و في هذا الاتجاه لمعنى الكتابة التاريخية تأتي دراستنا التاريخية في الكتاب المذكور، فهي تنتمي إلى ما يسمى بالكتابة التاريخية النقدية ، أو التوثيق التاريخي المضاد ، هذا النوع من الكتابة يهتم بإعادة كتابة التاريخ على أسس أكثر دقة وصرامة علمية ، وهي الكتابة التي تهتم بها الجامعات ومراكز البحوث والدراسات . وإذ أن المادة التاريخية في الكتاب المذكور تحمل عبارة ( مشروع رؤية ) ، فإن هذا يعني أنها تحمل في طياتها قراءة نقدية لرؤية سابقة عليها وسائدة ، مضمونها هو : ( السيادة المبكرة للاعتقاد السني في العصر الوسيط ) ، وتطرح مشروع رؤية أخرى جديدة ومخالفة لما قد رأته الرؤية السائدة ، مضمونها هو : ( استمرار سيادة الاعتقاد الاباضي و المعتزلي حتى العصر الحديث ، اي القرن العاشر الهجري على الاقل – السابع عشر الميلادي .).

و حيث ان هذه الدراسة او مشروع الرؤية ، هي في محتواها (رؤية تأسيسية) ، اي غير مسبوقة مادة و منهجا ،و تقف على قطيعة مع (الرؤية السائدة) في الكتابات التاريخية المشتركة معها في موضوعها خاصة الحضرمية منها ، و ترى ان تلك (السيادة) تقوم على المهترئ المتهالك المتآبد او الساعي للتآبد ، اي انها في مهمة اختراق التقليدي و المألوف و زعزعة يقينياته و ثوابته و بداهاته ، هكذا يمكن فهم مهمة حديثنا - كأول خطوات هذه الرؤية - حول (الرؤية السائدة و نقضها ) و ليس مجرد نقدها ، هذا (النقض) الذي تم (جذريا ) ، اعتمد على تبيان التناقضات الذاتية والموضوعية ( الداخلية و الخارجية ) للرؤية السائدة ، اذ انه لا يحق لرؤية ان تدعي (العلمية) في الوقت الذي تحمل فيه تناقضاتها في ذاتها ، اي في منطقها الداخلي و صميم بنائها ، و هو الامر الذي وضع تلك الرؤية في مأزق علمي خانق ، ان لم تكن قد ولدت ميتة ، لا ارى افقا للخروج و الخلاص منه بحيث يعيد لها حضورها المرجعي السابق ، و ذلك للاسباب التالية :

1- ان تلك الرؤية انما هي حصيلة و ضحية ( منهجها ) الذي جانب و حاد عن (العلمية) حتى في ابسط شروطها و هو (عدم التناقض) حسب مبدأ (الثالث المرفوع او الممنوع) ، ، فليس من العقل أو المنطق أو العلم في شىء ان يقول مؤرخ : انه في القرن الرابع الهجري اذاب الله الاباضية كاذابة الملح ، ثم نجده يقول بحضورها القوي في قرون لاحقة متأخرة ، او ان يقول آخر : ان حضرموت في القرن السادس الهجري كانت كلها سنية الاعتقاد ، ثم نجده يقول عن الاوضاع في نفس ذلك القرن : و كانت الاباضية و المعتزلة طامة على الملة الاسلامية .أو يقول آخر : انه في ظل الغزو الصليحي لحضرموت في منتصف القرن الخامس الهجري ، ارتفعت راية اهل السنة . فكيف يمكن ان نفهم ان تقوم الدولة الصليحية الشيعية الاسماعيلية المذهب باعلاء راية أهل السنة ؟. هذا المنطق المختل و المتناقض الى درجة السذاجة ، هو منطق كل المؤرخين الحضارمة الذين عانوا الكتابة التاريخية الحضرمية ، و كل يتناقض على طريقته ، غيرأنهم متفقون على السيادة المبكرة للاعتقاد السني في حضرموت و هو الامر الذي يرى مشروع رؤيتنا خلافه تماما . ولهذا فان اعتماد نفس هذا المنهج – ان كان هناك منهج - للبحث عن مخرج من ذلك المأزق ، لابد ولا محالة ان يكون عديم الفائدة ، و لن يعطي جديدا يذكر ، و بالتالي سوف يظل الموقف العلمي لتلك الرؤية حبيس مأزقه الخانق ، اذ ان الجديد لا يأتي الا من خلال اعتماد منهج آخر اكثر علمية و حداثة ...................

2- في حالة اعتماد منهج آخر اكثر علمية و حداثة ، فانه يستحيل ان يعطي مخرجا موافقا لتلك الرؤية و يعززها ، لآن ازمتها لم تكن الا نتاج تناقضاتها الفجة و الصارخة ، فالحداثة انما هي ثورة عقلية ضد التقليد و الاتباع و النقل و الانغلاق و الجمود على الموجود ، بل هي (العقلانية ) التي تغطي فضاء الوجود الانساني في هذا العصر ، و ليس مهمة مناهج الحداثة الا التفكيك و النقض و الهدم من خلال بيان العيوب المنهجية و كشف التهافت ،اي الهدم من اجل اعادة البناء ، و ليست مهمتها تصليب المفتت و المفكك ، و لا تجهد و تجتهد في تصليب المفتت و المفكك الا افقر الكلمات و اعجزها عن التجديد و تجاوز التقليد ، و لهذا فان اعتماد مناهج الحداثة لن تقدم الا تعزيزا اضافيا لمشروع رؤيتنا هذه ، و هو الامر الذي يترتب عليه ان تكون الرؤية السائدة التقليدية من كتابات الماضي التي فقدت قدرتها المرجعية ( التفسيرية ) ، اذ لا فائدة ترجي من حقن الدواء لجثة هامدة ...................................

3- ان انتفاء (العلمية ) عن الرؤية السائدة ، و بالمقابل المنهجية الصارمة التي شكلت بناء مشروع رؤيتنا ، كل ذلك يمنع (الصدام العلمي ) بين الرؤيتين ، نظرا لعدم التكافئ ، كما ان اية محاولة لفتح مجالات صدام مع مشروع رؤينتنا ، لن تقدم الرؤية السائدة من خلاله الا حشفا و سوء كيل ، و سوف يؤدي الى مزيد من التعرية لجسدها الضئيل المتهالك ...... و حول (عدم التكافئ ) بين الرؤيتين ، حدث في شهر فبراير 2016م ، في جامعة حضرموت ، أن كانت هناك مناقشة لرسالة ماجستير بعنواننقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة موقف علماء حضرموت من الشيعة) ،كان الطالب من حضرموت و الدكتور المشرف من جامعة حضرموت ، و كان الدكتور المناقش الخارجي من جامعة عدن ، و هو الذي بادر الطالب و المشرف بالسؤال التالي : لماذا تجاوزتم دراسة الاستاذ سالم مفلح الواردة في كتابة (حضرموت ...) و هي دراسة رصينة و تغطي اغلب المواضيع الواردة في الرسالة ، و هي تختلف مع ما تقومان بتسويقه .؟. و لعل فيما قاله الدكتور المشارك دلالات أخرى ، و لكن حسبنا منها ما يخص عدم التكافئ بين الرؤيتين..............
4- هذه المنهجية الصارمة و القيمة العلمية التأسيسية لمشروع رؤيتنا هذه ، هي التي دعت المجلس العلمي بجامعة عدن الى الموافقة على مقترح ( مركز الدراسات اليمنية ) بالجامعة على عقد ندوة علمية (بحضور المؤلف ) لمناقشة مشروع الرؤية هذه ، و حددت محاور الندوة و المسؤول العلمي عن كل محور ، و حدد تاريخ انعقادها في شهر سبتمبر 2007م ..-

و في الوقت الذي يمنع مشروع رؤيتنا اعتماد ما قبله ، و يشل قدرته المرجعية التفسيرية ، فانه بالمقابل لا يقبل مواكبته و مسايرته في نهجه التجديدي الا من خلال مناهج بحث موافقة لها في نهجها ، اذ انه لا يقبل الا الكتابة العلمية المنهجية ، و هو الامر الذي يتطلبه البحث في اغوار التاريخ الحضرمي و مجاهيله و فجواته الكبيرة و بياضاته الواسعة ، من اجل الاجابة على السؤال المركزي و الاساسي فيه و هو : ما هي حقيقة سيرة الاسلاف التي اخجلت الاخلاف و دعتهم الى اخفاء و افناء سيرة السلف ،حسب المقولة التي اوردها المؤرخ علوي بن طاهر الحداد ، حين قال في اشهر سقطاته على الاطلاق : (ان الأخلاف وجدوا في سيرة الأسلاف ما ينكرونه عليهم اليوم ، فعمدوا الى اخفائها و افنائها ) ، وهي التي اثبت صحتها مشروع رؤيتنا أو يزعم ذلك.؟ ، ثم ماذا ترتب على عملية الاخفاء و الافناء تلك في كل مناحي الحياة السياسية و الاجتماعية و الثقافية ؟ ، ثم هل ثمة علاقة ما بين الرؤية السائدة تلك و أزمة الهوية التي تعصف بالمجتمع الحضرمي منذ قرون خلت ، ثم ما هي الطرق و السبل و الحيل التي اتبعها الاخلاف في تحقيق و انجاز مهمتهم في الاخفاء و الافناء ؟ . ثم قبل ذلك و ليس بعده ، ألا تسقط و تقوض و تدحض الى حد التسفيه تلك المقولة كل ما قاله و كتبه و وثقه الاخلاف عن حقيقة سيرة اسلافهم .؟؟


اتبعنا على فيسبوك


اقرأ المزيد من شبوة برس | كتاب : حضرموت بين القرنين :العاشر و السابع عشر للميلاد : بين الاباضية و المعتزلة (مشروع رؤية) http://shabwaahpress.net/news/34386/#ixzz47ackPS6V
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح