عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2014, 07:54 AM   #5
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصمصومة [ مشاهدة المشاركة ]
الله لايعودها ايام ان شاءالله ..
يعطيك العافيه عمي ابو صلاح وشاكرين لك جهودك ..


شكراً لك ياعزيزتي الصمصومة ويبارك الله فيك ...
يمكن للقارىء الحصيف أن يستنتج من إجتماع هذا الحشد المبارك في مدينة شبام عام 1943 م وحول هذه القضية الإنسانية إلى تكاتف وتعاضد المجتمع الحضرمي وتكافله الإجتماعي ،ودور بعضاً من آهالي حضرموت وشبام خاصة وجهودهم الطيبة في بذل أقصى مايملكونه في مساعدة القراء والمتضررين من كارثة المجاعة في تلك الفترة ،وغياب سلطات الحكم السلاطيني في وقوفهم مع مواطنيهم في هذه السلطنات
ومن ثم ملاحظة حرارة الخطاب والنداء الذي صدر عن هذا الإجتماع بخاطبة ملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية وخصص منهم من في الجزيرة العربية ،والسلطات الإستعمارية المسؤلة في عدن ...
وبأسم الأمة الحضرمية للتدليل على وحدة الساحل والداخل المقسم بين السلطنتان القعيطية والكثيرية والأحلاف القبلية التي تتبعهما ...

لاحظ هذه العبارة من الخطاب ...(الأمة الحضرمية البائسة الجائعة توجهه الى من في وسعه انقاذها وانتشالها من بين براثن الجوع الذي لاتنتظر معه الا الدمار والهلاك ....)
وفي هذا البيان أو النداء وصفاً رائعاً لتشخيص حال الإنسان والأرض المنكوبة في حضرموت( ...ان سني الحرب العالمية الحاضرة كانت عليها كسني يوسف العجاف اذابت الشحم واكلت اللحم وعرقت العظم بعد ان اتت على كل ماتملكه من حطام الدنيا من نقود وعقار وحلي وامتعة واثاث ورياش وان تركت لها لفيفاً من النخل فانما هو ان لم نقر انه ميت فهو اشبه به لايبل صدًى ولاينقع غلة وان ابقت في يدها فراسخ وفدادين من الارض فانما هي مجدبة لازرع فيها ولانفع منها .....)
أما الصور التي يمكن ملاحظتها وتأملها فهي تصور البؤس والفقر والفاقة والمرض والهزال الذي يظهر على غالبية الناس في حضرموت ، الذين بقوا على قيد الحياة بقدرة الله تعالى ومن ثم برغيف من الخبز الناشف و بغسيل ماء القمح ( شربه )- كما وصف لي ذلك أحد المعمرين - الذي تقدمه المنظمات الدولية للإغاثة التي قدمت هذا العون لأهل حضرموت في مدن سيئون وتريم وشبام ....
وكن من نتائج هذه الكارثة هجرة الآلاف من المواطنين إلى المكلا والشحر والمدن الساحلية وعدن ولحج وأبين وترك أموالهم أو بيعها بثمن زهيد أو استيلاء بعض من الجماعات القبلية التي استجلبت( الشراح للنخيل ) على أموال للمهاجرين من قراهم ،وارتفعت حالات الوفيات بين الناس وخاصة الأطفال وكبار السن ،ثم انتشرت ظاهرة خطيرة وهي اختطاف الأطفال والشباب والنساء الأحرار وبيعهم في السعودية كما ذكر ذلك بن عبيد الله السقاف في إدام القوت وغيرها من المآسي التي حلت بحضرموت وأهلها وخاصة الوادي والصحراء منها ...
  رد مع اقتباس