عرض مشاركة واحدة
قديم 01-13-2006, 11:41 PM   #1
عمر خريص
مشرف سقيفة التراث
 
الصورة الرمزية عمر خريص


هواياتي :  القراءة والكتابة
عمر خريص is on a distinguished road
عمر خريص غير متواجد حالياً
افتراضي المختصر من تاريخ حضرموت (10) تاريخ الدولة الكثيرية

center]الدولـة الكثيريـة بعـد أبي طـويرق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انقسم سلاطين آل كثير على أنفسهم بعد وفاة أبي طويرق ودخلوا في تطاحن لا نهاية له على السلطة ،حتى كان عام 1024هـ (1615م) عندما استولى على السلطة بدر بن عمر بن بدر بن أبي طويرق . فاستعان هذا الامير بالامام المتوكل على الله اسماعيل بن القاسم.
فاشاع عنه منافسوه انه اعتنق المذهب الزيدي فأدت هذه الاشاعة الى أنقسام الناس بين مؤيد له ومؤيد بين ابن أخيه السلطان بدر بن عبدالله بن عمر ابن بدر أبي طويرق .والى السلطان عبدالله بن عمر هذا تنسب (دولة آل عبدالله) وهي الدولة الكثيرية الثانية التي سوف نتحدث عنها في فصل قادم .
وفبي سنة 1070هـ (1659م) تدخل امام اليمن بجيش جرار تحت قيادة القاضي الصفي أحمد بن حسين الحيمي لنصرة السلطان بدر بن عمر ضد مناوئه ابن أخيه بدر بن عبدالله .
وكانت النتيجة ، في آخر الامر ، أن تلاشت سلطة آل كثير جميعهم ، واصبح النهي والأمر في حضرموت لزعماء الجيش الامامي الذين ارغموا أئمة المساجد أن يزيدوا في الاذان جملة (حي على خير العمل) فأمتثل بعض الائمة ورفض الآخرون .
وفي سنة 1113هـ (1701م) على عهد السلطان بدر بن محمد المعروف انقسم الزيود ويافع (جند الجيش الامامي) ، وعمت البلاد موجات من الجور والاقتتال بين الزيود ويافع ومن كان في صف كل جانب منهما.
وفي سنة 1117هـ (1705م) وذهب السلطان بدر الى يافع وبتأييد من العلويين لاستقدام مجندين يافعيين (لانقاد من بها من أهل السنة) (42) وعاد بسته الاف مقاتل وطرد الزيود من حضرموت .
لكن يافع مالبثوا ان استبدوا بالامر ، واستولوا على املاك الدولة الكثيرية واقتسموها بين عشائرهم . فصارت (سيئون) لال الضبي و(تريم) لال اللبعوس و(تريس) لآل النقيب و(شبام) لآل الموسطة ..... واستقلت قبائل آل تميم بسلطة في قراهم ، ووصعوا أيديهم في ايدي يافع ضد البقية الباقية من الأمراء الكثيريين ، اذ لم ينس آل تميم أن آل كثير هم الذين قوضوا دولتهم ــ دولة آل يماني ــ بني ضنه .
وأخذت الدولة الكثيرية تترنح تحت هذه الضربات المتلاحقة ، ثم أنكفأت على نفسها تلفظ انفاسها الاخيرة رغم محاولات بذلها بعض سلاطين آل كثير لبث الحياة في جسمها المتداعي .
وانتهت الدولة الكثيرية الاولى في بداية النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري (1738م) على عهد السلطان جعفر بن عمر بن جعفر الكثيري.
وكان آل كثير قد فقدوا ظفار سنة 1135 هـ (1722م) .

حكم الطوائف اليافعية بساحل حضـرموت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
بعد ان تضعضع حال الدولة الكثيرية الاولى ، استولت كل حامية كثيرية ، (وكانت مؤلفة بصورة رئيسية من الجند اليافعيين) متمركزة في ساحل حضرموت ، على السلطة في المكان التي كانت متمركزة فيه وانفردت بالحكم فيه .
وكانت تلك الحاميات اليافعية تعرف بـ (المكاتب السبعة) ، ويقصد بالمكتب (الحامية) وهي :ــ
1. مكتب آل كساد في قريتي الديس والحامي ويرجع آل كساد وآل بريك بنسبهم الى ذي ناخب اليافعيين .
2. مكتب آل النشادي في قرية عرف.
3. مكتب آل بريك في حصن خرد وفي القسم الشرقي من مدينة الشحر المعروف بـ (رباط بن جوبان) .
4. مكتب آل البطاطي في حارة الرملة في مدينة الشحر.
5. مكتب ابن عاطف جابر في حارة الجزيرة في مدينة الشحر .
6. مكتب ابن معوضة في حارة الخور من مدينة الشحر وفي منطقة حرير الواقعة غربي الشحر.
7. مكتب آل الشيخ علي بن هرهرة في قرية تبالة .
وبعد زوال حكم السلطان بدر بن عمر الكثيري أستأثرت هذه الطوائف اليافعية بحكم المناطق التي كانت تحميها، على ان بعض هذه (المكاتب) كان يظهر ولاء لسلاطين آل كثير الذين تعاقبوا على حكم الساحل الحضرمي أملا منهم في احياء الامجاد الكثيرية الماضية .
امــــــارة آل بــريــك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي عام 1081هـ (1670م) اصبح (مكتب) آل بريك قوة نامية طغت على بقية (المكاتب) اليافعية الموجودة بالشحر واخضعتها لسيطرتها .
وفي سنة 1129هـ (1716م) استولى السلطان جعفر بن عمر بن بدر الكثيري على الشحر فارعن له آل بريك بالشحر لكن ملك السلطان جعفر هذا مالبث ان تدهور ، وهنا اعلن ال بريك امارتهم بالشحر سنة 1165هـ (1751م) .
وكانت الاسرة البريكية الاقوى تكمن بين الاسر البريكية المتعددة ، اسر الشيخ عمر بن عبدالرب بن بريك متمثلة في ابنائه السبعة هم : ناجي ، وسعيد ، وعبود ، ومرعي ، واحمد ، وجابر ، وشيخان . ومن هنا كان اول حاكم بريكي على الشحر ونواحيها الامير ناجي ابن عمر بن عبدالرب بن بريك وذلك سنة 1165هـ (1751م).
امارة آل كســــــاد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
وفي قرية الديس والحامي ، قام آل كساد يشيدوا لهم امارة . وكان الكساديين مكونين من اسرتين ، احداهما اسرة النقيب حسن بن صلاح الكسادي وكان مقرها قرية الديس ، والثانية أسرة النقيب أحمد بن على الكسادي وكان مقرها في الحامي .
ومن الكساديين حلان الديس برز سالم بن صلاح ، ربان سفينة شراعية ، وكان يتردد للتجارة على ميناء المكلا ، ثم طابت به الاقامة بها فجعلها مستقره وكان محبوبا بين الناس وجاء بعده ابنه أحمد فأنشاء الامارة الكسادية بالمكلا سنة 1115هـ (1702م) وهي أول امارة يافعية تقام بحضرموت .
غزو الوهابيين لوادي حضرموت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوهابيون هم اتباع الداعية الاسلامي الشهير محمد بن عبدالوهاب النجدي ، وقد تأسس هذا المذهب في اواسط القرن الثامن عشر الميلادي ، في حوالي عام 1221هـ (1806م) على عهد السلطان الكثيري جعفر علي بن عمر بن بدر (ينطقه الحضارم امبدر) ، جاء الوهابيون عن طريق العبر الى وادي حضرموت في حملة استطلاعية عسكرية ، ثم عادوا ادراجهم الى نجران .
وفي سنة 1224هـ (1809م) جاء الوهابيون للمرة الثانية غزاة لحضرموت ، وفي هذه المرة ناصرتهم جماعات كبيرة حضرمية من قبائل نهد ويافع والنفر الناقمين على الخرافات الصوفية في حضرموت .
وتعرف هذه الحملة العسكرية بحملة (ابن قملا) وهو أحد رؤساء قبيلة دهم اليمانية ، وكان مرشد للجيش الوهابي في توجيهه الى حضرموت ، كان ذلك على عهد السلطان الكثيري علي بن عمر بن جعفر بن بدر.
وبما أن عقائد الوهابيين تستنكر ماتعود عليه الحضارم من التبرك بقبور الموتى ، واقامة القباب عليها ، وتقديم النذور ، واقامة الزيارات لها ، فقد هدم الوهابيون كل قباب القبور الموجودة في تريم . واحرقوا بعض الكتب المتداولة في الاوساط الصوفية في مدينة تريم ، اذ ان الوهابيين يعتقدون انها مخالفة لعقيدة التوحيد الاسلامية وخاصة تلك الكتب المليئة بحكايات الكرامات المنسوبة الى بعض العلويين والمشائخ المعتقد فيهم عند الحضارم .
ومنع الوهابيون قراءة الراوتب واقامة الحضرات والزيارات للقبور ، وقد مكثوا في حضرموت زهاء اربعين يوما ، ويذكر بعض المؤرخين ، ان فرقة من الجيش الوهابي توجهت الى الشحر لما بلغهم عن ان بالشحر من الخرافات التي التي يلصقها بعضهم بالدين مايشابه ماكان موجودا في تريم ، واقامت هذه الفرقة العسكرية معسكرا لها في منطقة الخور ، ولكنهم كما يقال ـ لم يهدموا شيئا من القباب في الشحر ، وكان ذلك في عهد السلاطين آل بريك .
ثم عاد الوهابيون الى نجران مارين بالعبر ، والوهابيون هم الذين حفروا بئر عساكر المشهورة في الاطراف الشرقية لرملة السبعين. وهم الذين مهدوا الطريق المعروفة بدرب الامير ( قائد الجيش الوهابي ) الواقعة في منطقتي قبيلتي الصيعر ودهم في اطراف الصحراء .

الغــــــــزو العثمــــــــاني

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
في عام 945هـ (1538م) كانت الامبراطورية العثمانية قد بلغت الذروة في القوة والنفوذ الواسع ، وكان قد خضع لها الكثير من اقطار الشرق الاوسط وافريقيا وبعض البلدان في شرق اوروبا، وكانت اليمن احدى امنيات السلاطين الاتراك لاهميتها من الناحية العسكرية وموقعها الاستراتيجي المهمين على شواطي البحرين العربي والاحمر بحيث يمكن الاتراك من غزو منطقة الشرق الاقصى بما فيها (الهند) .
كان الاحتلال التركي لليمن يمثل ثلاث مراحل :
الاولى : غزو الاتراك لليمن سنة 1538م وقد قاومتها قوات الامام شرف الدين ثم ابنه المطهر ، وانهزم الاتراك سنة 1568م ، ولم يبق منهم سوى نقطة ارتكاز واحدة في زبيد .
وعاد الاتراك ليحتلوا اليمن سنة 976هـ ( 1569م) وانزلوا قواتهم في زبيد ، وبعد مقاومة دامية بقيادة الائمة انهزموا عام 1045هـ ( 1636م) وبذلك انتهت المرحلة الثانية .
وفي النصف الاول من القرن التاسع عشر حاول الاتراك اقامة مركز نفوذ لهم في الساحل الحضرمي وخاصة في الشحر وشرمة ، بوساطة آل كثير ومساعي بعض العلويين ولكن قوة يافع المتحدة (آل كساد وآل بريك) انزلوا الهزيمة بالقوة البحرية التي ارسلوها الى الساحل الحضرمي .
وبعد ان احتل الانجليز عدن في عام1839م عاد الاتراك فاحتلوا اليمن سنة 1265هـ (1849م) ولكن الصراعات استمرت معخم داخل اليمن واشتدت مقاومة اليمنيين لهم بقيادة الائمة حتى كانت هزيمة تركيا في الحرب العالمية الاولى عام 1918م ، وكانت هذه اخر هزيمة للاتراك في اليمن .

دولة آل عبدالله (أو) الدولة الكثيرية الثانية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

آل عيسى بن بدر
:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
بعد مضي فترة من الزمن انزوى فيها آل كثير في وادي تاربة كأفراد عاديين بعد ان فقدوا دولتهم التي كانت اعظم دولة قامت في حضرموت واطولها امدا، استطاع السلطان جعفر بن علي بن عمر الكثيري ، بعد عودته من الى حضرموت من اندونسيا طرد يافع الموسطة من شبام والاستيلاء عليها سنة 1218هـ (1803م) .
لكن آل كثير مالبثوا أن تنازعوا السلطة بينهم في شبام الى ان انتهى بهذه المدينة العريقة الصابرة الى السقوط سنة 1239هـ (1823م) في يد آل عيسى بن بدر (ينطقها الحضارم عيسى آمبدر) آل كثير، وكان اول سلاطينها عمر بن جعفر بن عيسى بن بدر الكثيري . وتوفي السلطان هذا سنة 1244هـ (1828م)
فتولى امر شبام بعده ابنه منصور بن عمر الذي كان بطشه واستفزازه ليافع (43) ، أحد اسباب قيام الدولة القعيطية .
وفي سنة 1249هـ ( 1833م) شن يافع الموسطة حملة على شبام واحتلوا نصفها ثم قام الصلح بينهم وبين حاكمها الكثيري السلطان منصور بن عمر ، وهدأت الحالة بعض الشيء ، وفي سنة 1250هـ (1834م) هجم آل كثير على تريس واستولوا عليها وكان بها ابن النقيب السعيد اليافعي وطردوه منها .

آل عبدالله :ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي سنة 1261هـ (1845م) ظهر السلطان غالب بن محسن الكثيري على المسرح السياسي الحضرمي ، فاشترى قرية الغرف من آل تميم فكانت هذه القرية نواة دولة آل عبدالله ، وكان مولد غالب بن محسن سنة 1223هـ (1808م) . وفي سنتي 4/5 1226هـ (7/1848م) استطاع غالب بن محسن القضاء على السلطة اليافعية في مدينتي تريم وسيئون.
وفي سنة 1283هـ (1866م) طرد آل كثير الامير علي بن ناجي الثاني من الشحر واحتلوها وأنهوا بهذا الاحتلال الاماراة البريكية .
وفي السنة نفسها حاول آل كثير الاستيلاء على المكلا وانها دولة الكسادي بها ولكنهم فشلوا .
وفي السنة نفسها استطاع التحالف الكسادي/القعيطي انتزاع الشحر من آل كثير ، وبذلك اصبحت الشحر جزاء من املاك القعيطي كما اتفق على ذلك مسبقا بين الكسادي والقعيطي ، وفي سنة 1284هـ (1867م) حاول آل كثير استعادة الشحر من القعيطي ولكنهم فشلوا .
وفي سنة 1285هـ (1868م) حاول القعيطي والكسادي القضاء على دولة آل عبدالله في تريم وسيئون ونواحيها ولكنهم فشلوا ، ومات السلطان غالب بن محسن سنة 1287هـ (1870م) .
وفي سنة 1336هـ (1918م) خضعت الدولة الكثيرية ، في عهد السلطان منصور بن غالب ، لمعاهدة الحماية البريطانية التي كان قد ابرمها الانجليز مع القعيطي سنة 1306هـ (1888م).
وفي سنة 1358هـ (1939م) في عهد السلطان جعفر بن منصور أبرم آل كثير معاهدة الاستشارة مع الانجليز.
وفي اكتوبر سنة 1387هـ (1967م) انتهت الدولة الكثيرية بالانتفاضة المحلية التي سبقت استقلال الجنوب اليمني كله في نهاية نوفمبر سنة (1967م) 1387هـ ، وكان اخر سلاطينها حسين بن علي بن منصور الكثيري.[/align]
التوقيع :
وماتوفيقي الا بالله

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس